Site icon PublicPresse

تعزيزات عسكرية روسية شرقي أوكرانيا ودعوة أوروبية لزيلينسكي إلى قمة إستثنائية (فيديو)

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن العالم قد يكون متجهاً نحو “حرب أوسع”، على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، في حين قالت لجنة التحقيق الحكومية الروسية إنها تحقق في إشتباه في إستخدام القوات الأوكرانية أسلحة كيميائية بالقرب من بلدتي سوليدار وباخموت. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القوات الأوكرانية في مدينة باخموت شرقي البلاد تواصل مقاومة الهجمات الروسية المستمرة في ظل تعزيزات عسكرية لموسكو قبل هجوم جديد متوقع، في الوقت الذي دعا فيه الإتحاد الأوروبي زيلينسكي لحضور قمة استثنائية تناقش تطورات الحرب في أوكرانيا.

أوضح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في كلمته اليومية الإثنين، أن قوات بلاده تقف في وجه الهجوم الروسي، وأضاف أن إجتماعاً للقيادة العليا الأوكرانية ناقش في وقت سابق محاولات “المحتلين” تطويق باخموت واختراق الدفاعات الأوكرانية.

وأشار إلى تعيينات جديدة على جبهات أوكرانيا، وقال “نقوم بتجنيد قادة ذوي خبرة عسكرية في عدد من المناطق وخاصة الحدودية والخطوط الأمامية”. وأضاف أنه إلى جانب ذلك، فإن تشكيل ألوية جديدة من الحرس الوطني والشرطة وحرس الحدود يمضي قدما.

وأوضح أن الجيش الأوكراني اضطر إلى نقل قوات إلى الجبهة التي كانت مخصصة بالفعل لأعمال هجومية لاحقة خاصة به، وذلك لمواجهة الهجمات الروسية المكثفة.

وفي السياق ذاته، قال حاكم أوكرانيا في منطقة لوغانسك سيرغي غايداي إن روسيا ترسل تعزيزات إلى شرق أوكرانيا قبل هجوم جديد قد يبدأ الأسبوع المقبل على امتداد جبهة تشهد معارك ضارية منذ شهور.

وتتوقع أوكرانيا هجوماً كبيراً يمكن أن تشنّه روسيا لأسباب رمزية مع إقتراب الذكرى السنوية للحرب في 24 فبراير/شباط، والتي تصر موسكو على تسميتها “عملية عسكرية خاصة”.

هجوم أوكراني مضاد
وتخطط أوكرانيا نفسها لشن هجوم في الربيع لاستعادة الأراضي المفقودة، لكنها تنتظر أن يسلمها الغرب ما وعد به من صواريخ بعيدة المدى ودبابات قتال.

ووصلت الحرب إلى نقطة محورية مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لها، إذ لم تعد أوكرانيا تحقق مكاسب مثلما فعلت في النصف الثاني من عام 2022 وتدفع روسيا بمئات الآلاف من قوات الاحتياط التي حشدتها.

في غضون ذلك، قال زيلينسكي إن تغيير العسكريين على الحدود وخط المواجهة سيعزز الجهود العسكرية لأوكرانيا وسط حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل وزير دفاعه، في الوقت الذي تتقدم فيه روسيا في الشرق لأول مرة منذ 6 أشهر.

وقال زيلينسكي إنه يريد الجمع بين الخبرة العسكرية والإدارية في الحكومات المحلية والحكومة المركزية، لكنه لم يتطرق بشكل مباشر إلى حالة الارتباك المثارة بشأن إقالة وزير دفاعه أوليكسي ريزنيكوف.

وكان رئيس كتلة حزب زيلينسكي البرلمانية ديفيد أراخاميا قال الأحد إن ريزنيكوف سينقل إلى منصب وزاري آخر قبل أن يكتب أمس الاثنين أنه “لن تكون هناك تغييرات.. في قطاع الدفاع هذا الأسبوع”.

زيارة أوروبا
سياسياً، قال الإتحاد الأوروبي إن زيلينسكي تلقى دعوة للمشاركة في قمة لزعماء الاتحاد في بروكسل، فيما ستكون الرحلة الأولى له، إذا تمت، لعاصمة الإتحاد الأوروبي والثانية دولياً منذ بدء الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022. ولم تؤكد الرئاسة الأوكرانية من جهتها هذه الزيارة.

ومن المقرر عقد قمة إستثنائية للقادة الأوروبيين الخميس والجمعة لبحث تطورات الحرب في أوكرانيا وتضامن الإتحاد الأوروبي مع كييف.

وزار زيلينسكي واشنطن يوم 22 ديسمبر/كانون الأول الماضي في أول رحلة دولية منذ بداية الحرب. وإلتقى يومها الرئيس الأميركي جو بايدن وألقى كلمة أمام الكونغرس.

والتقى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ومسؤولون كبار في الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة الماضي زيلينسكي في كييف لإظهار دعمهم لعملية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.

والبلاد مرشحة رسمياً للانضمام إلى الاتحاد منذ يونيو/حزيران 2022، وهي عملية شاقة تتطلب العديد من الإصلاحات التي قد تستغرق سنوات وتأمل كييف في تسريعها.

وتتلقى أوكرانيا أيضاً دعماً عسكرياً ومالياً من الإتحاد الأوروبي الذي تعهد بتقديم 50 مليار يورو تشمل المساعدات الإنسانية والعسكرية.

