Site icon PublicPresse

أوكرانيا تتهم روسيا بتحويل خيرسون إلى “مدينة للموت”: زرعوا الألغام في كل مكان (فيديو)

الجيش الروسي ينسحب من خيرسون أوكرانيا

أعلن الجيش الروسي، اليوم الخميس، أنه بدأ سحب قواته من خيرسون الأوكرانية، بعد يوم على إعلانه الإنسحاب من الضفة اليمينية لنهر دنيبرو حيث تقع عاصمة المنطقة. وقالت وزارة الدفاع الروسية “تجري وحدات الجنود الروس مناورات باتجاه موقع معد لها على الضفة اليسارية من نهر دنيبرو بما يتوافق بشكل صارم مع الخطة المقررة”.

واستعاد الجيش الأوكراني، الأربعاء، 12 بلدة في منطقة خيرسون الأوكرانية التي أعلن الروس إنسحابهم منها جزئياً تحت ضغط هجوم مضاد أوكراني، وفق ما أعلن الخميس قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني.

وقال زالوجني عبر “تليغرام”، “يوم أمس تقدمت وحدات من قوات الدفاع سبعة كيلو مترات، مسيطرة على ست بلدات في اتجاه بيتروبافليفكا – نوفورايسك”، مشيراً إلى أن الجيش الأوكراني استعاد أيضاً “السيطرة على ست بلدات باتجاه بيرفومايسكي -خيرسون”، أي إجمالي ما يزيد على 260 كيلو متر مربع.

وكتب في منشوره “لا يمكننا تأكيد أو نفي المعلومات المتعلقة بما يسمى انسحاب قوات الاحتلال الروسية من خيرسون. نواصل تنفيذ العملية الهجومية بما يتماشى مع خطتنا”.

وقال أحد كبار مستشاري الرئيس الأوكراني، الخميس، إن روسيا تريد تحويل خيرسون إلى “مدينة للموت”، “بعد أن أمرت موسكو قواتها بالانسحاب من المدينة الواقعة في جنوب أوكرانيا”. واتهم ميخائيلو بودولياك المستشار السياسي لرئيس أوكرانيا روسيا بزرع الألغام في كل مكان بدءاً من الشقق السكنية وحتى الصرف الصحي والتخطيط لقصف خيرسون من الجانب الآخر من نهر دينبرو.

وكتب بودولياك على “تويتر”، “تريد روسيا الاتحادية تحويل خيرسون إلى مدينة للموت. يزرع الجيش الروسي الألغام في كل مكان بوسعهم زرعها فيه، الشقق السكنية والصرف الصحي. وتخطط المدفعية على الضفة الغربية لتحويل المدينة إلى أثر بعد عين”. وأضاف “هذا هو شكل روسيا، جاءت ونهبت واحتفلت وقتلت (شهوداً) وخلفت الدمار ورحلت”. ولم تعلق روسيا على تصريحات بودولياك.

وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو أمس الأربعاء أن القوات الروسية ستنسحب من الضفة الغربية لنهر دينبرو التي تشمل خيرسون، وهي العاصمة الإقليمية الوحيدة التي احتلتها روسيا منذ حربها في أوكرانيا.

أوكرانيا حذرة والحرب ستنتهي بالمفاوضات
وقال الجيش الأوكراني إنه لا يمكنه بعد تأكيد انسحاب القوات الروسية من خيرسون. وقال البريجادير جنرال أوليكسي جروموف في إفادة إن القوات المسلحة الأوكرانية لم تدع خياراً للقوات الروسية إلا الانسحاب. وأضاف “ولكن في هذه اللحظة، لا يمكننا تأكيد أو نفي المعلومات المتعلقة بما يسمى انسحاب القوات الروسية من خيرسون. سنواصل عملياتنا الهجومية وفقاً لخطتنا”.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكد في وقت سابق، أن كييف تتعاطى “بحذر شديد” مع إعلان روسيا سحب قواتها من مدينة خيرسون الواقعة في جنوب أوكرانيا، وقال زيلينسكي في كلمته اليومية “العدو لا يعطينا هدايا ولا يقدم بوادر حسن نية، نحن نفوز بكل شيء”، مضيفاً “لذا نحن نمضي قدماً بحذر شديد، من دون عواطف ومن دون مخاطر لا داعي لها، من أجل تحرير كامل أرضنا ولكي نحد أكبر قدر ممكن من الخسائر”.

وأشارت الرئاسة الأوكرانية، مساء أمس الأربعاء، إلى أنها لا ترى في هذه المرحلة “أي مؤشر” على انسحاب القوات الروسية من خيرسون.

لديها مشكلات حقيقية
في هذا الوقت، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن الأمر الروسي بإجلاء القوات من الضفة الغربية لنهر دنيبرو بالقرب من مدينة خيرسون الأوكرانية يظهر أن موسكو تواجه “مشكلات حقيقية” في جيشها، وأضاف بايدن في تصريحات للصحافيين، إنه أمر لافت للانتباه أن روسيا انتظرت حتى بعد انتخابات الكونغرس الأميركي للإعلان عن الانسحاب، وتابع قائلاً “هذا دليل على حقيقة أن لديهم بعض المشكلات الحقيقية التي تواجه الجيش الروسي”، وقال إن الانسحاب سيسمح للطرفين بإعادة ضبط وضعهما خلال الشتاء، لكن ليس واضحاً بعد ما إذا كانت أوكرانيا مستعدة للمساومة مع روسيا.

مقتل وإصابة أكثر من 100 ألف جندي روسي
وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي، إن الجيش الروسي تكبد خسائر بشرية تقدر بأكثر من 100 ألف جندي سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا، مشيراً إلى أن القوات المسلحة الأوكرانية عانت “على الأرجح” من مستوى مماثل من الخسائر في الحرب.

