Site icon PublicPresse

روسيا تتخلى عن معقل أوكراني.. وحليف لبوتين يقترح الرد النووي (فيديو)

روسيا تغزو أوكرانيا

إعترفت روسيا اليوم السبت بإنسحاب قواتها من بلدة ليمان في شرق أوكرانيا لتجنب محاصرتها من الجيش الأوكراني. وقالت وزارة الدفاع الروسية، مستخدمة الاسم الروسي للبلدة، “فيما يتعلق بظهور تهديد بالمحاصرة، تم سحب القوات المتحالفة من مستوطنة كراسني ليمان إلى خطوط أكثر فائدة”.

ومثلت سيطرة أوكرانيا على ليمان، التي إستخدمتها روسيا كمركز للوجستيات والنقل لعملياتها على مدى أشهر، هزيمة كبرى لموسكو بعد يوم من إعلان الرئيس فلاديمير بوتين ضم أربع مناطق أوكرانية منها دونيتسك التي تقع بداخلها ليمان.

وقالت الوزارة في بيان إن روسيا ألحقت بالقوات الأوكرانية خسائر فادحة من خلال توجيه “ضربات مكثفة” ضدها، لكنها لم تقدم أدلة على صحة هذا الادعاء ولم يتسن لرويترز التحقق منه بشكل مستقل.
وأضافت “رغم الخسائر التي تكبدها العدو، استمر في الدفع بقوات الاحتياط وواصل هجومه في هذا الاتجاه بفضل ما يتمتع به من تفوق كبير في القوات والعتاد”.

وكان الجيش الأوكراني، أعلن السبت الأول من أكتوبر/تشرين الأول، أنه “طوّق” آلاف الجنود الروس في مدينة ليمان التي تعد معقلاً شديد الأهمية لموسكو ومركز تقاطع مهماً للسكك الحديد في شرق أوكرانيا.

ونقلت وكالة “إنترفاكس” الأوكرانية عن المتحدث بإسم الجيش الأوكراني في الشرق سيرجيو تشريفاتيتش، قوله للتلفزيون الأوكراني، إن “القوات الروسية محاصرة في ليمان… نحو خمسة آلاف أو 5500 روسي” تحصنوا في ليمان وحولها في الأيام الأخيرة. وأضاف، “ليمان مهمة لأنها الخطوة التالية نحو تحرير دونباس الأوكرانية. إنها فرصة للذهاب لما أبعد من كريمينا وسيفيرودونيتسك. ونفسياً، إنها مهمة جداً”.

وقال تشريفاتيتش إن القوات الروسية تقوم بمحاولات فاشلة لكسر الحصار، مضيفاً “البعض يستسلم، ولديهم الكثير من القتلى والجرحى، لكن العملية لم تنتهِ بعد”.

20 قتيلاً
وعُثر على جثث 20 شخصاً بعد هجوم إستهدف قافلة سيارات تقل مدنيين قرب بلدة كوبيانسك في شمال شرقي أوكرانيا، بحسب ما أفاد حاكم منطقة خاركيف أوليغ سينيغوبوف.

وقال سينيغوبوف السبت على موقع “تليغرام”، “في منطقة كوبيانسك، عثر على قافلة سيارات تحمل مدنيين تعرّضت لإطلاق نار. بحسب المعلومات الأولية، قُتل 20 شخصاً في السيارات… هاجم المحتلون مدنيين كانوا يحاولون الفرار من القصف. هذه قسوة لا يوجد أي مبرر لها”.

وشاهد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية الجمعة جثث 11 مدنياً على الأقل قتلوا على طريق مع انسحاب القوات الروسية المهزومة من كوبيانسك.

وأفاد الجنود الأوكرانيون الذين عثروا على السيارات المدنية المدمّرة حيث وجد القتلى الذين بدت جثث بعضهم محترقة، عن اعتقادهم بأن الجنود الروس هاجموا قافلة مدنية.

وبقيت الجثث في مكانها داخل ست سيارات وحولها على الطريق المؤدي إلى خارج قرية كيريليفكا، حوالى 70 كيلومتراً شرق خاركيف.

