Site icon PublicPresse

“باتريوت” إلى بولندا وأميركا لا تدعو لتنفيذ ضربات في روسيا (فيديو)

باتريوت ألماني إلى بولندا / حرب روسيا و أوكرانيا

أعلنت بولندا قبولها العرض الذي طرحته ألمانيا قبل أسبوعين بنصب بطاريات صواريخ “باتريوت”، وذلك بعد أن كانت حكومة وارسو قد رفضت هذا العرض واقترحت على نظيرتها في برلين إرسال هذه المنظومة الدفاعية إلى أوكرانيا.

وكتب وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشتشاك على “تويتر”، الثلاثاء السادس من ديسمبر/كانون الأول، أنه تحادث، الثلاثاء، مع نظيرته الألمانية كريستين لامبرخت و”قبلتُ بخيبة أمل قرارها رفض دعم أوكرانيا”.

أضاف “كان من شأن نصب صواريخ “باتريوت” في غرب أوكرانيا أن يعزز أمن البولنديين والأوكرانيين في آن معاً. من هنا، فإننا نتخذ قرارات عملية في شأن مكان نصب البطاريات في بولندا وربطها بمنظومة القيادة لدينا”.

وكانت ألمانيا عرضت في 21 نوفمبر/تشرين الثاني على بولندا تزويدها صواريخ “باتريوت” لنصب هذه البطاريات الأميركية الصنع في مناطقها الشرقية الحدودية مع أوكرانيا.

وأتى العرض الألماني بعد مقتل شخصين في قرية بولندية بالقرب من الحدود الأوكرانية من جراء صاروخ قالت وارسو وحلف شمال الأطلسي، إن الدفاعات الجوية الأوكرانية أطلقته للتصدي لقصف جوي روسي.

وفي بادئ الأمر تلقى وزير الدفاع البولندي العرض الألماني بإيجاب قبل أن يبدل رأيه ويقترح على برلين تزويد أوكرانيا بهذه المنظومة الدفاعية.

وردت ألمانيا على مقترح الوزير البولندي بالقول، إن هذه المسألة يجب أن تبحث في إطار حلف شمال الأطلسي، لكن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ قال، إن القرار يعود إلى برلين.

وأرسلت دول الحلف حتى الآن أسلحة بمليارات الدولارات إلى أوكرانيا لمساعدتها على التصدي للهجوم الروسي، ومن بين هذه الأسلحة منظومات دفاع جوي حديثة.

وتجنبت الولايات المتحدة ودول أخرى في الحلف حتى الآن تزويد أوكرانيا بطاريات “باتريوت” التي تعتبر أداة أساسية للدفاعات الجوية للحلف في جناحه الشرقي.

وسبق لواشنطن أن نشرت صواريخ “باتريوت” في بولندا، بينما نشرتها برلين في سلوفاكيا.

واشنطن لا تشجع كييف
أكدت الولايات المتحدة، الثلاثاء، أنها “لا تشجع” أوكرانيا على تنفيذ ضربات في روسيا بعد تعرض قواعد عسكرية روسية لهجمات يسود اعتقاد واسع النطاق أن كييف نفذتها.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تصريح للصحافيين “لم نشجع ولم نمكن الأوكرانيين من تنفيذ ضربات داخل روسيا”. وتابع “لكن المهم هو أن نفهم ما يعانيه الأوكرانيون يومياً من جراء الهجوم الروسي المستمر”، متهماً روسيا بـ”استخدام الشتاء سلاحاً” عبر شن هجمات على بنى تحتية مدنية.

وأكد بلينكن أن الإدارة الأميركية “تحرص على أن يكون بين أيديهم التجهيزات التي يحتاجون إليها للدفاع عن أنفسهم وأرضهم وحريتهم”، في إشارة إلى الأوكرانيين.

ومتحدثاً إلى جانب بلينكن عقب محادثات مع نظيريهما الأستراليين، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إن واشنطن لا تمنع أوكرانيا من تطوير صواريخ بعيدة المدى بقدراتها الذاتية. وتابع “نحن لا نعمل على منع أوكرانيا من تطوير قدراتها الذاتية”.

