Site icon PublicPresse

زيارة “إستفزازية” لبن غفير لباحات المسجد الأقصى تشعل الغضب الفلسطيني (فيديو)

زار وزير الأمن القومي المتشدد إيتمار بن غفير باحة المسجد الأقصى للمرة الأولى منذ توليه المنصب، قائلاً في بيان “لن تستسلم حكومتنا أمام تهديدات حماس”. وتوالت ردود الفعل العربية والإسلامية المنددة بالزيارة، فاعتبرتها الخارجية الفلسطينية “إستفزاز غير مسبوق وتهديد خطير لساحة الصراع” واستدعت الأردن السفير الإسرائيلي تعبيراً عن إحتجاجها، ولم يعلق بنيامين نتتنياهو على الزيارة خلال أول إجتماع لحكومته.

بعد أيام على توليه منصب وزير الأمن القومي الذي يمنحه سلطات على قوات الشرطة، زار الوزير اليميني المتشدد إيتمار بن غفير باحة المسجد الأقصى، الثلاثاء، للمرة الأولى منذ توليه المنصب، في خطوة يعتبرها الفلسطينيون إستفزازية.

وقال بن غفير في بيان نشره الناطق بإسمه: “لن تستسلم حكومتنا أمام تهديدات حماس”، بعدما حذّرت الحركة الفلسطينية من أي خطوات من هذا النوع.

ويُعد المسجد الأقصى بالنسبة للمسلمين أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بعد مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة في السعودية. أما اليهود، فيعتبرون باحة المسجد الأقصى التي يطلقون عليها اسم جبل الهيكل، أقدس موقع في ديانتهم.

وقال بن غفير إن “جبل الهيكل هو الموقع الأهم بالنسبة لشعب إسرائيل ونحافظ على حرية الحركة بالنسبة للمسلمين والمسيحيين، لكن اليهود أيضا سيتوجهون إلى الجبل، وينبغي التعامل مع أولئك الذين يوجّهون تهديدات بيد من حديد”.

وتتولى دائرة الأوقاف الإسلامية إدارة باحات الأقصى في القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل، بينما تسيطر القوات الإسرائيلية على الوصول إلى الموقع.

وطالب بن غفير بإدخال تغييرات على إدارة الموقع للسماح بالصلوات اليهودية فيه، وهو أمر تعارضه السلطات الدينية اليهودية التقليدية.

وأفاد حراس من دائرة الأوقاف بأن بن غفير زار الموقع برفقة وحدات من قوات الأمن الإسرائيلية بينما حلّقت مسيّرة فوقه.

ورغم أن بن غفير أجرى زيارات متكررة إلى الموقع منذ دخل البرلمان في أبريل/نيسان 2021، إلا أن حضوره كوزير بارز يحمل أهمية أكبر بكثير.

وكانت زيارة مثيرة للجدل أجراها سنة 2000 زعيم المعارضة آنذاك أريئيل شارون من بين أهم العوامل التي أشعلت الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي استمرت حتى العام 2005.

إدانات
زيارة بن غفير لباحة المسجد الأقصى أججت ردود فعل عربية وإسلامية منددة، وصفها الفلسطينيون بالعمل “الاستفزازي”.

وأفاد السفير الأميركي في إسرائيل توم نيدس “لقد أوضحت إدارة بايدن للحكومة الإسرائيلية أنها تعارض أي خطوات قد تضر بالوضع الراهن في الأماكن المقدسة”.

ويذكر أنه، في ظل الوضع التاريخي الراهن، يمكن لغير المسلمين الذهاب إلى زيارة المكان في أوقات محددة ولكن لا يمكنهم الصلاة هناك. ومع ذلك ارتفعت في السنوات الأخيرة أعداد الزوار من اليهود القوميين في كثير من الأحيان والذين يصلون خلسة هناك، في خطوة اعتبرها الفلسطينيون “إستفزازاً”.

“خطوة إستفزازية”
وفي السياق، أفاد حراس من دائرة الأوقاف وكالة الأنباء الفرنسية بأن بن غفير زار الموقع برفقة وحدات من قوات الأمن الإسرائيلية بينما حلقت مسيّرة فوقه. وبعدما غادر الموقع صباح الثلاثاء، وصل زوار إليه وبدا الوضع هادئا.

من جهتها، إعتبرت الخارجية الفلسطينية الزيارة بأنها “استفزاز غير مسبوق وتهديد خطير لساحة الصراع”. وحذر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة من مغبة هذه الخطوة معتبرا أن “استمرار هذه الاستفزازات بحق مقدساتنا الإسلامية والمسيحية سيؤدي إلى المزيد من التوتر والعنف وتفجر الأوضاع”.

