Site icon PublicPresse

نتائج شبه نهائية تشير لفوز “ساحق” لمعسكر نتنياهو

بنيامين نتنياهو يستعد للعودة إلى السلطة

أكدت النتائج الرسمية شبه النهائية لفرز أصوات الناخبين الإسرائيليين تحقيق معسكر أقصى اليمين بزعامة بنيامين نتنياهو “فوزاً ساحقاً”، حيث حصد مع حلفائه 65 مقعداً، وهو ما يعني أنه على وشك العودة للسلطة التي غادرها قبل 18 شهراً.

وفي المقابل، يستعد رئيس الحكومة يائير لابيد للإعتراف بالهزيمة، بعد أن توقف نصيب معسكر التغيير عند 55 مقعدًا فقط.

وتشير النتائج شبه النهائية إلى إنتصار ساحق لليمين المتطرف، وهزيمة نكراء لما يعرف بمعسكر التغيير بقيادة لابيد وغانتس.

وأشارت نتائج فرز نحو 85% من الأصوات إلى أنه لم يطرأ أي تغيير على النتائج المتوقعة، وأن حزب نتنياهو الليكود سيحصل على 31 مقعداً، و”الصهيونية الدينية” برئاسة بتسلئيل سموتريتش المتحالف مع “القوة اليهودية” برئاسة إيتمار بن غفير على 14 مقعداً، وحزب “شاس” للمتدينين الشرقيين على 12 مقعداً، و”يهدوت هتوراه” لليهود الغربيين على 8 مقاعد.

وكان نصيب أحزاب معسكر التغيير بزعامة لابيد 24 مقعداً لحزب “يوجد مستقبل” الذي يتزعمه، و12 مقعداً للمعسكر الرسمي برئاسة وزير الدفاع بيني غانتس، و5 مقاعد لحزب “إسرائيل بيتنا” برئاسة وزير المالية أفيغدور ليبرمان، و5 مقاعد لكل من القائمة العربية الموحدة وقائمة الجبهة.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن لابيد ألغى مشاركته في مؤتمر المناخ المقرر عقده في مصر الأسبوع المقبل، بعد أن أظهرت النتائج الأولية للإنتخابات تقدّم نتنياهو.

نتنياهو

وكان نتنياهو أعلن في وقت سابق اليوم الأربعاء، أنه “حظي بتصويت كبير بالثقة” من جمهور الناخبين وأن معسكره اليميني على وشك تحقيق فوز ساحق في الانتخابات وبذلك يستعد “بيبي” لعودة دراماتيكية إلى السلطة. وقال نتنياهو مبتسماً لمؤيديه في مقر الحملة الانتخابية لحزبه بصوت أجش بسبب الحملة الانتخابية التي استمرت لأسابيع: “نحن على وشك تحقيق نصر كبير للغاية”.

وأثار تحالف نتنياهو مع إيتمار بن غفير اليميني المتطرف المثير للجدل والذي تتجه كتلته الصهيونية الدينية لتكون ثالث أكبر حزب في البرلمان قلق الفلسطينيين وبعض الحلفاء، ومنهم الولايات المتحدة. لكن نتانياهو، الذي بدا أن موقفه بات أقوى بعد أن أظهرت نتائج أولية لاستطلاع آراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع أنه يتمتع بأغلبية ضئيلة، تعهد بتشكيل “حكومة وطنية مستقرة”، بينما قاطعه الحشد بغناء “بيبي.. ملك إسرائيل”.

وقال رئيس الوزراء السابق، الذي أقام في عام 2020 علاقات دبلوماسية رسمية مع الإمارات والبحرين، إن الحكومة تحت قيادته ستتصرف بمسؤولية وتتجنب “المغامرات غير الضرورية” و “توسع دائرة السلام”.

