Site icon PublicPresse

تراس تقيل وزير المالية بعد خططه المثيرة للجدل (فيديو)

ليز تراس و كواسي كوارتنغ

أقالت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس الجمعة وزير المالية كواسي كوارتنغ وعيّنت مكانه الوسطي جيريمي هانت، وهو مرشّح سابق لرئاسة الحزب المحافظ، وزيراً جديدا للمال.

وعزلت تراس كوارتنغ قبل فترة وجيزة من توقعات إلغائها أجزاء من برنامجه الاقتصادي في محاولة للنجاة من الاضطرابات التي تعصف بالسوق والساحة السياسية.

وقال كوارتنغ إنه إستقال بطلب من تراس بعد عودته سريعا إلى لندن خلال الليل من واشنطن حيث كان يحضر اجتماعات صندوق النقد الدولي. وأكدت الحكومة البريطانية أن تراس، التي تولت السلطة قبل 37 يوما فحسب، ستعقد مؤتمرا صحافيا الجمعة.

وذكر كوارتنغ في خطاب استقالته الموجه إلى تراس نشره على تويتر “لقد طلبت مني الاستقالة من منصب وزير المالية. ولقد قبلت ذلك”.

وتعافت سندات الحكومة البريطانية وواصلت الارتفاع قبل بيان تراس، مضيفة لتعافيها الجزئي منذ أن بدأت الحكومة النظر في سبل تمكنها من ضبط الماليات بعد أن تسببت خطة غير ممولة بخفض الضرائب في هبوط حاد لقيمة الأصول البريطانية وفي استهجان دولي.

وكوارتنغ هو وزير المالية الأقل بقاء في المنصب منذ 1970 وبذلك سيكون جيريمي هانت رابع وزير للمالية في غضون أشهر.

وأعلن كوارتنغ عن سياسة مالية جديدة في 23 أيلول بناء على رؤية تراس بخصوص تخفيضات ضريبية كبيرة وإلغاء لقواعد تنظيمية بهدف إخراج الاقتصاد من جمود في النمو قائم منذ سنوات.

لكن رد فعل الأسواق كان حادا لدرجة أن بنك إنكلترا اضطر إلى التدخل لحماية صناديق معاشات التقاعد من الوقوع في الفوضى، مع ارتفاع تكاليف الاقتراض والرهن العقاري.

ومنذ ذلك الحين تعرضت تراس وكوراتنغ لضغوط متزايدة للتراجع عن مسارهما، حيث أظهرت إستطلاعات الرأي تراجعاً حاداً في التأييد لحزب المحافظين، مما دفع زملاءهما إلى مناقشة علنية وصريحة عما إذا كان يتعين استبدالهما.

وبعد أن تسببت في إضطراب السوق، تخاطر تراس الآن بإسقاط الحكومة إذا لم تتمكن من التوصل إلى حزمة تشمل تخفيضات في الإنفاق العام وزيادات ضريبية يمكن أن تهدئ من روع المستثمرين وتحظى بموافقة في تصويت برلماني في مجلس العموم.

غير أن بحثها عن بنود لخفض الإنفاق ليس بأمر يسير، بسبب حقيقة أن الحكومة خفضت على مدى السنوات ميزانيات الوزارات.

إنتقادات صندوق النقد

وكان من المقرر أن يختتم كوارتنغ اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي السنوية في واشنطن نهاية الأسبوع الجاري حيث وجّهت إليه المديرة العامة لصندوق النقد كريستالينا جورجييفا انتقادات بينما أشارت إلى وجوب وضع سياسات “متماسكة منسجمة”.

وتأتي هذه التطورات وسط تكهنات عن احتمال حدوث تحول في إجراءات الموازنة الضخمة غير الممولة في لندن التي تسببت في فوضى وذعر في الأسواق.

وأمضى وزير المالية البريطاني يومين في العاصمة الأميركية حيث حضر اجتماعات الخريف لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ووزراء المالية الرئيسين ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة الـ20.
وأكد وزير الدولة البريطاني للسياسة التجارية غريغ هاندز لشبكة “سكاي نيوز” الجمعة أنه “ليس أمراً نادراً أن يعود وزير قبل يوم من زيارة دولية”، موضحاً أن الاجتماعات الرئيسة التي كان على كوارتينغ حضورها انتهت.

لكن عودته المبكرة غذت التكهنات في بريطانيا حول تحول وشيك بشأن “الموازنة المصغرة” التي تثير جدلاً، وعرضت في نهاية أيلول. وهي تنص على مساعدات ضخمة لفواتير الطاقة وتخفيضات ضريبية واسعة.

ويأتي المؤتمر الصحافي لرئيسة الحكومة بعد 38 يوماً فقط على توليها السلطة.

Exit mobile version