Site icon PublicPresse

إعادة إنتخاب ماكرون.. فرحة لأنصاره وخيبة أمل وإحتجاجات لمعارضيه (فيديو)

إيمانويل ماكرون

فاز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية بحصوله على 58.8 بالمئة من الأصوات مقابل 41.2 لزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، وفق تقديرات أولية. وبالتالي أعيد انتخاب ماكرون (44 عاما) لولاية رئاسية ثانية من خمس سنوات. وهو أول رئيس فرنسي يُعاد انتخابه لولاية ثانية خلال 20 عاماً، منذ إعادة انتخاب جاك شيراك عام 2002.

وقد فتحت مكاتب التصويت أبوابها صباح الأحد في جميع أنحاء فرنسا، وبلغت نسبة المشاركة عند الخامسة مساءً 63.23 بالمئة أي أقل بنقطتين عن إنتخابات 2017 حسب ما أعلنته وزارة الداخلية. فيما وصلت نسبة الامتناع عن التصويت إلى 28.2 بالمئة.

وقال ماكرون في كلمة ألقاها قرب برج إيفل في باريس مساء الأحد عقب إعلان التقديرات الأولية للنتائج، إنه سيسخر كل طاقاته خلال الولاية الجديدة “من أجل خدمة بلدنا وشبابنا”. وأضاف أمام حشد من أنصاره: “إن الولاية الجديدة لن تكون إستمرارا لسابقتها بل إنطلاقة جديدة لرفع التحديات، على غرار الدفاع عن البيئة وفرض المساواة بين الرجال والنساء ومن أجل مجتمع أكثر عدالة”.

وفشلت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان للمرة الثانية على التوالي بالوصول إلى سدة الحكم في فرنسا. لوبان التي ربما قد خاضت غمار آخر إنتخابات رئاسية في مسيرتها السياسية، لم تتمكن من قلب الطاولة على الرئيس إيمانويل ماكرون رغم حملة انتخابية وصفها المتتبعون للشأن السياسي الفرنسي بأنها “ناجحة”. غيرت لوبان صورة حزبها وجعلته يحظى بقبول أكثر من قبل الفرنسيين، لكن هذا لم يكف لكي تجتاز أبواب قصر الإليزيه. فيما يلي عودة على أبرز المحطات السياسية أو الخاصة في حياتها.

وأثار فوز ماكرون موجة من الإرتياح وسط قادة الإتحاد الأوروبي والعالم الغربي الذين إعتبروه إنتصاراً للإتحاد وأعربوا عن سعادتهم بالتعاون مع فرنسا لمدة خمس سنوات أخرى هي مدة ولايته الرئاسية الثانية.

https://youtu.be/xNBVbL-uz88

وقامت شرطة مكافحة الشغب الفرنسية بمهاجمة وإطلاق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين كانوا يحتجون وسط باريس على إعادة إنتخاب الرئيس إيمانويل ماكرون.

الخطوط العريضة لبرنامج ماكرون: لست رئيس فريق إنما رئيس الجميع
عقب الإعلان عن التقديرات الأولية، قال ماكرون في كلمة ألقاها أمام أنصاره قرب برج إيفل في باريس: “شكراً.. شكراً لكم من أعماق قلبي. شكراً لفرنسيي الخارج وللذين يسكنون في أقاليم ما وراء البحار”.

وعد ماكرون في كلمته بعد إعلان النتائج الأولية بجعل فرنسا “أكثر إستقلالية” وأوروبا “أكثر قوة”، والعمل من أجل “الدفاع عن البيئة” وجعل “فرنسا أكبر دولة بيئية في العالم”.

وتابع ماكرون: “العديد من الناخبين صوتوا من أجل قطع الطريق أمام اليمين المتطرف. أريد أن أشكرهم وسأدافع عنهم وعن التزامهم بفكرة الجمهورية وسأحترم الاختلافات السياسية واختلاف الرؤى”، مضيفا: “اليوم لم أعد مرشح لتيار ما، بل رئيس لجميع الفرنسيين. سأجد الحلول لمواجهة الغضب والاختلافات خلال ولايتي الرئاسية الجديدة”.

وتابع قائلاً:” لقد صوتتم لبرنامج طموح إنساني واجتماعي وبيئي في نفس الوقت. أريد أن أدافع عن هذه القضايا بقوة في السنوات القليلة المقبلة. سأعمل من أجل مجتمع أكثر عدالة ومن أجل فرض المساواة بين الرجال والنساء”، منهياً: “المرحلة الجديدة التي ندشنها اليوم لن تكون استمرارية للولاية الرئاسية السابقة، بل ولاية جديدة في خدمة بلدنا فرنسا وشبابها”.