الأحزاب اليمينية تحتفل

وعقب نشر وسائل الإعلام الإسرائيلية عينات لتصويت الناخبين الليلة الماضية، احتفل أنصار الأحزاب المؤيدة لنتنياهو بـ”النصر” قبل ظهور النتائج النهائية.

وفي احتفال حزب “القوة اليهودية” -الذي تحدث فيه رئيس الحزب إيتمار بن غفير- هتف أنصاره “الموت للعرب”.

أما في احتفال حزب “شاس” -الذي تحدث فيه زعيم الحزب أرييه درعي- فقد هتف أنصاره في إشارة إلى وزير المالية وزعيم حزب “إسرائيل بيتنا”: “(أفيغدور) ليبرمان إلى المزبلة”، و”ليبرمان إلى البيت”، لكن درعي قاطعهم قائلا “لا داعي للصراخ، إنه في طريقه إلى البيت”.

وكانت الأجواء مشابهة في مقر احتفال حزب “الصهيونية الدينية” برئاسة بتسلئيل سموتريتش، وخاض “القوة اليهودية” الانتخابات بالتحالف معه، وحصلا على 14 مقعدا، بحسب النتائج شبه النهائية، وأصبح القوة الثالثة في الكنيست.

وقال سموتريتش “الصهيونية الدينية تصنع التاريخ، ولأول مرة يكون حزب الجمهور الديني القومي هو ثالث أكبر حزب”، مضيفا “ننتظر النتائج النهائية لكي نقيم حكومة يمينية صهيونية”.

وتابع “سنحافظ على الهوية اليهودية للدولة وسنعيد الأمن لها”، ووعد سموتريتش بالعمل من أجل الاستيطان في الضفة الغربية.

في المقابل، فإن الأجواء في مقرّ “إسرائيل بيتنا” اليميني كانت حزينة، وقال زعيم الحزب أفيغدور ليبرمان “أشعر بخيبة أمل، وسوف نحترم نتائج الانتخابات وقرار الناخب”.

طريق مختلف

إنتهى عهد نتنياهو القياسي الذي إستمر 12 عاماً متتالياً كرئيس للوزراء في حزيران 2021 عندما تمكن لابيد من تشكيل حكومة ائتلافية غير تقليدية ضمت أحزابا ليبرالية ويمينية وحزبا عربيا لأول مرة بعد أن تحالف مع نفتالي بينيت.

لكن الائتلاف الهش انهار بعد عام واحد في الحكم. وأدت المعارك القانونية لنتانياهو إلى تفاقم حالة الجمود التي تعرقل النظام السياسي الإسرائيلي منذ عام 2019 وعمقت الانقسامات بين مؤيديه ومعارضيه. لكنه قال إن الإسرائيليين يتوقون إلى التغيير.

وقال نتانياهو: “الناس يريدون طريقا مختلفا. يريدون الأمن… يريدون القوة وليس الضعف… يريدون الحكمة الدبلوماسية ولكن بحزم”. ولم يتضح بعد المنصب الذي قد يشغله بن غفير وزميله اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش في حكومة يقودها نتنياهو. لكن قوة كتلتهم الصهيونية الدينية القومية المتطرفة تعد إحدى السمات البارزة للحملة الانتخابية لأنها خرجت للنور بعد أن كانت على هامش المشهد السياسي.

وبن غفير، الذي يروج لفكرة طرد أي شخص يعتبر أن ولاءه ليس لإسرائيل، هو عضو سابق في حركة كاخ المدرجة على قوائم مراقبة الإرهاب في إسرائيل والولايات المتحدة، وأدين سابقا بالتحريض العنصري على الرغم من أنه خفف من حدة بعض مواقفه المتطرفة.

وأدى صعوده إلى جانب نتانياهو إلى تعميق شكوك الفلسطينيين في احتمال التوصل إلى حل سياسي للصراع بعد حملة انتخابية جرت وسط عنف متزايد منذ أشهر في الضفة الغربية المحتلة تضمن مداهمات واشتباكات بصورة شبه يومية.

Exit mobile version