إفتتح الرئيس شي جينبينغ الأحد أعمال المؤتمر الـ20 للحزب الشيوعي الصيني في قاعة الشعب الكبرى في بكين بخطاب قوي قال فيه إن بلاده لن تتخلى عن حق إستخدام القوة بشأن تايوان. ومن المقرر أن يمنح المؤتمر شي جينبينغ ولاية ثالثة لخمس سنوات أخرى على رأس السلطة. ولم يتطرق شي في خطابه إلى حرب أوكرانيا.
إنطلقت أعمال المؤتمر الـ20 للحزب الشيوعي الصيني الأحد في بكين، والذي سيمنح الرئيس شي جينبينغ ولاية ثالثة لخمس سنوات أخرى على رأس السلطة.
وفي قاعة الشعب الكبرى في بكين، صعد شي إلى المنصة وسط تصفيق مدو من 2300 مندوب تم اختيارهم بعناية لحضور المؤتمر الذي يعقد مرة كل خمس سنوات. وأشاد الرئيس الصيني بسياسات الحزب الشيوعي، من تلك القائمة على “صفر إصابات كوفيد” وصولا إلى حملته الأمنية ضد الفساد.
وفي خطابه الإفتتاحي الذي دام قرابة 100 دقيقة، أشار الرئيس الصيني إلى أن المؤتمر ينعقد في “لحظة مفصلية” بالنسبة للبلاد. واعتبر أن الجهود المتواصلة للقضاء على كوفيد والمتمثلة بفرض قيود مشددة على حياة السكان تعد إنجازا مهما، علما بأن هذه السياسات سددت ضربة للاقتصاد.
كما لفت إلى ما إعتبره نجاح حملته لمكافحة الفساد التي سجن الآلاف على إثرها ويرى مراقبون بأنها استخدمت لسحق المعارضة. وركز أيضاً على أكثر قضايا الأمن والسيادة حساسية بالنسبة للصين إذ أشار في مستهل خطابه إلى هونغ كونغ، حيث تم سحق الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية، وتايوان.
وتعهد بأن بكين “لن تلتزم قط بالتخلي عن استخدام القوة” عندما يتعلق الأمر بتايوان، في تصريحات قوبلت بتصفيق حار من الحضور.
وشدد في الوقت ذاته على أن بلاده تعارض “عقلية الحرب الباردة” في الدبلوماسية الدولية. وقال إن “الصين.. تعارض بحزم جميع أشكال الهيمنة والسياسات القائمة على القوة وتعارض عقلية الحرب الباردة والتدخل في شؤون الدول الأخرى الداخلية كما تعارض ازدواجية المعايير”.
ولم يتطرق شي في خطابه إلى حرب أوكرانيا.
وإذا سارت جميع الأمور حسب الخطة لصالح شي، فستتم المصادقة على الرئيس البالغ 69 عاماً كأمين عام للحزب بعد إنتهاء الإجتماعات التي تستمر مدة أسبوع، ما يرسخ موقعه كأقوى حاكم للصين منذ ماو تسي تونغ.
وفي حال تم إختياره زعيماً للحزب لخمس سنوات أخرى، كما هو متوقع، فسيتم بلا شك انتخاب شي رئيسا خلال الاجتماع السنوي لمجلس الشعب الصيني المقرر في آذار.
ويرجح بأن يتم الكشف عن إختيار شي وغيره من أبرز شخصيات الحزب في 23 تشرين الأول، أي بعد يوم من اختتام أعمال المؤتمر.
كما سيختار المشاركون في الاجتماعات المنظمة بعناية والتي تنعقد بمعظمها بشكل مغلق أعضاء اللجنة المركزية للحزب المكونة من 200 شخص تقريبا، والتي تختار بدورها أعضاء المكتب السياسي الـ25 ولجنته الدائمة التي تعد أعلى هيئة قيادية في البلاد.
رد تايوان
في المقابل، قال المكتب الرئاسي في تايوان إن “الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي لن تتخلى عن سيادتها أو تتنازل عن الحرية والديمقراطية”، وإن شعبها يعارض بوضوح فكرة بكين حول إدارتها وفقاً لمبدأ “بلد واحد ونظامين”.
وقالت الرئاسة التايوانية في بيان إن الحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان والمنطقة مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجانبين، وإن “اللقاء في ساحة المعركة ليس خياراً مطروحاً”.