لوبان: “أشعر بالأمل لأن الشعب يطمح إلى التغيير”
وأقرت مارين لوبان بهزيمتها فور إعلان النتائج الأولية، وقالت أمام مناصريها الذين تجمعوا بكثرة وصفقوا لها: “ريح الحرية والتغيير بدأ ينهض في فرنسا. الأفكار التي كنا ندافع عنها وصلت إلى القمة وأصبحت تفرض نفسها في الساحة السياسية الفرنسية”، واصفة النتائج التي حصلت عليها بـ” الرائعة”.

وأضافت لوبان: “أشكر الملايين الذين صوتوا لصالحي، وعلى وجه الخصوص سكان أقاليم ما وراء البحار الذين وضعوني في طليعة النتائج. ليكن في علمكم أن إرادتنا في الدفاع عن الفرنسيين قد تضاعفت”. وتابعت:” في ظل هذا الزحف الانتخابي الذي عرفه حزبنا، أشعر بنوع من الأمل لأن الشعب يطمح إلى التغيير ويطمح أيضا إلى بناء معارضة قوية تدافع عن مصالحه وضد مشروع تمديد سن التقاعد إلى 65 عاما ومن أجل إيقاف الهجرة والفوضى في فرنسا”.

وبدت لوبان مرتاحة للنتيجة التي حققتها: “سأواصل نضالي السياسي بكل ما أملك من قوة وطاقة لأن اللعبة لم تنته بالكامل بل نطلق الآن معركة الانتخابات التشريعية مع كل الذين يحبون فرنسا بقوة”. وأردفت: “النتيجة التي حصلنا عليها في الدورة الثانية تضع حزبنا في وضعية جيدة تسمح له بالفوز بعدة مقاعد في الجمعية الوطنية بالانتخابات التشريعية التي ستنظم في 12 و19 حزيران المقبل”.

كما أكدت لوبان بأنها “لن تتخلى عن الفرنسيين” مهما كانت الصعوبات قبل أن تطلق النشيد الوطني الفرنسي برفقة المناصرين الذين كانوا يتواجدون في القاعة بمقر حزبها.

ميلنشون: “لا تستسلموا. أدخلوا في المعركة”
إلى ذلك، علق جان لوك ميلنشون زعيم حزب “فرنسا الأبية” (أقصى اليسار)، والذي جاء في المرتبة الثالثة في الدورة الأولى بحصوله على 21.9 بالمئة من الأصوات، على نتائج اللإنتخابات قائلاً:” لقد رفضت فرنسا أن تسند مستقبلها لمارين لوبان. وهذا خبر سار بالنسبة للوحدة الوطنية”.

بالمقابل، علق على نتيجة إيمانويل ماكرون قائلاً: “إيمانويل ماكرون هو الرئيس الذي حصل على أقل نسبة تصويت في حياة الجمهورية الفرنسية الخامسة”، مشيراً إلى أنه (ماكرون) أصبح “يسبح في بحر من المقاطعة الانتخابية وبطاقات التصويت الأبيض”.

فيما استذكر ميلنشون بعض الوعود التي أطلقها الرئيس “الجديد القديم” خلال حملته الانتخابية، كفرض وظيفة لمدة 20 ساعة أسبوعياً على كل العاطلين عن العمل الذين يتقاضون مساعدات مالية شهرية من قبل الدولة.

وخاطب ميلنشون مناصريه قائلاً: “لا تستسلموا. أدخلوا في المعركة لأن الديمقراطية يمكن أن تمنح لكم إمكانية تغيير المسار السياسي قريبا”. وواصل: “المعركة الثالثة قد بدأت. يمكن أن نبني عالما جديدا في 12 و19 حزيران إذا انتخبتم نوابا من الجبهة الجديدة للوحدة الشعبية (هي جبهة تضم الحزب الشيوعي والخضر والحزب الاشتراكي إضافة إلى “فرنسا الأبية”).

وأنهى: “أطلب منكم في 12 و19 حزيران المقبل أن تنتخبوني رئيسا جديدا للحكومة من أجل إطلاق جمهورية فرنسية جديدة”.

إيريك زمور

ماكرون أول رئيس يعاد إنتخابه منذ جاك شيراك في 2002
ولد ماكرون في 21 كانون الأول 1977 في مدينة أميان (شمال فرنسا) من والدين متخصصين في الطب، ضمن عائلة ثرية تضم ثلاثة أطفال. وقضى طفولة سعيدة بين لعب البيانو وممارسة الرياضة والسفر للخارج.

