Site icon PublicPresse

مراسم جنازة محدودة لـ”غورباتشوف”.. وبوتين أبرز الغائبين (فيديو)

مراسم دفن ميخائيل غورباتشوف

بعد أربعة أيام من وفاته، جرت مراسم جنازة وسمت بـ”المحدودة” لميخائيل غورباتشوف، آخر زعماء الإتحاد السوفياتي. ولم يحضر الرئيس فلاديمير بوتين الحدث بسبب “ارتباطات” حسب الكرملين، كما لم يسافر أي زعيم أجنبي إلى موسكو للمشاركة في الجنازة، باستثناء رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان الذي انحتى أمام جثمان آخر زعيم سوفياتي.

في مراسم جنازة بدون طابع رسمي غاب عنها الرئيس فلاديمير بوتين، شارك آلاف الروس السبت في وداع آخر زعيم للاتحاد السوفياتي، ميخائيل غورباتشوف.

ويحظى غورباتشوف الذي وصل إلى السلطة في 1985، باحترام كبير في الدول الغربية، فيما يأخذ عليه جزء من الروس مساهمته في انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 عند محاولته إنقاذه مع إصلاحات ديمقراطية واقتصادية.

وأدى انهيار الاتحاد السوفياتي الذي وصفه بوتين بأنه “أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين” إلى انتهاء الحرب الباردة.

ورغم الإصلاحات الكبرى التي قام بها من أجل حرية التعبير، حمله العديد من الروس مسؤولية انهيار قوة عظمى وسنوات من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تلت ذلك.

وداع بالورود
دخل الروس ضمن مجموعات صغيرة إلى مجلس النقابات وهو مكان رمزي في موسكو سُجيت فيه جثامين العديد من القادة الشيوعيين، لوضع الورود والانحناء بصمت أمام نعش غورباتشوف الذي كان مفتوحًا وقد وُضعت إلى جانبه صورة للزعيم السابق.

وقال أحد الحاضرين ويبلغ 44 عاما، “رجل سياسي كبير يرحل، حقبة غورباتشوف تنتهي اليوم”، مضيفا “لقد هدأ العلاقات مع أمريكا (…) كان العالم بأسره يعرفه”.

ووقف عدد كبير من الأشخاص في طابور صباحا لإلقاء النظرة الأخيرة على غورباتشوف الذي توفي مساء الثلاثاء عن 91 عاما، “بعد صراع طويل مع مرض خطر”، بحسب ما أفاد المستشفى التابع للرئاسة الروسية حيث كان يعالج.

وطبع غورباتشوف التاريخ عبر مساهمته من غير قصد، في انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 عند محاولته انقاذه عبر تنفيذ إصلاحات ديمقراطية واقتصادية، ما أدى إلى انتهاء الحرب الباردة.

في سياق القمع المتزايد الذي يُمارس على الروس في خضم الغزو الروسي لأوكرانيا، يستذكر بعض الروس المشاركين في الجنازة بحنين الانفتاح الذي عاشوه في عهد غورباتشوف.

وقالت ناتاليا ليليكو وهي مدرّسة تبلغ 60 عاما، “لقد حصلنا على نفحة حرية، منحنا الشفافية والتعددية”.

من جانبها، رأت كسينيا جوبانوفا وهي مترجمة تبلغ 41 عاما، أن ذلك كان “نفسا من الحرية ينقصنا منذ زمن، غياب الخوف” مضيفة “أنا ضد فكرة الانقطاع عن سائر العالم، أنا مع الانفتاح والحوار”.

بوتين الغائب الأكبر
ويحمل جزء كبير من الروس غورباتشوف مسؤولية انهيار قوة عظمى وسنوات من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تلت ذلك.

في دليل على هذا الأمر، لم يتم إعلان يوم حداد وطني كما أن الجنازة تنظم في ظل غياب بوتين الذي عزاه الكرملين الى “جدول الرئيس” الذي لا يسمح له بالحضور.

وكان رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان المقرب من الكرملين، الزعيم الأجنبي الوحيد الذي قدم إلى موسكو حيث انحنى أمام جثمان غورباتشيف.

وقدم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تعازيه في مكالمة هاتفية أجراها السبت مع بوتين، حسب تأكيد الكرملين.

وحضر سفراء الدول الغربية وكذلك الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف والصحافي دميتري موراتوف الحائز جائزة نوبل للسلام للعام 2021، الجنازة وقدموا تعازيهم لابنة غورباتشوف، إرينا.

غم أنه لن يحضر الجنازة السبت، توجه بوتين الخميس إلى المستشفى المركزي في موسكو حيث توفي غورباتشيف ووضع باقة ورود قرب نعشه.

وغداة وفاته، وجه بوتين له أول تحية في رسالة تعزية. بلهجة حيادية، قال إن غورباتشوف “ترك تأثيرا كبيرا على تاريخ العالم” وكان “يجهد لعرض حلوله الخاصة للمشاكل”.

وكانت العلاقات بين الرجلين معقدة وتأرجحت بين علامات التقدير والمآخذ المتبادلة قبل ان تصبح لامبالاة ودية.

إحترام كبير في الغرب
في المقابل فان العواصم الغربية من واشنطن الى برلين مرورا بباريس وروما وجهت تحية تقدير لذكرى غورباتشوف بسبب عمله على التقارب بين الغرب والشرق وخفض الترسانات النووية ما أدى إلى منحه جائزة نوبل للسلام في 1990.

وأعلنت المانيا التي أتاح سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي إعادة توحيدها، أنه سيتم تنكيس الأعلام السبت في العاصمة.

في المقابل، يظهر التكريم المحدود الذي خص به الروس غورباتشيف ضعف شعبيته في البلاد. ويرى كثيرون انه ساهم في انهيار القوة السوفياتية العظمى التي كانت تتنافس مع أمريكا والتي فتحت نهايتها المجال أمام عقد من الأزمات والعنف.

وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين، المنافس الأكبر لغورباتشوف، والذي حكم خلال السنوات الصعبة في تسعينات القرن الماضي وعيّن فلاديمير بوتين خلفا له في 1999، خصصت له مراسم جنازة وطنية عند وفاته في 2007.

وحضر بوتين وغورباتشةف آنذاك جنازة يلتسين وأعلن يوم حداد وطني في البلاد بعد وفاته.

Exit mobile version