Site icon PublicPresse

ضحايا بإطلاق نار على مدرسة روسية.. والكرملين يتعهد بإصلاح الـ”أخطاء” (فيديو)

الكرملين روسيا

إعترفت موسكو بوقوع “أخطاء” إرتكبت أثناء جهود إستدعاء مئات آلاف جنود الإحتياط للمشاركة بالعملية العسكرية التي تشنها في أوكرانيا، وأكد الناطق بإسم الكرملين أن السلطات “لم تتخذ قرارا” بشأن إغلاق الحدود أمام الرجال في سن القتال. في حين، لقي 13 شخصاً على الأقل مصرعهم في إطلاق نار بمدرسة في مدينة إيجيفسك الروسية، فيما إنتحر مطلق النار الذي كان يرتدي قناعاً وملابس عليها رموز نازية. وعبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أسفه الشديد لمقتل بالغين وأطفال في الهجوم الذي وصفه بـ”الإرهابي وغير الإنساني”.

أقر الكرملين بحصول “أخطاء” في جهود استدعاء مئات آلاف جنود الاحتياط للمشاركة في القتال في أوكرانيا، مشدّدا على أن السلطات “لم تتخذ قرارا” بشأن إغلاق الحدود أمام الرجال في سن القتال، في وقت يفر فيه الكثير من الروس من البلاد. وأكد الناطق بإسم الكرملين دميتري بيسكوف، الإثنين، تسجيل حالات “إنتهك فيها مرسوم الإستدعاء”، معربا عن الأمل في “أن تصحح هذه الأخطاء”.

وشددت السلطات أن تعبئة 300 ألف عنصر احتياط لا تعني سوى الأشخاص الذين لديهم خبرة عسكرية أو المهارات المطلوبة. وسجّل عدد كبير من حالات استدعاء أشخاص كبار في السن أو مرضى أو بدون خبرة وكذلك تلاميذ. وأثار قرار التعبئة منذ أن أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، تظاهرات وأدى إلى توقيف آلاف الأشخاص.

وشهدت حدود البلاد مع جورجيا وكازاخستان وفنلندا ومنغوليا تدفقا كبيرا من الروس الذين يبدو أنهم اختاروا الفرار من البلاد كما أظهرت البيانات إقبالا كبيرا على تذاكر السفر جوا. وزاد هذا التدفق الخشية من أن تمنع روسيا الرجال في سنّ القتال من السفر.

وتستعد روسيا لضم 4 مناطق أوكرانيا بعد انتهاء الثلاثاء “استفتاءات” الضم التي نددت بها أوكرانيا والدول الغربية.

إصابة مسؤول بمركز التجنيد
وفي الأثناء، أصيب عسكري مشرف على مركز تجنيد في الجيش الروسي بجروح خطيرة عندما أطلق رجل النار داخل المركز في مدينة أوست-إيليمسك.

وقال حاكم منطقة إيركوتسك -إيغور كوبزيف- في بيان “في أوست إيليمسك، أطلق شاب النار على مكتب التسجيل والتجنيد العسكري”، مضيفا أن مسؤولا عسكريا أصيب وهو في حالة حرجة، من دون ذكر رتبته العسكرية. وأوضح الحاكم أن “المفوض العسكري ألكسندر إيليسييف موجود في قسم الإنعاش في وضع خطر للغاية. أوقف مطلق النار فورا. وسيعاقب!”.

علاقات بناءة مع روما
بالتوازي، أعلن الكرملين الإثنين إستعداده لتطوير علاقات “بناءة” مع روما بعد فوز زعيمة اليمين المتطرف جورجيا ميلوني في الإنتخابات في إيطاليا.

وقال بيسكوف لصحافيين لدى سؤاله عن فوز ميلوني: “نحن مستعدون لاستقبال أي قوى سياسية قادرة على تخطي التيار السائد المشحون بالكراهية لبلدنا وتبدي رغبة في أن تكون بناءة في العلاقات مع بلدنا”.

ضحايا بإطلاق النار على مدرسة
قتل الإثنين 13 شخصاً على الأقل بينهم سبعة أطفال، بعدما أطلق مسلح النار في مدرسة بمدينة إيجيفسك الروسية قبل أن ينتحر.

