Site icon PublicPresse

موسكو تتهم كييف بتنفيذ هجوم ثانٍ بمسيّرة في العمق الروسي (فيديو)

هجوم بمسيرة أوكرانية في عمق روسيا

إتهمت روسيا، الإثنين، أوكرانيا بشن هجمات على أراضيها، خصوصاً بواسطة طائرة مسيّرة إستهدفت قاعدة جوية داخل العمق الروسي على بُعد مئات الكيلومترات من الجبهة، في ثاني عملية من نوعها هذا الشهر. من جانبه، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (إف إس بي)، الإثنين، أنه “قتل مجموعة مخرّبين” حاولوا العبور من أوكرانيا إلى منطقة بريانسك الحدودية الروسية. ولم تعلّق السلطات الأوكرانية كالعادة على هذين الحادثين.

وبحسب وكالات الأنباء الروسية، تم إسقاط طائرة أوكرانية من دون طيار عندما كانت تقترب من قاعدة إنغلز في منطقة ساراتوف ليلاً، على بُعد نحو 600 كيلومتر من أوكرانيا. ونقلت وكالة “تاس” عن وزارة الدفاع أنه “نتيجة سقوط حطام الطائرة؛ قُتل ثلاثة فنيين روس كانوا على أرض المطار”.

وأكد الحاكم الإقليمي رومان بوسارغين، على حسابه على “تلغرام”، مقتل ثلاثة جنود. وسعى بوسارغين إلى طمأنة السكان، مؤكداً عبر وسائل التواصل الإجتماعي أنه “ليس هناك أي تهديد على الإطلاق لهم”، وأنه لم تتضرر أي من البنى التحتية المدنية. وحذّر من نشر “معلومات كاذبة”، مذكّراً بالقوانين المتشددة التي تم تبنيها بعد بدء الهجوم العسكري على أوكرانيا في نهاية فبراير/شباط. وأكد أن “كل القصص عن إخلاء المدينة هي أكاذيب صارخة ومعلومات ملفقة خارج حدود بلدنا”.

وفي السادس من ديسمبر/كانون الأول، إستهدفت طائرات أوكرانية من دون طيار قاعدة إنغلز التي تضم قاذفات إستراتيجية روسية وفقاً لموسكو، مما يدل على قدرة بعض الطائرات الأوكرانية على خداع الدفاعات الروسية المضادة للطائرات.
“القضاء” على مخربين أوكرانيين
كما أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (إف إس بي) أنه قتل مجموعة مخرّبين من أوكرانيا حاولوا العبور إلى منطقة حدودية روسية. وقال الجهاز المسؤول عن الأمن الداخلي في بيان أوردته وكالات أنباء روسية: “نتيجة إشتباك وقع في 25 ديسمبر/كانون الأول 2022، قُتل أربعة مخرّبين حاولوا دخول أراضي منطقة بريانسك من أوكرانيا”. وأضاف أن أسلحة أجنبية و”متفجرات” كانت بحوزتهم. وأظهر تسجيل مصوّر بثته وكالة أنباء “ريا – نوفوستي” ونسب إلى “إف إس بي” جثثاً ملقاة على الأرض لأشخاص بملابس شتوية مموهة ويحملون أسلحة نارية. ولم يُتمكن من تأكيد هذه المعلومات من مصدر مستقل.

وفي الأشهر الأخيرة، إتهمت روسيا كييف بتنفيذ عدة هجمات تخريبية على مواقع عسكرية وبنى تحتية مهمة. وشكّل الهجوم بشاحنة مفخخة الذي دمر جزئياً جسر القرم الذي يربط شبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمتها موسكو في عام 2014 بالأراضي الروسية، إنتكاسة للكرملين مطلع أكتوبر/تشرين الأول، في سلسلة انتكاسات لحقت بموسكو في ساحة المعركة. ولم تؤكد كييف قط ضلوعها في الإنفجار الذي إستهدف الجسر، لكن هذه الحادثة دفعت بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تكثيف الضربات على البنى التحتية للطاقة الأوكرانية.

واليوم، يضطر ملايين المدنيين للعيش خلال فصل الشتاء مع تأمين الكهرباء لبضع ساعات في اليوم. كما يواجه جزء كبير من السكان انقطاعاً في وسائل التدفئة والمياه الجارية.

ومع دخول الحرب شهرها الحادي عشر، قال الرئيس الروسي، الأحد، إنه مستعد للتفاوض، وأنحى باللائمة على أوكرانيا وحلفائها الغربيين في عدم الدخول في المحادثات. لكن قواته استمرت في هجماتها بلا هوادة حيث قال الجيش الأوكراني، في وقت مبكر الاثنين، إن عشرات المدن تعرضت للقصف في مناطق لوغانسك ودونيتسك وخاركيف وخيرسون وزابوريجيا.

وقال الجيش الأوكراني إن “العدو يواصل القصف المدفعي للمناطق المأهولة بطول الضفة اليمنى من نهر دينبرو باتجاه خيرسون”. وأضاف أن القوات الأوكرانية شنّت هجمات على 20 هدفاً روسياً تقريباً. وقالت شركة تشغيل شبكة الكهرباء الأوكرانية إن إمدادات الكهرباء ما زالت تواجه نقصاً كبيراً، الاثنين، مع فرض قيود على استهلاك الكهرباء في خمس مناطق أوكرانية وفي العاصمة كييف.

