Site icon PublicPresse

حرب شوارع بثاني أكبر مدن أوكرانيا.. موسكو تدمر ألف منشأة وكييف تؤكد إلحاق الخسائر بالقوات الروسية (فيديو وصور)

روسيا تغزو أوكرانيا

قدمت كل من روسيا وأوكرانيا اليوم الأحد حصيلة جديدة لخسائر الطرف الآخر في الحرب الدائرة بينهما منذ 4 أيام، في وقت تدور فيه حرب شوارع في ثاني أكبر مدن أوكرانيا بعد دخول القوات الروسية إليها. وعبرت روسيا الأحد عن إستعدادها للتفاوض مع أوكرانيا، إلا أن كييف التي أبدت بدورها عزمها على الدخول في مفاوضات للخروج من الحرب، رفضت مقترح موسكو تنظيم هذه المحادثات في بيلاروسيا، باعتبارها شكلت قاعدة خلفية للغزو الروسي لبلادها، واقترحت إجراءها في دولة أخرى.

بعد ثلاثة أيام من الحرب، أبدى الكرملين الأحد إستعداده لإجراء مفاوضات مع أوكرانيا، مقترحاً مدينة غوميل في بيلاروسيا كمكان للمحادثات. وتجاوب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إيجاباً مع هذه الدعوة الروسية، لكن رفض أن تجرى المفاوضات في بيلاروسيا حسب اقتراح موسكو، لأنها شكلت قاعدة خلفية للغزو الروسي. وقال في مقطع فيديو نُشر على الإنترنت “وارسو وبراتيسلافا وبودابست وإسطنبول وباكو. إقترحنا كل هذه المدن. وأي مدينة أخرى ستكون مناسبة لنا”.

ونقلت الوكالات الرسمية الروسية عن المتحدث بإسم الرئاسة الروسية قوله إن بعثة من ممثلين لـ”وزارتي الخارجية والدفاع وإدارات أخرى بما فيها مكتب الرئاسة، وصلت إلى بيلاروسيا لإجراء مفاوضات مع الأوكرانيين”. وكان الكرملين قد تحدث الجمعة عن مفاوضات لكن عدداً من المسؤولين الأوكرانيين أشاروا إلى أن الإقتراح ليس جدياً وأن موسكو تسعى للتوصل إلى إستسلام أوكرانيا.

ولاحقاً، وافقت الرئاسة الأوكرانية على إجراء المحادثات مع روسيا وستعقد على الحدود مع بيلاروسيا قرب تشيرنوبيل. واتخذ هذا القرار بعد وساطة من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو.

وكتبت الرئاسة الأوكرانية على الشبكات الاجتماعية إن “الوفد الأوكراني سيلتقي (الوفد) الروسي دون أي شروط مسبقة، على الحدود الأوكرانية-البيلاروسية في منطقة نهر بريبيات”.

من جهة أخرى وبعد اقتراح فتح الحوار مباشرة، دعا بوتين الجيش الأوكراني إلى القيام بانقلاب ووصف سلطات البلاد بأنها “زمرة من مدمني المخدرات والنازيين الجدد”. وفي يوم القوات الخاصة، أشاد بوتين بدوره بالغزو معرباً عن “إمتنانه الخاص للذين يؤدون واجبهم ببطولة” في أوكرانيا وسط تنديد دولي.

وحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العالم الأحد على حرمان روسيا من حق التصويت في مجلس الأمن الدولي، وقال إن أفعال روسيا في أوكرانيا تكاد تصل إلى حد الإبادة الجماعة. وقال زيلينسكي في رسالة قصيرة مصورة “هذا ترويع. سيقصفون مدننا الأوكرانية أكثر وسيقتلون أطفالنا بمهارة أكبر. هذا هو الشر الذي حل على أرضنا ويجب تدميره”.

خسائر الطرفين
وقالت هنا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني، اليوم الأحد، إن القوات الروسية فقدت نحو 4300 جندي خلال غزوها أوكرانيا. وأضافت إن القوات الروسية فقدت نحو 146 دبابة، و27 طائرة، و26 طائرة مروحية.

