PublicPresse

أنصار بولسونارو ينسحبون من العاصمة البرازيلية.. وشغب في ساو باولو (فيديو وصور)

بدأ أنصار رئيس البرازيل السابق جايير بولسونارو الإنسحاب من أمام ثكنات عسكرية في العاصمة برازيليا، فيما أغلق متظاهرون شوارع رئيسية بمدينة ساو باولو جنوب شرقي البلاد. وإعتقلت السلطات البرازيلية 400 شخص على الأقل إثر إقتحام حشود من أنصار الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو لمباني الكونغرس والمحكمة العليا والقصر الرئاسي في العاصمة برازيليا، فيما تعهد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بمحاسبة “مدبري الإنقلاب”.

وقالت محطة “BandNews FM” البرازيلية، إن بعض أنصار بولسونارو، الذين كانوا ينصبون خيماً أمام ثكنات عسكرية في العاصمة، شرعوا الإثنين في مغادرة أماكن إعتصامهم. وأوضحت أن عناصر الشرطة العسكرية وقوات الأمن الفيدرالية طوقت مواقع الإعتصام في العاصمة، بعدما أصدرت المحكمة العليا الأحد، أمراً بتفكيك تجمعات المتظاهرين أمام المؤسسات العسكرية في البلاد.

عناصر الشرطة في أحد شوارع عاصمة البرازيل

وأظهرت محطة “غلوبو 1” البرازيلية لقطات لعناصر الشرطة في أحد شوارع العاصمة برازيليا على متن عربات وعلى ظهور الخيل، مشيرةً إلى أنهم يطوقون مكان اعتصام أنصار بولسونارو.

ونقلت وكالة “رويترز” عن شهود القول إن المئات من رجال الشرطة يرتدون ملابس مكافحة الشغب تجمعوا في مخيم المعتصمين بالقرب من مقر الجيش في برازيليا.

قطع طرق في ساو باولو
وفي مدينة ساو باولو، أفادت تقارير بإقدام متظاهرين من أنصار بولسونارو على قطع طرق رئيسة، بحسب صحيفة “folha de S.Paulo” المحلية. وأشارت الصحيفة إلى أن أحداث الشغب تسببت في اضطراب حركة المرور، إذ أحدثت اختناقاً في الطريق الرئيسي بالمدينة “كاستيلو برانكو” على طول 3 كيلومترات.

ولفتت إلى أن بعض المتظاهرين وضعوا حواجز في الطرق وأشعلوا النيران فيها، فيما أظهرت محطة “BandNews FM” في بث على تويتر عناصر الشرطة في شوارع ساو باولو بالقرب من الحواجز التي وضعها المتظاهرون. وأفادت بأن حكومة ولاية ساو باولو المحلية شكلت خلية أزمة من أجل التعامل مع قطع الطرق.

أمس الأحد

واقتحم مئات من مناصري الرئيس البرازيلي السابق اليميني المتطرّف جايير بولسونارو، الأحد، المباني الحكومية في العاصمة برازيليا، بعد أسبوع على تنصيب لولا رئيساً للبلاد.

وزار لولا قصر “بلانالتو” الرئاسي ومقر المحكمة العليا بعد إستعادة قوات الأمن السيطرة على الوضع، وقال في تغريدة على تويتر: “زرت للتو قصر بلانالتو والمحكمة العليا الاتحادية. إنه يجري تحديد هوية مدبري الانقلاب الذين شجعوا على تخريب الممتلكات العامة في برازيليا، وسيتم معاقبتهم”. وأضاف:”غداً سنستأنف العمل في قصر بلانالتو. الديمقراطية دائماً. ليلة سعيدة”.

وأظهرت صور لقناة “سي إن إن البرازيل” مؤيّدين لبولسونارو يرتدون ملابس منتخب كرة القدم البرازيلي ذات الألوان الصفراء والخضراء (علم البلاد)، يخرجون صفاً واحداً وأيديهم خلف ظهورهم من قصر بلانالتو الرئاسي، ويُحيط بهم عناصر الشرطة. وتُظهر صور أخرى حافلة مليئة بمتظاهرين معتقلين تُغادر باتّجاه مركز للشرطة.

وأعلنت شرطة مجلس الشيوخ من جهتها، إعتقال 30 شخصاً ممّن اقتحموا مبنى الكونغرس. وبحلول الليل في العاصمة البرازيليّة، بدا أنّ القوات الأمنيّة تستعيد تدريجياً السيطرة على الوضع، بعدما استخدمت خراطيم المياه لإبعاد المتظاهرين.

وأخلت الشرطة البرازيليّة مقرّ الكونغرس الوطني، الأحد، بعد ساعات عدّة على اقتحامه من جانب مئات من أنصار بولسونارو، بحسب صحافيّين في وكالة “فرانس برس”.

إعتقالات وتحقيق مع الحاكم

وأعلن حاكم المقاطعة الفيدرالية في برازيليا إيبانييس روشا إعتقال 400 شخص. وقال في تغريدة على تويتر: “جئت لأعلن لكم أن أكثر من 400 شخص تم اعتقالهم بالفعل، وسيعاقبون على الجرائم التي ارتكبوها”.

