Site icon PublicPresse

سوناك تولى منصبه: سأكون عند مستوى التحديات (فيديو)

ريشي سوناك

تعهد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الثلاثاء بالشروع “فوراً” في القيام بإصلاح “أخطاء سلفه ليز تراس مؤكدا أنه سيكون عند مستوى التحديات. وجاء ذلك عقب تعيين الملك تشارلز الثالث رسميا له على رأس الحكومة البريطانية، ليصبح بذلك ثالث رئيس للوزراء خلال شهرين في بلد يعاني من عدم استقرار غير مسبوق وأزمة اجتماعية عميقة.

ومن أمام مكتبه في داوننيغ ستريت، وجه سوناك التحية إلى تراس، التي أحدث برنامجها الاقتصادي اضطرابا في الأسواق، قائلا إن الأخطاء التي ارتكبتها لم تكن “وليدة نوايا سيئة”.

كما أشار إلى سلفها، بوريس جونسون، قائلا إن التفويض الذي منحه المحافظون في انتخابات 2019 لرئيس الوزراء السابق لم يكن ليتحمله شخص واحد، وإنه سيسترشد بوعوده.

وقال: “أريد أن أشيد بمن سبقتني في المنصب ليز تراس .. بعض الأخطاء ارتُكبت. لم تنبع من نوايا سيئة. بل على العكس تماما في الواقع. لكنها أخطاء مع ذلك”.

وأضاف: “تم انتخابي كزعيم لحزبي ورئيس للوزراء، وذلك جزئيا لإصلاحها (الأخطاء). ويبدأ هذا العمل على الفور. سأضع الاستقرار الاقتصادي والثقة في صميم أجندة هذه الحكومة. وهذا يعني اتخاذ قرارات صعبة”.

وقال سوناك، وهو أحد أغنى المشرعين في البرلمان، مناشدا الشعب البريطاني الذي يواجه ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، إنه يقدر تماما مدى صعوبة الأمور بالنسبة لكثيرين.

وأضاف: “كل ما يمكنني قوله هو أنني لست خائفا. أعرف المنصب الرفيع الذي قبلته وآمل أن أفي بمتطلباته. لذلك أقف هنا أمامكم مستعدا لقيادة بلدنا إلى المستقبل. لوضع احتياجاتكم فوق السياسة، للتواصل وبناء حكومة تمثل أفضل تقاليد حزبي. معا يمكننا تحقيق أشياء لا تصدق”.

تراس تتمنى التوفيق لخليفتها

من جهتها، أعربت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس عن تمنياتها بالنجاح لخليفتها وزير المالية السابق ريشي سوناك الثلاثاء، قبل مغادرتها داونينغ ستريت لتقديم استقالتها إلى الملك تشارلز الثالث، بعد 49 يوما على تسلمها السلطة.

وقالت تراس أمام بوابة مقر إقامة رئيس الحكومة: “أتمنى لريشي سوناك كل النجاح الممكن لصالح بلدنا”، مشيرة إلى أنها “مقتنعة أكثر من أي وقت مضى بأننا يجب أن نتحلى بالجرأة لمواجهة التحديات” وبأنه “يجب دعم أوكرانيا أكثر من أي وقت مضى”.

جونسون يعلن دعمه الكامل لسوناك

من جانبه كسر رئيس الحكومة السابق بوريس جونسون صمته الثلاثاء معلنا تقديم دعمه الكامل لسوناك.

وغرد جونسون، المعروف بعلاقاته المتوترة مع سوناك، “تهانينا لريشي سوناك في هذا اليوم التاريخي، هذه اللحظة المناسبة لكل محافظ كي يمنح رئيس الحكومة الجديد دعمه الكامل والصادق”.

وكان جونسون قد تخلّى عن ترشّحه لرئاسة الحكومة، ما سهّل الطريق أمام سوناك في الوقت الذي لم تتأهّل فيه منافسته بيني موردنت لخوض هذا السباق.

ولدى عدوله عن الترشّح، قال جونسون لسوناك إنه على قناعة بأنه كان ليحصل “على فرصة جيدة للعودة إلى دوانينغ ستريت” لو قرر البقاء في السباق. واستقال جونسون في تموز/يوليو بعد توالي الاستقالات في حكومته وبينها استقالة سوناك.

تحديات كبيرة

يدخل سوناك البالغ من العمر 42 عاما التاريخ كأول شخص غير أبيض يدير حكومة المملكة المتحدة. إذ هو حفيد مهاجرين من أصول هندية ومصرفي سابق ثري، سلك الطريق المعتاد للنخبة البريطانية.

