Site icon PublicPresse

روسيا تمطر أوكرانيا بالصواريخ في أكبر هجوم منذ بدء الحرب (فيديو)

حرب روسيا و أوكرانيا

أمطرت روسيا شبكة الكهرباء الأوكرانية بوابل من الصواريخ، الجمعة، مما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل فضلاً عن إلحاق أضرار بتسع منشآت للطاقة وإجبار سلطات كييف على قطع طارئ للتيار الكهربائي في أنحاء البلاد وسط برد قارس.

ولاذ كثيرون بالملاجئ خلال ساعة الذروة الصباحية للإحتماء من أحدث هجوم واسع تشنه روسيا على البنية التحتية الحيوية منذ أكتوبر/تشرين الأول، والذي وصفه مسؤول في كييف بأنه أحد أكبر الهجمات الصاروخية منذ بدء الغزو في فبراير/شباط.

وتحدث عمدة مدينة خاركيف ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا عن أضرار “هائلة” تهدد بحرمان كثيرين من التدفئة وسط أجواء شديدة البرودة، بينما ذكر حاكم منطقة دنيبروبتروفسك في وسط البلاد أن “أضرارا جسيمة” وقعت.

وقال فاليري زالوجني القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية إن بلاده أسقطت 60 من أصل 76 صاروخا أطلقتها روسيا على البنية التحتية. فيما قال يوري إهنات المتحدث باسم سلاح الجو إن موسكو حاولت عمدا تشتيت الدفاعات الجوية بتسيير طائرات حربية قرب أوكرانيا.

وقال مسؤول بارز إن الهجوم في كريفي ريه، مسقط رأس الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أسفر عن إصابة ما لا يقل عن ثمانية أشخاص بينهم ثلاثة أطفال صغار، مضيفا أن جهود الإنقاذ تتواصل.
وحذرت شركة أوكرينرجو المشغلة للشبكة من أن إصلاح الأضرار سيتطلب وقتا أطول مقارنة بالمرات السابقة وأن إعادة التيار ستستغرق وقتا طويلاً.

وقال وزير الطاقة جيرمان جالوشينكو للتلفزيون الوطني “ما رصدناه بالفعل هو أضرار لنحو تسعة مرافق لتوليد الكهرباء ونواصل تقييم الأضرار”.

وانقطعت الكهرباء عن مدينة بولتافا في وسط البلاد وأجزاء من كييف. واستهدفت الهجمات أجزاء من البنية التحتية الأساسية في منطقة خاركيف في الشمال الشرقي، وأوديسا على البحر الأسود وفينيتسيا في الغرب الأوسط.

أوكرانيا ستظل صامدة
وتم إلغاء التحذير الأول من القصف الجوي في كييف بعد أربع ساعات من إعلانه عندما كان الأطفال في طريقهم لمدارسهم والموظفين لأعمالهم.

وتوقفت شبكة مترو أنفاق كييف، التي تتضمن واحدة من أعمق المحطات في العالم، عن العمل وجرى استخدامها كمأوى من القصف.

وتقول موسكو إن الهجمات على البنية التحتية الأساسية شرعية من الناحية العسكرية. بينما تقول أوكرانيا إن الهجمات التي تهدف إلى التسبب في معاناة للمدنيين تعتبر جريمة حرب.

وكتبت وزيرة الاقتصاد يوليا سفيريدينكو على فيسبوك “هدف روسيا الاتحادية هو أن يبقى الأوكرانيون دوما تحت ضغط، وأن يظلوا طيلة يومهم تقريبا في الملاجئ. وأن يعانوا من مشقة انقطاع الكهرباء أو المياه”. وأضافت “لكن موقف أوكرانيا لن يتغير… سنصمد. سننتصر. سنبني بلادنا من جديد”.

بوتين يزور بيلاروسيا
في التحركات، يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بيلاروسيا، الاثنين، لإجراء محادثات مع نظيره وحليفه ألكسندر لوكاشينكو، وأعلن المكتب الإعلامي للرئيس البيلاروسي أن الرئيسين سيجريان محادثات في قصر الإستقلال في العاصمة البيلاروسية مينسك أثناء “زيارة عمل” يقوم بها بوتين.

ومع التأكيد على تعزيز “التكامل” في إطار دولة الإتحاد الروسية البيلاروسية، حمل الإعلان عن الزيارة إشارات إلى توجّه الكرملين لتحديد جدول أعمال مشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وأكد الكرملين، الجمعة، أن الطرفين يعوّلان خلال اللقاء المقرر على مناقشة ملفي “الشراكة الاستراتيجية” و”التكامل”، مع الإشارة إلى أن بوتين يزور البلد الجار استجابة لدعوة من رئيس جمهورية بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو. وأوضح أنه “من المقرر خلال المحادثات مناقشة القضايا الرئيسية لمواصلة تطوير العمل المشترك في إطار علاقات الشراكة الاستراتيجية والتحالف، مع التركيز على التكامل والتعاون في إطار دولة الاتحاد، وكذلك موضوعات الساعة على جدول الأعمال الدولي والإقليمي”.

