Site icon PublicPresse

روسيا والولايات المتحدة بصدد إطلاق حوار ثنائي شامل حول الإستقرار الإستراتيجي (فيديو)

فلاديمير بوتين و جو بايدن

إختتمت في جنيف جولة من المحادثات الموسعة جرت ضمن إطار القمة المنعقدة اليوم الأربعاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن.

وأكد الفريق الصحفي الروسي الذي يعمل على تغطية أعمال القمة إختتام المحادثات الموسعة بين الرئيسين والوفدين المرافقين لهما في فيلا “لا غرانج”، مشيراً إلى أن الطرفين قررا عدم تقسيم هذه الجولة من الحوار إلى قسمين كما كان مقررًا أصلاً.

وأشار مسؤولون في البيت الأبيض لوسائل إعلام إلى أن المحادثات الموسعة اختتمت في الساعة الـ17:05 بالتوقيت المحلي (أي 15:05 بتوقيت غرينيتش).

واستمر الإجتماع الموسع لأكثر من ساعة، بعد أن أجرى بوتين وبايدن في وقت سابق من اليوم جولة من المحادثات استمرت أكثر من 1.5 ساعة على نطاق ضيق بحضور وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي أنتوني بلينكن.

واستمرت القمة الروسية-الأمريكية في جنيف إجمالاً نحو 4.5 ساعة، بما في ذلك فاصل وجيز بين الجولتين. وغادر بايدن عقب إختتام المحادثات الموسعة مقر إنعقاد القمة.

بيان مشترك
ولاحقاً، أعلن الرئيسان بوتين وبايدن عن قرارهما إطلاق حوار ثنائي حول الإستقرار الإستراتيجي، مؤكدين تمسك موسكو وواشنطن بضرورة منع شن حرب نووية.

وجاء في إعلان مشترك للرئيسين صدر في ختام قمتهما، مساء اليوم الأربعاء: “اليوم نجدد تمسكنا بالمبدأ القائل إن الحرب النووية لا يمكن أن يكون فيها منتصر ويجب ألا يتم شنها أبدًا”.

كما ذكر الرئيسان أن التمديد المؤخر لمعاهدة “ستارت 3” بين موسكو وواشنطن يدل على تمسك البلدين بمراقبة الأسلحة النووية”، وأنه “من أجل تحقيق هذه الأهداف ستطلق روسيا والولايات المتحدة في أقرب وقت الحوار الثنائي الشامل حول الاستقرار الاستراتيجي والذي سيكون جوهريا ونشطا”.

وأوضح الرئيسان أنهما يسعيان من خلال إطلاق هذا الحوار إلى “وضع أساس للمراقبة المستقبلية للأسلحة والإجراءات لتخفيض الأخطار”.

وأشار بوتين وبايدن في الإعلان المشترك إلى أن روسيا والولايات المتحدة سبق أن أظهرتا أنهما قادرتان – حتى في فترات التوتر – على تحقيق تقدم في إنجاز الأهداف المشتركة في ضمان قابلية التنبؤ في المجال الاستراتيجي وخفض أخطار نشوب نزاعات مسلحة وتهديد حرب نووية”.

بوتين: لا أوهام لدي لكن هناك بارقة أمل
وبعد اللقاء أكد بوتين أنه ليست لديه أوهام عقب قمته مع بايدن، لكن هناك بارقة أمل ببناء الثقة المتبادلة ويمكن الاتفاق حول كل القضايا التي تم بحثها. وقال إن الطرفين بحثا المواضيع التي تم ذكرها سابقا وهي الإستقرار الاستراتيجي والأمن السيبراني والنزاعات الإقليمية والعلاقات التجارية والتعاون في منطقة القطب الشمالي (أركتيكا).

وأعلن بوتين أنه توصل مع بايدن إلى اتفاق حول إعادة السفيرين الروسي والأميركي لمكاني عملهما لكن دون تحديد موعد دقيق لذلك. كما ذكر أنه اتفق مع بايدن على بدء مشاورات دبلوماسية بين وزارتي الخارجية الروسية والأمريكية حول كل اتجاهات التعاون، مبينا: “هناك ما يجب التحدث عنه، ثمة تراكمات كثيرة، وبدا لي أن كلا الجانبين، بما في ذلك الأمريكي، مصممان على إيجاد حلول”.

وأكد بوتين أن المحادثات تطرقت قليلا إلى قضية أوكرانيا، موضحا: “حسبما فهمت، الرئيس بايدن متفق على أن اتفاقات مينسك تمثل أساسا للتسوية شرق أوكرانيا”. وأشار إلى أن “روسيا والولايات المتحدة تتحملان مسؤولية خاصة عن الاستقرار الاستراتيجي في العالم باعتبارهما أكبر قوتين نوويتين”، مردفا: “نحن نفهم هذه المسؤولية”.

وشدد في هذا السياق على أن بايدن اتخذ قرارا مسؤولا ومناسبا من حيث التوقيت لتمديد معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية الهجومية “ستارت 3” لمدة 5 سنوات. وذكر أن الطرفين اتفقا على بدء مشاورات بعد ذلك حول الخطوات التالية التي يمكن اتخاذها بقيادة وزارتي الخارجية للبلدين.

وحول سير القمة قال بوتين إنه لم ألاحظ “أي عدائية” من قبل أي من الطرفين، وتابع: “لقاؤنا جرى في سياق مبدئي ولدينا مواقف وتقديرات مختلفة تماما حول الكثير من القضايا، لكن كلا الطرفين أبديا رغبة في فهم بعضهما بعضا وإيجاد سبل لتقريب المواقف. الحديث كان بناء بما فيه الكفاية”.

