Site icon PublicPresse

مقتل عشرات الجنود الروس في هجوم بأوكرانيا ومطالبات بالإنتقام (فيديو)

مقتل عشرات الجنود الروس في هجوم في ماكيفكا بأوكرانيا

نُظمت تجمعات وصلوات في عدة مدن روسية، الثلاثاء، تكريما لأرواح عشرات الجنود الذين قتلوا في هجوم بالصواريخ بشرق أوكرانيا. وشكلت هذه الخسارة الفادحة صدمة في الشارع الروسي أثارت موجة من الإنتقادات للجيش ومطالبة بمحاسبة المسؤولين. يأتي هذا على خلفية إعتراف نادر لوزارة الدفاع الروسية الإثنين بمقتل 63 جندياً في غارة أوكرانية ليلة رأس السنة في مدينة ماكيفكا الخاضعة للسيطرة الروسية بمنطقة دونيتسك التي أعلنت موسكو ضمها.

تم تنظيم تجمعات في عدة مدن تخللها رفع صلوات الثلاثاء في روسيا تكريماً لعشرات العسكريين الذي قُتلوا في ضربة بشرق أوكرانيا، ما أحدث صدمة أثارت موجة إنتقادات للجيش.

وعلى غير عادة السلطات في روسيا حيث تلزم الصمت بشأن الخسائر العسكرية في أوكرانيا، شارك نحو 200 شخص في تجمع مرخص له في مدينة سامارا (وسط) التي ينحدر منها بعض الجنود القتلى.

وأمام شعلة أبدية في إحدى الساحات الرئيسية للمدينة، وضع السكان باقات وأكاليل من الزهور قبل الخشوع أو رسم شارة الصليب.

كما تلا كاهن أرثوذكسي صلاة ثم أدى جنود التحية بإطلاق النار في الهواء. هذا، وبحسب وسائل الإعلام المحلية، تم تنظيم تجمعات في مدن أخرى في المنطقة وبالخصوص مدينتي تولياتي وسيزران.

ويذكر أنه في إعتراف نادر، أقرت وزارة الدفاع الروسية الإثنين بمقتل 63 جندياً في غارة أوكرانية ليلة رأس السنة على مبنى تمركزوا فيه في مدينة ماكيفكا الواقعة تحت السيطرة الروسية في منطقة دونيتسك التي أعلنت موسكو ضمها.

ومن جهتها، تؤكد كييف أن حصيلة الضحايا أعلى بكثير. وقد أثارت هذه الخسائر الأكثر فداحة التي تتكبدها موسكو في هجوم واحد منذ بدء هجومها على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، صدمة في روسيا وسيلاً من الإنتقادات من قبل المعلقين القوميين الذين أيدوا التدخل العسكري في أوكرانيا.

وما زاد من حدة الصدمة هو كون القتلى من جنود الإحتياط الذين تمت تعبئتهم بعد الإنتكاسات التي سجلت الخريف الماضي.

المطالبة بـ”الإنتقام”
وقالت إيكاترينا كولوتوفكينا زوجة جنرال روسي ورئيسة جمعية قريبة من الجيش “لم أنم منذ ثلاثة أيام”. مضيفة “للمرة الأولى منذ بدء العملية العسكرية الخاصة، طلبتُ (من زوجي) أن ينتقم لنا، لدموع الأمهات، للأرامل اللواتي لا عزاء لهن، لليتامى”.

من جانبها، مجموعة تقدم نفسها على أنها مشكّلة من “أرامل الجنود”، دعت بوتين عبر تلغرام الإثنين إلى بدء “تعبئة واسعة النطاق” من أجل “إنقاذ” روسيا.

وإلى ذلك، لم يصدر بعد أي رد فعل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على قصف ماكيفكا الذي تم الإعلان عنه خلال أسبوع عطلة الميلاد الأرثوذكسي، وهي فترة تجتمع فيها العائلات الروسية.
هذا، واكتفى الكرملين الثلاثاء بتوجيه أمر إلى وزير الدفاع سيرغي شويغو بإعداد تقرير حول وضع المعدات المتاحة للقوات الروسية في أوكرانيا و”التدابير” التي ينبغي اتخاذها لمساندتها.

ووفق وزارة الدفاع تم إطلاق الصواريخ الأوكرانية من أنظمة “هيمارس” وهو سلاح سلمته الولايات المتحدة للقوات الأوكرانية.

وبعد الهزائم التي منيت بها موسكو في الأشهر الأخيرة في خاركيف (شمال شرق) وخيرسون (جنوب) والتي تسببت في إنتقادات لهيئة الأركان العامة الروسية، حركت مجزرة ماكيفكا مشاعر الغضب ودعوات لمعاقبة المسؤولين.

وقال النائب الشيوعي عن مدينة سامارا، ميخائيل ماتفييف “ما هي العبر؟ من سيعاقب؟”. وانتقد العديد من المعلقين المؤيدين للحرب الذين يحظون بعدد كبير من المتابعين على مواقع التواصل الإجتماعي، إحتمال أن تكون هناك ذخائر مخزنة في المبنى نفسه الذي كان يأوي الجنود.

