Site icon PublicPresse

إستشهاد شيرين أبو عاقلة: فرنسا تطالب بفتح “تحقيق شفاف” والسلطة الفلسطينية تتهم إسرائيل (فيديو وصور)

شيرين أبو عاقلة

طالبت باريس بفتح تحقيق “شفاف” بمقتل الصحافية الفلسطينية في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة بالرصاص أثناء تغطيتها عملية للجيش الإسرائيلي في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة. كما طالب الإتحاد الأوروبي بـ”تحقيق مستقل”. فيما حث السفير الأميركي في إسرائيل على إجراء تحقيق شامل، وحمّل رئيس الوزراء الإسرائيلي “مسلحين فلسطينيين” المسؤولية، في حين دانت شبكة الجزيرة قتل شيرين “بدم بارد” برصاص الجيش الإسرائيلي.

طالبت فرنسا على لسان المتحدثة بإسم وزارة الخارجية بإجراء “تحقيق شفاف في أسرع وقت ممكن لإلقاء الضوء الكامل على ملابسات هذه المأساة” وأضافت عبر مؤتمر صحفي عبر الإنترنت بعد ظهر الأربعاء “تجدد فرنسا إلتزامها الثابت والقوي، في كل أنحاء العالم، إلى جانب حرية الصحافة وحماية الصحافيين وجميع من يساهم تعبيرهم في (ضمان) معلومة حرة وفي النقاش العام”. ومن جانبه طالب الإتحاد الأوروبي أيضاً بـ”تحقيق مستقل” حول مقتل الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الأربعاء إن “فلسطينيين مسلحين” يتحمّلون “على الأرجح” مسؤولية مقتل الصحافية الفلسطينية في قناة “الجزيرة” شيرين أبو عاقلة في الضفة الغربية المحتلة. وأضاف بينيت في بيان “وفقا للمعلومات التي جمعناها، يبدو على الأرجح أن فلسطينيين مسلحين كانوا يطلقون النار بشكل عشوائي حينها، يتحملون مسؤولية الوفاة المؤسفة للصحافية” التي كانت تغطي عملية عسكرية في مخيم جنين.

وقال علي السمودي الذي كان يرافق أبو عاقلة الذي أصيب برصاصة في أعلى الظهر “ما حصل أننا كنا في طريقنا لتصوير عملية الجيش الإسرائيلي. فجأة أطلقوا علينا النار، لم يطلبوا منا أن نخرج، لم يطلبوا منا التوقف، أطلقوا النار علينا”. وأضاف في تسجيل مصوّر وهو يجلس على كرسي متحرك في المستشفى وتظهر الضمادات على كتفه: “رصاصة أصابتني، الرصاصة الثانية أصابت شيرين. قتلوها بدم بارد لأنهم قتلة”. وقال السمودي: “لم تكن هناك أي مقاومة، ولو كان هناك مقاومون لما كنا ذهبنا إلى هذه المنطقة”.

قطر
قالت مساعدة وزير الخارجية القطري لولوة الخاطر الأربعاء إن الصحافية شيرين أبو عاقلة قتلت “برصاصة في الوجه”. وكتبت الخاطر في تغريدة على تويتر “جريمة نكراء تضاف إلى السجل البشع للإحتلال الإسرائيلي إذ قتلوا الصحافية برصاصة في الوجه وهي ترتدي سترة الصحافة”.

ودانت شبكة الجزيرة الأربعاء “إغتيال” صحافيتها شيرين أبو عاقلة برصاص الجيش الإسرائيلي “بدم بارد” في مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة. وقالت الشبكة في بيان إن “قوات الاحتلال الإسرائيلي أقدمت وبدم بارد على اغتيال مراسلتنا في فلسطين شيرين أبو عاقلة برصاص حي (…) بينما كانت تقوم بعملها الصحفي… وهي جريمة مروعة تنتهك الأعراف الدولية”، داعية المجتمع الدولي إلى “محاسبة قوات الاحتلال الإسرائيلي لتعمدها استهداف وقتل أبو عاقلة عمدا”.

خبر حزين
ووصف وزير الخارجية الإسرائيلي خبر مقتل شيرين أبو عاقلة الصحافية بقناة الجزيرة بأنه “حزين” وعرض إجراء تحقيق مشترك مع السلطة الفلسطينية. وقال يائير لابيد في تغريدة “عرضنا على الفلسطينيين إجراء تحقيق مشترك” في وفاة أبو عاقلة، مضيفا أن القوى الأمنية الإسرائيلية ستواصل “العمل حيثما كان ذلك ضروريا لمنع الإرهاب ومنع قتل الإسرائيليين”.

الولايات المتحدة
فيما حثت الولايات المتحدة الأمريكية على إجراء تحقيق مستقل على لسان سفيرها في القدس توماس نيدز، وعبر نيدز بتغريدة له على تويتر عن حزنه لمقتل أبو عاقلة وجرح زميلها.

السلطة الفلسطينية
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه يحمل القوات الإسرائيلية “المسؤولية الكاملة” عن وفاة مراسلة الجزيرة. ومن جهتها وصفت حركة “حماس” الإسلامية مقتل أبو عاقلة بـ”جريمة جديدة ومركبة… واغتيال متعمد”.

