Site icon PublicPresse

روسيا تتمسك بإتهام كييف بـ”القنبلة القذرة” والغرب يعارضها

النووي روسيا أوكرانيا

أجرى رئيس أركان الجيش الروسي فاليري غيراسيموف، الإثنين، محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي الجنرال مارك ميلي تناولت موضوع “القنبلة القذرة” التي تقول موسكو إن الجيش الأوكراني يستعد لاستخدامها، في حين ترفض كييف هذا الإتهام بشدة. وهي أول مشاورات بين رئيسي الأركان الروسي والأميركي حول النزاع في أوكرانيا منذ 19 مايو/أيار. وفي وقت سابق الإثنين، أجرى غيراسيموف مباحثات مع نظيره البريطاني الأميرال توني راداكين.

وأعلنت روسيا، الإثنين، أن أوكرانيا دخلت “المرحلة الأخيرة” من صنع “قنبلتها القذرة”، الأمر الذي تشير إليه موسكو منذ الأحد، ورفضته كييف وحلفاؤها الغربيون بشدة.

وقال المسؤول عن المواد المشعة والمنتجات الكيماوية والبيولوجية داخل الجيش الروسي اللفتنانت جنرال إيغور كيريلوف، في بيان، “وفقاً للمعلومات المتوفرة لدينا، هناك منظمتان أوكرانيتان لديهما تعليمات محددة لصنع ما يسمى القنبلة القذرة. دخل عملهما المرحلة النهائية”.

وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم الإثنين، أن روسيا تواصل استخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع لمهاجمة أهداف في أنحاء الأراضي الأوكرانية. وأضافت الوزارة في منشور على “تويتر” أن روسيا تستخدم على الأرجح الطائرات الإيرانية المسيرة من طراز “شاهد-136” لاختراق الدفاعات الجوية الأوكرانية وكبديل للأسلحة الدقيقة بعيدة المدى المصنعة في روسيا، والتي أصبحت نادرة. ووصفت الوزارة الجهود الأوكرانية لاحتواء الطائرات المسيرة بأنها ناجحة.

طهران تنفي وجود عسكرييها في القرم

وفي السياق، نفت إيران، الإثنين، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، الإتهامات الأميركية بوجود عسكرييها في شبه جزيرة القرم لمساعدة روسيا على شن هجمات بطائرات مسيرة في أوكرانيا.

ورداً على سؤال عن تصريحات أدلى بها مسؤول أميركي بهذا الشأن الأسبوع الماضي، قال المتحدث ناصر كنعاني في مؤتمر صحافي “نرفض هذه الأنباء بشدة”.

وأضاف أن هذه المزاعم “تهدف إلى حرف أنظار الرأي العام عن دورهم المدمر في الحرب الأوكرانية من خلال الوقوف بجانب أحد طرفي النزاع وتصدير الأسلحة بشكل مكثف إلى أوكرانيا”.

وكان المتحدث بإسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، قال الخميس، إن “تقديراتنا أن عناصر عسكريين إيرانيين كانوا على الأرض في القرم وساعدوا روسيا في هذه العمليات”.

وأضاف أن هؤلاء كانوا مدربين وعناصر دعم تقني، بينما تولى الروس توجيه المسيرات التي ألحقت أضراراً بالغة ببنى تحتية أوكرانية. واعتبر أن طهران باتت “منخرطة مباشرة على الأرض، ومن خلال توفير أسلحة يطال تأثيرها مدنيين وبنى تحتية مدنية”.

وتزايدت في الفترة الماضية اتهامات كييف وحلفائها الغربيين لروسيا، باستخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع في الحرب ضد أوكرانيا. وفرضت واشنطن ولندن والاتحاد الأوروبي عقوبات على الجمهورية الإسلامية بسبب هذه المسألة.

من جهتها، نفت طهران مراراً تزويد أي طرف بأسلحة “للاستخدام في الحرب” التي بدأتها القوات الروسية أواخر فبراير/شباط، بينما اعتبر الكرملين أن الاتهامات الغربية تدخل في إطار محاولة “الضغط” على إيران.

وقال كنعاني الإثنين إن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية أعلنت مراراً أنها ليست طرفاً في حرب أوكرانيا”، مضيفاً “نحن لا نقوم بتصدير الأسلحة إلى أي طرف في النزاع للاستخدام في الحرب”.

وزادت قضية المسيرات من التوتر بين إيران وروسيا من جهة، والغربيين من أخرى. وفرضت لندن وبروكسل عقوبات على طهران، بينما هددت واشنطن بمعاقبة الشركات والدول التي تتعاون مع برنامج المسيرات الإيرانية.

