PublicPresse

إحتجاجات إيران: رئيسي يتوعد المتظاهرين بالحزم والشرطة تعلن إعتقال المئات (فيديو وصور)

مع إستمرار الإحتجاجات في إيران وتوسعها تشهد العديد من العواصم العالمية تظاهرات تقف إلى جانب حق المرأة الإيرانية، في حين توعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالتعامل بحزم مع الإحتجاجات بعد وفاة الشابة مهسا أميني، بعد أن إحتجزتها “شرطة الأخلاق”، فيما أعلنت الشرطة إعتقال المئات من المحتجين. وفرضت السلطات قيوداً صارمة على إستخدام الإنترنت، في محاولة لعرقلة تجمع المتظاهرين ومنع وصول صور قمع التظاهرات إلى العالم الخارجي.

بينما تتواصل المظاهرات والإعتقالات في مختلف أنحاء البلاد، صرح الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي السبت، إنه يتعين التعامل بحزم مع الإحتجاجات التي إجتاحت البلاد بعد وفاة مهسا أميني أثناء إحتجازها لدى “شرطة الأخلاق”. ونقلت وسائل إعلام رسمية عن رئيسي قوله، إن على إيران “التعامل بحزم مع أولئك الذين يعتدون على أمن البلاد وسلامتها”.

جاءت تصريحاته خلال مكالمة هاتفية قدم فيها التعازي لأسرة أحد المتطوعين في قوات “الباسيج”، والذي قُتل أثناء مشاركته في حملة قمع للإضطرابات في مدينة مشهد شمال شرق البلاد. وذكرت وسائل إعلام رسمية أن رئيسي “شدد على ضرورة التمييز بين الإحتجاج والإخلال بالنظام العام والأمن، ووصف الأحداث بأنها أعمال شغب”.

مئات المعتقلين
ميدانياً، اعتقلت الشرطة الإيرانية أكثر من 700 شخص في محافظة واحدة خلال أكثر من أسبوع من الإحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني بينما كانت تحتجزها الشرطة. وأعلن الجنرال عزيز الله مالكي، قائد شرطة محافظة كيلان “إعتقال 739 من مثيري الشغب بينهم 60 إمرأة”.

يأتي ذلك بعد سقوط 35 قتيلاً في المظاهرات المستمرة منذ أسبوع، بحسب التلفزيون الرسمي الإيراني، مع اتساع نطاق الاحتجاجات إلى معظم أقاليم البلاد البالغ عددها 31.

وخرجت مسيرات مضادة مؤيدة للسلطة في عدة مدن لمواجهة الإحتجاجات المناهضة للحكومة، ووعد الجيش بمواجهة “الأعداء” الذين يقفون وراء الاضطرابات. واندلعت الاحتجاجات في شمال غرب إيران قبل أسبوع خلال جنازة مهسا أميني، وهي شابة كردية تبلغ من العمر 22 عاماً، توفيت بعد أن دخلت في غيبوبة إثر إحتجازها من قبل “شرطة الأخلاق” التي تفرض إرتداء الحجاب على النساء.

وأثارت وفاة مهسا الغضب من جديد بشأن قضايا من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية في إيران والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة والاقتصاد الذي يعاني تحت وطأة العقوبات.

واعتقلت قوات الأمن نشطاء وصحافيين من بينهم نيلوفر حميدي من صحيفة شرق الإصلاحية الذي كتب عن وفاة أميني.

من ناحية أخرى قال مركز “هنكاو” لحقوق الإنسان الكردي ومقره أوسلو، إن المتظاهرين “سيطروا” على أجزاء من مدينة أشنويه بمحافظة أذربيجان الغربية في شمال غرب إيران. وأظهرت مشاهد مصورة متظاهرين يسيرون رافعين أيديهم بشارة النصر، لكن “هنكاو” قال إن الأمر قد يكون “موقتا”، وعبر عن مخاوف إزاء حملة قمع جديدة.

مزيد من القمع بعد حجب الإنترنت
وحذرت منظمة العفو الدولية في ساعة متأخرة الجمعة، من “خطر إراقة مزيد من الدماء وسط حجب متعمد للإنترنت”.

وقالت منظمة العفو إن أدلة جمعتها من 20 مدينة في أنحاء إيران “تكشف عن نمط مروّع من قيام قوات الأمن الإيرانية بإطلاق طلقات الخردق بشكل غير قانوني ومتكرر مباشرة على المحتجين”. واستنكرت المنظمة كذلك إطلاق “وابل الرصاص.. على المحتجين”. وأضافت في بيانها أن قوات الأمن قتلت 19 شخصا على الأقل ليل الأربعاء فقط، من بينهم ثلاثة أطفال على الأقل.

وفرضت إيران قيودا صارمة على استخدام الانترنت في محاولة لعرقلة تجمع المتظاهرين ومنع وصول صور قمع المظاهرات إلى العالم الخارجي.

