Site icon PublicPresse

روسيا تغزو أوكرانيا.. قتلى وإنفجارات في العاصمة كييف ومدن أخرى (فيديو)

روسيا تغزو أوكرانيا

بدأت روسيا عملية عسكرية واسعة النطاق في أوكرانيا على الرغم من التحذيرات الغربية والتهديد بفرض عقوبات غير مسبوقة على موسكو. وأفادت التقارير بوقوع ضربات صاروخية وتفجيرات في العاصمة الأوكرانية كييف ومدن أخرى، وسط أنباء عن سقوط العديد من القتلى.

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شن “عملية عسكرية” في أوكرانيا دفاعا عن الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق هذا البلد. وبعد الإعلان، سمع دوي إنفجارات في العاصمة كييف ومدن أوكرانية عدة قرب خط الجبهة وعلى امتداد سواحل البلاد قبيل الفجر.

وجاء ذلك في خطاب متلفز للرئيس الروسي صباح يوم الخميس، في نفس الوقت الذي كان مجلس الأمن الدولي يطلب منه التوقف عن المضي قدما في الهجوم. وحث بوتين الجنود الأوكرانيين في منطقة القتال بشرق أوكرانيا على الاستسلام وإلقاء الأسلحة والعودة إلى ديارهم. كما حذر أوكرانيا من تحميلها مسؤولية أي إراقة دماء، وقال إن بلاده لا تنوي احتلال جارتها.

وأعلنت الشرطة الأوكرانية مقتل سبعة أشخاص في قصف روسي. ولا يزال 19 شخصاً في عداد المفقودين بعد الهجمات الروسية، بحسب ما أفاد به مسؤولون.

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مجلس الأمن الوطني والدفاع إلى إعلان الأحكام العرفية للرد على “الغزو الروسي”.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن بوتين قد شرع في غزو شامل لبلاده. وشدد على أنها ستدافع عن نفسها. وحض العالم على وقفه.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها تستهدف البنية التحتية العسكرية والدفاع الجوي والقوات الجوية بـ “أسلحة عالية الدقة”.

وأعطى مسؤولاً حكومياً أوكرانياً مؤشرات على اتساع نطاق العمل العسكري الروسي حتى الآن. وقال المسؤول إنه تم شن ضربات بصواريخ كروز صباح اليوم على كييف، وكذلك رصدت تحركات للقوات في أوديسا جنوب البلاد. ويقول المسؤول الأوكراني إن القوات كانت تعبر أيضا الحدود في خاركيف، على بعد نحو 25 ميلا من الحدود الروسية.

وثمة أيضا تقارير متعددة من وسائل الإعلام المحلية نقلت عن وزارة الداخلية الأوكرانية قولها إن بعض الضربات الصاروخية استهدفت مراكز قيادة الصواريخ العسكرية الأوكرانية ومقر قيادة الجيش في كييف.

هجوم جوي
أصدرت القوات المسلحة الأوكرانية بيانًا قالت فيه إن الجيش الروسي بدأ “قصفًا مكثفًا” في شرق البلاد. وقال البيان إن روسيا شنت أيضا ضربات صاروخية على مطار بوريسبيل بالقرب من كييف وعدة مطارات أخرى. وأضاف أن القوات الجوية الأوكرانية تصد هجوما جويا تشنه روسيا. ونفى البيان تقارير عن وجود قوات مظلات روسية في مدينة أوديسا الساحلية الجنوبية.

ونقلت عدة تقارير عن مسؤولين أوكرانيين قولهم إن القوات في بيلاروسيا تنضم إلى الهجوم الروسي، مما يعني أن الهجوم يأتي الآن أيضًا من شمال أوكرانيا.

ولطالما كانت بيلاروسيا، الواقعة على الحدود الشمالية لأوكرانيا ، متحالفة مع روسيا. ويصف المحللون الدولة الصغيرة بأنها “دولة عميلة” لروسيا. ويُضاف الهجوم من الشمال إلى هجمات روسيا على شرق أوكرانيا، وتحرك القوات الروسية على أوديسا في الجنوب.

وبدأ الآلاف من السكان مغادرة العاصمة كييف، كما انطلقت صفارة الإنذار، وأظهرت الصور طوابير السيارات تسد أحد الطرق السريعة مع فرار الناس من المدينة. ويصطف الناس في طابور أمام ماكينات الصرف الآلي لسحب الأموال.

