Site icon PublicPresse

هجوم روسي على كييف بصواريخ كروز ومسيرات ودولة أوروبية تسعى لإرسال ذخائر عنقودية لأوكرانيا (فيديو)

حرب روسيا و أوكرانيا - كييف

قالت السلطات الأوكرانية إن شخصاً واحداً قتل وأصيب إثنين آخرين جراء سقوط صاروخ روسي في العاصمة كييف، وتصدت الدفاعات الجوية الأوكرانية لعدد من الصواريخ كروز الروسية ضمن جولة جديدة من الضربات الجوية والصاروخية على أوكرانيا، فيما تسعى دولة أوروبية إلى إرسال ذخائر عنقودية لأوكرانيا لمساعدتها في ساحة المعركة. وأعلنت كندا وبولندا عزمهما تزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد لتنضما بذلك إلى الولايات المتحدة وألمانيا ودول أخرى في تزويد كييف بدبّابات ثقيلة لمواجهة القوات الروسية. في الأثناء يبحث الرئيس الأميركي جو بايدن إجراء زيارة لأوروبا في شباط المقبل بهدف إظهار دعمه لأوكرانيا.

ذكر عمدة بلدية كييف فيتالي كليتشكو أن شخصاً قتل وأصيب إثنين بعد أن أصاب صاروخ روسي مباني غير سكنية في جنوب العاصمة، وقد نقل الضحايا إلى المستشفى، وقال مسؤولون أوكرانيون إن روسيا أطلقت وابلاً من الصواريخ على أوكرانيا خلال ساعة الذروة صباح الخميس.

وقال الناطق بإسم الجيش الأوكراني يوري إيغنات إن القوات الروسية شنت صباح الخميس هجوماً بأكثر من 30 صاروخاً، بعد ساعات على إسقاط سلاح الجو الأوكراني 24 مسيرة هجومية إيرانية الصنع، وأضاف إيغنات “أقلعت ست قاذفات من طراز “تي يو-95″ (TU-95) من منطقة مورمانسك الروسية وأطلقت صواريخ. نتوقع أكثر من 30 صاروخا بدأ بعضها يظهر في مناطق مختلفة”. وأضاف أن دفاعات بلاده أسقطت 15 صاروخا روسيا منها على الأقل.

قطع الكهرباء
وذكرت شركة الكهرباء “دي تي إي كيه” (DTEK) الأوكرانية إنها تنفذ قطعا طارئا للطاقة في العاصمة كييف وبقية منطقة كييف، وكذلك في منطقتي أوديسا (جنوب غرب) ودنيبروبتروفسك (وسط) بسبب خطر وقوع هجوم صاروخي. وقال عمدة ميكولايف (جنوبي أوكرانيا) إنه جرى قطع التيار الكهربائي عن كامل المقاطعة تحسبا لهجمات روسية جديدة.

وحذرت القيادة العسكرية الأوكرانية الجنوبية السكان من هجمات روسية واسعة النطاق من البحر الأسود، مضيفة أنها رصدت 3 سفن جديدة في البحر الأسود مزودة بصواريخ “كاليبر” (Kalibr) جاهزة للاستخدام.

وقال رئيس الإدارة العسكرية في منطقة أوديسا “يوري كروك” في بيان أن سلسلة جديدة من الضربات الروسية أدت لتضرر منشأتين أساسيتين للطاقة في المنطقة، مشيرا إلى عدم وقوع إصابات، داعيا سكان مدينة أوديسا إلى الاحتماء في الملاجئ.

طائرات مسيرة
وذكرت القوات الجوية الأوكرانية أن دفاعاتها أسقطت 24 مسيّرة إيرانية من نوع “شاهد” استهدفت الأراضي الأوكرانية الليلة الماضية إنطلاقاً من بحر آزوف، واستهدف الهجوم مناطق وسط أوكرانيا والعاصمة كييف، فضلا عن مقاطعات خيرسون وزاباروجيا وميكولايف (جنوب).

وقال مصدر عسكري أوكراني إن قصفاً روسياً إستهدف ميناء خيرسون النهري في المقاطعة الجنوبية، وإن إحدى القذائف أصابت السفينة “توزلا” الراسية في الميناء والمملوكة لشركة تركية. وأضاف أن النيران اشتعلت في السفينة التي كان على متنها أحد أفراد طاقمها، وأنه يجري العمل على تحديد حجم الخسائر. وأشار إلى تعرض سفينة أخرى مملوكة للشركة نفسها لأضرار مماثلة جراء القصف.

