Site icon PublicPresse

أكبر عملية إسرائيلية في مخيم جنين منذ 20 سنة (فيديو)

قتلى وجرحى فلسطينيون خلال عملية إسرائيلية في الضفة الغربية فلسطين

قُتل عشرة أشخاص على الأقل بينهم إمرأة مسنة خلال عملية عسكرية مستمرة تنفذها القوات الإسرائيلية في مخيم جنين شمال الضفة الغربية. وأكد الجيش الإسرائيلي قيامه بالعملية دون ذكر مزيد من التفاصيل، بينما قالت حركتا حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتان إن مسلحين تابعين لهما قد إشتبكوا مع القوات الإسرائيلية في جنين. وأوقف الفلسطينيون التنسيق الأمني مع تل أبيب، رداً على العملية. وفي ظل هذه التطورات، عبّرت الولايات المتحدة عن أسفها لقرار الفلسطينيين، داعية لضرورة “تعزيز التنسيق الأمني بين” الجانبين. هذا وسيجري وزير الخارجية الأميركي أنتوني جولة في المنطقة الأسبوع المقبل لبحث التوترات المتصاعدة.

يجري الجيش الإسرائيلي الخميس عملية عسكرية لا تزال متواصلة في جنين بشمال الضفة الغربية المحتلة قتل خلالها تسعة فلسطينيين على الأقل بينهم امرأة مسنة، وأصاب آخرين بجروح، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

وأسفرت العملية العسكرية عن مقتل 10 فلسطينيين. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن “تسعة من القتلى العشرة سقطوا خلال العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، في حين سقط القتيل العاشر في بلدة الرام قرب القدس برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات دارت خلال إحتجاجات على العملية العسكرية في جنين”.

وأشارت الوزارة إلى أن “الوضع في مخيم جنين حرج للغاية” متهمة الجيش الإسرائيلي بـ”اقتحام مستشفى جنين الحكومي، وإطلاق بشكل متعمد قنابل الغاز المسيل للدموع” بداخله.

وقال نائب محافظ مدينة جنين كمال أبو الرب لوكالة الأنباء الفرنسية “نعيش حالة حرب حقيقية في جنين ومخيمها، والجيش الإسرائيلي يدمر كل شيء ويطلق النار على كل شيء يتحرك”. وحسب أبو الرب فإن العملية الإسرائيلية بدأت عند الساعة السابعة صباحا “وما زالت مستمرة”.

وبعد وقت قصير، أفاد مراسلو ومصورو وكالة الأنباء الفرنسية إن الجيش الإسرائيلي إنسحب من مخيم جنين. وقال الجيش الإسرائيلي عبر تلغرام “قوات الأمن ستنفذ عملية في مخيم جنين للاجئين، وسيتم تقديم التفاصيل لاحقاً”.

وذكرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي أن مسلحين تابعين لهما يخوضون اشتباكات مع القوات الإسرائيلية التي اقتحمت مخيم جنين للاجئين، وهو معقل لنشطاء تندر فيه مثل هذه المداهمات المتوغلة كثيرا في عمقه.

وعند مداخل أزقة المخيم الضيقة، ألقى شبان الحجارة على مركبات للجيش الإسرائيلي. ودوت أصوات إطلاق نار وانفجارات بين الحين والآخر عندما فجر مسلحون قنابل بدائية.

وصرح مسؤول في الجهاد الإسلامي لرويترز بأن الحركة تواصلت مع أطراف توسطت في هدنات سابقة مع إسرائيل للتحذير من أن العنف في جنين قد يؤدي إلى تصعيد في أماكن أخرى.

وبذلك، يرتفع عدد الفلسطينيين بين مدنيين وأعضاء في تنظيمات مسلحة، الذين قتلوا منذ بداية السنة برصاص إسرائيلي في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967، إلى 28.

وشهد العام 2022 سقوط أكبر عدد من القتلى في الضفة الغربية منذ نهاية الانتفاضة الثانية (2000-2005)، حسب الأمم المتحدة. وتشير أرقام وكالة الأنباء الفرنسية إلى مقتل 201 فلسطيني على الأقل، بينهم 150 في الضفة الغربية، و26 إسرائيليا في 2022.

وجنين من مناطق شمال الضفة التي كثفت فيها إسرائيل مداهماتها على مدى العام المنصرم بعدما شن مسلحون هجمات شوارع في مدن إسرائيلية. وخيم العنف أكثر على محادثات متوقفة ترعاها واشنطن تهدف لإقامة دولة للفلسطينيين.

الفلسطينيون يوقفون التنسيق
وأعلنت السلطة الفلسطينية الخميس بأنها قد قررت وقف التنسيق الأمني مع تل أبيب، رداً على “العملية العسكرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين للاجئين بالضفة الغربية المحتلة، وأسفرت عن سقوط ما لا يقل عن عشرة فلسطينيين”.