ومن جهتها، نددت قناة رايبار على تلغرام والتي تضم أكثر من مليون مشترك، بما أسمته “السذاجة الإجرامية” التي أدت إلى إيواء الجنود قرب مستودع الذخيرة. وأشار آخرون إلى أن العسكريين كانوا متمركزين في مبنى عادي غير محمي وأن معلومات لتحديد موقع الجنود الروس، خصوصاً عن طريق تحديد الموقع الجغرافي لهواتفهم، كانت تصل بشكل منتظم إلى الجيش الأوكراني.

“كل المنزل تحول إلى حصن”
ويؤكد الأوكرانيون من جانبهم، أنهم تعرضوا لعدة هجمات منذ رأس السنة. وتدور المعارك الأكثر شراسة في محيط مدينة باخموت (شرق) التي ليس لها أهمية استراتيجية حقيقية، لكن القوات الروسية بقيادة مجموعة المرتزقة فاغنر تحاول منذ أشهر الاستيلاء عليها.

فقد أدى القصف الروسي على بلدة دروجكيفكا في الدونيتسك إلى مقتل شخص وخسائر مادية، وفق ما أعلن نائب رئيس مكتب فولوديمير زيلينسكي كيريلو تيموشنكو.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية القضاء على مئات العسكريين الأوكرانيين و130 من المرتزقة الأجانب خلال العمليات العسكرية التي نفذها الجيش الروسي أمس الاثنين. وقال الناطق بإسم الوزارة إيغور كوناشينكوف إن قوات بلاده قصفت مواقع تمركز القوات الأوكرانية في منطقة السكة الحديدية في مدينة دروجكوفو بدونيتسك، وقضت على نحو 120 عسكرياً أوكرانياً.

في المقابل، أعلن حاكم مقاطعة لوغانسك الأوكراني سيرغي غايداي أن القوات الأوكرانية سيطرت نارياً على الطريق الواصل بين مدينتي سفاتوفا وكريمينا بمقاطعة لوغانسك. وأضاف غايداي أن القوات الروسية شرعت في تقوية تحصيناتها في مدينة ستاراوبلسك بعد اقتراب الجيش الأوكراني، وبثت القيادة العسكرية الأوكرانية في لوغانسك صورا لعمليات نفذتها ضد القوات الروسية، وقالت إن زمام المبادرة في المقاطعة بيد قواتها.

هذا، واعترف رئيس فاغنر يفغيني بريغوغين وهو رجل أعمال قريب من فلاديمير بوتين، بأن المعارك صعبة في باخموت قائلاً إن الأوكرانيين حولوا “كل منزل إلى حصن”. وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي نُشرت الثلاثاء، قال إن رجاله أحيانا يقاتلون “لأسابيع للاستيلاء على منزل”.

من ناحية أخرى، قال قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني إنه بحث اليوم الثلاثاء مع رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي،خلال إتصال هاتفي، آخر مستجدات الحرب الروسية على بلاده. وأضاف أنه ناقش معه احتياجات أوكرانيا العسكرية من أجل مواصلة القتال ضد روسيا، معتبرا أن زيادة قدرات الجيش الأوكراني من شأنها أن تضمن الأمن في جميع أنحاء أوروبا.

وأكد زالوغني لميلي أن قوات بلاده تحتفظ بخطوط دفاعية وصفها بالموثوقة باتجاه مقاطعة زاباروجيا جنوبي البلاد، وأنها تبذل جهودا حثيثة لحماية مقاطعة خيرسون الجنوبية من القصف الروسي المتواصل، لا سيما تلك الحماية المتعلقة بالسكان والبنية التحتية المدنية.

قمة بين أوكرانيا والإتحاد الأوروبي
من جانبه، كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء عن محادثة هاتفية جمعته بقادة بريطانيا والنرويج وهولندا وأشار إلى “مخاطر تصعيد على الجبهة”. وأعلن مكتب الرئيس الأوكراني أن قمة بين أوكرانيا والإتحاد الأوروبي ستُعقد في كييف في الثالث من شباط/فبراير المقبل لمناقشة الدعم المالي والعسكري الأوروبي.

وأكد المتحدث بإسم رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال تاريخ هذه القمة لكنه قال إنه “غير قادر في الوقت الحالي على تأكيد المكان”. وأشار إلى أن القمة ستضم زيلينسكي وميشال ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وليس قادة الدول الأعضاء في الإتحاد.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه أجرى محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، ناقشا خلالها تعزيز التعاون الدفاعي بين كييف ولندن. وأوضح في تغريدة على تويتر، أنه اتفق مع سوناك على تكثيف الجهود للاقتراب من النصر الذي بات أقرب هذا العام، حسب تعبيره، مؤكدا أن لدى الطرفين قرارات محددة في هذا الصدد.

من جانبها قالت الحكومة البريطانية إن سوناك ناقش مع زيلينسكي الهجمات الروسية بالطائرات المسيرة، وأكد له دعم لندن لكييف على المدى البعيد.

Exit mobile version