وتسببت القضية في توتر بين طهران وكييف، إذ أعلنت أوكرانيا في سبتمبر/أيلول خفض مستوى تمثيل إيران الدبلوماسي على أراضيها، وألمحت لإمكان قطع العلاقات بالكامل.

زيلينسكي طالب إسرائيل لقتال أوكرانيا ضد روسيا

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إسرائيل اليوم، الاثنين إلى “الانضمام لبلاده في قتال روسيا”، وكرر طلبه بخصوص الحصول على أنظمة دفاع جوي إسرائيلية.

قال زيلينسكي في خطاب عبر الفيديو لمؤتمر لصحيفة “هآرتس”: “ألم يأن لدولتكم اختيار في صف من ستكون؟”. وأضاف “أهي مع العالم الديمقراطي، الذي يتكاتف في وجه التهديد الوجودي لوجوده؟ أم مع من يحاولون غض أبصارهم عن الإرهاب الروسي، حتى وإن كانت تكلفة الإرهاب المستمر هي الدمار التام لأمن العالم”.

ونددت إسرائيل بالغزو الروسي. لكنها حذرة من توتر علاقاتها مع موسكو، وتقتصر المساعدات التي تقدمها اسرائيل على معونات إنسانية ومعدات دفاعية. وهي عرضت في الآونة الأخيرة على الأوكرانيين مساعدتهم في تطوير نظام إنذار من الهجمات الجوية على المدنيين.

وقال زيلينسكي: “إن ذلك ليس كافيا وطلب من القادة الإسرائيليين إعادة النظر في إرسال دفاعات جوية أيضا، ومنذ بدء الحرب في شباط دأب على طلب هذا الأمر نفسه مرات عدة”.

ميليشيا محلية في خيرسون

ميدانياً، أعلنت الإدارة التي نصبتها روسيا في منطقة خيرسون الأوكرانية الإثنين، تشكيل ميليشيا محلية، قائلة إنه يمكن لجميع الرجال المتبقين في المدينة الانضمام إليها. وفي إشعار على تطبيق “تيليغرام”، قالت سلطات الاحتلال إن الرجال لديهم “فرصة” للانضمام إلى وحدات الدفاع عن خيرسون إذا اختاروا البقاء فيها بمحض إرادتهم.

وعلى الرغم من ذلك، كان الرجال في المناطق الأوكرانية المحتلة الأخرى مثل دونيتسك قد وجدوا أنفسهم في وقت سابق مضطرين للانضمام والقتال في صفوف الجيوش التي تعمل بالوكالة لصالح روسيا في الحرب مع أوكرانيا.

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي الأحكام العرفية في المناطق المحتلة، الأمر الذي جعل بإمكان الإدارات التي نصبتها روسيا تكثيف التعبئة.

ويعد إجبار المدنيين على الخدمة في القوات المسلحة لدولة احتلال انتهاكاً لاتفاقيات جنيف المتعلقة بالسلوك في وقت الحرب.

وأمرت السلطات الروسية المدنيين بمغادرة خيرسون، وهي واحدة من أربع مناطق أوكرانية قالت روسيا إنها ضمتها الشهر الماضي رغم تحقيق قوات كييف مكاسب عسكرية كبيرة.

وشددت روسيا ووكلاؤها في خيرسون تحذيرات المطالبة بالرحيل في مواجهة هجوم أوكرانيا المضاد. وقال وزير التعليم سيرغي كرافتسوف في رسالة بالفيديو أمس الأحد “من الضروري إنقاذ أرواحكم”.

وقالت السلطات في مطلع الأسبوع إنه تم إجلاء حوالي 25 ألف شخص منذ يوم الثلاثاء الماضي، معظمهم عن طريق القوارب عبر نهر دنيبرو.

تصعيد النزاع

في الأثناء، رفضت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا المزاعم الروسية بأن أوكرانيا تستعد لاستخدام “قنبلة قذرة”، محذرة موسكو من استخدام أي ذريعة لتصعيد النزاع.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان مشترك مع الحكومتين البريطانية والفرنسية “لقد أوضحت بلداننا أننا جميعاً نرفض المزاعم الكاذبة لروسيا بأن أوكرانيا تستعد لاستخدام قنبلة قذرة على أراضيها”. وأضاف البيان “العالم سيرى، من خلال أي محاولة لاستخدام هذا الادعاء، ذريعة للتصعيد. نرفض أي ذريعة للتصعيد من جانب روسيا”.

