Site icon PublicPresse

قصف روسي عنيف وموسكو ترفض مقترح زيلينسكي للسلام

حرب روسيا و أوكرانيا

رفض الكرملين اليوم الثلاثاء مقترح الرئيس الأوكراني لعقد مؤتمر دولي للسلام ورهن التوصل إلى تسوية بـ”تقبل أوكرانيا للحقائق الجديدة على الأرض”. في المقابل اتهمت كييف القوات الروسية بشن 80 هجوما بمنظومات صاروخية على مدنها.

يأتي هذا بينما تستضيف باريس مؤتمرين لمناقشة طرق دعم أوكرانيا للصمود في فصل الشتاء في وجه القصف الصاروخي الروسي الذي يستهدف قطاع الطاقة، في حين قالت مصادر للجزيرة إن الحزمة التاسعة من العقوبات الأوروبية على موسكو ستشمل في حال إقرارها 144 شخصية بينهم إعلاميون وكتّاب.

وقال الكرملين اليوم الثلاثاء إنه ينبغي لأوكرانيا أن تأخذ في الحسبان “الحقائق” التي طرأت على الصراع الأوكراني حتى يكون هناك سلام بين الجانبين.

ورفض ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين اقتراحا من 3 خطوات قدمه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإحلال السلام، مضيفا أن التقدم غير ممكن “بدون أخذ الحقائق في الحسبان”.

قصف ومحاولة إغتيال
ميدانياً، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن الروس قصفوا مقاطعة خيرسون خلال الساعات الماضية نحو 80 مرة.

وكانت السلطات الأوكرانية في مقاطعة خيرسون قد قالت إن القصف الروسي على البنية التحتية والمناطق السكنية تسبب بانقطاعات كبيرة في الكهرباء والمياه والاتصالات.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن القوات الروسية استخدمت على ما يبدو ذخائر عنقودية في قصفها مناطق مأهولة بالمدنيين في خيرسون 3 مرات على الأقل منذ انسحابها من المدينة.

وقالت المنظمة إن هذه الهجمات كانت جزءا من سلسلة هجمات على المدينة أسفرت عن سقوط ضحايا في صفوف المدنيين وأدت إلى إخلاء العديد من سكان المدينة، بما في ذلك المرضى من مستشفى خيرسون.

واتهمت الإدارة الموالية لروسيا من وصفتهم بالإرهابيين الأوكرانيين بمحاولة إغتيال أحد قادتها.

وأضافت أن فيتالي بوليوك النائب الأول لحاكم منطقة خيرسون الموالي لروسيا أصيب بجروح خطيرة وقتل سائقه نتيجة انفجار سيارة كانا يستقلانها.

معارك دونيتسك
وفي شرق أوكرانيا، تبادلت القوات الروسية والأوكرانية القصف في مقاطعة دونيتسك، بينما أقر الطرفان بأن الوضع صعب في ساحة المعركة وزعم كل منهما النجاح في صد هجمات الطرف الآخر. وقالت هيئة الأركان الأوكرانية، إن قواتها صدت هجمات للقوات الروسية في مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك.

وأكدت هيئة الأركان، أن قواتها استهدفت 6 مناطق تمركز للقوات الروسية قرب خط التماس.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن وحداتها تواصل عملياتها الهجومية في عدة محاور على جبهة دونيتسك، حيث صدت هجوما مضادا للقوات الأوكرانية.

وأعلنت السلطات الموالية لروسيا في مدينة دونيتسك عن مقتل 4 مدنيين وجرح 4 آخرين نتيجة قصف صاروخي أوكراني استهدف المدينة خلال الساعات الماضية.

من جهته أعلن دينيس بوشيلين حاكم مقاطعة دونيتسك الموالي لروسيا عن السيطرة على أكثر من 50% من أراضي المقاطعة، وقال إن قواته تسعى لاستكمال السيطرة عليها.

وشهدت المنطقة قتالا عنيفا في الأسابيع القليلة الماضية ومن غير الواضح أي أجزاء دونيتسك تقع الآن تحت سيطرة روسيا وأيها تحت سيطرة أوكرانيا.