وبعد فوزه داخل حزب المحافظين الإثنين، وعد سوناك بـ “الاستقرار والوحدة”. وقال إن “جمع الحزب والبلاد سيكون أولويتي القصوى”، مضيفا أن “المملكة المتحدة دولة عظيمة لكن لا شك في أننا نواجه تحديا اقتصادياً عميقا”.

وسيصبح سوناك رئيسا للحكومة في بلد يواجه أزمة اقتصادية واجتماعية خطيرة. فقد تخطى التضخم معدل الـ 10 في المئة وهو الأعلى بين دول مجموعة السبع. ويأتي ذلك فيما لا تزال أسعار الطاقة آخذة في الارتفاع وكذلك أسعار المواد الغذائية، وفي الوقت الذي تحوم فيه مخاطر الركود. وسيتعين على سوناك تهدئة الأسواق التي اهتزت بسبب إعلانات ميزانية حكومة ليز تراس في نهاية أيلول/سبتمبر، والتي أُلغيت معظم أجزائها في سياق اتخذ منحى كارثيا.

ويصل سوناك إلى السلطة خلال مرحلة غير مسبوقة من عدم الاستقرار. وهو خامس رئيس للحكومة البريطانية منذ العام 2016، عندما اختارت البلاد الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء أُجري حينها.

“الإتحاد أو الموت”

سيترأس سوناك حزب المحافظين الذي يشهد انقسامات عميقة بعد 12 عاما على وجوده في السلطة. وحذر النواب في معسكره من أنه يجب عليهم “الاتحاد أو الموت”، في ظل تحقيق المعارضة العمالية تقدما في استطلاعات الرأي قبل عامين من الانتخابات العامة.

وحل هذا التحذير على الصفحات الأولى من الصحف اليومية البريطانية. فقد أشادت “ذي ديلي ميل” بـ “حقبة جديدة”، بينما قالت “ذا صن”: “عسى أن تكون القوة معك ريشي”، واضعة سيفا ضوئيا في يد هذا المشجّع الكبير لسلسلة “حرب النجوم”.

واستبعد سوناك انتخابات مبكرة يطالب بها حزب “العمال”. ولكن وفقا لاستطلاع أجرته شركة “إيبسوس” الإثنين، فقد أعرب 62 في المئة من الناخبين عن رغبتهم في إجراء مثل هذه الانتخابات قبل نهاية العام 2022.

كذلك، أفاد استطلاع أجراه مركز “يوغوف” بأن 38 في المئة فقط من البريطانيين راضون عن تبوء ريشي سوناك رئاسة الحكومة.

وسيتعين على هذا المؤيد لـ “بريكست” والذي ينظر إليه على أنه براغماتي، تشكيل حكومة بسرعة من أجل منح ضمانات للأسواق وإرضاء المجموعات المكونة لغالبيته، في ظل مخاطر مواجهة مصير ليز تراس. كذلك، سيتعين عليه شرح نواياه خصوصا أنه لم يتحدث عنها خلال الحملة السريعة لرئاسة حزب المحافظين التي بدأت الخميس.

فقد فاز سوناك بدون برنامج أو تصويت من الأعضاء، بعد تخلي رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون عن الترشّح وفشل منافسته بيني موردنت في التأهّل.

وخلال الحملة الانتخابية السابقة التي جرت في الصيف، والتي خسر خلالها أمام ليز تراس، شدد وزير المال السابق على ضرورة محاربة التضخم واصفا وعود تراس بخفض الضرائب بـ “الحكاية الخيالية”.

وفيما يتعلق بالهجرة، أعرب سوناك عن تأييده للبرنامج المثير للجدل والمتمثل في إرسال المهاجرين الذين وصلوا بشكل غير قانوني إلى المملكة المتحدة إلى رواندا. ومع ذلك، تم حظر هذا المشروع في المحكمة.

والإثنين، وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن اختيار ريشي سوناك كأول رئيس وزراء غير أبيض لبريطانيا بأنه إنجاز “رائد”.

وهنأ رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الاثنين سوناك، مشددا على ضرورة إعادة “الاستقرار” إلى المملكة المتحدة.

بدوره، هنأ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي زعيم حزب المحافظين الجديد، مرحبا بوجود هذا “الجسر الحي” مع بلاده والذي يشكله هنود المملكة المتحدة، “في الوقت الذي نقوم فيه بتحويل روابطنا التاريخية إلى شراكة حديثة”.

Exit mobile version