Site icon PublicPresse

رئيس الأرجنتين يفتتح قمة “أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي” السابعة (فيديو)

قمة "مجموعة دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي" السابعة (سيلاك) في الأرجنتين

إفتتح رئيس الأرجنتين ألبرتو فرنانديز، اليوم الثلاثاء، القمة السابعة لرؤساء دول “مجموعة دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي” (سيلاك)، والتي تضم 33 دولة من القارة الأميركية.

وسلّط فرنانديز، في خطابه، الضوء على عودة البرازيل إلى آلية أميركا اللاتينية، بعد الإنتصار الإنتخابي للرئيس الحالي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، قائلاً “مع الرئيس العزيز لولا، تمكنّا من إحراز تقدم في العلاقات الثنائية بين الأرجنتين والبرازيل، وهذه هي الطريقة التي يجب أن نتقدم بها مع القارة بأكملها، إنه جهد يستحق العناء”.

وحذّر فرنانديز من تقدم اليمين المتطرف في أنحاء مختلفة من العالم؛ وطالب “بعدم السماح له بتعريض مؤسسات شعوبنا للخطر”، داعياً إلى تعزيز “المؤسسات والديموقراطية في مواجهته”.
وحذّر من الحصار الذي وصفه بـ”الأسلوب الفاسد للغاية في فرض عقوبات، ليس على الحكومات ولكن على الشعوب”، مضيفاً: “لا يمكننا الاستمرار في السماح بذلك. كانت كوبا تحت الحصار منذ ستة عقود، وتعاني فنزويلا الشيء نفسه”.

وطلب فرنانديز من “سيلاك” رفع صوته ضد الحصار المفروض على كوبا وفنزويلا، وحثّ ممثلي الدول الحاضرة على تعميق العلاقات التجارية والسياسية لجعل الإندماج حقيقة واقعة.

لولا يقترح عملة مشتركة
وكان الرئيس البرازيلي باشر الإثنين إعادة بلاده إلى الساحة الدولية، بزيارة إلى الأرجنتين، الجارة والحليفة، مركّزاً أولويته على الجوار قبل العالم، فيما يواجه مسائل داخلية داهمة.
وقال لولا في مؤتمر صحفي مع نظيره الأرجنتيني إن بلاده تدرس تدشين عملة مشتركة مع الأرجنتين، للإستخدام في التجارة بين البلدين. وذكر أن هذه الفكرة تستهدف تقليل الإعتماد على الدولار الأميركي في التجارة بين البلدين. وأضاف: “يمكن لوزيري المالية في البلدين ومع الفرق الاقتصادية الخاصة بهما أن يقدموا لنا إقتراحاً بشأن التجارة الخارجية والمعاملات بين البلدين عبر عملة مشتركة يتم تدشينها من خلال النقاش والعديد من الإجتماعات”.

وبعد ثلاثة أسابيع من بدء رئاسته وحوالى أسبوعين على الهجوم الذي شنه أنصار للرئيس السابق جايير بولسونارو على مراكز السلطة في برازيليا، وصل لولا مساء الأحد إلى بوينس أيريس في زيارة رسمية، قبل المشاركة في قمة لمجموعة دول أميركا اللاتينية ومنطقة بحر الكاريبي (سيلاك) بحضور حوالى 15 رئيس دولة.

ويختتم الرئيس اليساري الأربعاء في الأوروغواي أول رحلة دولية من ولايته، قبل أن يستقبل في 30 يناير/كانون الثاني في برازيليا المستشار الألماني أولاف شولتس، ويتوجه في 10 شباط/فبراير إلى واشنطن للقاء نظيره الأميركي جو بايدن.

قمة إقليمية في الأرجنتين
ويلتقي رؤساء نحو 15 دولة وحكومة من أميركا اللاتينية الثلثاء في بوينوس أيرس في قمة إقليمية تكرس عودة لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى الساحة الدولية، وقد تعطي دفعاً جديداً لاندماج المنطقة الذي يدعو إليه الرئيس البرازيلي اليساري.

ويشارك الرئيس البالغ 77 عامًا في الأرجنتين، خلال أول رحلة إلى الخارج في مستهل ولايته الثالثة، في القمة السابعة لمجموعة دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي التي تضم 33 دولة من المنطقة بدون الولايات المتحدة وكندا.

كان لولا في نهاية ولايتيه السابقتين (2003-2010) أحد مؤسسي المجموعة خلال “الموجة الوردية” التي عرفتها القارة في العقد الأول من القرن. وهو يعيد الآن البرازيل إليها بعد انسحاب سلفه اليميني المتطرف جايير بولسونارو في عام 2020.

وستشهد القمة إشادة بالمناخ الجديد في أميركا اللاتينية مع موجة جديدة من حكومات اليسار أو يسار الوسط منذ عام 2018، في المكسيك ثم الأرجنتين وهندوراس وتشيلي وكولومبيا والبرازيل.

