Site icon PublicPresse

بايدن يصل إسرائيل في مستهل أول جولة له بالشرق الأوسط وسط توتر دبلوماسي (فيديو)

جو بايدن و إسحاق هرتسوغ و يائير لابيد

بدأ الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء زيارة لإسرائيل في مستهل جولة شرق أوسطية تتسم بكونها في غاية الحساسية في ظل سعي الدولة العبرية لتشديد العقوبات على إيران. وسيتوجه بايدن الجمعة إلى السعودية على متن الطائرة الرئاسية “إيرفورس وان” في أول رحلة مباشرة غير مسبوقة بين إسرائيل والمملكة التي لا تعترف بها، حيث من المنتظر أن يتناول قضية حقوق الإنسان، لكن خصوصا النفط في ظل تداعيات الحرب في أوكرانيا، وأيضا مسألة التطبيع.

وصل الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء إلى إسرائيل، أول محطات جولته إلى الشرق الأوسط التي تتسم بكونها في غاية الحساسية، حيث يسعى القادة الإسرائيليون لتشديد العقوبات على إيران.

وسيلتقي بايدن (79 عاماً) مسؤولين إسرائيليين، ثم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجمعة، قبل أن يتوجه إلى السعودية التي وصفها في 2018 بالدولة “المنبوذة” في أعقاب مقتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول.

وكان في انتظار الرئيس الأميركي في مطار بن غوريون قرب تل أبيب نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ولابيد. وتعهد الرئيس الأميركي في تصريحات بعد استقباله بـ “إعطاء دفع لعملية اندماج إسرائيل” في الشرق الأوسط.

وطبعت إسرائيل خلال السنتين الأخيرتين علاقاتها مع أربع دول عربية جديدة هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب. ومع زيارة بايدن الذي سيستقل أول رحلة جوية مباشرة من إسرائيل الى السعودية، ازدادت التكهنات بحصول تقارب بين إسرائيل والرياض.

كما تعهد بايدن بأن بلاده والدولة العبرية “ستعززان علاقتهما على نحو أكبر”، في إشارة إلى شراكة تتعلق “بأنظمة الدفاع الأكثر تطورًا”.

مواجهة إيران
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن البلدين سيبحثان إعادة بناء “تحالف عالمي قوي” ضد إيران. وأضاف “سنناقش الحاجة إلى إعادة بناء تحالف عالمي قوي يقف في وجه البرنامج النووي الإيراني”.

وكان رئيس الوزراء لابيد الذي تولى مهامه قبل أقل من أسبوعين ويستعد لانتخابات جديدة هذا العام، قال قبل ايام إن المحادثات “ستتركز أولا وقبل كل شيء على إيران”.

قبيل وصول بايدن، صرح الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن زيارة الرئيس الأمري كي لن تحقق “الأمن” لإسرائيل. وأضاف “إذا كانت زيارات المسؤولين الأمريكيين إلى دول المنطقة تهدف إلى تعزيز موقع النظام الصهيوني وتطبيع علاقات هذا النظام مع بعض الدول، فهذه الجهود لن تحقق الأمن للصهاينة بأي طريقة كانت”.

ومن المنتظر أن تتطرق الزيارة إلى نظام دفاعي جديد تعمل إسرائيل على تطويره ويستخدم تقنيات الليزر من اجل مواجهة الطائرات المسيرة. ويعتبر المسؤولون الإسرائيليون هذا الجهاز أساسيا في مواجهة ترسانة إيران من تلك الطائرات.

تؤكد إسرائيل أنها ستبذل كل ما يمكن لكبح طموحات إيران النووية، كما تعارض بشدة العودة إلى اتفاق 2015 الذي ينص على تخفيف العقوبات على إيران مقابل الحد من برنامجها النووي، والذي انسحبت منه واشنطن خلال عهد ترامب، ما دفع طهران إلى استئناف أنشطتها بشكل أوسع.

رحلة منتظرة إلى السعودية
وستقوم الطائرة الرئاسية “إيرفورس وان”، التي أقلعت من الولايات المتحدة ووصلت تل أبيت في حدود الساعة 13 بتوقيت غرينيتش، برحلة مباشرة غير مسبوقة بين إسرائيل والمملكة السعودية التي لا تعترف بالدولة العبرية.