وقالت لجنة التحقيق في روسيا في بيان “تفيد المعلومات الأولية بأن 13 شخصا قتلوا في هذه الجريمة هم 6 بالغين و7 قصر، وأصيب 14 طفلا و7 بالغين بجروح”. وأضافت اللجنة أن المشتبه به “كان يرتدي قميصا باللون الأسود عليه رموز نازية ويضع قناعا”، موضحة أن “تحقيقاً يجري لتحديد هويته”.

وقال المتحدث بإسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين “يأسف الرئيس بشدة لمقتل بالغين وأطفال في هذه المدرسة التي وقع فيها هجوم إرهابي”.

وأكد المحققون في بيان منفصل أن مطلق النار “تلميذ سابق في المدرسة ويدعى أرتيوم كازانتسيف، ولد عام 1988”. وأضافوا “نجري تحقيقا لمعرفة ما إذا كان من أتباع الفاشية الجديدة والأيديولوجية النازية”.

وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى سقوط 9 قتلى بينهم 5 أطفال، وفق لجنة التحقيق الروسية. ونشر المحققون مقطع فيديو يظهر جثة رجل ممدد على الأرض، والدماء تحيط برأسه، ويرتدي قميصا أسود عليه صليب معقوف باللون الأحمر.

وكانت وزارة الداخلية الروسية أفادت عن سقوط 6 قتلى و20 جريحا في وقت سابق. وأوضحت الوزارة “عثر عناصر الشرطة على جثة الرجل مطلق النار. وتفيد معلوماتنا بأنه انتحر”.

وحصل إطلاق النار صباحا في المدرسة رقم 88 في مدينة إيجيفسك الواقعة غرب سلسلة جبال الأورال الفاصلة بين روسيا الأوروبية وروسيا الآسيوية. ولا زالت هذه المدينة تضم مصانع لبنادق كلاشينكوف الهجومية.

وأفاد حاكم المنطقة الكسندر بريتشالوف بأن المهاجم “قتل حارسا أمنيا” قبل أن يطلق النار داخل المدرسة. وأضاف بريتشالوف في فيديو من أمام المدرسة “عملية الإجلاء انتهت”، و”تم إغلاق المنطقة بكاملها”، موضحا أن الحرس الوطني الروسي، وأجهزة الأمن و”السلطات المسؤولة عن التحقيق” موجودة في الموقع. وبدت خلفه أطقم طبية تدخل المبنى على عجل، وبعضها يحمل نقالة.

ويشير موقع المدرسة إلى أنها تضم نحو ألف تلميذ و80 مدرساً. وأكدت وزارة الصحة انتشار “14 فريق إسعاف” في الموقع، ومن المقرر أن تتوجه “مجموعة من الأطباء” إلى إيجيفسك قريبا “لمساعدة الضحايا”.

وفُتح تحقيق على الفور بتهمة” القتل” و”حيازة أسلحة بشكل غير قانوني” وأُوكل إلى لجنة التحقيق الروسية، وهي هيئة التحقيق الرئيسية في البلاد.

“ظاهرة مستوردة من أميركا”
ويزداد عدد عمليات إطلاق النار الدامية في روسيا لا سيما في المدارس منذ بضع سنوات، بعدما كانت نادرة جداً، لدرجة أنها تثير قلق الرئيس فلاديمير الذي اعتبرها ظاهرة مستوردة من الولايات المتحدة وبمثابة تأثير سلبي للعولمة، ما دفعه إلى تشديد قوانين حمل السلاح.

وفي نيسان أطلق رجل النار في روضة أطفال وقتل طفلين ومعلمة قبل أن ينتحر، في منطقة أوليانوفسك في وسط روسيا أيضاً.

وحصل أعنف حادث إطلاق نار في البلاد في تشرين الأول 2018، عندما قتل طالب 19 شخصا في مدرسة ثانوية في كيرتش في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، قبل أن ينتحر.

وتضم ايجيفسك 650 ألف نسمة وهي عاصمة جمهورية أودمورتي في وسط البلاد.

وفي هذه المدينة الصناعية التي أُغلقت لفترة طويلة أمام الأجانب خلال الحقبة الشيوعية، طور ميخائيل كلاشنيكوف أول بندقية من طراز AK-47 في العام 1947، وأصبحت مشهورة عالميا منذ ذلك الحين.

Exit mobile version