Site icon PublicPresse

روسيا تصعّد عملياتها بأوكرانيا تمهيداً لهجوم الربيع والكرملين يوجه رسالة “إيجابية” إلى ألمانيا

حرب روسيا و أوكرانيا

كثفت روسيا عملياتها العسكرية في شرق وجنوب أوكرانيا تمهيداً لهجوم مرتقب واسع النطاق في الربيع، وفي حين تسعى كييف للحصول على صواريخ بعيدة المدى وطائرات مقاتلة متطورة، وجه الكرملين رسالة “إيجابية” إلى ألمانيا.

ففي مقاطعة دونيتسك بإقليم دونباس (شرقي أوكرانيا)، وبعد سيطرتها مؤخراً على مدينة سوليدار، تشن القوات الروسية مدعومة بمجموعة “فاغنر” هجمات متزامنة على مدن وبلدات باخموت وفوغليدار وبلاهوداتني.

وأعلن الجيش الأوكراني، الأحد، أنه صد هجوماً على بلدة بلاهوداتني و13 موقعاً آخر في دونيتسك، في حين تحدث يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر عن سيطرة قواته على البلدة.

وتقع بلاهودانتي شمال مدينة باخموت التي يشهد محيطها معارك عنيفة بين القوات الأوكرانية والروسية.

وتحدثت وكالة “أنا نيوز” الروسية أمس السبت عن سيطرة مليشيا فاغنر على قرى في محيط باخموت، وعن معارك عنيفة تدور داخل باخموت نفسها التي يحاول مسلحو فاغنر السيطرة عليها من أجل فتح الطريق أمام القوات النظامية الروسية نحو مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك وهما من أكبر مدن إقليم دونباس.

لكن على الجهة المقابلة، يؤكد الجيش الأوكراني أنه صد حتى الآن الهجمات الروسية على باخموت التي كان يسكنها 70 ألفا قبل الحرب، وتعرضت على غرار مدن أخرى في دونيتسك لدمار كبير.

وأقرت مصادر عسكرية أوكرانية للجزيرة بصعوبة الوضع في مدينة فوغليدار التي تقع جنوب غرب العاصمة الإقليمية لمقاطعة دونيتسك وتتعرض لهجوم من قبل قوات فاغنر، وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أقر قبل يومين بصعوبة الوضع في هذه المدينة.

وتسعى موسكو لتأمين خطوط الإمداد لقواتها في دونيتسك عبر مهاجمة فوغليدار التي تقع عند تقاطع الجبهتين الجنوبية والشرقية، في حين تستخدم القوات الأوكرانية مواقعها في المدينة لشن هجمات على مركز السكك الحديدية الرئيسي في فولنوفاخا؛ ما يهدد عمليات الإمداد الروسية بين الجنوب والشرق.

توسع المعارك
وبعد فترة من الهدوء النسبي، تصاعدت أيضا وتيرة الهجمات الروسية بجنوب أوكرانيا، وخاصة في مقاطعتي زاباروجيا وخيرسون.

وقال الجيش الأوكراني إن الروس يكثفون قصفهم على مقاطعة خيرسون بمنظومات “غراد” الصاروخية، في حين أفاد مراسل الجزيرة بسماع دوي انفجارات عنيفة في مركز مدينة خيرسون التي استعادتها القوات الأوكرانية أواخر العام الماضي.

وفي السياق، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية عن سقوط قتلى وجرحى في قصف على بلدات وقرى في زاباروجيا وخيرسون.

وتتجه المعارك أكثر إلى الجنوب بالتزامن مع الحديث المعلن عن خطط هجوم الربيع المقبل الذي تسعى فيه روسيا إلى تحقيق مكاسب مع مرور عام على بداية الحرب، في حين تسعى أوكرانيا إلى استعادة مدن الجنوب وقطع الطريق البري بين شبه جزيرة القرم والمنطقة الشرقية.