وأعلن الرئيس الروسي أنه اتفق مع نظيره الأمريكي على بدء مشاورات حول قضية الهجمات السيبرانية. وأشار في هذا السياق استنادا إلى مصادر أمريكية إلى أن أغلب الهجمات السيبرانية في العالم تنفذ من داخل الولايات المتحدة، وتأتي بعدها كندا، ومن ثمن أمريكا اللاتينية وبعدها بريطانيا، بينما لا توجد روسيا في قائمة الدول الأولى من حيث عدد مثل هذه العمليات. وشدد بوتين على أن الولايات المتحدة لم ترد على أي طلب توضيح وجهته روسيا بشأن الهجمات السيرانية.

وأكد بوتين أن المحادثات تطرقت قليلا إلى قضية أوكرانيا، موضحا: “حسبما فهمت، الرئيس بايدن متفق على أن اتفاقات مينسك تمثل أساسا للتسوية شرق أوكرانيا”. وأضاف في هذا السياق ردا على سؤال أحد الصحفيين: “لدينا التزام واحد حول أوكرانيا وهو الإسهام في تطبيق اتفاقات مينسك لتسوية الأزمة، وفي حال استعداد الطرف الأوكراني سلك هذا السبيل فإننا سنتجه عبره”.

وحول التحركات الأخيرة لروسيا قرب حدود أوكرانيا، أشار بوتين إلى أن روسيا نفذت كل التدريبات في أراضيها. وشدد على أن بلاده لا تنفذ أي تدريبات عسكرية على حدود الولايات المتحدة التي تجري بدورها مناورات قرب حدود روسيا الآن. وقال: “لهذا السبب يجب أن تكون مباعث قلق لدى روسيا وليس لدى الولايات المتحدة، لكن هذا يمثل أيضا موضوع للنقاش وتحديد المواقف”.

وقال بوتين، ردا على سؤال حول “المعارضة غير النظامية في روسيا” وقضية المعارض المعتقل، أليكسي نافالني، إنه كان علم بأنه انتهك القانون الروسي وأن عليه التسجيل لدى الجهات المعنية كشخص محكوم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ، لكنه تجاهل هذا المطلب وغادر روسيا. وأشار إلى أن نافالني وصل إلى روسيا من ألمانيا، التي سفر إليها لتلقي العلاج، وهو على علم بأنه أعلن مطلوبا، مبينا: “أعتقد أنه أراد أن يكون معتقلا”.

وأشار بوتين، استمرارا في تطرقه إلى موضوع “المعارضة غير النظامية”، إلى أن الولايات المتحدة أعلنت روسيا عدوا لها عام 2017 بقرار مناسب من قبل الكونغرس. وأردف: “أدرجت في القوانين الأمريكية أحكام تنص على أن الولايات المتحدة عليها دعم قواعد ونظم الإدارة الديمقراطية في بلادنا وتأييد منظمات سياسية. لنطرح السؤال: إذا تمثل روسيا عدوا، فما هي المنظمات التي ستدعمها الولايات المتحدة في روسيا؟”. وتابع: “أعتقد أن الحديث لا يدور عن المنظمات التي تعزز (مواقع) الاتحاد الروسي، وإنما عن تلك التي تردعه، وهذا هو هدف أعلنته الولايات المتحدة علنًا”.

بايدن: أجندتي ليست ضد روسيا
من جهته، صرح بايدن في مؤتمر صحفي بعد القمة، بأن هناك حاجة لقواعد أساسية يجب الالتزام بها من أجل علاقات مستقرة بين البلدين، واصفا القمة بأنها كانت “إيجابية”.

وقال بايدن: “لا يوجد بديل للحوار وجها لوجه بين القادة، لا شيء. وأنا والرئيس بوتين نتشارك مسؤولية فريدة لإدارة العلاقة بين دولتين قويتين وفخورين. وأضاف: “يجب أن تكون العلاقة مستقرة ويمكن التنبؤ بها”، وتابع بالقول: “لقد أخبرت الرئيس بوتين أن أجندتي ليست ضد روسيا أو أي شخص آخر، إنها للشعب الأميركي”.

وكشف بايدن أنه أثار ملف الديمقراطية وحقوق الإنسان مع بوتين، وقال: “أخبرته أنه لا يمكن لأي رئيس للولايات المتحدة أن يحافظ على إيمانه بالشعب الأمريكي إذا لم يتحدث علانية للدفاع عن القيم الديمقراطية، والدفاع عن الحريات العالمية والأساسية التي يتمتع بها جميع الرجال والنساء في رأينا”. وأضاف: “الأمر لا يتعلق فقط بمطاردة روسيا عندما تنتهك حقوق الإنسان، يتعلق الأمر بمن نحن”.

وحول التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية وعمليات القرصنة الإلكترونية، قال بايدن: “لقد أوضحت أننا لن نتسامح مع محاولات انتهاك سيادتنا الديمقراطية أو زعزعة استقرار انتخاباتنا الديمقراطية وسنرد”. وأضاف: “خلاصة القول لقد أخبرت الرئيس بوتين أننا بحاجة إلى بعض القواعد الأساسية التي يمكننا جميعًا الالتزام بها”.

وتابع الرئيس الأمريكي بالقول إن أبلغ بوتين بأن هناك مناطق معينة من “البنية التحتية الحيوية” يجب أن تكون بعيدة عن الهجمات الإلكترونية، وإنه حدد 16 كيانًا تم تعريفهم على أنهم بنية تحتية حيوية، بما في ذلك الطاقة والمياه، والتي يجب على الجانبين الاتفاق على أنها خارج نطاق الحرب الإلكترونية.

Exit mobile version