ونقلت “رويترز” عن أوليكسي أريستوفيتش، مستشار الرئيس الأوكراني، قوله إن قواتهم دمرت نصف الآليات الروسية التي دخلت خاركيف. وقال أريستوفيتش اليوم الأحد إن الوضع لم يتغير بدرجة كبيرة في أوكرانيا، والبلاد تسيطر على الأراضي غربي كييف والقوات الروسية لم تتقدم جنوباً. وأضاف أريستوفيتش “حقيقة وصول وفد روسي إلى غوميل باقتراح لإجراء محادثات سلام لا يعني -من وجهة النظر العسكرية- سوى شيء واحد: أنهم فقدوا عنصر المبادرة، وهم غير قادرين الآن على مواصلة العمليات القتالية”.

من جانبه، أكد رئيس هيئة الأركان الأوكراني مقتل أكثر من 3 آلاف جندي روسي وأسر أكثر من 200 آخرين وتحطم 16 طائرة و102 دبابة، مضيفاً “دمرنا عشرات الطائرات والمروحيات والدبابات الروسية، والعدو فقد المبادرة”. وأشار إلى أن طائرة مسيرة من طراز “بيرقدار” دمرت رتلا للقوات الروسية في منطقة خيرسون.

وقالت القوات المسلحة الأوكرانية إن تركيز القوات الروسية ينصب على منطقتي بوليسيا وسيفرسكي من أجل حصار كييف.

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأحد، تدمير 975 منشأة للبنية التحتية العسكرية الأوكرانية منذ بداية عمليتها الخميس الماضي. وذكرت الوزارة، في بيان، أن قواتها شنت خلال أمس السبت ضربات جديدة بأسلحة دقيقة بعيدة المدى باستخدام صواريخ مجنحة من الجو والبحر ضد منشآت البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا.

وأوضح البيان أن بين المنشآت المستهدفة 23 نقطة تحكم ومركز اتصالات للقوات الأوكرانية، و31 قطعة من منظومات “إس-300″ (S-300)، و”بوك إم-1″ (Buk M-1) و”أو إس إيه” (Osa) للصواريخ المضادة للطائرات و48 محطة رادار، بحسب ما نقلت قناة روسيا اليوم. ووفق البيان، كما أسقطت القوات الروسية 8 طائرات مقاتلة أوكرانية و7 مروحيات و11 طائرة بدون طيار، إضافة إلى صاروخين تكتيكيين من طراز “توشكا-يو” (Tochka-U).

بوتين يتمنى للقوات الخاصة الروسية التوفيق

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن على القوات الروسية الخاصة أن تكون مستعدة دوما للدفاع عن البلاد.
وفي خطاب ألقاه صباح الأحد في عيد قوات العمليات الخاصة والمحاربين القدامى، شكر بوتين القوات الخاصة الروسية على أداء واجبها العسكري في أوكرانيا على حد قوله.

وقال بوتين مجدداً إن جنود القوات الخاصة كلفوا بالتدخل لمساعدة جمهوريات دونباس الشعبية التي طلبت من روسيا المساعدة لحماية لوهانسك ودونيتسك الخاضعتين لسيطرة الموالين لروسيا في إقليم دونباس شرق أوكرانيا.

بينيت يتحدث هاتفياً بوتين بشأن أوكرانيا
وتحدّث رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت هاتفياً الأحد مع الرئيس الروسي، في إتصال يأتي بعد تقارير أفادت بطلب كييف توسط إسرائيل لحل النزاع. وقال مكتب بينيت في بيان “تحدث رئيس الوزراء نفتالي بينيت إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد ظهر اليوم”.