زيلينسكي
إلى ذلك، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الإثنين، إن الوضع على الخطوط الأمامية في منطقة دونباس “صعب ومؤلم” ويتطلب كل “قوة وتركيز” بلاده. وأضاف في كلمته الليلية المصورة “أولاً وقبل كل شيء، الأوضاع على الخطوط الأمامية. باخموت وكريمينا ومناطق أخرى في دونباس، والتي تتطلب أقصى قدر من القوة والتركيز”.

وتابع زيلينسكي قائلاً إن “الوضع هناك صعب ومؤلم. المحتلون ينشرون كل الموارد المتاحة لهم، وهي موارد كبيرة، لتحقيق بعض التقدم”. كما ذكر أن انقطاعات الكهرباء لا تزال مستمرة وإنها مقطوعة عن نحو تسعة ملايين من السكان.

هجمات إلكترونية
في سياق آخر، تمكّنت أجهزة الأمن السيبراني الأوكرانية من تحييد أكثر من 4500 هجوم إلكتروني روسي منذ بداية العام، وفق ما أكد مسؤول أوكراني الإثنين.

وقال رئيس قسم الأمن السيبراني في دائرة الأمن الأوكرانية إيليا فيتيوك في مقابلة مع تلفزيون “ماي يوكراين” إن “الدولة المعتدية تشن في المتوسط أكثر من عشرة هجمات إلكترونية يومياً. لكن لحسن الحظ أن المجتمع الأوكراني لم يسمع بمعظمهما”. وأضاف “لقد دخلنا عام 2022 وخلفنا ثماني سنوات من الخبرة في الحرب الهجينة. في لحظة الغزو، كنا مستعدين لأسوأ السيناريوهات”.

وبحسب هذا المسؤول، تم تسجيل نحو 800 هجوم إلكتروني في عام 2020، وأكثر من 1400 هجوم في عام 2021، وتضاعف الرقم ثلاث مرات في عام 2022. وتابع “تم صدّ هجمات إلكترونية ضخمة في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط مثّلت بالنسبة لنا تدريبات إضافية قبل الغزو الروسي”.

وأكد فيتيوك أن موسكو تستهدف خصوصاً قطاع الطاقة والخدمات اللوجستية والمنشآت العسكرية، فضلاً عن قواعد البيانات الحكومية ومصادر المعلومات. وأردف “نراقب المخاطر والتهديدات لحظة بلحظة على مدار اليوم والأسبوع… نعرف بالاسم معظم قراصنة الاستخبارات الروسية الذين يعملون ضدنا. بعد انتصار أوكرانيا، يجب محاكمتهم أمام محكمة عسكرية دولية”.

صواريخ “إسكندر”
على صعيد آخر، قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع في بيلاروسيا إن أنظمة الصواريخ التكتيكية “إسكندر” وأنظمة الدفاع الجوي “أس-400” التي نشرتها روسيا في بيلاروسيا جاهزة تماماً لأداء المهام المنوطة بها.

وقال ليونيد كاسينسكي رئيس المديرية الرئيسة للأيديولوجية في الوزارة في مقطع مصور تم بثه على “تيليغرام”، “أتم جنودنا وأطقمنا تدريبهم بالكامل في مراكز التدريب القتالي المشترك للقوات المسلحة للاتحاد الروسي وجمهورية بيلاروس”.

ترجيح إستمرار الحرب
في سياق متصل، قال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إنه من المرجح أن تستمر حرب روسيا ضد أوكرانيا في عام 2023، ولذلك ستستمر جهود أنقرة من أجل السلام أو على الأقل وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في المستقبل القريب.

وقال أكار للصحافيين، في اجتماع خلال عطلة نهاية الأسبوع: “ما نعتقده هو أن هذه الحرب لن تنتهي بسهولة. الدعم من الولايات المتحدة وأوروبا والغرب (لأوكرانيا) مستمر. وتبعاً لذلك، هناك استعدادات وخطط. ومن ناحية أخرى، هناك تصريحات من روسيا”، بحسب صحيفة “حرييت ديلي نيوز” التركية الناطقة باللغة الإنكليزية. وأضاف أكار أنه “من المرجح جداً أن تستمر هذه الحرب في عام 2023، على الرغم من جهود النوايا الحسنة التي تبذلها تركيا ورغباتها في السلام ووقف إطلاق النار”.

وتابع أكار: “نحن، كتركيا، نقترح السلام، وندعو على الأقل إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، يتبعه وقف دائم لإطلاق النار، ومحادثات سلام. تواصل تركيا بشكل حاسم جهودها لتحقيق هذه الغاية. نحن مع السلام ونهاية الحرب”. وأشار أكار إلى أن صفقة الحبوب التي تمت بوساطة جهود تركيا قد تجنّبت حدوث أزمة غذاء عالمية كبيرة، موضحاً أنه تم نقل نحو 15 مليون طن من الحبوب إلى البلدان المحتاجة منذ بدء العملية.

Exit mobile version