واصل الشاب إيمانويل مشواره بجامعة العلوم السياسية بباريس ثم حصل على شهادة عليا في الفلسفة السياسية من جامعة نانتير (ضاحية باريس الغربية) قبل أن ينضم في 2002 للمدرسة الوطنية للإدارة التي تخرجت منها دفعات من قادة فرنسا الحديثة.

وفي نيسان 2016 أسس ماكرون حركة “إلى الأمام”، ليستقيل من حكومة الرئيس الفرنسي حينها فرانسوا هولاند في 30 آب من العام ذاته. ولم يمر عام على إطلاق حركته السياسية حتى تمكن ماكرون من الوصول إلى قصر الرئاسة.

وواجه ماكرون خلال ولايته الأولى عدة أزمات لكنه صمد أمام عاصفة “السترات الصفراء” وقاوم انعكاسات خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي ونجح في التعامل تداعيات وباء فيروس كورونا. وقبل نهاية ولايته الرئاسية الأولى، اندلعت الحرب الروسية على أوكرانيا، ليقود فرنسا وأوروبا بصفته رئيسا دوريا للاتحاد إلى مجابهة فلاديمير بوتين.

لوبان تفشل مجدداً في الوصول إلى سدة الحكم
لن تدخل مارين لوبان، زعيمة حزب “التجمع الوطني” (اليمين المتطرف) قصر الإليزيه بعد أن فشلت للمرة الثانية على التوالي في الحصول على أغلبية الأصوات التي تسمح لها بتولي منصب أول رئيسة جمهورية في فرنسا. زعيمة “التجمع الوطني” جاءت في المرتبة الثانية بـ 41.8 بالمئة من الأصوات أمام الفائز إيمانويل ماكرون الذي حصل على 58.2 من الأصوات وفق التقديرات الأولية.

وبهذا تكون مارين لوبان التي رمت بكل ثقلها في الحملة الانتخابية وغيرت صورة حزبها لتجعله أكثر قبولا لدى الفرنسيين قد طوت صفحة هامة من نضالها السياسي على رأس حزب غيرت حتى اسمه لكي يضاعف حظوظه في الوصول إلى سدة الحكم.

بعد خمس سنوات من مرورها إلى الدورة الثانية في الانتخابات الرئاسية 2017، عاودت مرشحة “التجمع الوطني” مارين لوبان (53 عاماً) الكرة مرة أخرى في 2022، وتنافست من جديد في نهائي السباق الرئاسي الذي جمعها مع الرئيس ماكرون.

لكن ظهور مرشح حزب “الإسترداد” إيريك زمور في هذه الإنتخابات بثوب منافس لمارين لوبان، لا سيما بخطابه الناري ضد الهجرة والإسلام، شكل أول عقبة لها في هذه الإنتخابات، خاصة وأن مجموعة من كوادر حزبها، وعلى رأسهم إبنة شقيقتها ماريون ماريشال، غادروا الحزب على حين غرة ليعززوا صفوف زمور.

مستقبل مارين لوبان السياسي؟
ورغم أنها عرفت كيف تتجاوز الأزمة في أسرع وقت، إذ ظلت تحتل المرتبة الثانية في إستطلاعات الرأي خلال حملة الدورة الأولى، إلا أن الحظ لم يكن من نصيبها في الدورة الثانية.

لوبان بـ”نيو لوك” سياسي جديد
إكتشف الناخب الفرنسي في هذه الإنتخابات مارين لوبان جديدة بخطاب مشذب، يخالف تماما ما عرفت به هي وحزبها اليميني المتطرف في مثل هذه المحطات السياسية، حيث كان يشحذ كل أدواته لمهاجمة المهاجرين والإسلام ،إضافة لمواقفه العدائية إزاء أوروبا. وتركت هذا الدور هذه المرة لغريمها إيريك زمور.

“لقد تغيرت” مارين لوبان، كما يحلو القول للعديد من المراقبين، على الأقل على مستوى الخطاب، لا سيما وأن كل تحركاتها لإحداث هذا التحول لم تكن عفوية بل جاءت وفق استراتيجية على مستوى التواصل مع الرأي العام، أطلقتها منذ سنوات برفقة حزبها “التجمع الوطني”.

