PublicPresse

بولندا تقطع الشك باليقين: أوكرانيا مصدر الصاروخ (فيديو)

مع إتضاح المؤشرات الأولية حول مصدر الصاروخ الذي سقط أمس على إحدى البلدات الحدودية البولندية، قطعت أخيراً بولندا الشك باليقين، فأعلن الرئيس البولندي، أندريه دودا، أنه “من المرجح جدًا” أن تكون الدفاعات الأوكرانية هي مصدر الصاروخ الذي سقط في بلدة بشيفودوف على الحدود مع أوكرانيا وأسفر عن قتيلين.

وأضاف قائلاً: “المعلومات التي لدينا نحن وحلفاؤنا عن الصاروخ توضح أنه كان من طراز إس-300 السوفيتي الصنع، وهو صاروخ قديم ولا يوجد دليل على إطلاقه من الجانب الروسي”. وأكد في مؤتمر صحافي، اليوم الأربعاء، أن “لا شيء يشير إلى أنه كان هجومًا متعمدًا على بلادنا”.

وأضاف أنه “من المرجّح جدًا أنه كان صاروخًا استُخدم في الدفاع الصاروخي الأوكراني”، واصفاً الحادث بالمؤسف”. وأوضح أن بلاده لم تطلب تفعيل المادة الرابعة أو الخامسة من ميثاق الناتو، التي تنص على دعوة أعضاء الحلف لبحث أي إعتداء، والدفاع وحماية أي عضو من الحلف يتعرض لإعتداء.

يشار إلى أنه لو ثبتت مسؤولية روسيا عن هذا القصف فيمكن أن تؤدي إلى تفعيل مبدأ الدفاع الجماعي لحلف الأطلسي المعروف بإسم المادة 5، والذي يعتبر بموجبه الهجوم على أحد أعضاء التحالف هجوماً على الجميع، وبالتالي قد يطلق العنان إلى بدء المشاورات حول رد عسكري محتمل.

من موقع سقوط الصاروخ في بولندا
من موقع سقوط الصاروخ في بولندا (رويترز)

الدفاع الروسية
وأعلنت روسيا، اليوم الأربعاء، أنّ ضرباتها أمس الثلاثاء لم تصب سوى الأراضي الأوكرانية، مضيفةً أنّها تمكنت من تحديد أنّ الصاروخ الذي سقط في بولندا هو “مقذوف أطلقه نظام دفاع إس-300 تابع للقوات الأوكرانية”.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: “نريد أن نشير إلى أنّ الضربات العالية الدقة التي شُنّت على أراضي أوكرانيا كانت على مسافة تتجاوز 35 كلم من الحدود الأوكرانية البولندية”. وأضافت أنّ “خبراء روسيين حدّدوا بشكل قاطع” طبيعة الحطام الذي عُثر عليه في بولندا “كجزء من صاروخ موجّه مضاد للطائرات (أُطلق) من أنظمة إس-300 للدفاع الجوّي التابعة للقوات الأوكرانية”.

الكرملين: نرحب بسياسة “ضبط النفس” الأميركية
ورحّب الكرملين بـ”ضبط النفس” الأميركي في ردّ الفعل على سقوط الصاروخ مساء الثلاثاء في بولندا، مؤكداً أنّ روسيا “لا علاقة لها” بهذه الحادثة التي أثارت توترات شديدة.

وقال المتحدث بإسم الكرملين دميتري بيسكوف: “في هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى ردّ فعل يتميز بضبط النفس وبمهنية من الجانب الأميركي”، مندداً بـ”هستيريا” من طرف “مسؤولين كبار لدول عدة”.

أما فرنسا، فدعت إلى توخي “أقصى درجة من الحذر” بشأن مصدر الصاروخ الذي سقط في بولندا، وخصوصاً أنّ “دولاً عدة” في المنطقة تمتلك النوع نفسه من السلاح، محذرةً من “خطر تصعيد كبير”.