غوتيريش يخشى من “حرب أوسع”
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الإثنين، من أن العالم قد يكون متجها نحو “حرب أوسع”، على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية. وقال “لقد بدأنا عام 2023 وأمامنا مجموعة تحديات لم نرَ مثلها في حياتنا”، بين الحرب في أوكرانيا وأزمة المناخ والفقر المدقع.

وذكّر بأن مجموعة العلماء التي تدير “ساعة القيامة” في واشنطن اعتبرت مؤخرا أن توقيت الساعة بات منتصف الليل إلا 90 ثانية، بمعنى أن البشرية لم تكن يوما أقرب إلى نهاية العالم مما هي اليوم، ورأى غوتيريش في ذلك إشارة إنذار.

وشدّد على أنه “علينا أن نستيقظ وننكب على العمل”، معددا قائمة من المسائل الملحة عام 2023، على رأسها الحرب في أوكرانيا. وتابع “فرص السلام لا تكف عن التضاؤل. مخاطر التصعيد وإراقة الدماء لا تكف عن التزايد”.

وقال غوتيريش “أخشى أن يكون العالم يمضي قدما… نحو حرب أوسع، أخشى أن يكون يفعل ذلك بكامل وعيه”، قبل أن يعرب عن قلقه من تهديدات أخرى للسلام، من النزاع الإسرائيلي الفلسطيني إلى أفغانستان، مرورا ببورما ومنطقة الساحل وهاييتي.

وقال أيضاً “إذا التزمت الدول كافة بتعهّداتها بموجب ميثاق (الأمم المتحدة)، فسيكون الحق في السلام مضمونا”، واضعا احترام حقوق الإنسان في صلب قيمه.

تحقيق روسي
وفي موسكو، قالت لجنة التحقيق الحكومية الروسية، أمس الإثنين، إنها تحقق في إشتباه في استخدام القوات الأوكرانية أسلحة كيميائية بالقرب من بلدتي سوليدار وباخموت.

ولم ترد وزارة الدفاع الأوكرانية حتى الآن على طلبات للتعليق على هذه المزاعم.

وذكرت لجنة التحقيق أن جمهورية دونيتسك الشعبية، وهي منطقة موالية لروسيا في الأراضي التي تسيطر عليها شرقي أوكرانيا، أبلغت عن استخدام طائرات مسيرة أوكرانية لأسلحة كيميائية بالقرب من المدينتين.

وأضافت “نتيجة لذلك، يعاني جنود روس تدهورا في صحتهم وأعراض تسمم”، من دون تقديم تفاصيل أو تحديد المادة المشتبه بها.

ومنذ بدء الحرب قبل عام تقريبا، حذرت روسيا مرارا من أن أوكرانيا ربما تستعد لاستخدام أسلحة غير تقليدية، مثل أسلحة بيولوجية أو قنبلة تحتوي على مواد مشعة.

ورفضت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون هذه الاتهامات، واعتبروا أنها مقدمة محتملة للجوء روسيا نفسها إلى مثل هذه الأساليب مع إلقاء اللوم على أوكرانيا، لكن روسيا رفضت هذا الاتهام.

زعيم فاغنر
وفي سياق متصل، ظهر زعيم مليشيات “فاغنر” الروسية يفغيني بريغوجين، الإثنين، على متن طائرة قدمها على أنها قاذفة سوخوي من طراز “سو-24” عائدة من عملية قصف استهدفت مدينة باخموت، مركز القتال شرقي أوكرانيا.

https://youtu.be/_sfnUMxBNHM

وفي مقطع فيديو، ظهر رجل الأعمال المعروف معتمراً خوذة وواضعا قناع طيار، في ما بدا من النافذة مشهدا وسط الظلام في أثناء هبوط المقاتلة. وقال، في هذا المقطع القصير الذي نشره مكتبه الإعلامي على تطبيق تليغرام، “لقد هبطنا، قصفنا باخموت”.

وتحدى بريغوجين أيضا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مؤكدا أنه سيصعد الثلاثاء على متن مقاتلة من طراز “ميغ-29”. وقال لزيلينسكي “إذا أردتم، سنلتقي في الجو. إذا تغلبت طائرتكم، تسترجعون (باخموت)، وإلا سنذهب حتى (نهر) دنيبر”.

ونُشر الفيديو في اليوم الذي صوت فيه البرلمان الأوكراني على قرار يصنف مجموعة فاغنر، التي يقاتل عناصرها في الصفوف الأمامية إلى جانب الجيش الروسي، بأنها “منظمة إرهابية”.

وقال رئيس الإدارة الرئيسية الأوكرانية أندري ييرماك عبر تليغرام “نستعد لتدمير فاغنر كونها جزءًا من الإرهاب الدولي”.

ويشارك عناصر فاغنر في الهجوم على باخموت التي تسعى موسكو منذ الصيف الماضي إلى السيطرة عليها، مما أسفر عن خسائر فادحة في الجانبين وعن دمار هائل.

وتراجع الدفاع الأوكراني عن المدينة منذ أن حقق الروس مكاسب ميدانية، بينها السيطرة على مدينة سوليدار.

وأقر زيلينسكي، السبت الماضي، بأن الوضع “يزداد تعقيدا” على الأرض في مواجهة القوّات الروسيّة، لا سيما في باخموت.

من جانبه، تحدث بريغوجين، الأحد، عن “معارك ضارية في الأحياء الشمالية (لباخموت)، للسيطرة على كل شارع وكل منزل وكل درج”.

Exit mobile version