Site icon PublicPresse

إسرائيل تحتفي بإتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان (فيديو)

حقل كاريش إسرائيل

في أول إنفراجة دبلوماسية كبيرة بين البلدين منذ عقود توصل لبنان وإسرائيل إلى إتفاق بشأن ترسيم الحدود البحرية بينهما بوساطة أميركية. وأعقب الإعلان عن التوصل للإتفاق ردود فعل مرحبة على المستوى الدولي، ووصفه الرئيس الأميركي بأنه “إختراق تاريخي”. فيما أكد الأمين العام لحزب الله أن الحزب سيعتبر الصفقة محسومة فقط عندما يوقع الجانبان الإتفاق في نقطة حدودية جنوبية.

صادقت الحكومة الإسرائيلية المصغرة، الأربعاء، بأغلبية كبيرة على مبادئ الإتفاق لترسيم الحدود البحرية مع لبنان الذي تم التوصل إليه بين البلدين بوساطة أميركية، على أن يعرض على الكنيست للإطلاع، وفقاً لبيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء يائير لابيد.

وجاء في النسخة العربية للبيان، “أعرب أعضاء الحكومة عن تأييدهم أهمية الاتفاق البحري مع لبنان وضرورة التوصل إليه في هذه الفترة”. وأضاف، “كما وافقوا على مقترح رئيس الوزراء بعرضه على الكنيست”، مشيراً إلى أن “الجهات المتخصصة إستعرضت أثناء جلسة الحكومة مبادئ الاتفاق وأثره في تعزيز الأمن القومي والإستقرار الإقليمي، وسيتم عرض الاتفاق والملاحظات التفسيرية التي تتعلق به على الكنيست”.

وفي مؤتمر صحفي عقب الجلسة، قال لبيد إن التوصل لاتفاق ترسيم الحدود إنجاز كبير لاقتصاد إسرائيل وأمنها، مضيفا أن تل أبيب رفضت التعديلات اللبنانية الأخيرة على مسودة الاتفاق.

وأضاف لابيد أن إسرائيل ستحصل على 17% من عائدات حقل قانا، وأن حزب الله لن يحصل على أي من عائدات الغاز، معتبرا أن إتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان يزيل إحتمال إندلاع مواجهة عسكرية مع حزب الله.

وتوسطت الولايات المتحدة طوال عامين بين البلدين، وقال يائير لبيد الثلاثاء إن اسرائيل ولبنان “توصلا إلى إتفاق تاريخي”.

وأضاف أن الإتفاق “سيعزز أمن إسرائيل ويضخ مليارات في الاقتصاد الإسرائيلي ويضمن استقرار حدودنا الشمالي”، وسيتم عرض الاتفاق والملاحظات التفسيرية التي تتعلق به هذا المساء في الكنيست وإطلاع جميع النواب عليها”. وبعد مرور 14 يوماً “يقدم الإتفاق إلى الحكومة للمصادقة عليه”.

وأعلنت الرئاسة اللبنانية في بيان، الثلاثاء، أن “الصيغة النهائية للاتفاق مرضية للبنان، لا سيما أنها تلبي المطالب اللبنانية، وحافظت على حقوق لبنان في ثروته الطبيعية”.

حزب الله وإيران

من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس اليوم إن “إتفاق ترسيم الحدود البحرية يقلص تأثير إيران على لبنان”.

كما قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتا إن “الإتفاق يقلص تعلق الحكومة اللبنانية بحزب الله، معتبرا أنه لا يتناسب مع مصالح إيران في لبنان”.

وذكر حولاتا أن إسرائيل تنازلت عن 10 كيلومترات من مياهها الإقليمية في إطار الإتفاق مع لبنان، وتحدث عن مصلحة أمنية مطلقة لتل أبيب في اتفاق ترسيم الحدود البحرية.

بدورها، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس الموساد ديفيد برنياع قوله إن من يدعي أن إتفاق ترسيم الحدود البحرية إنجاز لحزب الله لا يفهم الوضع في لبنان.

وفي السياق، نقل موقع “أكسيوس” (Axios) الإخباري الأميركي عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي أن إتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان ليس في صالح الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.

ترحيب دولي

وتواصلت ردود الفعل على المستوى الدولي غداة توصل إسرائيل ولبنان للإتفاق.

ألمانيا بدورها علقت على الإعلان حيث قال متحدث بإسم الحكومة الألمانية في برلين الأربعاء إن بلاده ترحب بالاتفاق التاريخي بين لبنان وإسرائيل.

ورحب الإتحاد الأوروبي، الأربعاء، بالإعلان عن الإتفاق، وأثنى على “الروح البناءة لإسرائيل ولبنان” في هذا المسعى وكذلك على دور الولايات المتحدة في المفاوضات.

وأشاد الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء عبر بيان بالاتفاق، ووصفه بأنه “اختراق تاريخي”، وحض كل الأطراف على التقيد به.

التنقيب اللبناني يستغرق أشهرا

من جانبه، قال وزير الطاقة اللبناني اليوم الأربعاء إن الإستعدادات للتنقيب عن الغاز ستستغرق أشهراً عدة بمجرد دخول اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل حيز التنفيذ.