تبرأة روسيا
وكانت مصادر متطابقة كشفت، اليوم الأربعاء، عن معطيات جديدة عن الصاروخ الذي سقط أمس في بولندا وأسفر عن ضحايا، ويأتي هذا التطور بعد أن أثارت الحادثة ردوداً متسارعة داخل حلف شمال الأطلسي “ناتو”، في حين نفت موسكو أن تكون استهدفت الأراضي البولندية.

ونقلت رويترز عن مصدر في حلف شمال الأطلسي أن الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغ الشركاء في مجموعة السبع والحلف أن إنفجار بولندا نتج عن صاروخ أوكراني.

بالتزامن، أفاد أمين عام حلف الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، خلال مؤتمر صحافي اليوم بأن التحليلات الأولية تشير إلى أن الهجوم تم بصواريخ دفاعية أوكرانية. كما أضاف ألا دلائل على أنه كان متعمداً.

من جهتها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وزير الدفاع البلجيكي أن نظام إعتراض الصواريخ الأوكراني وراء سقوط الصاروخ في بولندا. وفي وقت سابق، نقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤولين أميركيين أن النتائج الأولية ترجح أن الصاروخ أطلقته قوات أوكرانية لاعتراض صاروخ روسي.

وكانت السلطات الأوكرانية قالت أمس إن روسيا أطلقت قرابة 100 صاروخ على أراضيها، مؤكدة أن الهجوم الصاروخي الروسي هو الأكبر على منشآت الطاقة منذ بداية الحرب.

وسارع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى إتهام روسيا بالوقوف وراء إستهداف الأراضي البولندية، وأشار إلى سقوط صواريخ روسية في وقت سابق على مولدوفا، فيما قال مستشاره تيموفي ميلوفانوف للجزيرة إن بلاده ستكشف عن الأدلة التي تثبت أن الصواريخ التي سقطت على بولندا روسية.

وفي جزيرة بالي الإندونيسية -التي تعقد فيها قمة مجموعة العشرين- قال الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الأربعاء إن المعلومات الأولية تشير إلى أن الانفجارات التي وقعت أمس الثلاثاء في منطقة برشفوداو شرقي بولندا على بعد نحو 12 كيلومترا من الحدود مع أوكرانيا وأسفرت عن مقتل شخصين لم تكن ناجمة عن صاروخ أطلق من روسيا.

وعقب اجتماع طارئ مع عدد من قادة مجموعة السبع ومجموعة العشرين المشاركين في قمة بالي لبحث التطورات في بولندا، قال بايدن “لا تؤيد المعلومات الأولية أن الصواريخ روسية المصدر، وهذا لا يعني أننا استكملنا التحقيق، يجب أن ننتظر انتهاء التدقيق في الأمر كاملا”.

وأكد قادة دول الناتو ومجموعة السبع المشاركون في قمة مجموعة العشرين دعمهم لبولندا في تحقيقاتها بشأن سقوط صاروخ على أراضيها، واتفقوا على تكثيف التواصل لتحديد الخطوات المقبلة المناسبة.

من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده تؤكد ضرورة التزام أقصى درجات الحذر بشأن مصدر الصاروخ الذي سقط في بولندا.

وكانت بولندا رفعت درجة التأهب لوحداتها العسكرية عقب الإعلان عن سقوط صاروخين على أراضيها قالت إنهما تابعان للقوات الروسية، في حين نقلت الرئاسة البولندية عن الرئيس أندريه دودا أن نظيره الأميركي قال إنه سيرسل خبراء أميركيين لدعم عمل نظرائهم البولنديين.

ونقلت رويترز عن الرئيس البولندي قوله إن بلاده ليس لديها أي دليل ملموس بشأن من أطلق الصاروخ الذي سقط على أراضيها، لكن الصاروخ على الأرجح صناعة روسية، على حد تعبيره.

وذكرت الرئاسة البولندية أن محادثات جرت بين الرئيس البولندي أندريه دودا والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، كما تحدث دودا مع نظيره الأميركي جو بايدن، حيث تجري مراجعة مقررات المادة الرابعة من ميثاق حلف شمال الأطلسي.