وبحسب البيان ناقش الرئيسان الوضع بين روسيا وأوكرانيا دون تقديم مزيد من التفاصيل. وكانت الإذاعة الإسرائيلية العامة قالت نهاية الأسبوع إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي تحدث إلى بينيت هاتفيا الجمعة، طلب من إسرائيل لعب دور الوساطة.

https://www.youtube.com/watch?v=H1tq8aUG6ek

قتال في خاركيف
وكانت القوات الروسية قد دخلت، اليوم الأحد، ثاني أهم مدينة في أوكرانيا، وأعلنت حصار مدينتين أخريين، بيد أن وكالة “رويترز” نقلت عن حاكم مدينة خاركيف تأكيده أن القوات الأوكرانية باتت تسيطر بشكل كامل على المدينة. ونقلت “رويترز” عن مستشار وزير الداخلية الأوكرانية قوله إن القوات الروسية دخلت مدينة خاركيف، وهي ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا من حيث المساحة والسكان، وهي العاصمة القديمة، وأكبر مركز صناعي وثقافي وعلمي في البلاد.

وأكد رئيس مجلس إدارة الدولة في خاركيف أن القوات الروسية دخلت المدينة ويتم التعامل معها، مؤكدا أنه “لا صحة لاستسلام جنودنا، ونخوض قتالا عنيفا ضد القوات الروسية في المدينة”.

وقال الحاكم المحلي، أوله سينغوبوف، إن القوات الأوكرانية تقاتل القوات الروسية في شوارع مدينة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا اليوم الأحد. وأضاف سينغوبوف أن “مركبات خفيفة للعدو الروسي اقتحمت خاركيف بما في ذلك وسط المدينة”.

وأظهرت مقاطع مصورة بثها أنطون هيراشينكو مستشار وزير الداخلية الأوكراني، عدة مركبات عسكرية خفيفة تتحرك على طول أحد الشوارع، ودبابة محترقة بشكل منفصل.

ونقلت وكالة رويترز عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن قواتها تحاصر مدينة خيرسون وبيرديانسك جنوبي أوكرانيا. كما نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها، اليوم الأحد، إن القوات الروسية “طوقت تماما” مدينتي خيرسون وبيرديانسك بجنوب أوكرانيا، وسيطرت على بلدة هينيشيسك ومطار بالقرب من خيرسون.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية “تاس” عن المتحدث بإسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف قوله إنه “خلال الساعات الـ24 الأخيرة، أحكمت القوات المسلحة الروسية حصارها على مدينتيْ خيرسون (290 ألف نسمة) وبيرديانسك (110 آلاف نسمة)”.

وبشأن محاولات السيطرة على العاصمة، أكد الجيش الأوكراني أن القوات الروسية “تواصل هجومها لتحصين كييف” بعد أن “أكملت إعادة تجميع وحداتها” على الجبهة الشمالية. وقال المتحدث بإسم الخارجية الأوكرانية إن القوات الأوكرانية أسقطت صاروخ “كروز” (Cruise) أطلق على كييف من بيلاروسيا اليوم الأحد، في حين ذكر مراسل لرويترز أنه سُمع دوي انفجار غربي وسط مدينة كييف اليوم بعد دقائق من إطلاق صفارات الإنذار.

وفي تطور آخر، نفذت قوات روسية عملية إنزال جوي في منطقة بين العاصمة كييف ومدينة دينيبرو فجر اليوم الأحد.

إنفجارات بمنشآت نفطية
وفي أبرز تطورات اليوم الرابع من الحرب الروسية على أوكرانيا، قال مسؤولون اليوم الأحد إن القوات الروسية هاجمت منشآت نفط وغاز في أوكرانيا، مما أدى إلى وقوع انفجارات ضخمة في الوقت الذي يستعد فيه الحلفاء الغربيون لفرض عقوبات جديدة، بما في ذلك منع البنوك الروسية الرئيسية من نظام المدفوعات العالمي الرئيسي “سويفت” (SWIFT).

وقالت رئيس بلدية فاسيلكيف بجنوب غربي كييف إن الصواريخ الروسية أدت إلى إشعال النار في محطة نفطية في البلدة. وأظهرت منشورات على الإنترنت تسبب الإنفجارات في تصاعد ألسنة اللهب والدخان الأسود في سماء الليل.