مجموعة دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي هي منتدى للتشاور والتعاون وليست آلية تكامل إقليمي ذات آراء ملزمة. وعلى الرغم من الأهمية التي شدد عليها الاثنين الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز ولولا على “الحاجة إلى تكامل أميركا اللاتينية”، فإن المجموعة لا تتحدث بصوت واحد بإزاء الأزمات الإقليمية المتتالية، مثل أزمة البيرو.

يقول إغناسيو بارتساغي، الخبير في العلاقات الدولية والتكامل الإقليمي في الجامعة الكاثوليكية في أوروغواي لفرانس برس إن “أميركا اللاتينية كمؤسسات مفلسة… لم تنجح في الاندماج بشكل جماعي في العالم”.

ومع ذلك، يقول برنابي مالاكالزا، الباحث في العلاقات الدولية في مركز البحوث الوطنية الأرجنتينية، إن أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ما زالت تعد على أقل تقدير “مساحة شاسعة وغير متجانسة لبلدان أميركا اللاتينية يمكن من خلالها التوصل إلى مواقف تعبر عن أجندات أو عن المصالح المشتركة للمنطقة في حدنها الأدنى”.

لكنها غير متجانسة، بالتأكيد. يضيف بارتساغي أن “لا يوجد حتى إجماع بشأن مسائل أساسية في أميركا اللاتينية، مثلما هي الحال بشأن الفرق بين الديموقراطية والديكتاتورية”.

ويشير إلى أن “هناك رؤساء لا يعرفون بعضهم حتى”، مشيرًا إلى رئيس باراغواي ماريو عبدو بينيتيز المحافظ الذي قطعت بلاده العلاقات الديبلوماسية مع فنزويلا في عام 2019. في غضون ذلك، تعهد لولا بإعادة فتح سفارتي البلدين.

أميركا اللاتينية وما وراءها
تخلى نيكولاس مادورو في اللحظة الأخيرة عن الذهاب إلى بوينوس أيرس، مشيراً إلى “خطر العدوان” من “اليمين الفاشي الجديد”، ربما في إشارة إلى سياسيي المعارضة اليمينية الأرجنتينيين الذين إستنكروا دعوته ووصفوه بأنه “ديكتاتور” وطلبوا من القضاء احتجازه في حال حضوره.

وهي مجموعة غير متجانسة وغير كاملة، وهو ما يدل عليه غياب عدد من قادة البلدان الكبيرة عن قمة بوينس آيرس، مثل رئيس المكسيك اليساري أندريس مانويل لوبيز أوبرادور الذي تعد بلاده ثاني أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية واستضافت القمة السابقة في عام 2021.

ومع ذلك ، تظل مجموعة دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي المحاور الذي اختارته الصين أو الاتحاد الأوروبي للتفاوض بشأن أجندات التعاون مع المنطقة. هنا أيضًا يقول مالاكالزا “إن استحالة عقد قمة بين الاتحاد الأوروبي والمجموعة منذ آخر قمة في عام 2015 (في بروكسيل) تعني… عدم وجود حوار سياسي قوي بين المنطقتين”.

وبهذا المعنى، فإن عودة لولا يمكن أن تعطي دفعًا لبعض الملفات الإقليمية مثل اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وميركوسور (البرازيل والأرجنتين وأوروغواي وباراغواي) التي تم الانتهاء منها في عام 2019 ولكن لم يتم التصديق عليها منذ ذلك الحين بسبب المخاوف المتعلقة بالسياسة البيئية لبولسونارو. أبدى معسكر لولا استعداده لاستئناف الاتصالات لإحيائها.

قال لولا مساء الاثنين “سنعيد بناء ميركوسور!”، في إشارة إلى هذا الاتحاد الجمركي، الذي تفتت في الأشهر الأخيرة بسبب معاهدة التجارة الحرة مع الصين. وأضاف “سنعيد إنشاء أوناسور Unasur!”، مشيرًا إلى اتحاد أمم أميركا الجنوبية المحتضر الذي تأسس في عام 2008 بمبادرة منه ومن الفنزويلي هوغو تشافيز.

يبقى أنه أبعد من الجوار الذي يتعين على لولا أن يعطيه الأسبقية، أشار وزير خارجية البرازيل في نهاية هذا الأسبوع إلى أنه بهدف “إعادة بناء الجسور”، فإن برازيليا تعطي لأميركا اللاتينية “الدرجة نفسها من الأهمية والأولوية” مقارنة بالولايات المتحدة والصين وأوروبا. وهي الوجهات القادمة على أجندة لولا الذي سيزور واشنطن في 10 شباط والصين “بعد آذار”.

Exit mobile version