أضاف ميلي لمنظمة نادي نيويورك الاقتصادي “إنكم تنظرون إلى أكثر من 100 ألف جندي روسي قتلوا وجرحوا، والشيء نفسه على الأرجح في الجانب الأوكراني، هناك كثير من المعاناة الإنسانية”. ولفت إلى أن 40 ألف مدني أوكراني قتلوا أيضاً على الأرجح في الصراع منذ بدء الهجوم الروسي في فبراير/شباط.

إتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية
أوضح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الخميس أنه تمكّن من إقناع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالعودة إلى اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية بفضل “الثقة والتضامن” بينهما.

وأكّد الرئيس التركي رداً على سؤال لصحافي حول طريقة تمكنّه من إقناع بوتين باستئناف مشاركته في الاتفاق الحيوي لمواصلة الصادرات الزراعية من أوكرانيا “ما كان بإمكاننا القيام بهذه الخطوة لو لم تكن هناك ثقة بيننا”.

وأضاف أن “الثقة والاحترام المتبادلين يشجعانا على اتخاذ هذا النوع من الخطوات. نجح ذلك حتى الآن. التضامن بين بعضنا بعضاً، في مجالات مثل الطاقة النووية (…) والمبادرات في صناعة الدفاع، يعزز الاحترام المتبادل”.

وتزوّد تركيا أوكرانيا مسيّرات قتالية لكنها حصلت أيضا على نظام دفاع صاروخي روسي من طراز “إس-400” ومحطة طاقة نووية في جنوب البلاد قيد الإنشاء. وبدأت أنقرة دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل الثلاثاء، بحسب وزير الطاقة، بموجب اتفاق تم التوصل إليه الصيف الماضي يشمل نحو ربع الشحنات.

وتركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، لم تنضم إلى العقوبات المفروضة على روسيا، فيما أكدت دعمها لأوكرانيا ومحاولة الحفاظ على موقف وسيط بين كييف وموسكو.

واستؤنفت صادرات الحبوب الأوكرانية عبر الممر الإنساني في البحر الأسود مطلع تشرين الثاني/نوفمبر بعد محادثات أجراها إردوغان مع بوتين بعدما علّقت روسيا العمل بالاتفاق لأيام.على صعيد آخر، قالت الأمم المتحدة إن مسؤولين بارزين منها سيجتمعون مع وفد روسي رفيع المستوى في جنيف، الجمعة، لمناقشة تمديد اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود وجهود تيسير شحن الأغذية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية، والاتفاق الذي يسمح بتصدير المواد الغذائية والأسمدة من موانئ أوكرانية عدة عبر البحر الأسود الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في 22 يوليو (تموز) قد ينتهي العمل به في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) إذا اعترضت روسيا أو أوكرانيا على تمديده.

ويتمثل جزء رئيس من اتفاق يوليو في تسهيل صادرات الحبوب والأسمدة الروسية، وتقول الأمم المتحدة إن صادرات الحبوب الروسية زادت، لكن يجب القيام بهذا العمل لتلطيف التأثير الشديد للعقوبات الغربية في صادرات الأسمدة الروسية.

بوتين يصدر مرسوماً يعزز القيم والأخلاق في مواجهة التقاليد والقيم الهدامة
وعلى وقع المعارك في أوكرانيا، أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قراراً لوزارة المالية من أجل إجراء تقييم ميداني للإحتياجات اللازمة لدعم الجيش وبموجب القرار الذي أصدره بوتين فإن نتائج هذا التقييم يجب أن تقدم بحلول الرابع عشر من نوفمبر/تشرين الثاني.

وكان بوتين قد أصدر بالأمس، مرسوماً بتبنّي الإستراتيجيات اللازمة لتعزيز التقاليد والقيم الدينية والأخلاقية في المجتمع الروسي، وجعلها من أبجديات سياسة الدولة الاجتماعية.

وأكد المرسوم أن التنوع الديني والثقافي والعرقي في النسيج المجتمعي الروسي يسهم في تعزيز الهوية الوطنية عبر تناغم الثقافات والحضارات، ويرفد التنمية والتطور في مختلف المجالات، ويعزز الوحدة الوطنية في ظل التهديدات والتحديات التي تواجهها روسيا.

ويشدد المرسوم على ضمان روسيا الاتحادية حماية هذه القيم وتوارثها بين الأجيال لتكون قدوة يحتذى بها بين الأمم في مواجهة الأيديولوجيات الهدامة.

وينص المرسوم على ضرورة إجراء إصلاحات جذرية في مجال التربية والتعليم والثقافة ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لمواجهة القيم الهدامة التي يحاول الغرب غرسها في عقول الأجيال الناشئة، ومنع تسربها إلى المجتمع الروسي.

وأشار إلى أن أيديولوجية الولايات المتحدة وحلفائها من الدول الغربية والمنظمات والمؤسسات التي تمولها لدعم التطرف والإرهاب، وهدم القيم الإنسانية من خلال بث برامج موجهة للشباب والأجيال الناشئة، تشكل تهديدا للقيم الإنسانية والدينية والأخلاق والتقاليد.

وأكد على ضرورة التنسيق بين الدولة ووسائل الإعلام لدورها الرئيسي في تكوين الثقافة والفكر لدى جميع شرائح المجتمع، وتحديدا الشباب والأطفال. وشدد على نبذ المثلية وحظر الترويج لها في المجتمع الروسي، باعتبارها فكرا دنيئا وهدّاما ومنافيا للأديان والأخلاق والقيم الإنسانية. وأشار إلى إمكانية تعديل سياسة الدولة تجاه القيم التقليدية مرة واحدة كل 6 سنوات على الأقل، بناء على تقييم مدى فعاليتها.

Exit mobile version