الصاروخ سقط في منطقة برزيودوف شرقي بولندا على بعد نحو 12 كيلومترا من الحدود مع أوكرانيا

“المادة الرابعة”
وقال البيت الأبيض إن بايدن أكد خلال اتصاله بالرئيس البولندي التزام الولايات المتحدة الصارم تجاه حلف الناتو، كما عرض دعم الولايات المتحدة الكامل والمساعدة في التحقيقات.

وتنص المادة الرابعة من معاهدة حلف شمال الأطلسي على أن لأي دولة عضوة في الناتو تشعر بالتهديد من قبل دولة أخرى أو منظمة إرهابية الحق في تقديم طلب لبدء الدول الأعضاء مشاورات رسمية للبت في ما إذا كان التهديد موجودا، وتحديد كيفية مواجهته، مع التوصل إلى قرارات بالإجماع.

وأثارت حادثة سقوط صاروخ على بولندا استنفارا دبلوماسيا داخل الحلف الأطلسي وحالة من التضامن مع البلد العضو في الناتو.

وفي هذا الإطار، قالت المتحدثة باسم حلف الناتو أوانا لونغيسكو إن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ يعتزم عقد اجتماع طارئ اليوم الأربعاء لسفراء الدول الأعضاء، لبحث حادث سقوط صاروخ في بولندا.

كما عقد الرئيس الأميركي جو بايدن صباح اليوم الأربعاء اجتماعا طارئا مع زعماء الدول الحليفة لواشنطن والمشاركين في قمة العشرين بإندونيسيا.

وشارك في الاجتماع زعماء الولايات المتحدة وألمانيا وكندا وهولندا واليابان وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا والمملكة المتحدة.

وفي السياق ذاته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه تحدث مع الوزير الأول البولندي ماتيوز مورافيسكي معربا عن تضامنه مع بلاده، مضيفا أنه يمكن لبولندا الاعتماد على فرنسا في دعم التحقيقات الجارية.

نفي روسي
وقالت البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة -اليوم الأربعاء- إن الحقائق تدل على أنه لا علاقة لروسيا بسقوط الصواريخ على أراضي بولندا.

وكانت وزارة الدفاع الروسية نفت أمس الثلاثاء الاتهامات باستهداف بولندا، واصفة إياها بأنها “استفزاز متعمد” لنشر أنباء كاذبة عن روسيا، حسب ما ذكرت وكالة أنباء “تاس” الرسمية.

وأضافت الوكالة أن روسيا لم تطلق صواريخ على أهداف قرب الحدود البولندية الأوكرانية، وأن صور الدمار التي يتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض البوابات الإخبارية “ليست لها علاقة بالأسلحة الروسية”.

وبينما ذكر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أنه ليست لديه معلومات عن وقوع انفجار في بولندا قال النائب في مجلس الدوما ميخائيل شيريميت إن القوات الأوكرانية قد تكون هي من هاجم الحدود مع بولندا وبموافقة أجهزة المخابرات الغربية، مشيرا إلى “استفزاز رخيص” تخطط له القوات الأوكرانية، والغرض منه جر دول الناتو رسميا إلى النزاع في أوكرانيا، وفق تعبيره.

وأضاف شيريميت أن روسيا تمتلك أسلحة فائقة الدقة وتستبعد أي استهداف لأراضي بولندا.

توخي الحذر
من جانبها، دعت وزارة الدفاع في واشنطن (البنتاغون) إلى توخي الحذر، مشيرة إلى أنها تبحث الموقف.

في السياق ذاته، طالبت أوكرانيا بعقد قمة للأعضاء في حلف شمال الأطلسي “فوراً” لاتخاذ تدابير قاسية ضد موسكو.

وقد أعرب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال عن “صدمته” إزاء التقارير التي أفادت بمقتل أشخاص جراء سقوط صواريخ أو مقذوفات روسية في بولندا. وأضاف ميشال في تغريدة “نقف إلى جانب بولندا، أنا على تواصل مع السلطات البولندية ومع أعضاء الاتحاد الأوروبي وحلفاء آخرين”.

Exit mobile version