وفي ختام إجتماع طارئ للقيادة الفلسطينية، قال نبيل أبو ردينة، الناطق بإسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إنه “في ضوء العدوان المتكرر على أبناء شعبنا والضرب بعرض الحائط بالاتفاقيات الموقعة، قررت القيادة الفلسطينية اعتبار أنّ التنسيق الأمني مع حكومة الاحتلال لم يعد قائما اعتبارا من الآن”. وأضاف أبو ردينة بأنه تم عقد هذا الاجتماع إثر “المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم في جنين بحق أبناء شعبنا”.

كما قررت القيادة الفلسطينية، بحسب نفس المتحدث: “التوجه الفوري لمجلس الأمن الدولي لتنفيذ قرار الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، تحت الفصل السابع، ووقف الإجراءات الأحادية الجانب”. وقررت أيضا “التوجه بشكل عاجل للمحكمة الجنائية الدولية لإضافة ملف المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين إلى الملفات التي تم تقديمها سابقا”.

أسف أميركي وجولة مرتقبة لبلينكن
في المقابل، أعربت الولايات المتحدة عن أسفها لقرار الفلسطينيين وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل. وقالت باربرا ليف، كبيرة الدبلوماسيين الأميركيين لشؤون الشرق الأوسط، للصحافيين “من الواضح أننا لا نعتقد أن هذه هي الخطوة الصحيحة التي يجب اتخاذها في هذه اللحظة”. مضيفة: “نعتقد أنه من المهم جدا أن يُبقي الطرفان على التنسيق الأمني، وإذا كان هناك من أمر، فيتعين تعزيز التنسيق الأمني بينهما”.

كما أفادت وزارة الخارجية الأميركية بأن الوزير أنتوني بلينكن سيسافر إلى مصر وإسرائيل والضفة الغربية في رحلة تستمر من الأحد إلى الثلاثاء الأسبوع المقبل، ليبحث مع قادة المنطقة التوترات المتصاعدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

في هذا السياق، قال المتحدث بإسم الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان، إن بلينكن سيناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية وسبل الإبقاء على حل الدولتين.

كما صرح برايس: “مع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين، سيشدد الوزير على الحاجة الملحة إلى أن يتخذ الطرفان خطوات لتهدئة التوترات من أجل وضع حد لدائرة العنف التي أودت بحياة الكثير من الأبرياء”. وأضاف أن بلينكن سيناقش أيضا أهمية الحفاظ على الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف، حيث أثارت زيارة وزير الأمن الوطني الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير غضب الفلسطينيين في الآونة الأخيرة. ولا يسمح الوضع القائم الممتد منذ عقود سوى للمسلمين بالصلاة في حرم المسجد الأقصى.

قرار إتخذ في غير مرة
وكانت القيادة الفلسطينية إتخذت نفس القرار غير مرة في 2019 و2020، لكن تنفيذه لم يأخذ منحى جدياً على الأرض. وتنص الإتفاقيات السياسية التي وقعتها إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في 1993 على حصول تنسيق أمني بين قوى الأمن الفلسطينية والقوات الاسرائيلية لمكافحة “الإرهاب”.

وبحسب الدولة العبرية فإن العملية إستهدفت مسلحين في حركة الجهاد الإسلامي. وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ “عملية في مخيم جنين ضد نشطاء من الجهاد الاسلامي”. وأضاف في بيان أنه “أثناء محاولة اعتقال مطلوبين يشتبه بتورطهم مؤخرا في عمليات إرهابية واسعة النطاق.. قُتل عدد منهم في تبادل لإطلاق النار مع قواتنا”.

وبحسب البيان فإن ثلاثة فلسطينيين قتلوا في تبادل لإطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي فيما أطلقت القوات الإسرائيلية النار على آخرين “كانا يفران من المكان”، إضافة إلى مشتبه به سادس داخل مبنى وفلسطينيين آخرين. وأكد الجيش في بيانه أن العملية لم تسفر عن خسائر بين صفوفه.

دول عربية تدين وتستنكر
وأفادت وكالة الأنباء السعودية بأن المملكة أعربت الخميس عن “إدانتها واستنكارها الشديدين” لاقتحام القوات الإسرائيلية الخاصة لمدينة جنين ما أدى لسقوط قتلى وجرحى. وقالت وزارة الخارجية السعودية إنها استنكرت “اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة ومخيم جنين في دولة فلسطين الشقيقة مما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا وإصابة آخرين”.

كما أدانت الكويت وسلطنة عمان أيضا الهجوم الإسرائيلي، حسبما ذكرت وكالتا الأنباء بهما الخميس.

من جانب آخر، قال وسطاء من الأمم المتحدة ودول عربية إنهم يجرون محادثات مع إسرائيل والفصائل الفلسطينية أملا في نزع فتيل التصعيد بعد الاشتباكات في مدينة جنين.

Exit mobile version