فلم تظهر لوبان بتلك الشراسة في الخطاب حتى إن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمان، انتقد في برنامج تلفزيوني جمعهما، “رخاوتها” في بعض مواقفها السياسية. كما أنها ظهرت في صور على حسابها على تويتر، الذي يتابعه 2,6 مليون شخص كـ”أم للقطط” كما اختارت أن تصف نفسها.

وبالنسبة لخطابها تجاه أوروبا، توقفت لوبان عن المطالبة بالخروج من الإتحاد وإنهاء التعامل باليورو، وتحدثت عن الإسلام على أنه “يتماشى مع الجمهورية”، وغيرها من “المواقف” التي تفيد أننا أمام يمين متطرف بوجه جديد، لكن على مستوى الجوهر، لا شيء تغير والبرنامج السياسي للحزب بقي عموما هو نفسه.

من هي مارين لوبان؟
ولدت مارين لوبان، واسمها الحقيقي ماريون آن بيرين لوبان، في 5 آب 1968 في نويي سور سين بضواحي باريس.

بالنسبة لهذه الإبنة الثالثة والأخيرة (بعد ماري كارولين ويان) لمؤسس حزب “الجبهة الوطنية”، جان ماري لوبان، كانت السياسة تجري في عروقها منذ صغرها. في سيرتها الذاتية بعنوان “ضد التيار”، التي نُشرت في عام 2006، تروي أنها دخلت “السياسة بشكل كامل” في سن الثامنة تحديدا عندما نجت من هجوم استهدف شقة العائلة، وهو أحد “أهم الأحداث التي بصمت طفولتها”.

واجهت مارين لوبان زخما من الامتحانات الشخصية في حياتها: طلاق والديها، الصور المثيرة لوالدتها التي نشرت في مجلة “بلاي بوي”، الشتائم عندما كانت ترافق والدها في سن الخامسة عشرة في أسفاره خلال حملة الانتخابات البلدية لعام 1983. لكن لم يثنها كل ما ذكر عن دخول غمار السياسة. بمجرد بلوغها سن الرشد انخرطت بشكل رسمي في حزب والدها “الجبهة الوطنية”.

في مرحلة الثانوية، لم تكن مارين لوبان قدوة يمكن اتباعها، حسب أساتذتها. فهذه التلميذة التي حصلت على نقطة 4 على عشرين في الفلسفة، لم تحصل على شهادة البكالوريا إلا في محاولتها الثانية عبر الدورة الاستدراكية. حصلت على درجة الماجستير في القانون ثم على دبلوم الدراسات المعمقة في القانون الجنائي في 1991، قبل أن تشتغل في المحاماة. والمفارقة أنها دافعت عن مهاجرين غير شرعيين.

“بدون كراهية”
كممارسة للسياسة، كان عليها أن تحتك مع صناديق الاقتراع يوماً لعلها تضمن مقعداً في إحدى المؤسسات المنتخبة، لأنه سيشكل خطوة أولى في التعاطي عن قرب مع الشأن العام. وتسنى لها هذا الأمر في 1998 حين انتخبت مستشارة جهوية لمنطقة نورد با دو كاليه.

في العام نفسه أنجبت لوبان طفلة ثم توأمين عام 1999 دون أن يؤثر وضعها الأسري الجديد على طموحها في التسلق نحو المراتب العليا بحزب والدها. بعض خرجاتها الإعلامية حول الإجهاض أو الدين أثارت انتقادات كوادر داخل “الجبهة الوطنية”، إلا إنه كان مصير هؤلاء الإبعاد. فالوالد لوبان كان يثق في مستقبل نجلته بل كان يحضرها لتسلم الشعلة يوما منه، ولم يكن يقبل بالتشويش على مشروعه في نقل الرئاسة إلى ابنته.

إكتشف الرأي العام الفرنسي هذه الناشطة في اليمين المتطرف على بلاتوهات التلفزيونات في 2002 عند مرور والدها جان ماري إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية إلى جانب الرئيس الراحل جاك شيراك. بعد أن اعتذر قيادي في “الجبهة الوطنية” عن الحضور في نقاش تلفزيوني، حلت محله مارين لوبان. كانت محاورة غير سهلة بالنسبة لخصومها السياسيين. بعد أن تضايق من تدخلاتها، لم يجد وقتها ميلنشون الذي كان حاضرا على البلاتو إلا عبارة “من هي هذه؟” بينما أطلق الجمهور صرخات استهجان ضدها، فيما ردت هي عليه: “بدون كراهية بدون عدم التسامح سيدي”.

