Site icon PublicPresse

إسرائيل تشن حملة مكثفة لإقناع الدول الغربية بعدم إحياء الإتفاق النووي الإيراني

إبراهيم رئيسي و يائير لابيد

تقوم إسرائيل بحملة مكثفة لإقناع دول غربية تتقدمها الولايات المتحدة، بالامتناع عن عبور الأمتار الأخيرة الفاصلة عن إحياء الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، فيما بلغت المباحثات بين طهران والقوى الكبرى مرحلة من التسويات والتنازلات يعتقد أنها تجعل التفاهم وشيكا.

ووزعت الدولة العبرية، العدو الإقليمي اللدود للجمهورية الإسلامية، جهودها على عدة جبهات، من زيارات لمسؤوليها إلى واشنطن، ومباحثات مع قادة دول غربية، وتصريحات للصحافة الأجنبية.

وفي خضم حملته للانتخابات التشريعية المقررة في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، حث رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد الدول الغربية الأربعاء على وقف مباحثات إحياء الاتفاق التي بدأت العام الماضي، معتبرا أن أي تفاهم سيمد خزائن إيران بالمال و”يقوض” استقرار الشرق الأوسط.

يأتي ذلك في أسبوع شهد زيارة مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إلى واشنطن التي يتوجه إليها أيضا صباح الخميس وزير الدفاع بيني غانتس لبحث ملفات عدة بينها النووي الإيراني، حسبما أفاد معاونوه.

كما ألمح مسؤول أمريكي الثلاثاء إلى أن طهران قدمت “تنازلات بشأن قضايا حاسمة” في الآونة الأخيرة، ما قد يمهد الطريق أمام تفاهم، رغم تأكيده تبقي نقاط تباين. ووفق المتداول، وضع الطرفان جانبا حاليا طلب شطب اسم الحرس الثوري من القائمة الأمريكية للمنظمات “الإرهابية” الأجنبية، بينما يتم الحديث عن ليونة متبادلة في الملف المفتوح من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن مواقع غير معلنة يشتبه بأنها شهدت أنشطة نووية، على رغم عدم اتضاح الصورة نهائيا بعد بشأن هذه المسألة.

وأثار التقدم مخاوف تل أبيب ودفعها إلى الضغط لمنع إحياء اتفاق كانت من أشد منتقديه. وقال لابيد للصحافيين: “على الطاولة الآن صفقة سيئة، ستمنح إيران 100 مليار دولار سنويا”. وأضاف أن هذه الأموال ستستخدمها فصائل مسلحة مثل حركة حماس وحزب الله والجهاد الإسلامي “لتقويض الاستقرار في الشرق الأوسط ونشر الرعب في جميع أنحاء العالم”.

ولم يشرح رئيس الوزراء الإسرائيلي ما يستند إليه لطرح هذا الرقم. وأضاف بأن الاتفاق “في نظرنا، لا يفي بالمعايير التي حددها بايدن نفسه: منع إيران من أن تصبح دولة نووية”.

وبالنسبة إلى زعيم المعارضة بنيامين نتانياهو، المنافس الرئيسي للابيد في الانتخابات التشريعية المقبلة، فإن هذا الاتفاق “يسمح لإيران بالحصول على كل شيء من دون تقديم أي شيء”. وأكد رئيس الوزراء السابق خلال مؤتمر صحافي أنه عندما يتعلق الأمر بالشأن الإيراني “لا فرق بين اليمين واليسار”.

وأبدى مسؤول إسرائيلي كبير الخميس انتقادات لأن مشروع التفاهم الذي لم يتم كشف مضمونه بشكل رسمي، لا يلحظ التخلص بالكامل من أجهزة الطرد المركزي الإيرانية المتطورة لتخصيب اليورانيوم، ما سيسمح لطهران بـ”إعادة تشغيلها” متى رأت الفرصة سانحة لذلك.

وأضاف لابيد الذي تحدث إلى قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا في الأيام الأخيرة: “أخبرتهم أن هذه المفاوضات وصلت إلى النقطة التي يجب أن يتوقفوا فيها ويقولوا ‘كفى’. … نحن ضد هذا الاتفاق لأنه سيئ”. من جهته، حض رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت الثلاثاء بايدن على “الامتناع، حتى في اللحظة الأخيرة، عن توقيع اتفاق مع إيران”.

وطرحت الصحافة الإسرائيلية الأربعاء أسئلة بشأن ما إذا كانت الحكومة مقتنعة فعليا بقدرتها على إقناع الغربيين بترك طاولة المفاوضات، أو أنها بدأت تتحضر للتعامل مع فكرة إحياء الاتفاق المعروف رسمياً بإسم “خطة العمل الشاملة المشتركة”.

Exit mobile version