PublicPresse

طالبان تتوسع في أفغانستان.. واشنطن تكمل 95% من إنسحابها ومبعوثها يبحث محادثات السلام

أعلنت حركة طالبان مواصلة توسعها في وسط وغربي أفغانستان، وأكملت القوات الأميركية 95% من عملية إنسحابها التي اعتبر مسؤول أفغاني أنها أحدثت فجوة أمنية، بينما يبحث المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاده في الدوحة محادثات السلام.

وقال المتحدث بإسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد على حسابه في تويتر، إن مسلحي طالبان سيطروا على 5 نقاط تفتيش تابعة للقوات الأفغانية في مديرية كهمرد في ولاية باميان وسط أفغانستان، وإن عدداً من أفراد القوات الأفغانية انسحبوا بعد الاشتباكات. كما أكد سيطرة الحركة على قاعدتين عسكريتين رئيسيتين، واستيلاءها على ذخائر وأسلحة الجنود الأفغان بعد فرارهم.

وأكد مسؤول في الداخلية الأفغانية مقتل مسؤول المخابرات لحركة طالبان في عملية نفذتها القوات الأفغانية في ولاية لوغر جنوبي العاصمة كابل. وقال مصدر أمني بالداخلية الأفغانية أن قتلى وجرحى سقطوا في تفجير عبوة ناسفة زرعت على جانب الطريق في ولاية هلمند جنوبي أفغانستان.

وأعلنت وزارة الدفاع الأفغانية، صباح الإثنين، مقتل 26 عنصراً من حركة “طالبان”، في “عمليات تطهير” نفذتها قوات الدفاع الذاتي البرية، بولاية قندهار. وعلى حسابها عبر “تويتر”، قالت وزارة الدفاع الأفغانية: “قتل 26 إرهابيًا من طالبان وأصيب 7 آخرون، في عمليات تطهير نفذتها قوات الدفاع الذاتي البرية بدعم من القوات المسلحة الأفغانية، في مقاطعتي داند وأرغنداب بولاية قندهار”. وأضافت: “كما تم تدمير 6 دراجات نارية و6 قطع من أسلحتهم ومتفجراتهم”.

وبعد هجمات ليلية لطالبان على مناطق في قندهار قرب الحدود مع باكستان، استُدعي جنود القوات الخاصة لمواجهتهم، لكنهم إكتشفوا أن مقاتلي الحركة إنسحبوا تاركين خلفهم عددًا قليلاً من المدنيين والجنود المصابين.

القوات الخاصة تستعد لمواجهة طالبان بقندهار
القوات الخاصة تستعد لمواجهة طالبان بقندهار

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين عسكريين أن طالبان تمزج بين الهجمات المباشرة على نقاط التفتيش والقرى والمدن وبين أساليب الكر والفر، التي تؤدي إلى تفادي سقوط الضحايا، وأن انسحاب المقاتلين من مناطق عدة يشكك في مزاعم الحركة بشأن سيطرتها على 85% من أراضي البلاد. كما قال مسؤولون أن طالبان لم تسيطر بعد على أي من عواصم الولايات الـ34، مما يقلل من أهمية تمددها.

 

وفي السياق نفسه، قال مستشار مجلس الأمن القومي الأفغاني حمد الله محب إن تنظيم القاعدة يساعد حركة طالبان في حربها ضد القوات الأفغانية، وإن العلاقة بين التنظيم والحركة لم تنقطع أبداً.وأضاف المستشار أن انسحاب القوات الأميركية أحدث فجوة أمنية، وأن الحكومة تحاول التغلب عليها قريبا.

محادثات السلام
وقالت وزارة الخارجية القطرية إن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بحث مع المبعوث الأميركي للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاده آخر تطورات المنطقة، لا سيما في أفغانستان. وأضافت الخارجية أنه جرى خلال اللقاء في الدوحة إستعراض إلتزام دولة قطر بتشجيع الحوار الأفغاني، والعمل على تسهيل محادثات السلام حتى الوصول إلى تسوية سياسية عادلة ودائمة في أفغانستان.

وبدوره، قال مفوض السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل “نقترح تأسيس مجموعة اتصال دولية لدعم أفغانستان في مرحلة ما بعد انسحاب القوات الأجنبية”.

95% من الإنسحاب
من جهة أخرى، أكملت القوات الأميركية 95% من عملية الإنسحاب العسكري من أفغانستان، وذلك قبل النهاية الرسمية للمهمة العسكرية الأميركية في نهاية آب المقبل، وهو الموعد الذي حدده الرئيس جو بايدن لانسحاب قوات بلاده.

الجنرال ميلر يصافح وزير الدفاع الأفغاني الأحد

ويتزامن هذا مع تسلم قائد القيادة الوسطى في القوات الأميركية الجنرال كينيث مكنزي قيادة قوات بلاده من الجنرال سكوت ميلر في حفل رسمي حضره مسؤولون أفغان في كابل.

وبحث الرئيس الأفغاني أشرف غني مع وفد أميركي بقيادة مكنزي العلاقات الثنائية بعد انسحاب القوات الأميركية، وقال بيان رئاسي إن الولايات المتحدة أكدت على استمرار دعم القوات الأفغانية، وخاصة الجوية منها.

وكان مكنزي قد حذر من أن حركة طالبان تسعى إلى حل عسكري، وقال للصحفيين إن عواصم الولايات معرضة للخطر، لكنه أشار إلى أن قوات الأمن الأفغانية تعتزم الدفاع بقوة عنها.

ومن ناحية أخرى، قال مسؤول في البنتاغون إن واشنطن بصدد التوافق مع أنقرة على الخطوط العريضة بشأن تأمين القوات التركية لمطار كابل.

إغلاق الحدود
وفي باكستان، أعرب وزير الخارجية شاه محمود قريشي عن خشية بلاده اشتعال حرب أهلية في أفغانستان.

وتواصل باكستان إغلاق حدودها مع أفغانستان منذ الثلاثاء الماضي منعاً لتفشي فيروس كورونا، في حين رُصدت حركة محدودة في معبر “ترخم” الذي يُفتح لساعات يوميًا، يُسمح خلالها لمواطنين باكستانيين بالعودة من أفغانستان.

وتضررت حركة نقل البضائع بشكل كبير بسبب إغلاق الحدود، حيث شوهدت أعداد من الشاحنات المتوقفة على جانبي الطريق الواصل بين البلدين.

ولم يستبعد تجار في المنطقة الحدودية أن يكون قرار الحكومة الباكستانية إغلاق الحدود لمنع تدفق أعداد من اللاجئين الأفغان، هربا من تصاعد الاشتباكات بين القوات الأفغانية وطالبان قرب المعابر الحدودية، حيث حذر المتحدث باسم القوات المسلحة الباكستانية من تدفق اللاجئين إلى بلاده.

Exit mobile version