PublicPresse

حداد عام في كوريا الجنوبية بعد حادث إحتفالات “الهالوين” (فيديو وصور)

أعلن رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول الأحد، حداداً عاماً بعد مقتل نحو 151 شخصاً بسبب تدافع في عيد الهالوين في منطقة مزدحمة بالحياة الليلية في سيول.

وقدم يون تعازيه للضحايا وتمنى الشفاء العاجل للمصابين. وقال في بيان، إن” هذا أمر مأساوي حقا. “مأساة وكارثة ما كان ينبغي أن تحدث في قلب سول الليلة الماضية”.

وقال مسؤولو الطوارئ إن حشداً ضخماً كان يحتفل بالهالوين في حي إتايوان الشهير اندفع إلى زقاق مساء السبت. وأضافوا أن عدد القتلى قد يرتفع. وأعلن رجال الإطفاء أن هناك 19 أجنبياً بين القتلى من دون أن يحددوا جنسياتهم.

وقال تشوي سونغ بوم رئيس محطة إطفاء يونغسان إن 76 شخصا آخرين أصيبوا. وقال المسؤولون إن 19 من المصابين في حالة خطيرة.

صور وفيديوهات مروعة

عاشت منطقة إيتايون بالعاصمة الكورية الجنوبية سيول حالة من الرعب الحقيقي خلال احتفالات الهالوين، بعدما أدى حادث تدافع إلى مقتل وإصابة العشرات، في وقت امتلأت فيه المنطقة بالجثث وآثار الدماء، وسط تعاطف دولي واسع.

وبحسب وسائل الإعلام الكورية الجنوبية؛ فإن عدد الضحايا ارتفع إلى 153 قتيلا وأكثر من 100 مصاب، معظمهم في أواخر سن المراهقة والعشرينيات، وذلك في أول احتفالات بالهالوين في كوريا الجنوبية دون اشتراط ارتداء الكمامة منذ تفشي وباء كورونا.

وتتوقع السلطات أن يرتفع عدد القتلى أكثر، لأن 24 شخصا من الـ103 مصابين يعانون من إصابات خطيرة.

وكان من بين القتلى 97 أنثى و56 ذكرا، ويقول المراقبون إن الإناث كن أشد تضررا من الحادث بسبب صغر حجمهن في المعتاد، فضلا عن أزياء الهالوين الثقيلة.

وأفادت وكالة أنباء يونهاب، وفقا لتصريحات السلطات وشهود عيان، اليوم الأحد بأن الاندفاع المفاجئ لحشود المحتفلين بالهالوين إلى زقاق ضيق يبلغ عرضه 4 أمتار في المنطقة، تسبب بمحاصرة المئات من الأشخاص ومنعهم من الحركة أو الهروب، قبل أن يبدأ بعضهم في السقوط وإسقاط غيرهم، ليقع حادث التدافع الأكثر دموية في تاريخ كوريا الجنوبية.

وبلغ عدد القتلى الأجانب من بين الضحايا 25 أجنبيا من 13 دولة، من بينهم 4 قتلى من كل من الصين وإيران، و3 قتلى من روسيا، وقتيل واحد من كل من الولايات المتحدة وفرنسا وأستراليا وفيتنام وأوزبكستان والنرويج وكازاخستان وسريلانكا وتايلند والنمسا.

عشرات القتلى بحشد جماهيري في عيد "الهالوين" في عاصمة كوريا الجنوبية

وأظهرت صور نشرتها يونهاب عددا من الأشخاص ممددين في أحد الشوارع يساعدهم عناصر الإنقاذ، في وقت أقامت فيه الشرطة طوقا أمنيا، كما أظهرت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي أعضاء في فرق الإنقاذ ومواطنين يساعدون أشخاصا في مكان الحادث.

وتعد منطقة إيتايون موطنا لتجمعات المغتربين والأجانب وسط العاصمة سول، وبفضل وفرة أماكن الحياة الليلية والمطاعم الأنيقة كانت هي المكان الأشهر للمحتفلين بالهالوين، وزار المنطقة عشرات الآلاف من الناس في تلك الليلة.

ونقلت الوكالة الكورية الجنوبية عن أحد شهود العيان الناجين قوله إن التدافع “بدأ على الفور” عقب سقوط بعض الأشخاص وتسببهم في إسقاط غيرهم، مثل قطع الدومينو، ثم تراكم بعضهم على بعض دون القدرة على الحركة أو التنفس، وأدى العدد الكبير إلى صعوبة وصول رجال الإنقاذ وضباط الشرطة واجتيازهم مسافة 100 متر إلى مكان الحادث وإنقاذ الضحايا، مما أدى إلى الزيادة الفادحة في عدد القتلى.

وأوضح الشهود أن الزيادة المفاجئة لنحو 300 من المصابين الذين يحتاجون إلى الإنعاش القلبي الرئوي وإجراءات الإسعافات الأولية الأخرى، جعلت مهمة عمال الإنقاذ والمسعفين عسيرة، في حين زاد ازدحام المرور في فترة العودة إلى المنازل في المنطقة من تأزم الموقف.