ويواجه المعتقلون عقوبات قد تصل إلى السجن 12 عاماً، بحسب القانون البرازيلي.

وبعد ساعات قليلة عن الإعلان، أفادت “بلومبرغ” بأن قاضي المحكمة العليا البرازيلية ألكسندر دي مورايس أمر بعزل إيبانييس روشا مؤقتاً من منصبه كحاكم للمقاطعة الفيدرالية لمدة 90 يوماً، فيما يتم التحقيق في مسؤوليته عن الاضطرابات التي شهدتها العاصمة.

ويشار إلى أن روشا، وهو حليف الرئيس السابق بولسونارو، قدم إعتذاراته للرئيس لولا دا سيلفا في مقطع فيديو عقب إقدام أنصار بولسونارو على إقتحام المقار الحكومية. ووصف روشا المسؤولين عن نهب المباني العامة بأنهم “مخربون حقيقيون” و”إرهابيون حقيقيون”.

وقال “كنا نراقب كل هذه التحركات مع وزير (العدل) فلافيو دينو.. لم نعتقد في أي وقت أن هذه التظاهرات ستتخذ أبعاداً كهذه”.

كما أمهل القاضي ألكسندر دي مورايس الشرطة 24 ساعة لفض أنصار الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو المعتصمين أمام المقرات العسكرية في مختلف أنحاء البرازيل.

وكان أنصار بولسونارو يتظاهرون أمام ثكنات عسكرية منذ هزيمة الرئيس اليميني المتطرف أمام لولا دا سيلفا في 30 أكتوبر الماضي 2022. كما كانوا يطالبون بتدخل الجيش لمنع لولا من تولي السلطة للمرة الثالثة بعدما أدى اليمين الدستورية أمام الكونغرس.

تهديدات قائمة
وقال وزير العدل البرازيلي فلافيو دينو في مؤتمر صحافي، إن الحكومة ستأمر بمزيد من الإجراءات لتعزيز الأمن في العاصمة برازيليا.

وأضاف “هناك بعض الأشخاص على الإنترنت الذين يقولون إنه سيواصلون أعمالهم الإرهابية. لكنهم لن يستطيعو هدم الديمقراطية البرازيلية. لن نسمح لهم بذلك”، مشدداً على أن ما حدث ليلة الأحد هو “محاولة إنقلاب”.

وفي وقت سابق، الأحد، دان الرئيس لولا دا سيلفا إقتحام من وصفهم بـ “المخربين الفاشيين” للمقار الحكومية، مشدداً على أن “الديمقراطية تضمن حرّية التعبير، لكنها تتطلب أيضاً احترام المؤسّسات”.

وأصدر دا سيلفا مرسوماً يقضي بـ”تدخّل اتّحادي” للقوى الأمنيّة بغية استعادة السيطرة على أمن العاصمة. وأشار إلى أن “ما فعله هؤلاء المخربون، هؤلاء الفاشيون المتعصبون.. لم يسبق له مثيل في تاريخ بلادنا. أولئك الذين موّلوا (هذه الإحتجاجات) سيدفعون ثمن هذه الأعمال غير المسؤولة وغير الديمقراطيّة”.

تجدر الإشارة إلى أن مرسوم “التدخل الإتحادي” الذي أصدره لولا يُمكن الدولة من السيطرة على قيادة قوات الأمن التي عادةً ما تكون تحت مسؤوليّة السلطات المحلّية.

ويضع هذا المرسوم جميع القوى الأمنية في برازيليا تحت سيطرة شخص عيّنه لولا، هو ريكاردو جارسيا كابيلي الذي يقدّم تقاريره مباشرةً إلى الرئيس و”يمكنه اللجوء إلى أي هيئة، مدنيّة كانت أم عسكرية من أجل حفظ النظام”.

بولسونارو يرفض الإتهامات
وكان الرئيس لولا قال في خطاب ألقاه بولاية ساو باولو إن سلفه اليميني المتطرّف هو من “شجع المخربين الفاشيين” على إقتحام مقار السلطات في برازيليا.

من جهته، دان بولسونارو “اقتحام مبانٍ عامّة ونهبها”، الأحد، لكنه رفض اتّهامات لولا له بأنّه هو من حرّض على اقتحام مقار السلطة في برازيليا، معتبراً أن هذه الاتّهامات “لا أساس لها”. كما دافع بولسونارو عبر تويتر عن الحقّ في تنظيم “احتجاجات سلميّة”.

ونأى حلفاء لبولسونارو بأنفسهم عن هذا العنف، بمن فيهم فالديمار كوستا نيتو (رئيس حزب بولسونارو). وأعرب كوستا نيتو عن أسفه لهذا “اليوم الحزين للأمة البرازيلية”.