ويعتقد خبراء أن أوكرانيا اخترقت المجال الجوي الروسي بواسطة مسيرات من الحقبة السوفياتية وليس بواسطة تجهيزات عسكرية بمليارات الدولارات قدمتها القوى الغربية لها لتمكينها من التصدي للهجوم الروسي الذي بدأ في 24 فبراير/شباط.

وفي وقت سابق لم ينسب المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس في معرض رده على سؤال في شأن الهجمات بواسطة المسيرات، هذه الضربات إلى أوكرانيا التي لم تعلن مسؤوليتها عنها.

وأعلنت روسيا مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة طائرتين بأضرار في هجمات شُنت، الإثنين، على ثلاث قواعد في العمق الروسي. وقال برايس “نزود أوكرانيا بما تحتاج لاستخدامه على أراضيها ذات السيادة، على التراب الأوكراني، لمواجهة المعتدين الروس”.

ولم يشأ برايس التعليق على تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” أشار إلى أن الولايات المتحدة عدلت منظومات صواريخ “هيمارس” التي زودت بها أوكرانيا، التي يعتقد أنها قلبت الموازين في ساحة المعركة، بما يحول دون استهداف أراضي روسيا بها.

ويشدد الرئيس الأميركي جو بايدن على أنه لا يؤيد تزويد أوكرانيا قدرات صاروخية بعيدة المدى خوفاً من تصعيد قد يقحم الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع روسيا.

محادثات السلام
وتبادلت الولايات المتحدة وروسيا، الثلاثاء، الاتهامات بعدم الاهتمام بمحادثات السلام الأوكرانية مع تصاعد الدعوات في الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار والالتزام بالدبلوماسية لإنهاء الحرب التي بدأت قبل تسعة أشهر.

وقال فاسيلي نيبينزيا، سفير روسيا لدى الأمم المتحدة في اجتماع لمجلس الأمن الدولي في شأن الوضع الإنساني في أوكرانيا إن موسكو لاحظت “اهتمام أغلبية كبيرة” من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالتوصل إلى تسوية دبلوماسية.

وأضاف “نتعامل مع ذلك بجدية بالغة. ونؤكد رغبتنا في إجراء مفاوضات”، لكنه أردف أن الهدف سيكون “إزالة الأسباب الأصلية التي دفعتنا إلى بدء عمليتنا العسكرية الخاصة”.

وقالت موسكو في البداية، إن مهمتها تستهدف “نزع سلاح” أوكرانيا حتى لا تشكل تهديداً لروسيا و”تخليصها من النازية” بالتخلص من زعماء وصفتهم بأنهم قوميون. وتعتقد الدول الغربية أن الأهداف الأولية الحقيقية لروسيا كانت هزيمة الجيش الأوكراني والإطاحة بحكومتها الموالية للغرب.

وقال سيرغي كيسليتسيا، سفير أوكرانيا لدى الأمم المتحدة “أوكرانيا بحاجة إلى السلام وتريده أكثر من أي بلد آخر. إن أراضينا هي التي هوجمت… من فضلكم ضعوا هذا في الاعتبار في كل مرة تحاول فيها موسكو… إقناعنا بأن الضحية هو الذي يقاوم جهود السلام وليس المعتدي”.

واتهم نيبينزيا الدول الغربية بعدم الاهتمام بتسوية دبلوماسية في أوكرانيا لأنها تعزز شحنات الأسلحة إلى كييف بدلاً من ذلك. وأضاف “ما تراه الآن هو حرب الغرب المستمرة ضد روسيا… هذا لا يترك لنا خياراً آخر سوى مواصلة أهداف عمليتنا العسكرية الخاصة”.

لا إهتمام حقيقي
قصفت روسيا البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا في الآونة الأخيرة. وقال مارتن غريفيث منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة، لمجلس الأمن، الثلاثاء، إن هذا أدى إلى حرمان الملايين من التدفئة والكهرباء والمياه مما فاقم الأزمة الإنسانية.

