Site icon PublicPresse

“الشيوعي” يعزز سلطات الرئيس في إختتام مؤتمره (فيديو)

شي جينبينغ في مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني

عبر تعديلات لميثاقه تم الكشف عنها السبت في ختام مؤتمره السنوي في بكين، عزز الحزب الشيوعي الصيني موقع وسلطات الرئيس شي جينبينغ الذي ضمن لنفسه سيطرة كاملة عليه عشية فوزه رسمياً بولاية ثالثة باتت شبه مؤكدة على رأس البلاد. وأعلن الحزب الذي يعقد مؤتمره كل خمس سنوات، التشكيلة الجديدة للجنة المركزية التي هي بمثابة “برلمان” داخلي للحزب. وتعقد اللجنة الجديدة المؤلفة من 205 أعضاء، أول اجتماع لها الأحد، تقوم خلاله بتعيين الأعضاء الـ25 في المكتب السياسي الجديد الذي يعد هيئة القرار في الحزب الشيوعي ويمسك بزمام السلطة الفعلية في الصين.

إختتم الحزب الشيوعي الصيني السبت أشغال مؤتمره السنوي المنعقد ببكين، بإدخال تعديلات على ميثاقه الوطني تمنح الرئيس شي جينبينغ سلطات وموقعا أكبر، عشية فوزه رسميا بولاية ثالثة باتت شبه مؤكدة على رأس البلاد.

ونص قرار تم تبنّيه بإجماع المندوبين قبيل اختتام المؤتمر، على “الموقع المحوري للرفيق شي جينبينغ داخل اللجنة المركزية للحزب والحزب بمجمله”.

وبذلك بات من المؤكد أن شي سيفوز الأحد بولاية ثالثة على رأس الحزب وبالتالي الصين، بعد انعقاد أول اجتماع للجنة المركزية الجديدة.

ودعا شي المندوبين في ختام المراسم التي جرت في قصر الشعب إلى التحلي بـ”جرأة النضال من أجل النصر” معلنا “اعملوا بجدّ وكونوا عازمين على المضي قدما”.

وشارك في المؤتمر نحو 2300 مندوب اختارتهم سلطات الحزب في بكين منذ الأسبوع الماضي، بهدف تغيير فريق قيادة الحزب وبالتالي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ورسم التوجهات المستقبلية للبلاد.

وأعلنت في ختام المؤتمر الذي يعقده الحزب كل خمس سنوات التشكيلة الجديدة للجنة المركزية التي هي بمثابة “برلمان” داخلي للحزب.

ولا تتضمن قائمة الأعضاء التي نشرتها وكالة أنباء الصين الجديدة، أربعة من كبار وجوه الحزب الشيوعي بينهم رئيس الوزراء الحالي لي كه تشيانغ الذي سيغادر مهامه في آذار المقبل.

كذلك، سيغيب عن اللجنة المركزية المسؤول الثالث الصيني لي زانشو ونائب رئيس الوزراء هان تشينغ ووانغ يانغ رئيس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، وهي جمعية لا تملك سلطة القرار.

وكان وانغ يانغ الذي يعتبر من الأصوات الأكثر ليبرالية في الحزب، أحد الأسماء المرجحة لتولي رئاسة الحكومة المقبلة.

وبحسب تقديرات وكالة الأنباء الفرنسية، تم تعديل أعضاء اللجنة المركزية الجديدة بنسبة 65% عن التشكيلة السابقة التي تعود إلى العام 2017.

المكتب السياسي: هئية القرار في الحزب الشيوعي

وتعقد اللجنة الجديدة المؤلفة من 205 أعضاء، بينهم 11 امرأة فقط، أول اجتماع لها الأحد، تقوم خلاله بتعيين الأعضاء الـ25 في المكتب السياسي الجديد، هيئة القرار في الحزب الشيوعي، وأعضاء لجنته الدائمة.

وتمسك هذه الهيئة واسعة النفوذ المؤلفة حاليا من سبعة أعضاء بزمام السلطة الفعلية في الصين.

ومن أجل البقاء في السلطة، ألغى شي جينبينغ من الدستور عام 2017 حد الولايتين الذي كان ينص عليه، ما يمكنه من البقاء على رأس البلد مدى الحياة نظريا.

تسليط الضوء على تايوان

وعقد هذا المؤتمر العشرون منذ إنشاء الحزب الشيوعي عام 1921 في ظل ظروف دقيقة بالنسبة للصين إذ تواجه تباطؤا في نموها الاقتصادي بسبب تدابير الإغلاق والحجر المتواصلة، وتوترا دبلوماسيا مع الغرب في عدد من الملفات.