وأشارت إسرائيل ولبنان أمس الثلاثاء إلى موافقتهما على اتفاق يحدد حقوقهما البحرية، وقال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إن شركة “توتال إنرجيز” يمكنها أن تبدأ العمل في الحقول البحرية اللبنانية فور دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي طلب الثلاثاء من شركة توتال الفرنسية البدء فوراً بالاجراءات التنفيذية للتنقيب في المياه اللبنانية، إثر إعلان إسرائيل التوصل مع لبنان إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية. واعتبرت رئاسة الجمهورية اللبنانية أن الصيغة النهائية للعرض الأميركي “مرضية للبنان وحافظت على حقوق لبنان في ثروته الطبيعية”، أملة أن “يتم الإعلان عن الاتفاق حول الترسيم في اقرب وقت ممكن”.

والتقى ميقاتي ووزير الطاقة وليد فياض الثلاثاء بوفد من شركة توتال الفرنسية، التي حصلت في العام 2018 مع شركتين أخريين على ترخيص للتنقيب في رقعتين لبنانيتين من أصل عشر. وخلال الاجتماع، طلب ميقاتي، وفق بيان صادر عن مكتبه، من “ممثلي شركة توتال المباشرة بالاجراءات التنفيذية للتنقيب في المياه اللبنانية فوراً”.

وقال فياض بدوره أن البدء بأعمال التنقيب وتنفيذها “هي عملية تأخذ وقتا اضافة إلى تحضير المواضيع الهندسية واللوجستية”. وأضاف أن “الامور اللوجستية يلزمها وقت، ولكن ستبدأ الأعمال فوراً”.

إشادة أميركية

أشاد الرئيس الأميركي جو بايدن، بالاتفاق حول ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، ووصفه بأنه “اختراق تاريخي”.

وقال بايدن، إن رئيس وزراء إسرائيل يائير لبيد والرئيس اللبناني ميشال عون، أكدا استعداد الحكومتين للمضي في الاتفاق البحري، مشدداً في بيان على “ضرورة وفاء كل الأطراف بتعهداتهم وعملهم على تطبيق الاتفاق”.

وبحسب بيان للبيت الأبيض، أبلغ بايدن رئيس وزراء إسرائيل أن الاتفاق مع لبنان “يحفظ أمن إسرائيل ومصالحها الاقتصادية”، مؤكداً “التزام واشنطن الراسخ أمن إسرائيل”، فيما قال الرئيس الأميركي لنظيره اللبناني، إن الاتفاقية “ستسهم في تحسين حياة الملايين في لبنان”.

وكان الرئيس الأميركي أجرى اتصالين هاتفيين منفصلين مع لبيد وعون في أعقاب الإعلان عن التوصل إلى اتفاق في شأن ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.

مسودة الإتفاق
وذكرت المسودة إطلعت عليها رويترز اليوم الأربعاء أن إتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل يهدف إلى “التوصل إلى حل دائم ومنصف” للنزاع القائم منذ مدة طويلة.

وجاء في المسودة أن “هذا الإتفاق يدخل حيز التنفيذ في التاريخ الذي تُرسل فيه حكومة الولايات المتحدة إشعارا يتضمن تأكيدا على موافقة كلا الطرفين على الأحكام المنصوص عليها في هذا الاتفاق”.

وفي اليوم الذي ترسل فيه واشنطن هذا الإشعار، سيرسل لبنان وإسرائيل في الوقت نفسه إحداثيات متطابقة إلى الأمم المتحدة تحدد موقع الحدود البحرية.

وفي مقابلة مع شبكة “سي إن إن” (CNN)، قال المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين إن إتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل يحقق للبلدين أهدافاً إقتصادية وأمنية. وأضاف هوكشتاين أن الإتفاق يمكن أن يتيح للبنان رخاء إقتصادياً ولإسرائيل أمناً وإستقراراً في المنطقة.

المفاوضات لم تكن سهلة

من جانبه، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية للصحافيين، الثلاثاء، إن “إنجاز” التوصل إلى إتفاق بين إسرائيل ولبنان لترسيم الحدود البحرية حدث خلال اليومين الماضيين المكثفين للغاية.

وذكر أن “المفاوضات لم تكن سهلة، وهذا الاتفاق تاريخي لأسباب عدة، بما في ذلك أنه أول ترسيم للحدود بالاتفاق المتبادل بين لبنان وإسرائيل، ويوفر الأمن لتل أبيب”، متوقعاً أن “تكون هناك لحظات صعبة مع تقدم الاتفاق”.

وأكد أن واشنطن ستقدم مساعدتها في تسهيل المناقشات المستقبلية، حيثما تكون الجهود الدبلوماسية مفيدة. وأوضح أن “إسرائيل ستحتفظ بجميع الآليات الأمنية والبنية التحتية التي تحتاجها للتأكد من حماية بلدها وخطها الساحلي، بحيث يضمن الاتفاق الجديد من خلال اتفاق آخر منفصل”.

وأضاف المسؤول أنه سيتم تعويض إسرائيل عن أي حصة من الهيدروكربونات التي عثر عليها على جانبها من حدود البحر المتوسط. وقال إن واشنطن لديها الضمانات بأن حكومتي لبنان وإسرائيل ستحافظان على الاتفاق، لكنه اعتبر أنه “لا أحد يستطيع أن يضمن ما يكمن في المستقبل”.

وأشار إلى أنه لا يرى أي تهديد لحقل “كاريش” الذي يجري تطويره. وتابع “نحن سعداء لأن لبنان سيكون قادراً على تطوير الحقول في تلك المياه. لدي كل التوقعات بأن يتم توقيع هذا الاتفاق ووضعه حيز التنفيذ، إنه فوز حاسم لكلا الجانبين”.

Exit mobile version