وتشير مواقع التواصل الاجتماعي عن شعور متزايد بالذعر، حيث قال البعض إنهم يُدفعون إلى الملاجئ والطوابق السفلية. وأظهرت لقطات تلفزيونية أشخاصا يصلون في الشوارع متجمعين في مجموعات.

“رد حاسم وموحد”
الرئيس الأميركي جو بايدن ندد بما سماه “هجوما غير مبرر للقوات العسكرية الروسية”. وشدد على أن الولايات المتحدة وحلفاءها وشركاءها سوف يردون بطريقة موحدة وحاسمة، “وسيحاسب العالم روسيا”. كما انتقد ما قام به بوتين وقال: “لقد اختار الرئيس بوتين حرباً مع سبق الإصرار من شأنها أن تؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح ومعاناة بشرية”.

وشدد بايدن على أن روسيا وحدها هي “المسؤولة عن الموت والدمار الذي سيحدثه هذا الهجوم”. وأكد أنه سيتحدث أمام الأميركيين يوم الخميس بشأن العواقب التي ستواجهها روسيا، مشيرا إلى أنه يراقب الوضع من البيت الأبيض وسيجتمع مع قادة مجموعة السبع في الصباح قبل الإعلان عن “عواقب أخرى” بالنسبة لروسيا.

وعلق رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، على الهجوم الروسي وقال إن بريطانيا وحلفاءها سيردون بشكل حاسم. وأضاف جونسون إنه “فزع من الأحداث المروعة في أوكرانيا” وأن الرئيس الروسي “اختار طريق إراقة الدماء والدمار بشن هذا الهجوم غير المبرر”. وأكد أنه تحدث إلى رئيس أوكرانيا لمناقشة كيفية الرد، ويعد باتخاذ إجراءات حاسمة من قبل المملكة المتحدة وحلفائها.

وارتفعت أسعار النفط لى أكثر من 100 دولار للبرميل لأول مرة منذ 7 سنوات، في أعقاب إعلان بوتين عن عملية عسكرية في شرق أوكرانيا.

إنفجارات في كييف
وسمع خمسة إلى ستة “انفجارات بعيدة” في العاصمة الأوكرانية كييف، ويقول إن هناك تقارير واردة عن انفجارات في أماكن أخرى من البلاد.

وكان بوتين قد أكد في خطابه للشعب الروسي على أن الاشتباكات بين القوات الأوكرانية والروسية “حتمية” و “مسألة وقت فقط”. كما قال بوتين إن “العدالة والحقيقة” إلى جانب روسيا، محذرا من أن رد موسكو سيكون “فوريا” إذا حاول أي شخص مواجهة روسيا. وشدد بوتين على أن تحركات بلاده هي دفاع عن النفس وأخبر الجيش الأوكراني أن آباءهم وأجدادهم لم يقاتلوا حتى يتمكنوا من مساعدة النازيين الجدد.

وجاء الإعلان الروسي بعد دقائق فقط من تحذير وكيل الأمين العام للأمم المتحدة من أن التصعيد العسكري سيؤدي إلى “تكلفة باهظة بشكل غير مقبول ومعاناة بشرية ودمار”.

عقوبات أوروبية
من ناحية أخرى أصدر الإتحاد الأوروبي قائمة بكبار المسؤولين الروس الذين فرض عليهم عقوبات. وتشمل القائمة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ووزير الاقتصاد مكسيم ريشيتنيكوف، والقائد العام للبحرية الروسية وكذلك القائد العام للقوات البرية الروسية.

كما فرض الإتحاد الأوروبي عقوبات على مارغريتا سيمونيان، رئيسة تحرير شبكة روسيا اليوم الإخبارية التي تصدر باللغة الإنجليزية.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن زعماء الانفصاليين في دونيتسك ولوهانسك، شرقي أوكرانيا، طلبوا من القوات الروسية دخول مناطقهم للمساعدة في ما وصفوه بـ “صد عدوان القوات المسلحة والوحدات الأوكرانية”.