ذخائر عنقودية
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في دولة أوروبية (طلب عدم الكشف عن هويته وإسم دولته) أن حكومته وافقت على إرسال شحنة من الذخائر العنقودية إلى أوكرانيا، لاعتقادها بأن هذا النوع من الأسلحة المثيرة للجدل يمكن أن يساعد القوات الأوكرانية في ساحة المعركة. وأضاف المسؤول الأوروبي أن حكومته تعمل على نيل إذن من ألمانيا التي شاركت في إنتاج هذه الذخائر.

وتحظر معاهدة أممية تدعمها معظم الدول الغربية إستخدام ونقل القنابل العنقودية التي تنثر عدداً كبيراً من القنابل الصغيرة المتفجرة، وغالباً ما تشكل تهديدا لفترة طويلة حتى بعد انتهاء النزاعات. ولم توقع روسيا على هذه المعاهدة، وقد سبق أن أعربت الأمم المتحدة عن قلقها بشأن استخدام موسكو الذخائر العنقودية في مناطق مأهولة بالسكان في أوكرانيا العام الماضي.

وأضاف المسؤول الأوروبي خلال زيارة إلى واشنطن أن “الأوكرانيين يطلبونها (الذخائر العنقودية)، إنها أسلحة مشروعة، الأضرار الجانبية لم تعد كبيرة كما في السابق، لقد كانت كبيرة للغاية في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، والآن يمكن التحكم فيها بشكل كبير”.

الدبابات الغربية
بدوره، قال رئيس لجنة مجلس الدوما الروسي للشؤون الدولية ليونيد سلوتسكي إن “كتيبة الدبابات الأميركية لن تساعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تغيير مسار العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا ولا الوضع في شبه جزيرة القرم”.

وأضاف سلوتسكي أن أي محاولة من كييف للاستيلاء على شبه جزيرة القرم ستلقى ردا قاسيا، وكانت روسيا قد ضمت في العام 2015 شبه جزيرة القرم الأوكرانية.

وجاء تعليق المسؤول الروسي بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، أن الولايات المتحدة سترسل 31 دبابة من طراز “إم1 أبرامز” القتالية إلى أوكرانيا، وذلك عقب ساعات من تأكيد ألمانيا أنها ستنقل إلى حكومة كييف 14 من دباباتها من طراز “ليوبارد 2″، وإعلان مشابه من النرويج ودول أوروبية أخرى، الأمر الذي رحب به حلف شمال الأطلسي “ناتو”، ووصفته أوكرانيا بـ”حلف الدبابات الكبير”.

وعقب القرار الألماني قالت وزارة الخارجية الروسية إن تزويد برلين كييف بدبابات ألمانية “جزء من مخطط مسبق لشن حرب على روسيا”، وقالت المتحدثة بإسم الخارجية الروسية إن الولايات المتحدة تجر أوروبا إلى حرب كبيرة.

من ناحيته، قال سفير روسيا في برلين سيرغي نيتشاييف، الأربعاء، إن “قرار برلين توريد دبابات من طراز ليوبارد إلى كييف خطير للغاية، لأنه سيرفع الصراع إلى مستوى جديد من المواجهة”.

دبابات من كندا وبولندا
أعلنت وزيرة الدفاع الكندية أنيتا أناند في مؤتمر صحفي إن بلادها تعتزم تزويد أوكرانيا بـ 4 دبابات ليوبارد، وقالت “هذه الدبابات الأربع جاهزة للقتال وسيتم إرسالها خلال الأسابيع المقبلة” مشيرة إلى أنّ عدد الدبّابات التي سترسلها بلادها إلى كييف “قد يرتفع” في المستقبل.

كما قال متحدث بإسم وزارة الخارجية البولندية للجزيرة إن دبابات ليوبارد الألمانية جاهزة لديهم وسيسلمونها لأوكرانيا، وذلك بعدما بحث وزير الدفاع الأميركي مع نظيره البولندي خطط توفير مساعدات لأوكرانيا.