وأعلنت الولايات المتحدة الجمعة أنها خففت قيود تصدير التكنولوجيا المفروضة على إيران لتوسيع الوصول إلى خدمات الإنترنت. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن من شأن التدابير الجديدة أن “تساعد في التصدي لجهود الحكومة الإيرانية ورقابتها على مواطنيها”.

إعتقال عناصر من داعش
ونقلت وكالة “إرنا” الرسمية الإيرانية عن النيابة العامة في مدينة ساري التابعة لمحافظة مازندران شمال إيران، أنّه “تم إعتقال عناصر تابعة تنظيم داعش وحزب الكوملة خلال أعمال الشغب الأخيرة في المحافظة، وسيتم تسليمهم إلى السلطات القضائية المختصة لتتم محاكمتهم إلى جانب قادة هذه الاضطرابات”.

وأفادت بأنّه تم توقيف 450 شخصاً خلال “أحداث الشغب” الأخيرة في محافظة مازندران، وأنّ “مثيري الشغب هاجموا منشآت حكومية وأموال عامة تنفيذاً لتعليمات أعداء الثورة الإسلامية”.

وبحسب ما أوضحته النيابة، فإن “هجوم مثيري الشغب على قوات الشرطة والأمن، أدى إلى إصابة 76 شخص، إضافةً إلى إصابة عدد من الأبرياء”.

بالتزامن، أفاد قسم العلاقات العامة لمقر الإمام الحسن المجتبى التابع لحرس الثورة في محافظة البرز، بأنه “تم إعتقال قادة مثيري الشغب والإضطرابات والمخلين بالأمن في بعض مناطق مدينة كرج ومدينة “رجايي شهر”. وأوضح أن “عدداً من مثيري الشغب في كرج كانوا متنكرين بأزياء نسائية وبحوزتهم قنابل مولوتوف”.

من جهته، شدّد رئيس السلطة القضائية في إيران، محسن إيجئي، خلال جولة على مراكز قيادة الشرطة، على أنّ “التعامل الحاسم مع العناصر الرئيسية والمحترفين من مثيري الشغب أمر ضروري”. وأضاف: “على المعنيين في السلطة القضائية أن يشاهدوا عن قرب المعطيات الميدانية قبل إصدارهم للأحكام.

كما أوضح رئيس السلطة القضائية، أن قوات الأمن والشرطة تعرضوا لأقوى الهجمات في الأحداث الأخيرة، لكن نشر الأكاذيب والفتن لم تتسبب بأصغر خلل في عزيمة وإرادة هذه القوات وعملها الدؤوب للحفاظ على الأمن والاستقرار.

في المقابل، خرجت تظاهرات شعبية حاشدة في شوارع المدن الإيرانية، صباح اليوم الأحد، تأييداً للنظام في إيران ورفضاً لأعمال الشغب. وشملت المظاهرات مدناً عديدة، وهي: مشهد، شيراز، قم، جيلان، بجنورد، قزوين، أصفهان وياسوج.

وجاءت هذه التظاهرات رفضاً لأعمال الشغب وإهانة المقدسات والقرآن الكريم والاعتداء على الممتلكات العامة، والتي وقعت خلال الأيام الماضية على خلفية وفاة السيدة مهسا أميني.

وأصدرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية بياناً، قبل يومين، بشأن الأحداث التي جرت في البلاد، خلال الأيام الأخيرة، محذرةً “التنظيمات المعادية من محاولات العبث بالاستقرار”.

الإيرانيون في الخارج
ومع دخول التظاهرات أسبوعها الثاني، فقد شهد الأسبوع الماضي العديد من التظاهرات في عواصم عالمية تضامناً مع نساء إيران، واكب فيها الإيرانيون في الخارج الإحتجاجات في بلادهم.

هنا جولة بالصور المأخوذة عن وكالة الأنباء الفرنسية في عدد من هذه الإحتجاجات التضامنية:

تظاهرات في الحسكة السورية تضامناً مع نساء إيران
مظاهرة في الحسكة السورية تضامناً مع نساء إيران
مظاهرة في سنتياغو عاصمة تشيلي ​​​​​​​
رجال ونساء يتظاهرون في أربيل العراق تضامناً مع الإحتجاجات في إيران
مظاهرة في واشنطن بجوار البيت الأبيض تضامناً مع نساء إيران
مظاهرة في ستوكهولم تضامناً مع مهسا أميني ونساء إيران
إيرانيات يتظاهرن في تورنتو بكندا ضد القمع في إيران
لاجئة إيرانية في أثينا تقص شعرها في مظاهرة تضامنية مع نساء إيران
إمرأة تحمل صورة أميني في مظاهرة ببروكسل بلجيكا
Exit mobile version