الوضع في زاباوريجيا
وفي زاباوريجيا التي يتقاسم الجانبان السيطرة عليها، نفى الكرملين وجود أي أسلحة ثقيلة في محطة زاباروجيا النووية، والتي سيطرت عليها القوات الروسية في مارس/آذار الماضي.

وثمّن الكرملين ما سماه مستوى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن محطة زاباروجيا النووية.

في المقابل، أكد رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال اليوم الثلاثاء أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وافقت على إرسال فرق دائمة إلى محطات البلاد النووية بما فيها زاباروجيا.

وقال شميهال في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي، عقب لقاء عقده في باريس مع مدير الوكالة رافايل غروسي، إن البعثات تهدف لتأمين المحطات وتسجيل جميع المحاولات الرامية للتأثير عليها من الخارج، خصوصا القصف الذي ينفذه “المعتدي الروسي”.

وأكد أن فرق الوكالة ستنتشر في محطات في زاباروجيا وروفنو وخميلنيتسكي وبيفينوكراينسكا وتشيرنوبيل، من دون تحديد جدول زمني.

مؤتمرا باريس
وفي مجال الطاقة، انطلقت في العاصمة الفرنسية باريس أعمال مؤتمرين لدعم أوكرانيا.

ويهدف المؤتمر الأول الذي تشارك فيه 70 دولة ومنظمة دولية إلى تلبية احتياجات أوكرانيا لتجاوز فصل الشتاء، في حين يركز المؤتمر الثاني الثنائي بين فرنسا وأوكرانيا على مشاركة الشركات الفرنسية في إعادة إعمار أوكرانيا.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال كلمته بمؤتمر “التضامن مع أوكرانيا إن بلاده ستقدم مساعدات إنسانية استثنائية بقيمة 76.5 مليون يورو تضاف إلى الـ200 مليون يورو التي سبق أن وعدت بها باريس.

وقدر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده التي تضررت فيها البنى التحتية للطاقة بسبب الضربات الروسية بحاجة إلى 800 مليون يورو على الأقل كمساعدات طارئة لتلبية احتياجات السكان خلال فصل الشتاء.

وقال زيلينسكي عبر الفيديو خلال افتتاح المؤتمر، نحتاج إلى عدة فئات من المحولات والمعدات المستخدمة لإصلاح شبكات التوتر العالي وتوربينات الغاز.

خلافات أوروبية
وفي بروكسل، يعقد وزراء الطاقة الأوروبيون اجتماعا جديدا ضمن محاولة للاتفاق على سقف لأسعار الغاز، وذلك بعد إخفاقهم في التوصل إلى توافق خلال الشهور الماضية.

ويعد هذا الاجتماع الخامس منذ صيف هذا العام ضمن محاولة لتقليل أسعار الكهرباء الأخيرة في الاتحاد الأوروبي.

و‏يأتي الاجتماع وسط انخفاض متزايد في درجات الحرارة في مختلف الدول الأوروبية، وصل هذا الأسبوع إلى ما بين 5 و10 درجات تحت الصفر.

وتشهد هذه الاجتماعات خلافات حول سقف السعر، حيث تعرض المفوضية الأوروبية سعر 225 دولارا للميغاوات، في حين ترغب 12 دولة أوروبية بينها بلجيكا وإيطاليا في خفضه إلى ما دون 200 دولار.

في الأثناء، نقل مراسل الجزيرة في بروكسل عن مصادر أوروبية أن حزمة العقوبات التاسعة على روسيا ستشمل 144 شخصية، بينهم عسكريون وصحفيون وأصحاب وسائل إعلامية.

وأضافت المصادر أن العقوبات ستشمل 4 قادة لمجموعات عسكرية غير رسمية تابعة لموسكو وأشخاصا متهمين باختطاف أوكرانيين.

وكشفت المصادر أن عدد الأفراد على قائمة العقوبات الروسية يصل إلى 1200 شخص من ضمنهم مسؤولون حكوميون ورجال أعمال.

كما تشمل العقوبات تجميد أرصدة بنوك روسية وأخرى تستهدف أقارب للرئيس الشيشاني ومسؤولين حكوميين ومحافظي مقاطعات.

Exit mobile version