وفي تطورات ميدانية أخرى، تحدثت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، عن مقتل 350 جندياً أوكرانياً أمس السبت في عملية نفذتها قواتها بمقاطعتي دونيتسك ولوغانسك في دونباس وفي مقاطعة زابوريجيا.

وأكدت هيئة الأركان الأوكرانية أن قواتها نفذت ضربات جوية وقصفا بالمدفعية على مواقع تمركز للقوات الروسية في عدد من المناطق في أوكرانيا.

وبالتزامن مع الهجوم الذي تحضّره أوكرانيا لاستعادة مدن الجنوب؛ أعلنت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية رصد تعزيزات روسية إضافية عبر القرم إلى البحر الأسود وتحركات قتالية لـ15 سفينة.

طائرات وصواريخ بعيدة المدى
على صعيد آخر، تواصل أوكرانيا مساعيها للحصول على المزيد من الأسلحة الغربية، حيث قال المستشار في الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولياك إن بلاده تجري مفاوضات مع شركائها بشأن توفير الطائرات والصواريخ البعيدة المدى في أسرع وقت لحماية المدرعات التي قدمت لها.

وأوضح بودولياك في مقابلة تلفزيونية أن بلاده بحاجة إلى تدمير مخازن القوات الروسية والقذائف المدفعية، مشيرا إلى وجود 100 موقع للمدفعية في القرم.

وكان الرئيس الأوكراني زيلينسكي قال أمس السبت إن بلاده بحاجة لصواريخ بعيدة المدى للقتال بفعالية أكبر ضد الجيش الروسي لمنعه من تدمير المدن الأوكرانية.

وأضاف زيلينسكي أن كييف ترغب في الحصول على الصواريخ الأميركية البعيدة المدى “أتاكمز” التي بوسعها تجاوز خطوط القتال الأمامية والوصول إلى روسيا نفسها.

وقال المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية العقيد يوري إهنات إن بلاده بحاجة إلى مقاتلات “أف-16” الأميركية لاستبدال أسطولها الجوي الروسي “المهترئ”، وإنها بحاجة إلى 25 طائرة مقاتلة على الأقل.

وأضاف المتحدث في مقابلة مع الجزيرة أن أوكرانيا مساحتها كبيرة جدا وبحاجة لمزيد من الأسلحة، وتابع أن القوات الجوية الأوكرانية تكبد القوات الروسية خسائر كبيرة في جنودها، مؤكدا أنه لولا جهود هذه القوات لخسرت أوكرانيا الحرب.

رسالة “إيجابية” إلى ألمانيا
دبلوماسياً، قال المتحدث بإسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم الأحد إن الرئيس فلاديمير بوتين مستعد لإجراء اتصالات مع المستشار الألماني أولاف شولتز.

وأضاف بيسكوف أنه لا توجد محادثات متفق عليها بين الجانبين، لكنه أوضح أن بوتين كان ولا يزال مستعدا لإجراء اتصالات مع المستشار الألماني.

وتأتي تصريحات المتحدث الروسي تعليقا على مقابلة صحفية نشرت اليوم الأحد وقال فيها شولتز إنه سيتحدث مع بوتين مرة أخرى.

وأضاف المستشار الألماني أن “بوتين مسؤول عن سحب القوات من أوكرانيا لإنهاء هذه الحرب الرهيبة التي لا معنى لها والتي راحت ضحيتها بالفعل مئات الآلاف من الأرواح”، وفق تعبيره.

وأكد شولتز اعتزامه التواصل مع الرئيس الروسي مجددا بعد أيام من قرار حكومته تزويد أوكرانيا بدبابات “ليوبارد “، في خطوة أثارت غضب موسكو.

ويعود آخر اتصال بين الرجلين إلى ديسمبر/كانون الأول الماضي، وحينها قال بوتين إن الموقف الألماني والغربي بشأن أوكرانيا “مدمر”، داعيا برلين إلى إعادة التفكير في نهجها.

Exit mobile version