ويستبعد أن يحصل اعتراف سعودي بإسرائيل في المدى القريب. وقال مسؤول إسرائيلي لصحافيين طالبا عدم كشف هويته إن “زيارة بايدن إلى إسرائيل وسفره منها في رحلة مباشرة إلى السعودية يعكسان ديناميكية التطورات التي شهدتها الأشهر الأخيرة”. وتابع “نأمل في أن تكون الخطوات التي نتّخذها الآن البداية، ونحن نعمل على أن تكون بداية لعملية التطبيع”.

من جانبها، حذرت حركة حماس في بيانها اليوم من “توسيع دائرة التطبيع”.

وتحسنت العلاقات بين واشنطن والفلسطينيين في عهد بايدن، بعد أن تراجعت إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق في عهد سلفه دونالد ترامب، الداعم القوي لإسرائيل. وزار بايدن المنطقة في 1973 قبل انتخابه عضوا في مجلس الشيوخ. لكن آنذاك كانت إيران وإسرائيل حليفتين، فيما تعتبر الدولة العبرية الآن طهران أكبر تهديد لها.

القدس والنزاع الفلسطيني – الإسرائيلي
وعدت تل أبيب برفع 1000 علم في أنحاء القدس للترحيب بالرئيس الأمريكي الذي لم يلغ قرار سلفه دونالد ترامب الاعتراف بالمدينة عاصمة للدولة العبرية.

في المقابل، يتطلع الفلسطينيون إلى أن تكون القدس عاصمة لدولتهم المستقبلية. وقبل الزيارة اتهموا بايدن بعدم الوفاء بتعهده استعادة الدور الأمريكي كوسيط حيادي في النزاع. وفي السياق، قال جبريل الرجوب القيادي الفلسطيني في حركة فتح بزعامة الرئيس محمود عباس “نسمع فقط كلمات جوفاء ولا نتائج”.

وسيلتقي بايدن الرئيس الفلسطيني في بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة الجمعة، لكن من غير المتوقع صدور إعلانات جريئة عن عملية سلام جديدة أي أن الزيارة ستزيد فحسب من إحباط الفلسطينيين.

وتشهد إسرائيل أيضا أزمة سياسية قبيل الانتخابات المتوقعة في الأول من تشرين الثاني، هي الخامسة في أقل من أربع سنوات.

النفط والتطبيع.. ومقتل أبو عاقلة
وشهدت العلاقات الأميركية الفلسطينية توترا مؤخرا في أعقاب مقتل الصحافية الفلسطينية-الأمريكية شيرين أبو عاقلة بالرصاص في 11 أيار أثناء تغطيتها عملية للجيش الإسرائيلي في جنين بالضفة الغربية المحتلة.

وتوصلت الأمم المتحدة إلى أن أبو عاقلة قتلت برصاص إسرائيلي، وهو ما رجحته واشنطن لكنها استبعدت أن يكون ما حصل متعمدا. ونددت عائلة أبو عاقلة بنتائج التحقيق الأمريكي في وفاتها، ولم يعلق البيت الأبيض بعد على طلب العائلة لقاء الرئيس في القدس.

ويُنظر إلى زيارة بايدن للسعودية على أنها جزء من الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط التي هزتها الحرب في أوكرانيا، من خلال إعادة التواصل مع هذه الدولة المورد الرئيسي للنفط والحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة على مدى عقود.

لكن إسرائيل وسعت علاقاتها الإقليمية بدعم من الولايات المتحدة في 2020 عندما طبعت العلاقات مع دولة الإمارات والبحرين والمغرب، بعد اتفاق سلام مع الأردن في 1994 ومصر في 1979.

ولو أنه من غير المتوقع اعتراف السعودية بالدولة العبرية في المستقبل القريب، إلا أن مسؤولا إسرائيليا قال في تصريح للصحافيين طالبا عدم كشف هويته إن “زيارة بايدن إلى إسرائيل وسفره منها في رحلة مباشرة إلى السعودية يعكسان ديناميكية التطورات التي شهدتها الأشهر الأخيرة”.

وأضاف: “نأمل بأن تكون الخطوات التي نتّخذها الآن البداية، ونحن نعمل على أن تكون بداية لعملية التطبيع”.

Exit mobile version