Site icon PublicPresse

إنقلاب عسكري وتعليق الدستور في بوركينا فاسو (فيديو)

إنقلاب عسكري وتعليق العمل بالدستور في بوركينا فاسو

ساعات بعد سماع إطلاق نار في العاصمة واغادوغو، أعلن عسكريون في بوركينا فاسو، في بيان قرأوه على التلفزيون الرسمي إقالة رئيس المجلس العسكري الحاكم، اللفتنانت كولونيل بول هنري سانداوغو داميبا، الذي تولى السلطة إثر انقلاب في نهاية كانون الثاني. واعتبرت المجموعة الإقتصادية لدول غرب أفريقيا الجمعة أن إستيلاء عسكريين على السلطة جاء في وقت غير مناسب، بعد أن أحرزت البلاد تقدماً نحو العودة إلى الحكم الدستوري، مُدينة بذلك الإنقلاب الثاني الذي تشهده في ثمانية أشهر.

في بيان متلفز، أعلن عسكريون في بوركينا فاسو، مساء الجمعة، إقالة رئيس المجلس العسكري الحاكم اللفتنانت كولونيل بول هنري سانداوغو داميبا الذي تولى السلطة إثر انقلاب في نهاية كانون الثاني.

وجاء ذلك في نهاية يوم شهد إطلاق رصاص في حي مقر الرئاسة في العاصمة واغادوغو، حيث تحدث حوالي 15 عسكرياً بعضهم يضع قناع وجه في حوالي الساعة السادسة مساء (غرينتش ومحلي) عبر التلفزيون الوطني.

وتضمن بيان للعسكريين تلاه واحد منهم “تمت إقالة اللفتنانت كولونيل داميبا من منصبه كرئيس للحركة الوطنية للإنقاذ والإصلاح” وهي الهيئة الحاكمة للمجلس العسكري. وأوضحوا أن النقيب إبراهيم تراوري صار الرئيس الجديد للمجلس العسكري.

كما أعلنوا إغلاق الحدود البرية والجوية اعتبارا من منتصف الليل، وكذلك تعليق العمل بالدستور وحل الحكومة والمجلس التشريعي الانتقالي. فيما تم فرض حظر تجول من الساعة التاسعة مساء وحتى الخامسة فجراً.

وبرر العسكريون خطوتهم بـ”التدهور المستمر للوضع الأمني” في البلاد. وجاء في بيانهم “لقد قررنا تحمل مسؤولياتنا، مدفوعين بهدف أسمى واحد، استعادة أمن أراضينا وسلامتها”.

وكان داميبا قد تعهد عند توليه السلطة جعل الأمن أولويته في البلد الذي تقوضه الهجمات الجهادية الدامية منذ سنوات، لكن النشاط الجهادي تضاعف في الأشهر الأخيرة خاصة في الشمال.

منذ عام 2015، تسببت الهجمات المتكررة التي تشنها حركات مسلحة تابعة لجهاديي القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في مقتل الآلاف ونزوح نحو مليوني شخص.

دول غرب أفريقيا تندد بالإنقلاب
وأدانت المجموعة الإقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، الجمعة، إستيلاء مجموعة العسكريين على السلطة. واعتبرت إيكواس أن الإنقلاب جاء في وقت غير مناسب بعد أن أحرزت بوركينا فاسو تقدماً نحو العودة إلى الحكم الدستوري عقب إستيلاء الجيش على السلطة في كانون الثاني من حكومة مدنية.

في وقت سابق الجمعة، أعلنت حكومة بوركينا فاسو أن الوضع في البلاد حيث سمع إطلاق نار في العاصمة وانتشرت القوات على الطرق الرئيسة مرتبط بـ”أزمة داخلية في صفوف الجيش”، مؤكدة أن “محادثات تجري من أجل التوصل إلى تسوية”.

وسمع إطلاق نار فجر الجمعة في واغادوغو في الحي الذي يضم مقري الرئاسة والمجموعة العسكرية الحاكمة منذ كانون الثاني الماضي، وفق ما ذكر شهود عيان لوكالة الأنباء الفرنسية.

وقال شاهد يقيم قرب مقر الرئاسة: “سمعت دوي انفجارات حوالي الساعة 04,30 (بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينتش) والطرق حول منزلي مغلقة بآليات عسكرية”.

وذكر صحافيون أن عسكريين كانوا يغلقون عددا كبيرا من محاور الطرق في الصباح.

وتمركز هؤلاء الجنود على مفترقات الطرق الرئيسة في المدينة ولا سيما في حي واغا 2000 حيث يقع مقر الرئاسة وثكنة المجلس العسكري الحاكم، وكذلك أمام مقر التلفزيون الوطني، كما ذكر أحدهم. أما في سوق واغادوغو فقد فتحت المحلات أبوابها لكن عددا كبيرا من الباعة لم يكونوا موجودين.

وقطع بث التلفزيون الوطني لساعات صباح الجمعة لكنه استؤنف حوالي الساعة 09,15 لبث برامج وثائقية من دون أن يتطرق إلى الوضع.

وبعد صمت دام ساعات، قال الناطق باسم الحكومة ليونيل بيلغو “إنها أزمة داخلية في الجيش والمناقشات مستمرة من أجل التوصل إلى نتيجة سلسة”.

وتابع بيلغو أنها “أزمة عسكرية لوحدات معينة من أجل مطالب تتعلق بمكافآت ورواتب معينة”، مؤكدا أن “مناقشات جارية”. مضيفا أن “الرئيس اللفتنانت كولونيل بول هنري سانداوغو داميبا مع رجاله ويقودون المناقشات”.

وفي بيان صدر بعيد ذلك أشارت رئاسة بوركينا فاسو إلى أن داميبا “وفي ضوء الوضع المضطرب الذي نشأ في أعقاب حركة لعناصر محددين من القوات المسلحة الوطنية (…) يدعو السكان إلى التزام أقصى درجات الحذر والهدوء”.

وأكد أن “المحادثات جارية لإعادة الهدوء والسكينة”، مشيرا إلى أن “العدو الذي يهاجم بلادنا لا يريد سوى الانقسام بين سكان بوركينا فاسو لإنجاز عمله في زعزعة الاستقرار”. مضيفا “لنبق متحدين من أجل انتصار السلام والأمن”.

وقادت بوركينا فاسو مجموعة عسكرية وصلت إلى السلطة إثر انقلاب في كانون الثاني الماضي. وكان هذا الانقلاب الذي أطاح الرئيس المنتخب روش مارك كريستيان كابوري، بدأ بانتفاضات في عدد من ثكنات البلاد.

Exit mobile version