Site icon PublicPresse

جنازة تاريخية.. الملكة إليزابيت إلى مثواها الأخير (فيديو)

الملكة إليزابيت ترقد في مثواها الأخير

بعد وداع مهيب ومليء بالعواطف تكريماً لذكرى ملكة حظيت بشعبية عالمية، ترقد إليزابيت الثانية في مثواها الأخير في مدفن كنيسة سانت جورج في قصر وندسور. وتوفيت الملكة في 8 أيلول عن 96 عاماً بعد تربعها على عرش بريطانيا مدة 70 عاماً.

في مراسم تشييع تاريخية، ودعت بريطانيا والعالم الملكة الراحلة إليزابيت الثانية في جنازة حضرها نحو ألفي ضيف على رأسهم زعماء العالم.

وبعد مراسم أخيرة في وندسور بمشاركة 800 شخص، ووريت الملكة مساء الإثنين في مراسم عائلية مغلقة في المدافن الملكية.

قبيل ذلك كسر كبير أمناء البلاط عصاه ليضعها على النعش في خطوة رمزية للدلالة على إنتهاء عهدها، لتغيب بعدها إليزابيت الثانية عن الأعين إلى الأبد، هي التي لطالما إعتلت الإبتسامة وجهها وتحلت بالهدوء لتصبح أيقونة المملكة بعدما إعتلت العرش لمدة 70 عاماً وسبعة أشهر ويومين.

واختتمت المراسم بعزف النشيد الوطني البريطاني. ولم يتبق للعائلة سوى فرصة أخيرة لوداع الملكة قبل مواراتها بجوار ذويها وشقيقتها مارغريت وزوجها الأمير فيليب الذي توفي في نيسان 2021 والذي استمر زواجها منه 73 عاماً.

وانتهت الرحلة الأخيرة للملكة التي توفيت في 8 أيلول عن 96 عامًا في بالمورال، مقر إقامتها في إسكتلندا.

وقد عبر نعشها أراضي المملكة بالسيارة وبطائرة تابعة لسلاح الجو الملكي وبعربة يجرّها بحارة وأيضا أحصنة خلال مسيرة راجلة طويلة.

في إدنبرة ومن ثم لندن، إنتظر مئات آلاف الأشخاص ساعات، وأحيانا طوال الليل، لإلقاء النظرة الأخيرة على نعش الملكة وهي الوحيدة التي يعرفها غالبية البريطانيين إذا تحمل عملتهم صورتها وكذلك الطوابع، كما يعرفها العالم أجمع.

قدرة على توحيد الصفوف

إنطوت صفحة من التاريخ برحيل الملكة إليزابيث الثانية التي لطالما حرصت على أداء واجباتها من دون الإدلاء بمواقفها علنية. وقد شغلت منصبها بجدية وحرص وبحس من الفكاهة، أحيانا لا يقاوم.

وعلى غرار الأيام الإثني عشر التي تلت رحيلها، طغت على اليوم الأخير العاطفة الشعبية التي امتزجت بأبهة التقاليد الملكية البريطانية، علما بأن الجنازة مخطط لها منذ عقدين.

ودخل نعش إليزابيث الثانية إلى كاتدرائية ويستمنستر بعدما نقل على أنغام مزامير القربى وقرع الطبول عزفها عناصر من البحرية الملكية من قصر ويستمنستر حيث كان مسجى منذ خمسة أيام.

وحمل النعش الملفوف بالراية الملكية والذي يعلوه تاج الإمبراطورية ثمانية عناصر من الحرس الملكي ووضع على عربة مدفع في مسيرة إلى كاتدرائية ويسمتنستر.

ووصل النعش في مسيرة ومشى وراءه نجلها الملك تشارلز البالغ 73 عاما وأبناء الملكة الآخرون آن واندرو وادوارد ووريث العرش وليام الذي بات أمير ويلز والأمير هاري باللباس المني نظرا إلى انسحابه من نشاطات العائلة الملكية في 2020.

وانضمت إليهم داخل الكاتدرائية قرينة الملك كاميلا وزوجة وليام أميرة ويلز كايت وميغن زوجة الأمر هاري. وقد مشى الأمير جورج (تسع سنوات) والأميرة شارلوت (سبع سنوات) طفلا الأمير وليام وراء نعش الملكة لدى دخوله الكاتدرائية.

ملكة “مرحة”
وقال أسقف كانتربري جاستن ويلبي، الزعيم الروحي للكنيسة الأنغليكانية التي كانت الملكة على رأسها “في خطاب شهير ألقته عندما كانت تبلغ 21 عاما أعلنت صاحبة الجلال الراحلة أن حياتها مكرسة تماما لخدمة الأمة والكومنولث”.

وتابع “نادراً ما تم الوفاء بتعهد على هذا النحو الجيد”، مشيدا بملكة “مرحة” و”حاضرة من أجل الجميع” و”لها تأثير على حياة كثر”.

وانتهت المراسم على وقع نشيد الموت “لاست بوست” الذي يعزف لتكريم الجنود الذين سقطوا في المعارك، وبدقيقتي صمت في كل أرجاء البلاد ومن ثم النشيد الوطني الجديد “غود سايف ذي كينغ” (ليحفظ الرب الملك).

ونقل جثمانها عبر شوارع لندن بمشاركة ستة آلاف جندي وبمواكبة الحرس الملكي بالزي الأحمر وخوذ الفرو السوداء. واحتشد الآلاف على طول المسار المؤدي إلى القصر لوداع الملكة الراحلة بالورود والتصفيق والدموع.

ووصل إلى كنيسة سانت جورج عبر ممر “لونغ ووك” الرائع المؤدي إلى قصر ويندسور.

وكانت إليزابيث قد انتقلت إلى القصر الواقع في غرب لندن عندما كانت لا تزال أميرة خلال الحرب العالمية الثانية وقضت فيه غالبية أوقاتها في السنوات الأخيرة.

في رواق القصر يمكن رؤية كلبيها “مويك” و”ساندي” اللذين أصبحا في عهدة نجلها الأمير آندرو.

إرتفاع شعبية الملك الجديد
وكانت الملكة الراحلة أكبر قادة العالم سنا. خلال حياتها عرفت الحرب العالمية الثانية وشهدت انهيار الإمبراطورية البريطانية، ودخول المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي وخروجها منه.

بعد زيارات منهكة إستمرت 12 يوماً في الأقاليم الأربعة التي تتشكل منها المملكة المتحدة، وتخللها الإختلاط بالجموع، يضاف إليها الحزن الناجم عن فقدان والدته، يبدأ تشارلز الثالث البالغ 73 عاماً عهده فعلا.

وكان البعض يحلم بعملية إنتقالية سريعة مع أمير ويلز الجديد نجله وليام البالغ 40 عاماً. لكن تشارلز الثالث وعد على غرار والدته، بخدمة أبناء المملكة المتحدة طوال حياته.

وارتفعت شعبيته بشكل كبير وباتت عند مستوى 70 % على ما أظهر إستطلاع جديد للرأي أعده معهد “يوغوف” فيما حصل وليام على 80 %.إلا أن التحديات الكثيرة لا تزال في بداياتها.

وتعود الحياة إلى طبيعتها في المملكة المتحدة الثلاثاء ويتوقع أن تحتل أزمة غلاء المعيشة والإضرابات صدارة الصحف.

Exit mobile version