وضجت منصات التواصل الاجتماعي بصور ومقاطع فيديو مروعة وثّقت الحادث، وأظهرت بعض المشاهد عشرات الجثث ملقاة على الأرض في أحد الشوارع، بالإضافة إلى ظهور مسعفين ورجال إطفاء وهم يحاولون إنقاذ عدد كبير من الأشخاص دون جدوى.

وأعرب الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول عن أسفه بسبب ما حدث، وقال يون في بيان “حددت الحكومة فترة حداد وطنية اعتبارًا من اليوم وحتى الانتهاء من التحقيقات ومحاكمة المتسببين في الواقعة، وستكون هذه القضية هي الأولوية القصوى للدولة في المرحلة القادمة”.

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الكورية في بيان عن رفع درجة الاستعداد القصوى لتقديم خدمات الرعاية الصحية والدعم النفسي للمصابين وأهالي الضحايا، بالإضافة إلى تسهيل كافة السبل للجنائز وتأبين قتلى الحادث.

تضامن دولي
وفي السياق، عبّر قادة وزعماء وسياسيون حول العالم عن حزنهم وتضامنهم مع الشعب الكوري، وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، عبر حسابه في تويتر، “أنا وزوجتي جيل نرسل أعمق تعازينا للأسر التي فقدت أحباءها في سول، إننا نشعر بالحزن بسبب ما يمر به شعب جمهورية كوريا ونتمنى الشفاء العاجل لجميع المصابين، وتعلن الولايات المتحدة وقوفها إلى جانب جمهورية كوريا خلال هذا الوقت المأساوي”.

أما رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك فوصف ما حدث بـ”أخبار مروعة قادمة من سول”، مضيفا “كل مشاعرنا مع المستجيبين الذين يعالجون الموقف حاليًا وجميع الكوريين الجنوبيين في هذا الوقت المحزن للغاية”.

وقالت سفارة دولة قطر في كوريا الجنوبية، عبر حسابها على تويتر، “تتقدم سفارة دولة قطر لدى سول بخالص التعازي والمواساة لحكومة وشعب كوريا الصديق ولعائلات الضحايا، نتيجة الحادث المؤسف الذي وقع في منطقة إيتايون. وتؤكد وقوفها إلى جانب الشعب الكوري في هذه الأوقات الصعبة”.

وانضمت الممثلة الأميركية الشهيرة جيمي كورتيس إلى المتضامنين مع الشعب الكوري وذوي الضحايا، وقالت عبر حسابها في تويتر “ما حدث في سول هو مأساة رهيبة، أمر محزن أن نفقد الكثير من الشباب الذين حاولوا بحرية الاحتفال معًا، مرة أخرى يجب أن نضم أحباءنا ونجعلهم قريبين منا وقت الاحتفالات”.

وتضامن نادي برشلونة الإسباني مع ذوي الضحايا، وعلق عبر حسابه في تويتر قائلا “يشعر نادي برشلونة بالحزن بسبب الأحداث المأساوية التي وقعت في سول بكوريا الجنوبية، نحن نعرب عن تعازينا لجميع الضحايا وأقاربهم”.

أصل “الهالوين”
بحسب موسوعة “بريتانيكا” (Britannica)، فإن الهالوين بدأ كمهرجان وثني ينطق بإسم “ساهوين”، واحتفلت به شعوب “الكلت” (Celtic) في أيرلندا وبريطانيا القديمة فيما يوافق اليوم الأول من نوفمبر/تشرين الثاني بتقويمنا الحالي، وعدوه بداية العام الجديد وبداية الشتاء وموسم الظلمة، فقد كان عامهم ينقسم إلى موسميّ نور وظلمة. وفي هذا الوقت تجدد عقود الأراضي وتعود القطعان من المراعي.

كما ورد أنّ هؤلاء الكلت اعتقدوا بوجود حاجز بين عالم الأحياء وعالم الأموات، وأنّه يزول أو يكاد عشيّة “ساهوين” أي يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول، فأرواح من رحلوا في العام المنتهي تكون عالقة ولا تغادر إلى العالم الآخر إلا في تلك الليلة، كما تأتي الأرواح الراحلة فتزور أهلها، لذا وضعوا كراسي فارغة حول الموائد وتركوا أبواب البيوت مفتوحة.

أما الأرواح الشريرة فقد أشعلوا النيران على قمم التلال لطردها، وارتدوا الأقنعة لكي لا تتعرف عليهم. وبسبب قدوم الأرواح، فإن هذه أفضل فترة للذهاب إلى الكهنة لمعرفة الأخبار المستقبلية عن الصحة والزواج والموت.

ثمّ غزا الرومان تلك المناطق وجاؤوا باحتفالهم الخاص بذكرى الموتى وبآلهة الحصاد بومونا، وهذا المزيج رسّخ ارتباط الأرواح والأشباح والموتى بالملابس التنكرية وتزيين الثمار.

Exit mobile version