وبدت حافلة صغيرة محترقة بالكامل احتوت أربع جثث متفحمة. وبدت جثة واحدة منها على الأقل صغيرة بما يكفي للدفع بالاعتقاد بأنها لطفل.

إعتقال مدير محطة زابوريجيا
في غضون ذلك، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها طلبت معلومات من روسيا عن المدير العام لمحطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، والذي قالت الشركة الحكومية المشغلة للمحطة إن دورية روسية اعتقلته.

وقالت شركة الطاقة النووية الأوكرانية الحكومية “إنرغواتوم”، السبت، إن دورية روسية اعتقلت المدير العام لمحطة زابوريجيا النووية التي تحتلها موسكو.

وقال بيترو كوتين، رئيس الشركة في بيان، إن إيهور موراشوف اعتُقل وهو في طريقه من أكبر محطة نووية في أوروبا إلى بلدة إنرهودار في حوالى الساعة الرابعة مساءً (13:00 بتوقيت غرينتش) الجمعة.

وكتب كوتين على تطبيق “تليغرام”، “أخذوه من السيارة واقتيد معصوب العينين لوجهة غير معلومة”، مضيفاً أنه لم ترد أنباء فورية عن مصير موراشوف.

ومحطة زابوريجيا نقطة محورية في الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي بدأ قبل سبعة أشهر، وتتبادل موسكو وكييف الاتهامات بقصف المنشأة، مما يهدد بوقوع كارثة نووية.

وقال كوتين إن موراشوف “يتولى المسؤولية الرئيسة والحصرية عن السلامة النووية والإشعاعية” للمحطة، مضيفاً أن احتجازه “يعرض سلامة تشغيل أكبر محطة للطاقة النووية في أوكرانيا وأوروبا للخطر”. ودعا القوات الروسية إلى “الوقف الفوري لأعمال الإرهاب النووي تجاه إدارة المحطة وأفرادها” والإفراج عن موراشوف.

هل يستخدم بوتين الأسلحة النووية في حربه؟
تسببت تصريحات للرئيس الشيشاني رمضان قاديروف، والذي يوصف بالفتى المدلل لبوتين، في موجة جدل واسعة مربكة حول العالم اليوم، حيث دعا الرئيس الروسي لاستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا.

ومعروف أن “قاديروف” لا يصرح ولا يتحرك من تلقاء نفسه وأن أي خطوة يخطوها تكون بأمر وتنسيق مع بوتين، لذلك رأى محللون أن هذه التصريحات لرئيس الشيشان، قد تكون تميهد من الرئيس الروسي لاستخدام النووي في أوكرانيا.

وبحسب تقرير لوكالة “رويترز” قال رمضان قاديروف، السبت، إن على موسكو أن تفكر في استخدام سلاح نووي منخفض القوة في أوكرانيا بعد هزيمة جديدة كبيرة في ساحة المعركة.

وبينما أكدت روسيا خسارة معقلها “ليمان” في شرق أوكرانيا، إنتقد قاديروف كبار القادة بسبب إخفاقاتهم وكتب على “تيليغرام”: “برأيي الشخصي، ينبغي إتخاذ تدابير أكثر صرامة، كإعلان الأحكام العرفية في المناطق الحدودية واستخدام أسلحة نووية منخفضة القوة”.

ويأتي حديث الرئيس الشيشاني بعد يوم من إعلان فلاديمير بوتين ضم أربع مناطق أوكرانية، بما في ذلك دونيتسك، حيث تقع ليمان، ووضعها تحت الحماية الروسية، قائلاً إن موسكو ستدافع عن الأراضي التي استولت عليها “بكل قوتها”.

وتمتلك روسيا أكبر ترسانة ذرية في العالم، بما في ذلك الأسلحة النووية التكتيكية منخفضة القوة المصممة لنشرها ضد الجيوش المعادية.

وسبق أن أشار حلفاء كبار آخرون لبوتين، بمن فيهم الرئيس السابق ديميتري ميدفيديف، إلى أن روسيا قد تحتاج إلى اللجوء إلى الأسلحة النووية ، لكن دعوة قاديروف كانت الأكثر إلحاحًا وصراحة.