“القنبلة القذرة”

وصممت “القنبلة القذرة” لتلويث منطقة واسعة بمواد مشعة، مما يجعلها خطرة على المدنيين، إلا أنها لا تنطوي على انفجار نووي.

وفي وقت سابق، الأحد 23 أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الابيض أدريين واتسون أن تصريحات موسكو التي اتهمت أوكرانيا بالاستعداد لاستخدام “قنبلة قذرة” ضد القوات الروسية، هي “خاطئة بوضوح”، وقالت واتسون، في بيان، إن الولايات المتحدة ترفض “الادعاءات الخاطئة بوضوح لوزير (الدفاع الروسي سيرغي) شويغو لجهة أن أوكرانيا تستعد لاستخدام قنبلة قذرة على أراضيها”، ونبهت الى أن “العالم لن يكون غبياً في حال جرت محاولة لاستخدام هذا الادعاء ذريعة للتصعيد”.

إتهامات روسية

وخلال محادثات هاتفية، الأحد، مع نظرائه البريطاني والفرنسي والتركي، أعرب شويغو عن “مخاوفه المتعلقة بالاستفزازات المحتملة من جانب أوكرانيا باستعمال قنبلة قذرة”.

ورفض الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي الاتهامات الروسية، وقال “إذا كانت روسيا تقول إن أوكرانيا في صدد التحضير لأمر ما، فهذا يعني أمراً واحداً، وهو أن روسيا سبق أن أعدت كل ذلك. أعتقد أن على العالم أن يرد بأقسى قدر ممكن”.

“التواصل المستمر”

ولفتت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، في بيان، إلى أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تحدث أيضاً مع شويغو بناءً على طلب الأخير. وفي هذه المكالمة، رفض أوستن “أي عذر للتصعيد من الجانب الروسي”، بحسب ما قال “البنتاغون” الذي لم يأت بشكل مباشر على ذكر الاتهامات بالإعداد لـ”قنبلة قذرة”، كما أشار الوزير الأميركي إلى أهمية “التواصل المستمر” في سياق الحرب في أوكرانيا.

إتفاق الحبوب

على صعيد آخر، قالت أوكرانيا إن سبع سفن محملة بالحبوب أبحرت من موانئها، الأحد، متجهة إلى آسيا وأوروبا، لكنها اتهمت روسيا بعرقلة التنفيذ الكامل لاتفاق شحن الحبوب عبر البحر الأسود.

وأوضحت وزارة البنية التحتية الأوكرانية، في بيان عبر تطبيق “تيليغرام” أن “روسيا تعرقل عمداً التنفيذ الكامل لمبادرة الحبوب. ونتيجة لذلك، فإن هذه الموانئ (الأوكرانية) لم تعمل إلا بنسبة 25 إلى 30 في المئة من طاقتها منذ بضعة أيام”.

ومهد الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في يوليو/تموز الطريق أمام أوكرانيا لاستئناف صادرات الحبوب من الموانئ المطلة على البحر الأسود، والتي أغلقت منذ الهجوم الروسي، وحصلت موسكو على ضمانات لصادراتها من الحبوب والأسمدة.

ودعت أوكرانيا إلى تجديد الاتفاق، لكن المخاوف في شأن ما إذا كانت روسيا ستوافق على تمديده إلى ما بعد الموعد النهائي في 19 نوفمبر/تشرين الثاني ازدادت بعد أن أثارت موسكو شكاوى مراراً وتكراراً في شأن تنفيذه.

وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة في جنيف جينادي جاتيلوف، الأسبوع الماضي، إن موسكو سلمت رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تتضمن قائمة بالشكاوى.

مواد غذائية

ومن بين السفن التي غادرت، الأحد، سفينة استأجرها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تحمل 40 ألف طن من القمح من ميناء تشورنومورسك ومتجهة إلى اليمن، وهو تطور رحب به الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي قال في خطابه الليلي عبر الاتصال المرئي “من المهم للغاية أن السفينة السادسة أبحرت اليوم، وهي محملة بمواد غذائية في سياق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة”. وأضاف “هذه السفينة متجهة إلى اليمن محملة بالقمح. إثيوبيا واليمن وأفغانستان، هذه الدول الثلاث حصلت بالفعل على مواد غذائية بفضل صادراتنا وبرنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة”.

وأفادت وزارة البنية التحتية بأن السفن السبع التي تحمل إجمالي 124300 طن من المواد الغذائية غادرت من موانئ أوديسا وتشورنومورسك وبيفديني.

Exit mobile version