وقالت ليزا كارتي، نائبة سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن المؤلف من 15 عضواً إن “تصعيد الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين للهجمات على البنية التحتية لأوكرانيا دليل على أنه غير مهتم حقاً بالتفاوض أو الدبلوماسية الهادفة”.

وأضافت “بدلاً من ذلك، يحاول كسر إرادة أوكرانيا للقتال من خلال قصف المدنيين ودفعهم إلى التجمد لإخضاعهم”.

واجتمع مجلس الأمن الدولي عشرات المرات في شأن أوكرانيا منذ فبراير، لكنه لم يتمكن من اتخاذ أي إجراء مهم لأن روسيا من الدول الخمس المتمتعة بحق النقض (فيتو) إلى جانب بريطانيا والصين وفرنسا والولايات المتحدة.

وطلبت روسيا من مجلس الأمن الاجتماع مرة أخرى، الجمعة، لمناقشة أن أسلحة الصراع في أوكرانيا “تقع في أيدي عصابات وإرهابيين” في أماكن أخرى في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.

الهجوم على قواعد روسية
وقال مسؤولون غربيون كبار، الثلاثاء، إن الهجوم على قواعد جوية في العمق الروسي سيوجه ضربة نفسية قوية لموسكو بما يعني أن عليها التفكير ملياً في كيفية الحفاظ على سلامة قاذفاتها بعيدة المدى.

وتعرضت قاعدة إنجيلز الجوية القريبة من مدينة ساراتوف وعلى بعد 600 كيلومتر من أقرب أراض أوكرانية، وقاعدتان جويتان أخريان إلى هجمات بطائرات مسيرة في اليومين الماضيين على الأقل.

ولم تعلن أوكرانيا عن مسؤوليتها عن الهجمات لكنها احتفلت بها في حين ردت روسيا “بضربة مكثفة على منظومة المراقبة العسكرية الأوكرانية”.

وقال المسؤولون الغربيون الكبار الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن الضربات وصلت إلى أقصى عمق داخل روسيا منذ هجومها على أوكرانيا.

وتابع أحدهم “لو كانوا (الأوكرانيون).. فهذا يظهر أنهم يستطيعون العمل داخل روسيا كما يحلو لهم، وهذا سيقلق الروس بشدة… أعتقد أنها توجه ضربة نفسية”.

وعبر المسؤولون عن ثقتهم في أن روسيا احتفظت بقاذفاتها الاستراتيجية بعيدة المدى في قاعدة إنجيلز، لكن عليها أن تفكر الآن في نقلها. وأضاف المسؤول “ربما يدفع (الهجوم) باتجاه نقل هذه القاذفات إلى مواقع متفرقة… إنها تجعل الروس بالطبع أقل ثقة”.

الشراكة مع إيران
وتستخدم روسيا القاذفات منذ أكتوبر/تشرين الأول لتدمير شبكة الكهرباء الأوكرانية، في هجمات يقول المسؤولون الغربيون، إنها تعكس زيادة اليأس عند الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ويرى محللون عسكريون أن الهجمات بطائرات مسيرة على روسيا يأتي رداً على ضربها البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا.

وقال المسؤولون الغربيون أيضاً، إن المزاعم بأن أوكرانيا نجحت بنسبة 85 في المئة في إسقاط الصواريخ الروسية معقولة وإن مخزون الطائرات الإيرانية المسيرة التي تستهدف بها موسكو البنية التحتية الأساسية للطاقة في أوكرانيا قد نفد على الرغم من التوقعات بإعادة تزويدها بهذه الطائرات.

وقال أحد المسؤولين الكبار “ما نراه بوضوح هو شراكة أوثق بين روسيا وإيران في شأن توريد أنظمة أسلحة متطورة، وهذا أمر يثير قلقنا ونراقبه عن كثب”.

Exit mobile version