بدورها، أعلنت الخدمة الصحافية للزعيم البيلاروسي، أن الرئيسين سيمنحان الأولوية لـ”القضايا الأمنية في إطار الاستجابة المشتركة للتحديات المعاصرة الناشئة، ويتبادلان وجهات النظر حول الوضع في المنطقة والعالم”.

ومن المقرر أن يناقش بوتين مع نظيره البيلاروسي بالتفصيل تنفيذ البرامج الموضوعة لتعزيز مسار التكامل الإقتصادي والتعاون التجاري والإقتصادي.

ويعقد اجتماع القمة في “قصر الاستقلال” في العاصمة مينسك، وتم التخطيط للمفاوضات لتكون من شقين: أحدهما يجري بشكل موسع بمشاركة أعضاء الوفدين الحكوميين في البلدين، والثاني على نطاق ثنائي ضيق يجمع الرئيسين في لقاء مغلق.

ونقلت وكالة أنباء “بيلتا” الحكومية البيلاروسية عن لوكاشينكو تصريحه أن بلاده “لن تكون أبداً عدواً لروسيا”، في تمهيد يحدد ملامح النقاشات المنتظرة. وأفادت الوكالة بأن “سيادة بيلاروسيا واستقلالها لا يتزعزعان. وفي الوقت نفسه، لن تكون بيلاروسيا عدواً لروسيا أبداً (…) ومن المهم التأكيد أن أياً من برامج تعزيز التكامل في إطار دولة الاتحاد لا يعتدي على سيادة بيلاروسيا واستقلالها”. وأكد الزعيم البيلاروسي “نعم، نحن مع روسيا، كدولة مستقلة وذات سيادة”.

واللافت أن الكرملين استبق الإعلان عن الزيارة بإشارة إلى أن الرئيس الروسي عقد الجمعة إجتماعاً “تنفيذياً” لمجلس الأمن القومي الروسي، استمع الحاضرون خلاله إلى تقرير حول وضع العلاقات الدولية والإقليمية قدمه وزير الخارجية سيرغي لافروف. وأوضح البيان أن النقاش خلال الاجتماع المغلق تطرق إلى “قضايا ضمان أمن البلاد والتفاعل مع بلدان الجوار”.

وخاطب بوتين الحاضرين في مستهل اللقاء بعرض جدول الأعمال، مشيراً إلى أن المجلس “ينظر اليوم في القضايا الأمنية الحالية في مختلف المجالات في البلاد، وسوف نتحدث أيضاً عن تفاعلنا مع جيراننا، الذي هو أيضاً مسألة مهمة جداً بالنسبة إلينا”. ومع أن الكرملين لم يوضح تفاصيل أخرى عن الاجتماع، لكن ما جرى الإعلان عنه يكشف درجة اهتمام بوتين بترتيب أجندة النقاش مع البلد الجار والحليف الأقرب للكرملين في مواجهته الحالية مع الغرب.

في هذا الإطار، كان بوتين أشار قبل يومين خلال اجتماع دوري موسع لمجلس الأمن، إلى أهمية وضع ملامح التحرك الاستراتيجي للدولة الروسية خلال عام 2023، في إطار الخطط الموضوعة للتحرك على المدى البعيد.

البنك الدولي
على صعيد آخر، أعلنت مؤسسة التمويل الدولية، وهي فرع في البنك الدولي مخصص لدعم المستثمرين في القطاع الخاص، تقديم حزمة مساعدات للقطاع الخاص الأوكراني بقيمة ملياري دولار. وقالت المؤسسة في بيان إن هذه المساعدات يفترض “أن تلبي الحاجات الفورية للقطاع الخاص الذي دمرته الحرب، وأن تساعد في التحضير لإعادة الإعمار”.

وستمول المؤسسة نصف حزمة المساعدات، أما النصف الآخر فسيعتمد على الضمانات التي أعطتها الحكومات المانحة.

وبحسب بيانات المصرف المركزي الأوكراني، فإن 11 في المئة من الشركات الأوكرانية اضطرت إلى الإغلاق منذ بدء الحرب، ووفق وزارة الاقتصاد الأوكرانية فقد القطاع خمسة ملايين وظيفة منذ بدء النزاع.

وأضافت المؤسسة أن “شركات كثيرة تحافظ على الوظائف، وكذلك الخدمات والسلع الأساسية لكنها بحاجة إلى تمويل لمواصلة عملياتها”. وأشارت إلى أنها وقعت مطلع الأسبوع اتفاقاً مع الحكومة الأوكرانية لإعطائها نصائح استراتيجية بهدف إعادة بناء اقتصادها وتنفيذ إصلاحات لقطاعها المصرفي.

ومنذ بدء النزاع، قدم البنك الدولي نحو 18 مليار دولار للحكومة الأوكرانية، للسماح لها بالحفاظ على الخدمات العامة الأساسية.

Exit mobile version