وفي سياقه، أجرى المندوبون الـ2300 تقريبا الذين اختارتهم مختلف هيئات الحزب اجتماعات مغلقة على مدى أسبوع بهدف تعديل الفريق القيادي للحزب والبلد، ورسم التوجهات المقبلة لثاني قوة اقتصادية في العالم.

وعمد شي جينبينغ منذ وصوله إلى الرئاسة أواخر 2012 إلى تركيز السلطات في يده وطبق سياسة تقضي بتعزيز سلطة النظام.

وفي خطاب إفتتح به المؤتمر، دعا شي جينبينغ الذي يعتبر رئيس الدولة ورئيس القوات المسلحة ورئيس الحزب، إلى استمرارية سياساته.

ومن المتوقع بالتالي المضي في سياسة “صفر كوفيد” رغم عواقبها الوخيمة على الاقتصاد وما تثيره من استياء شعبي متزايد.

وبعيدا عن الحذر الذي طبع دبلوماسية أسلافه، من المتوقع أن يستمر شي في رفع صوت الصين، مجازفا بتصعيد التوتر مع الخصم الأمريكي وخصوصا حول مسألة تايوان.

وقرر الحزب الشيوعي بهذا الصدد أن يدرج للمرة الأولى إشارة في ميثاقه تؤكد “معارضة” بكين لاستقلال الجزيرة البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة.

إقتياد الرئيس السابق إلى خارج القاعة

وإن كانت المراسم قد جرت وفق سيناريو محكم الإعداد، إلا أن حدثاً غير متوقع طرأ عليها إذ تم اقتياد الرئيس السابق هو جينتاو الذي ظهر في وضع صحيّ ضعيف خارج القاعة.

وكان هو، جالساً على يسار الرئيس الحالي شي جين بينغ، عندما أقدم اثنان من الموظفين على اقتياده إلى خارج الصالة الرئيسية بقاعة الشعب الكبرى في بكين أمام الكاميرات.

وأظهرت لقطات فيديو موظفاً يحاول اقتياد الرئيس السابق البالغ من العمر 79 عاماً، والذي ترأس الصين بين 2003 و2014، من ذراعه، لكنه رفض. وحاول الموظف رفعه من مقعده، لكن الرئيس السابق أصر على المقاومة.

وحاول هوو جينتاو أن يأخذ معه وثائق كانت على طاولته وتعود على ما يبدو إلى الرئيس، لكن شي جين بينغ تمسك بها.

تلت ذلك محادثة استغرقت دقيقة بين هوو جينتاو والموظف. واقتنع هوو بالرحيل رغما عنه على ما يبدو. وقد واكبه الموظف ممسكا بذراعه حتى المخرج، تاركا مقعدا شاغرا بالقرب من شي جين بينغ.

وعندما كان واقفا، أجرى هوو جينتاو حوارا قصيرا مع شي جينبينغ الذي رد من دون أن ينظر إليه، ومع رئيس الوزراء لي كه تشيانغ ، الذي ربت بطريقة ودية على كتفه. ولم يحرك الحضور ساكنا.

وجرت الوقائع بعيد دخول الصحافيين إلى قصر الشعب في بكين لتغطية المراسم الختامية لمؤتمر الحزب الشيوعي الصيني، لكن قبل التصويت بالإجماع من قبل نحو 2300 مندوب من الحزب الشيوعي الصيني على إدراج “الدور المركزي” لشي جين بينغ في ميثاق الحزب.

وبعد الحادثة، قالت وسائل إعلام رسمية صينية إن الرئيس الصيني السابق “لم يكن بخير” حين غادر في شكل غير متوقع حفل اختتام مؤتمر الحزب الشيوعي.

وأضافت وكالة أنباء الصين الجديدة على تويتر “أصر هوو جينتاو على حضور حفل الختام … رغم أنه احتاج إلى وقت ليتعافى أخيرا”، مضيفة “حين شعر بأنه ليس بخير خلال الجلسة، رافقه فريقه إلى قاعة محاذية ليستريح. إنه في حال أفضل بكثير الآن”.

وتعليقاً على الواقعة التي أثارث ضجة كبيرة، قال نيل توماس المحلل في مركز “يوريجا غروب” إنه “في غياب معلومات إضافية يصعب استخلاص نتائج حول العلاقة بين هذا الحادث والسياسة الصينية”.

أما أليكس وايت المحلل البريطاني الذي عاش في الصين فكتب على تويتر “سواء كان الأمر متعمدًا أو أن الرجل مريض، التأثير هو نفسه: إذلال كامل للجيل الأخير من القادة في مرحلة ما قبل شي”.

وبعد ظهر السبت بدا أن رقابة فرضت على اسم “هوو جينتاو” على شبكة ويبو للتواصل الاجتماعي. ولا يمكن الحصول سوى على معلومات من اليوم السابق أو حسابات رسمية.

Exit mobile version