Site icon PublicPresse

تصاعد دخان وإطلاق نار داخل سجن في طهران (فيديو)

أظهرت مقاطع فيديو متداولة على الإنترنت، السبت، دخاناً يتصاعد من سجن إيفين بالعاصمة الإيرانية طهران، فيما تشير تقارير حقوقية إلى إحتجاز سجناء سياسيين في المكان.

وبحسب وكالة “رويترز”، فإن الدخان تصاعد من سجن إيفين الذي يُوصف بـ”ذي الصيت السيء”، تزامنا مع سماع دوي إطلاق نار وصفارات الإنذار في الخلفية.

وقال موقع “تصوير1500” في تعليق على المقاطع “يمكن سماع دوي طلقات نارية من سجن إيفين ورؤية دخان”.

ولم يصدر تعليق بعد من المسؤولين أو تقارير من وسائل الإعلام الحكومية بشأن الحريق الذي وقع في سجن إيفن.

ويأتي هذا الحريق فيما كانت وفاة مهسا أميني (22 عاماً)، التي إعتقلتها “شرطة الأخلاق” في طهران بسبب إرتدائها “ملابس غير مناسبة”، قد أثارت غضبا عارما في إيران بشأن قضايا من بينها الحريات وتدهور الاقتصاد بسبب العقوبات.

ويعد سجن إيفين أحد أبرز المعتقلات في إيران، كما جرى تناوله في عدد من التقارير والكتب، من بينها رواية “سجينة طهران”، للكاتبة والمعتقلة الإيرانية السابقة، مارينا نعمت.

وتعرضت إيران لانتقادات شديدة، لا سيما من الغرب، بسبب تعاملها مع المحتجين، فيما تعتبر طهران ما يثار بشأن سلوكها بمثابة دعاية غربية تسعى إلى بث القلاقل والفوضى.

إستمرار الإحتجاجات
وخلال النهار، لبى متظاهرون إيرانيون دعوة نشطاء للتظاهر بكثافة تحت شعار “بداية النهاية!” للنظام، إذ خرجوا السبت مجددا في مسيرات احتجاجية بعد مرور شهر على اندلاع حركة الاحتجاج ضد السلطات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني وتقابل بقمع شديد، وفق وسائل إعلام ومنظمات غير حكومية.

وتقود شابات من طالبات وتلميذات منذ 16 أيلول التظاهرات على وقع شعارات معادية للحكومة، فيضرمن النار في حجابهن ويشتبكن مع قوات الأمن في الشوارع.

وصرخت نساء غير محجبات السبت “على الملالي الرحيل” في كلية شريعتي التقنية والمهنية في طهران، وفق ما أظهر مقطع فيديو تم تداوله عبر الانترنت على نطاق واسع.

وغرب طهران، ألقى محتجون مقذوفات على قوات الأمن بالقرب من دوار رئيسي في مدينة همدان، وفق صور تحققت منها وكالة فرانس برس.

وعلى الرغم من تعطيل شبكة الإنترنت على نطاق واسع وحجب السلطات التطبيقات الشعبية مثل إنستغرام وواتساب، تجمع إيرانيون السبت في شوارع مدينة أردابيل في شمال غرب البلاد، وفق ما أظهرت مقاطع فيديو نشرت على تويتر.

ونفذ التجار إضرابا في مدينة سقز مسقط رأس مهسا أميني في محافظة كردستان (شمال غرب البلاد ومهاباد شمالها وفق موقع 1500تاسفير، الذي يحصي انتهاكات حقوق الإنسان.

وقالت منظمة “هينغاو” المدافعة عن حقوق الأكراد في إيران ومقرها النروج “أشعلت تلميذات في بلدة ناي في ماريفان النار في الشارع وأطلقن هتافات مناهضة للحكومة”.

كذلك تظاهر شباب في جامعات في طهران وأصفهان (جنوب) وكرمنشاه، بحسب صور نشرت على الإنترنت.

“بداية النهاية؟”

ولبى متظاهرون دعوة نشطاء للتظاهر بكثافة تحت شعار “بداية النهاية!” للنظام.

وشجع النشطاء الشعب الإيراني على التظاهر في الأماكن التي لا تتواجد فيها قوات الأمن ورفع شعار “الموت للديكتاتور”، في إشارة إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.

وفي مواجهة التظاهرات، دعا المجلس الإسلامي لتنسيق التنمية، وهو هيئة رسمية، الإيرانيين إلى التعبير بعد صلاة العشاء السبت في المساجد عن “غضبهم من أعمال الشغب والفتنة”.

وذكرت صحيفة الشرق الإصلاحية أن “متقاعدين” من الحرس الثوري الإيراني تجمعوا أيضا السبت.

ونقلت وكالة أنباء “إرنا” الرسمية عن قيادي في الحرس الثوري قوله خلال التجمع أن ثلاثة من أفراد ميليشيا الباسيج شبه العسكرية قتلوا فيما أصيب 850 بجروح في طهران منذ بدء “الفتنة”.

ودخلت الاحتجاجات الأسبوع الخامس، وأثارت تجمعات تضامنية في الخارج، فيما أسفر القمع عن سقوط أكثر من 100 قتيل بحسب منظمات غير حكومية كما أثار موجة تنديد في العالم.

وقتل 108 أشخاص على الأقل منذ 16 أيلول حسب منظمة حقوق الإنسان الإيرانية ومقرها أوسلو.

من جهتها، أعربت منظمة العفو الدولية عن أسفها لمقتل 23 طفلا على الأقل “بأيدي قوات الأمن الإيرانية”، موضحة أن أعمارهم تراوح بين 11 و17 عاما، بالإضافة إلى توقيف مئات الأشخاص.

“إتهامات متبادلة”

وتفاعلا مع تطورات الأحداث، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء الجمعة إن الولايات المتحدة “تقف إلى جانب نساء إيران الشجاعات” مؤكدا أن “على إيران إنهاء العنف ضد مواطنيها الذين يمارسون ببساطة حقوقهم الأساسية”.

في المقابل، يتهم مسؤولون إيرانيون الولايات المتحدة بالسعي إلى زعزعة استقرار بلادهم.

وفي وقت يعتزم الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على طهران، حض وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الجمعة وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل خلال اتصال هاتفي على اعتماد مقاربة “واقعية” للاحتجاجات.

وندد أمير عبداللهيان الجمعة بسياسة الكيل بمكيالين التي يتبعها الغرب بنظره. وسأل الجمعة “من يصدق أن تكون وفاة فتاة بهذا القدر من الأهمية بالنسبة للغربيين؟” مضيفا “إذا كان الأمر كذلك، فماذا فعلوا إزاء مئات الآلاف من الشهداء والقتلى في العراق وأفغانستان وسوريا ولبنان؟”.

ويرى محللون أن الطبيعة متعددة الأوجه للاحتجاجات المناهضة للحكومة، بما في ذلك تجمع الشباب في مجموعات صغيرة في أحياء محددة لتجنب رصدهم، تجعل من الصعب على السلطات محاولة منعها.

Exit mobile version