من هي شيرين أبو عاقلة؟

شيرين أبو عاقلة، الفلسطينية التي قتلت الأربعاء خلال عملية أمنية للجيش الإسرائيلي في جنين في الضفة الغربية المحتلة، صحافية مخضرمة كانت من أولى الوجوه التي ظهرت على شاشة قناة “الجزيرة” القطرية، ومعروفة بإقدامها وسعة إطلاعها على النزاع التاريخي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ولدت شيرين أبو عاقلة (51 عاما) في مدينة القدس، وهي تحمل أيضا الجنسية الأمريكية. تتحدر عائلتها من مدينة بيت لحم. درست أبو عاقلة الصحافة في جامعة اليرموك في الأردن، وعملت في الإذاعة الرسمية الفلسطينية “صوت فلسطين” وإذاعة مونتي كارلو، قبل أن تنضم في 1997 الى “الجزيرة” بعد سنة من انطلاقها.

وسرعان ما أصبحت شيرين أبو عاقلة نجمة في “الجزيرة” التي بدورها كانت أول قناة فضائية عربية شاملة.

وتحدث مراسلة فرانس24 في القدس ليلى عودة عن مسيرة شيرين أبو عاقلة المهنية، وأشادت بدورها في تغطية الأحداث في المنطقة، وأشارت عودة إلى مصاعب عمل الصحافيين بشكل عام وخصوصا الإعلاميات الفلسطينيات. وأضافت عودة أن ” شيرين كانت هدفا”.

وصفت شبكة الجزيرة مقتلها بـ”الاغتيال”، مشيرة الى أن القوات الإسرائيلية قتلتها “بدم بارد برصاص حي بينما كانت تقوم بعملها الصحفي”. وشكّل مقتلها صدمة بين الفلسطينيين، لا سيما الإعلاميين الذين نعوها متحدثين عن شجاعتها، ولكن أيضا عن هدوئها ورزانتها. وهي مشهود لها بين زملائها بأخلاقها ومهنيتها.

وقالت زميلتها هدى عبد الحميد الموجودة حاليا في أوكرانيا في اتصال هاتفي معها من مكتب وكالة الأنباء الفرنسية في القدس “كانت بالتأكيد صحافية شجاعة جدا”. وأضافت “كنت أسألها: ألا تتعبين؟ لأنها كانت دائما حاضرة كلما حصل شيء، وكانت مقدامة أكثر مني بكثير”. وتابعت “لكنها كانت أيضا صحافية متمرسة لا تخاطر بشكل غبي لمجرد المخاطرة”.

في أشرطة الفيديو التي بثتها “الجزيرة” أو تم تناقلها على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر صحافيون مصدومون ومتوترون قرب جثة شيرين التي كانت تضع سترة واقية من الرصاص كتب عليها “إعلام” بالإنكليزية، وخوذة على رأسها.

في مقابلة معها أجرتها وكالة أنباء “النجاح” المحلية في نابلس، قالت أبو عاقلة “بالطبع أكون خائفة في كثير من الأحيان أثناء إعداد التقارير”، مضيفة “أنا لا أرمي بنفسي إلى الموت، أنا أبحث عن مكان آمن أقف فيه وأعمل على حماية طاقمنا الصحفي قبل أن أقلق على اللقطات”.

كانت شيرين أبو عاقلة تغطي عملية أمنية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين عندما قتلت برصاصة في وجهها. قبل وقت قصير من ذلك، بثت على حسابها على تويتر فيديو قصيرا التقطته من السيارة، مع عنوان “الطريق إلى جنين”. وبدت في الصور طريق ضيقة، بينما يتساقط المطر على زجاج السيارة الأمامي.

قصتها مع جنين
في تشرين الأول الماضي، كتبت شيرين أبو عاقلة في دورية “فلسطين هذا الأسبوع” عن جنين، قائلة “جنين بالنسبة لي ليست قصة عابرة في مسيرتي المهنية أو حتى في حياتي الشخصية. إنها المدينة التي يمكن أن ترفع معنوياتي وتساعدني على التحليق عالياً”. وأضافت “إنها تجسد الروح الفلسطينية التي في بعض الأحيان ترتجف وتقع، لكنها تفوق كل التوقعات وتنهض لمتابعة رحلاتها وأحلامها”.

نعتها شخصيات سياسية وقيادية بارزة وتنظيمات فلسطينية ومنظمات نقابية دولية والرئاسة الفلسطينية وحركة حماس الإسلامية في غزة وسفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل توم نيدز.

وقال عنها الصحافي محمد دراغمة المدرس في جامعة بير زيت وأحد أصدقائها المقربين “أنا اعتبرها إحدى أقوى الصحافيين في العالم العربي. أنا أدرّس تقاريرها لطلابي في جامعة بير زيت وفي قطاع غزة”. وأشار إلى أنه “كان لديها اهتمام كبير في مواصلة علاقاتها بالسياسيين حتى لو لم تكن هناك قصة آنية. كانت تلتقي بهم باستمرار”. وأضاف “هي لا تضع مشاعرها في الأخبار التي كانت تحرص على تقديمها بموضوعية وحيادية، كانت جملها تتميز بجمل قصيرة مكثفة، ووتيرة صوتها هادئة لا تحمل تحريضا”.

ونقل عنها أنها “كانت تقول” لا أريد تسييس قصتي أريد أن أعطي وقائع ومعلومات”.

Exit mobile version