وقال الإنفصاليون المدعومون من روسيا في إقليم لوغانسك بشرق البلاد إن صاروخاً أوكرانيًا فجّر محطة نفطية في بلدة روفينكي.

وذكرت وزارة الدفاع الأوكرانية أن صاروخاً روسيًا استهدف خزانات النفط في قاعدة “كلو” التي تزود الدبابات بالوقود والغاز. كما قالت الخدمة الحكومية للإتصالات الخاصة وحماية المعلومات في أوكرانيا، اليوم الأحد، إن القوات الروسية فجرت خط أنابيب للغاز الطبيعي في مدينة خاركيف الأوكرانية.

ولم يتضح على الفور مدى أهمية خط الأنابيب وإذا ما كان التفجير قد يعطل شحنات الغاز خارج المدينة أو البلاد. ورغم الحرب، فإن أوكرانيا تواصل شحن الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا. ويمثل إستهداف منشآت الوقود فصلاً جديداً في الحرب الدائرة منذ أيام بين روسيا وأوكرانيا.

https://www.youtube.com/watch?v=9cBxYtzDEfA

وفي تطور لافت آخر، قالت هيئة مراقبة الطاقة النووية الأوكرانية إن قصفاً روسياً أصاب مخزناً لحفظ النفايات النووية في كييف لحظة وجود عمال داخله. وقالت الوكالة إن العاملين في المنشأة أبلغوا، عبر الهاتف، عن إصابة المكان من ملجئهم الذي احتموا به في أثناء القصف، وإنهم لن يستطيعوا الوصول إلى المنشأة وتحديد حجم الضرر الفعلي.

فيلق أجنبي دولي
من جهة أخرى، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأحد أن أوكرانيا ستنشئ فيلقاً دولياً أجنبياً للمتطوعين من الخارج. وقال زيلينسكي، في بيان، “سيكون هذا الدليل الرئيسي على دعمكم لبلدنا”.

وأكد أن ليلة أمس السبت كانت وحشية، وشهدت قصفاً روسياً للبنية التحتية المدنية، وأن من وصفها بـ”القوات المحتلة تهاجم كل شيء حتى سيارات الإسعاف”.

تقييم أميركي
وقال مسؤولان أميركيان بارزان إن القوات الروسية التي تهاجم أوكرانيا تواجه مقاومة من الجيش الأوكراني “أشد مما كان متوقعاً”، بالإضافة إلى صعوبات غير متوقعة في إمدادات القوات.

وأضاف المسؤولان، في تصريحات لشبكة “سي إن إن” الأميركية، أن روسيا تعاني من “خسائر فادحة” في الأفراد والطائرات أكثر مما كان متوقعاً، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الدفاعات الجوية الأوكرانية كان أداؤها أفضل مما كان متوقعاً في تقييمات الإستخبارات الأميركية قبل الهجوم الروسي.

وقال مسؤول عسكري أميركي كبير إن روسيا لم تحقق بعد تفوقا جويا على أوكرانيا، حيث تقاتل أنظمة الدفاع الجوي والقوات الجوية الأوكرانية للسيطرة على المجال الجوي. وأضاف المسؤول “الدفاعات الجوية الأوكرانية، بما في ذلك الطائرات، لا تزال صالحة للعمل وتواصل الاشتباك ومنع الطائرات الروسية”.

وقال مسؤول إنه حتى مساء أمس السبت، لم تر الولايات المتحدة أي مؤشر على سيطرة الجيش الروسي على أي مدينة أوكرانية، حتى مع تحرك القوات الروسية لتطويق بعض التجمعات السكانية، بما في ذلك العاصمة كييف. وأوضح أحد كبار المسؤولين الأميركيين أن روسيا توقعت تحقيق نصر سريع، وربما أهملت التخطيط للتزود بإمدادات كافية. وأوضح مسؤول أن خطوط الإمداد تعد “نقطة ضعف”.

Exit mobile version