دبابات “تشالنجر2”
وفي تطور آخر، قال وزير الدولة البريطاني لشؤون الدفاع أليكس تشوك إن من المقرر أن تدخل دبابات “تشالنجر2” البريطانية مسرح العمليات العسكرية في أوكرانيا بنهاية مارس/آذار المقبل.

وأضاف وزير الدولة البريطاني لشؤون الدفاع، في مؤتمر صحفي، أن بلاده قدمت 200 عربة مدرعة لأوكرانيا حتى الآن، وأن تدريب القوات الأوكرانية على استخدام دبابات “تشالنجر2” سيبدأ الأسبوع المقبل. ورحب بقرار ألمانيا إرسال دبابات “ليوبارد2″، وقرار الولايات المتحدة إرسال دبابات “أبرامز” لأوكرانيا.

بايدن في أوروبا
في الأثناء، نقلت شبكة “إن بي سي نيوز” عن 3 مسؤولين بالإدارة الأميركية (لم تسمّهم) قولهم إن البيت الأبيض يبحث سبل إجراء الرئيس بايدن زيارة لأوروبا الشهر المقبل بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى للحرب الروسية ضد أوكرانيا. وقالت المصادر “هناك مواقع متعددة محتملة للزيارة قيد الدراسة، بما في ذلك بولندا” مشيرين إلى أنه لم يتم بعد إتخاذ قرارات نهائية بشأن سفر بايدن إلى أوروبا.

والهدف من الزيارة هو إغتنام الفرصة للفت الإنتباه إلى ثبات كييف في مواجهة الحملة العسكرية لروسيا، وتجديد تأكيد الولايات المتحدة تضامنها مع الشعب الأوكراني مع دخول الصراع مرحلة جديدة، حسب المصادر نفسها.

كما كشف المسؤولون أن إدارة بايدن تناقش أيضا إعلان حزمة مساعدات عسكرية كبيرة جديدة لأوكرانيا بمناسبة ذكرى الحرب الروسية الأوكرانية.

تصعيد روسي
على الصعيد الميداني، صعدت روسيا هجماتها في أنحاء أوكرانيا، بعد يوم من إعلان الغرب مدّ كييف بدبابات قتالية، واستهدفت عشرات الصواريخ والمسيّرات الروسية العاصمة الأوكرانية ومدناً في الجنوب والشرق.

فقد شنّت القوات الروسية ضربات صاروخية في أنحاء مختلفة من أوكرانيا، من بينها 37 غارة جوية و10 ضربات صاروخية ليلية إستهدفت البنية التحتية في دنيبرو ومناطق أخرى، مما دفع الجيش الأوكراني إلى إعلان عن حالة التأهب القصوى في عموم أراضي البلاد.

كما شمل القصف والغارات العاصمة كييف التي استيقظ سكانها على وقع أصوات الانفجارات بعد استهداف القوات الروسية لها بأكثر من 15 صاروخ “كروز”، قالت السلطات الأوكرانية إن دفاعاتها الجوية نجحت في إسقاطها جميعها.

وأكدت السلطات العسكرية في كييف تصدّي الدفاعات الجوية الأوكرانية للصواريخ الروسية التي وجهت نحو المدينة، لكنها دفعت بعدد كبير من سكانها إلى النزول إلى الملاجئ والبقاء فيها، بعد تأكيد المجلس الإقليمي في كييف أن خطر الضربات الجوية لم ينته.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر طبية أوكرانية قولها إن 11 شخصاً قتلوا اليوم جراء ضربات شنتها القوات الروسية على مناطق متفرقة في أوكرانيا.

وفي وقت سابق، أعلن عمدة كييف فيتالي كليتشكو مقتل شخص وإصابة اثنين بهجوم صاروخي روسي استهدف مبنى غير سكني بمنطقة هولوسيفسكي بالمدينة، وأكد -في منشور على تليغرام- وقوع انفجارات متفرقة في المدينة وحث السكان على الاحتماء.

وتشتد المواجهات بين الطرفين في الجبهة الجنوبية حيث قصفت القوات الروسية مناطق عدة لا سيما في مقاطعة خيرسون جنوباً، كما أعلنت الدفاعات الأوكرانية إسقاط صواريخ روسية في سماء مقاطعة ميكولايف، واستهدفت الصواريخ الروسية كذلك منشآت للطاقة في مقاطعة أوديسا على ساحل البحر الأسود جنوبا وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي.