وكان الحاكم المؤثر لمنطقة القوقاز في الشيشان مناصراً قوياً للحرب في أوكرانيا، حيث شكلت القوات الشيشانية جزءاً من طليعة الجيش الروسي هناك.

واشنطن سترد بشكل حاسم على أي استخدام للنووي
ويُعتقد على نطاق واسع أن قاديروف مقرب شخصيًا من بوتين، الذي عينه ليحكم الشيشان المضطربة في عام 2007.

ووصف قاديروف في رسالته العقيد ألكسندر لابين، قائد القوات الروسية التي تقاتل في ليمان بأنه “متوسط ​​المستوى” واقترح خفض رتبته إلى جندي وتجريده من ميدالياته. وقال “بسبب الإفتقار إلى اللوجيستيات العسكرية الأولية، فقد تخلينا اليوم عن عدة مستوطنات وقطعة كبيرة من الأرض”.

وبعد هزيمة روسيا في خاركيف، قال قديروف إنه “سيضطر للذهاب إلى قيادة البلاد ليشرح لهم الوضع على الأرض” ما لم يتم إجراء تغييرات عاجلة في إدارة الحرب.

وقال بوتين الأسبوع الماضي إنه لم يكن يخادع عندما قال إنه مستعد للدفاع عن “وحدة أراضي” روسيا بكل الوسائل المتاحة.

وتقول واشنطن إنها سترد بشكل حاسم على أي استخدام للأسلحة النووية وأوضحت لموسكو “العواقب الكارثية” التي ستواجهها.

ويشار أيضا إلى أن بوتين منح حكومته حق فرض حظر على النقل البري الدولي للبضائع عبر روسيا بواسطة مركبات تابعة لشركات طيران، من دول فرضت حظرا مماثلا على روسيا كالنرويج وبريطانيا وأوكرانيا.

وكشفت المصادر أن ذلك سيكون اعتبارًا من يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول، حيث وضع بوتين قواعد جديدة لعبور البضائع برا من الدول غير الصديقة.

وتأتي هذه الخطوة بحسب مراقبين كرد على العقوبات التي فرضتها أغلب الدول الأوروبية على موسكو بعد احتلالها لأوكرانيا.

حق النقض
الجمعة، وفي خطوة كانت متوقعة، استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) لمنع تبني مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدين إقدامها على ضم أربع مناطق أوكرانية، وهو نص سيحال الآن إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ومشروع القرار الذي أعدته الولايات المتحدة وألبانيا أيدته 10 دول أعضاء، في مقابل امتناع أربع دول عن التصويت، هي الصين والهند والبرازيل والغابون.

ويدين مشروع القرار “قيام الاتحاد الروسي بتنظيم ما يسمى الاستفتاءات غير القانونية” في مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا، ويعتبر أنه لا يمكن أن تكون لها “أي شرعية” أو أن “تُستخدم كأساس لتغيير وضع هذه المناطق”، “بما في ذلك أي ضم مزعوم” من جانب روسيا.

ويدعو المشروع كل الدول والمنظمات الأخرى إلى “عدم الاعتراف بالضم المزعوم” للمناطق الأربع من جانب روسيا. كما يطالب موسكو “بالوقف الفوري” لهجومها في أوكرانيا و”سحب جميع قواتها العسكرية على الفور وبشكل كامل وغير مشروط” من البلاد.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد في بداية الاجتماع، “هذه بالضبط المهمة التي أنشئ من أجلها مجلس الأمن. الدفاع عن السيادة وحماية وحدة الأراضي وتعزيز السلام والأمن”. وأضافت أن “الأمم المتحدة بنيت على فكرة أنه لن يسمح أبداً لدولة ما بالاستيلاء على أراضي دولة أخرى بالقوة”.

واعتبر سفير روسيا فاسيلي نيبينزيا أن السعي إلى إدانة عضو دائم في مجلس الأمن أمر غير مسبوق. وقال متوجهاً إلى القوى الغربية، “هل تتوقعون بجدية أن تنظر روسيا في مشروع كهذا وتدعمه؟”.

Exit mobile version