مواجهات مع الشرطة
وكان مدّ بشري من المتظاهرين الذين إرتدوا الأصفر والأخضر هاجموا مرافق السلطة الرئيسية للبلاد في برازيليا، في مشاهد تذكر باقتحام مناصري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مبنى الكونغرس في واشنطن في يناير/كانون الثاني 2021، علماً أن علاقات جيدة تربط الرئيس البرازيلي السابق بنظيره الأميركي السابق ويطلق عليه البعض “ترمب البرازيل”.

وبحسب مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن رؤية مكاتب البرلمانيين محطمة أو متظاهرين واقفين على مقاعد مجلس الشيوخ. وبدت الأضرار كبيرة في هذه المباني التي تعتبر تحفاً معمارية من الطراز الحديث وتضم الكثير من الأعمال الفنية.

كما تمكنت الحشود من اختراق الطوق الأمني في المنطقة القريبة من ساحة السلطات الثلاث حيث يوجد قصر بلانالتو الرئاسي قرب المحكمة العليا ومبنى الكونجرس. وحاول عناصر الشرطة الذين يبدو أن هذا التحرك باغتهم، صدهم في بادئ الأمر عبر إطلاق الغاز المسيل للدموع لكن بلا جدوى.

وقال وزير العدل والأمن العام فلافيو دينو على تويتر “هذه المحاولة العبثية لفرض إرادة بالقوة لن تسود. حكومة المقاطعة الفيدرالية (برازيليا) سترسل تعزيزات والقوات التي لدينا تتحرك”.

وكان دينو سمح، السبت، بنشر عناصر من القوة الوطنية وهي قوة شرطة خاصة ترسل أحياناً إلى الولايات في حال حصول تهديد ضد القانون والأمن.

إدانات دولية
وأثارت أحداث برازيليا سلسلة مواقف دوليّة مندّدة. وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو جوتيريش على تويتر، عن إدانته لما وصفه بـ”الاعتداء على المؤسسات الديمقراطية في البرازيل”.

وشدد على أنه “يجب احترام إرادة الشعب البرازيلي ومؤسسات الدولة”، مؤكداً أن “البرازيل بلد ديمقراطي عظيم”.

بدوره، وصف الرئيس الأميركي جو بايدن الهجوم الذي شنّه مؤيّدون لبولسونارو بأنه “شائن”. وقال إن “المؤسسات الديمقراطية البرازيلية تحظى بدعمنا الكامل، وإرادة الشعب البرازيلي يجب ألا تُقوَّض. إني أتطلع إلى مواصلة العمل مع لولا”.

وكتب وزير خارجيته أنتوني بلينكن على تويتر أن “استخدام العنف لمهاجمة المؤسسات الديمقراطية يبقى على الدوام أمراً غير مقبول”.

كما دان مسؤولون في الاتحاد الأوروبي اقتحام المؤسسات السياسية في برازيليا، معربين عن “دعمهم الكامل” للرئيس لولا.

من جهته دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى “احترام المؤسّسات الديمقراطيّة” في البرازيل، مشدداً على “دعم فرنسا الثابت” للرئيس لولا دا سيلفا.

بدورها، قالت رئيسة الوزراء الإيطاليّة جورجيا ميلوني على تويتر إنّ الهجوم الذي شهدته البرازيل “لا يمكن أن يتركنا غير مبالين”. وأضافت الزعيمة اليمينيّة أن هجوماً كهذا على مقار حكومية “غير مقبول ولا يتوافق مع أيّ شكل من أشكال المعارضة الديمقراطية”.

وفي إسبانيا، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إنه يدعم “الحكومة المنتخبة ديمقراطياً” في البرازيل، مندداً بـ”تصرّفات المجموعات التي تُعارض النتائج الشرعيّة”.

من جانبه، أعرب الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور عن دعمه للولا. وكتب على تويتر أن “محاولة الانقلاب في البرازيل مستهجنة وغير ديمقراطيّة”. وأضاف: “لولا ليس وحده، هو يحظى بدعم القوى التقدّميّة لبلاده والمكسيك والأميركيّتين والعالم”.

بدوره، قال الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز إن “دعمه ودعم الشعب الأرجنتيني للولا غير مشروط في مواجهة هذه المحاولة الانقلابيّة”.

ونُصب لولا دا سيلفا البالغ من العمر 77 عاماً خلال حفل في الكونجرس أدى خلاله اليمين الدستورية، بعد 12 عاماً من ترك السلطة التي سبق أن شغل فيها ولايتين رئاسيتين (2003-2010). وشكلت عودته إلى قصر بلانالتو خطوة استثنائية، خصوصاً أنه كان قابعاً في السجن قبل أربع سنوات فقط لاتهامه بـ”الفساد”.

وتبدو مهمة الوزراء الجدد صعبة في بلد منقسم بشدة بعد انتخابات شهدت استقطاباً شديداً وأفضت إلى فوز لولا بفارق ضئيل على بولسونارو.

وغادر بولسونارو الذي هزمه لولا بفارق ضئيل في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 30 أكتوبر الماضي، البرازيل، في نهاية العام الماضي 2022، متوجهاً إلى ولاية فلوريدا التي يقيم فيها ترامب حالياً.

Exit mobile version