رئيسة المفوضية الأوروبية تتوعد
ودعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين روسيا إلى سحب قواتها من الأراضي الأوكرانية فوراً معربة عن عدم رغبتها برؤية بوتين يخرب ما أسمته المنظومة الأمنية في أوروبا
وحملت رئيسة المفوضية الأوروبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المسؤولية عن إعادة الحرب مجدداً إلى أوروبا وتهديد السلام العالمي.

وأشارت رئيسة المفوضية إلى أنه يتم التنسيق مع الشركاء في الولايات المتحدة كندا بشأن فرض عقوبات على روسيا.

وقالت إن العقوبات التي ستفرضها أوروبا على روسيا ستضعف إقتصادها. وغردت أورسولا عبر حسابها على تويتر قائلة: “سيكون للعقوبات التي نعدها أثر كبير”، لافتة إلى أن “الإقتصاد الروسي سيواجه بالفعل ضغوطًا مكثفة، وسوف تتراكم هذه الضغوط الآن”.

وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أن الإجراءات التي سيقومون بها “ستضعف المركز التكنولوجي لروسيا في المجالات الرئيسية التي تجني النخبة منها معظم أموالها”.

الهجوم الروسي و”ألمانيا النازية”

لاحقاً، شبه زيلينسكي الغزو الروسي لأوكرانيا بأفعال “ألمانيا النازية” خلال الحرب العالمية الثانية.
وقال عبر “فيسبوك”: “هاجمت روسيا أوكرانيا بجبن وبطريقة إنتحارية، كما فعلت ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية”، داعياً الروس إلى “الخروج” إلى الشوارع “للإحتجاج على هذه الحرب”.

وحض زيلينسكي الأوكرانيين على الإنضمام إلى وحدات الدفاع عن الأراضي الأوكرانية. وقال: “ينبغي على أولئك الذين لديهم خبرة في القتال والقادرين على الإنضمام إلى الدفاع عن أوكرانيا، التقدم إلى مراكز التجنيد في وزارة الداخلية”.

إستدعاء الإحتياط
كانت أوكرانيا قد طلبت من مواطنيها مغادرة روسيا لأن “العدوان الروسي المتصاعد” قد يحد من المساعدة القنصلية لهم فيما بعد. ويعيش نحو مليوني أوكراني بشكل دائم في روسيا ويعتقد أن مليون إلى مليوني أوكراني آخرين يقيمون هناك كعمال مهاجرين.

وقال الجيش الأوكراني إنه استدعى جميع جنود الاحتياط الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاما لمدة أقصاها عام واحد.

ودخلت حالة الطوارئ لمدة 30 يوما في جميع أرجاء البلاد، ما عدا المنطقتين الانفصاليتين، حيز التنفيذ في منتصف ليل الأربعاء صباح الخميس بالتوقيت المحلي. وتشمل حالة الطوارئ فحصا شخصيا للوثائق، ومنع جنود الاحتياط العسكريين من مغادرة البلاد، ومنح الحكومة سلطة فرض حظر تجول.

وجاءت الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها أوكرانيا في الوقت الذي تعرضت فيه لهجوم إلكتروني واسع النطاق يوم الأربعاء، مما أثر على المواقع الحكومية والبنوك.

وقال وزير لوكالة إنترفاكس – أوكرانيا للأنباء، إن الخدمات المقدمة للعديد من المؤسسات الأوكرانية، منها وزارات الصحة والأمن والخارجية، توقفت عن العمل جراء هجوم عطل الخدمة. وتهدف مثل هذه الهجمات إلى إرباك مواقع الويب عن طريق إغراق الشبكة بحركة مرور وهمية ومنعها من الاتصال بشكل طبيعي.

وفي مجال المباحثات السياسية، توقفت ترتيبات خاصة بمزيد من المباحثات، حيث ألغى وزير الخارجية الفرنسي ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين الاجتماعات المخطط لها مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

وتلقى زعماء الاتحاد الأوروبي دعوة لحضور قمة استثنائية في بروكسل يوم الخميس لمناقشة الأزمة. وفي رسالة إلى أعضاء المجلس الأوروبي، قال الرئيس شارل ميشيل: “الأعمال العدوانية التي تقوم بها روسيا تنتهك القانون الدولي وسلامة أراضي أوكرانيا وسيادتها. كما أنها تقوض النظام الأمني الأوروبي”.

Exit mobile version