وفي الجبهة الشرقية، على ضفاف نهر دنيبرو، تعرضت مدينة زابوريجيا لهجمة صاروخية روسية جديدة. كما أعلن الدفاع الجوي الأوكراني رصد صاروخين موجهين نحو مقاطعة دنيبرو، في مدينة كريفيري غربي المقاطعة.

جبهة دونيتسك
وقال موقع “زفيزدا” التابع لوزارة الدفاع الروسية، الخميس، إنه تمت السيطرة على بلدة أوبيتنويه الواقعة جنوب مدينة باخموت في مقاطعة دونيتسك شرقي أوكرانيا، وذكرت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا، الخميس، أن القوات الروسية دخلت مدينة أوغليدار جنوب غرب دونيتسك وعززت مواقعها في ضواحيها.

وتزامن التصعيد العسكري الروسي أيضاً مع تحذير أوكراني من تحضيرات قتالية روسية، إنطلاقا من القرم، حيث قال المتحدث بإسم هيئة الأركان الأوكرانية أولكسندر شتوبون إن موسكو تعدّ لعملية تعبئة جديدة في المنطقة.

وبالتوازي مع تحركات روسية في القرم أكدت الاستخبارات الأوكرانية حاجة القوات الأوكرانية إلى مزيد من المدفعية البعيدة المدى، لضرب التعزيزات الروسية التي تصل من شبه جزيرة القرم، وقالت إن الروس ينقلون ذخيرة وعتاداً إلى مستودعات تبعد عن خطوط الجبهة الجنوبية أكثر من 80 كيلومترا.

وفي وقت سابق، قال الجيش الأوكراني إن روسيا تحشد قواتها بأعداد كبيرة وتكثف هجماتها على دونيتسك. واعترفت الحكومة الأوكرانية، في وقت سابق الأربعاء، بأنها فقدت السيطرة على بلدة سوليدار التي شهدت قتالاً شديداً في دونيتسك.

وقالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكرانية عبر تطبيق تليغرام إن “المعارك تحتدم” في محيط باخموت التي تحاول القوات الروسية منذ أشهر السيطرة عليها، وكذلك أيضاً في محيط مدينة أوغليدار.

دبابات.. وعيد وتصعيد
ورافق الرد العسكري الروسي على إعلان تزويد أوكرانيا بالدبابات تصعيد على مستوى التصريحات أيضاً.

فبعد توعد موسكو هذه الدبابات بالحرق، إعتبر المتحدث بإسم الكرملين ديمتري بيسكوف تزويد أوكرانيا بالدبابات الغربية انخراطا مباشرا في الصراع، ودليلا على التورط الأميركي والأوروبي المباشر والمتزايد في هذه الحرب، وفق تعبيره. وأكد أنه لا نية لدى موسكو لتغيير وضع العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، بعد إرسال الدبابات إلى كييف.

بدوره، قال رئيس لجنة مجلس الدوما الروسي للشؤون الدولية ليونيد سلوتسكي إن كتيبة الدبابات الأميركية لن تساعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تغيير مسار العملية الروسية في أوكرانيا ولا الوضع في شبه جزيرة القرم، حسب تعبيره. وأضاف أيضا أن أي محاولة للاستيلاء على شبه الجزيرة القرم ستلقى ردا قاسيا، مؤكدا أن الهجوم الروسي لن يوقفه إمداد آخر من الأسلحة الغربية.

تنديد أميركي
من جانبها، نددت الولايات المتحدة الأميركية، الخميس، بالهجمات الصاروخية الروسية التي استهدفت العاصمة الأوكرانية كييف.

ووصفت السفيرة الأميركية لدى كييف بريدغيت برينك، في تغريدة، الهجمات الورسية بأنها “عنيفة” وتتبع “الفشل الإستراتيجي نفسه”. وأضافت “لا يمكن لموجة الهجمات الروسية بالصواريخ والمسيرات أن توقف المدافعين الأبطال عن أوكرانيا، ولا شعبها الشجاع، ولا دعمنا الحاسم والموحد لأوكرانيا”.

Exit mobile version