كما حمّل “الحكومة الإسرائيلية المتطرفة المسؤولية عن أية نتائج أو تداعيات حيال ما تتخذه من سياسات عنصرية بحق أبناء شعبنا ومقدساته”.

واعتبر الناطق بإسم حماس حازم قاسم “اقتحام الفاشي بن غفير جريمة” وتعهد بأن الأقصى “سيبقى فلسطينيا وعربيا وإسلاميا” مضيفا أن “شعبنا الفلسطيني سيواصل دفاعه عن مقدساته ومسجده الأقصى وقتاله من أجل تطهيره من دنس الاحتلال”.

إدانات عربية وإسلامية
وتوالت ردود الفعل على زيارة الوزير الإسرائيلي لباحة المسجد الأقصى. إذ أدانت وزارة الخارجية الأردنية في بيان الثلاثاء قيام إيتمار بن غفير بـ “اقتحام” باحة المسجد الأقصى، معتبرة بأنها “خطوة استفزازية” و”تنذر بالمزيد من التصعيد”. وندد الناطق الرسمي باسم الوزارة سنان المجالي بقوله إن “قيام أحد وزراء الحكومة الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى المبارك وانتهاك حرمته هي خطوة استفزازية مُدانة”. كما استدعت وزارة خارجية المملكة الهاشمية السفير الإسرائيلي تعبيرًا عن احتجاجها.

وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن تنديد وإدانة المملكة “للممارسات الاستفزازية التي قام بها أحد المسؤولين الإسرائيليين باقتحام باحات المسجد الأقصى الشريف” مؤكدة على “موقفها الراسخ بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني”.

هذا، وأدانت دولة الإمارات بشدة خطوة الوزير الإسرائيلي وجددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها موقفها الثابت “بضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى ووقف الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية فيه”.

من جانبها، أدانت أيضا الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي “اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى بحماية قوات الأمن الإسرائيلية”.

أما دولة الكويت فقالت في بيان لوزارة خارجيتها إن “هذا الاقتحام الذي يشكل استفزازا لمشاعر المسلمين وانتهاكا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة يأتي في إطار محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلية المستمرة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها”.

حكومة اليمين المتطرف
بن غفير، محام يعيش في واحدة من أكثر المستوطنات تطرفا في الضفة الغربية المحتلة، أطلق مسيرته المهنية كوزير في 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي كعضو في الحكومة الإسرائيلية الأكثر يمينية في التاريخ بزعامة بنيامين نتانياهو، الذي لم يعلق على هذه الزيارة خلال أول اجتماع لمجلس الوزراء الثلاثاء.

وبعدما بقي شخصية مهمشة على مدى سنوات، دخل زعيم “القوة اليهودية” الساحة السياسية بدعم من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ويريد بن غفير السماح لعناصر القوى الأمنية باستخدام مزيد من القوة ضد الفلسطينيين. كما يدافع عن ضم إسرائيل للضفة الغربية حيث يعيش ما يقرب من 2.9 مليون فلسطيني و 475 ألف إسرائيلي، في مستوطنات يعتبرها القانون الدولي غير شرعية. ويدعو أيضا إلى طرد عرب إسرائيل الذين يفتقرون للولاء إلى لدولة.

وكان قد علق في الماضي صورة في منزله لمسلح قتل 29 مصليا فلسطينيا في المسجد الإبراهيمي العام 1994.

ويذكر أنه سبق وأن شهد المكان زيارة مثيرة للجدل، مثل تلك التي أجراها زعيم المعارضة آنذاك أرييل شارون سنة 2000، وكانت من بين أهم العوامل التي أشعلت الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي استمرت إلى غاية العام 2005.

من جانبه، قال زعيم المعارضة يائير لابيد في تغريدة على تويتر “هذا ما يحدث عندما يضطر رئيس وزراء ضعيف لتسليم المسؤولية لأكثر شخص غير مسؤول في الشرق الأوسط وفي أكثر مكان متفجر في الشرق الأوسط”.

كما حذر أحد قادة حركة حماس الإسلامية باسم نعيم في تصريحات أدلى بها الأسبوع الماضي من أنه “في حال توجه بن غفير كوزير إلى الأقصى فسيكون ذلك تجاوزا لكل الخطوط الحمراء وسيقود إلى انفجار”.

Exit mobile version