لوبان تصطدم بجدار الديمقراطية والصندوق
كانت لوبان مصممة في طموحاتها السياسية أن تذهب إلى أبعد حد وبإصرار لا يتوقف. واستحقت بذلك لقب “الحيوان السياسي” (تعبير بالفرنسية يعني ذو العزم والتصميم – أسرة التحرير) من قبل مراقبين. ووجدت في منطقة شمال فرنسا، التي تضررت اجتماعيا كثيرا بسبب إغلاق عدة معامل أبوابها، أرضية خصبة لزرع أفكارها. وتم انتخابها نائبة بالبرلمان الأوروبي في عامي 2004 و2009.

في 2011، دقت ساعة نقل مسؤولية الحزب اليميني المتطرف “الجبهة الوطنية” من الوالد لوبان إلى الابنة مارين. وتمت العملية فعلاً في مدينة تور غرب فرنسا بموجب المؤتمر 14 للحزب، حيث فازت على أحد الأسماء اليمينية المتطرفة المعروفة برونو غولنيش.

جربت لوبان حظها لأول مرة في الانتخابات الرئاسيات في 2012، وحصلت على 17,90 من الأصوات في الجولة الأولى. وفي الوقت نفسه أدخلت “الجبهة الوطنية” في مرحلة جديدة من التغيير، بدءا بالخطاب ثم الاسم، الذي تحول إلى “التجمع الوطني” في 2018 بعد أن تخلصت من والدها في 2015، الذي كان يحتل موقع الرئيس الشرفي للحزب، بسبب تصريحاته العنصرية أو المعادية للسامية التي كانت تقوض محاولاتها في إعطاء صورة معاكسة للحزب وتبييضه في عيون الفرنسيين.

لو فازت مارين لوبان بالانتخابات الرئاسية لكانت أول إمرأة ترأس فرنسا. كما أن وصول اليمين المتطرف إلى قصر الإليزيه سيكون سابقة في تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة. لكن الفرنسيين فضلوا إعطاء مفاتيح قصر الإليزيه لإيمانويل ماكرون للمرة الثانية على التوالي لتصطدم مارين لوبان بجدار الديمقراطية والصندوق كما كان الحال في 2017. فهل سترحل عن السياسة هذه المرة؟

أبرز ردود الفعل الدولية على فوز إيمانويل ماكرون
هنأ قادة الإتحاد الأوروبي ماكرون بإعادة إنتخابه رئيسا لفرنسا، ورأى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن أوروبا يمكنها “التعويل على فرنسا لخمسة أعوام إضافية”. وكتب ميشال على تويتر “في هذه المرحلة المضطربة، نحتاج إلى أوروبا صلبة وإلى فرنسا ملتزمة تماما من أجل اتحاد أوروبي أكثر سيادة وأكثر استراتيجية”.

فيما غردت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قائلة: “أبدي إرتياحي إلى التمكن من مواصلة تعاوننا الممتاز. معاً، سنمضي قدما بفرنسا وأوروبا”.

إيطاليا
واعتبر رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي أن فوز ماكرون هو “خبر رائع لكل أوروبا”. وعلق دراغي في بيان رسمي أن “انتصار إيمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسية الفرنسية هو خبر رائع لكل أوروبا”.

ألمانيا
وهنأ المستشار الألماني أولاف شولتز، ماكرون على فوزه، معتبراً أن الذين صوتوا له أرسلوا “إشارة قوية لصالح أوروبا”. وكتب على تويتر بالفرنسية “تهانينا”، وتابع بالألمانية قائلا “تهانينا، عزيزي الرئيس إيمانويل ماكرون. لقد أرسل ناخبوك اليوم إشارة قوية لصالح أوروبا. يسعدني أننا سنواصل تعاوننا الجيد!”

بريطانيا
هنأ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ماكرون بإعادة إنتخابه، مبدياً “سروره بمواصلة العمل” معه، ومؤكدا أن فرنسا هي أحد حلفاء المملكة المتحدة “الأكثر قربا”. وغرد جونسون بالفرنسية الأحد “أهنىء إيمانويل ماكرون بإعادة انتخابه لرئاسة الجمهورية الفرنسية. فرنسا هي أحد الحلفاء الأكثر قربا والأكثر أهمية. أنا مسرور بأن نواصل العمل معا على موضوعات رئيسية بالنسبة إلى بلدينا وإلى العالم”.

كندا
فيما قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أنه “يتطلع إلى مواصلة العمل” مع ماكرون بعد إعادة إنتخابه.

Exit mobile version