PublicPresse

مقتل 11 فلسطيني في عملية عسكرية إسرائيلية في نابلس (فيديو)

شيع آلاف الفلسطينيين مساء اليوم الأربعاء جثامين الشهداء الذين سقطوا برصاص الجيش الإسرائيلي خلال العدوان على مدينة نابلس، وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى رفيديا وصولاً إلى دوار الشهداء.

واستشهد 11 فلسطينياً فيما أصيب أكثر من 100 بالرصاص الإسرائيلي في وقت سابق اليوم أثناء إقتحام مدينة نابلس، مما يرفع عدد الشهداء منذ بداية العام الجاري إلى 61 شهيداً في الضفة الغربية المحتلة.

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية إستشهاد 11 فلسطينياً، بينهم طفل ومسنان، وإصابة 102 بجروح، بينهم 7 في حالة خطيرة.

من جهته، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن عناصره تعاملوا مع عشرات الذين أصيبوا بالرصاص الحي، إضافة إلى 250 مصابا بحالة اختناق.

وأصيب 3 صحفيين برصاص القوات الإسرائيلية خلال تغطيتهم إقتحام مدينة نابلس، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي الإنسحاب من المدينة بعد 3 ساعات من اقتحامها.

وكانت قوات كبيرة من جيش الإسرائيلي اقتحمت حارة الشيخ مسلّم على أطراف البلدة القديمة في نابلس وحاصرت منزلا، وسط إطلاق نار كثيف.

وفي بيان له قال الجيش الإسرائيلي إنه قام “بتحييد ثلاثة مطلوبين مشتبه بتورطهم في تنفيذ عمليات إطلاق نار (في الضفة الغربية) والتخطيط لهجمات”. وأكد أنه نفذ بالتعاون مع شرطة حرس الحدود وجهاز الأمن العام “عمليات مكافحة إرهاب” جاءت نتيجة “جهود استخباراتية مركزة”.

وبحسب البيان فإن المطلوبين “تحصنوا في شقة… طلبت منهم القوات تسليم أنفسهم وبعد أن رفضوا وأطلقوا النار على القوات، عملت القوات على إحباط الخلية الإرهابية”.

وذكر الجيش الإسرائيلي أن الثلاثة هم حسام إسليم ومحمد عبد الغني ووليد دخيل، وجميعهم أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتلهم. وقال إنه لم يسجل إصابات في صفوفه، وصادر “ذخائر وسلاحين”.

وفي إيجاز صحافي، أكد المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هكت أن القوات الإسرائيلية والمشتبه بهم “تبادلوا إطلاق النار، قمنا بتعظيم جهودنا في مرحلة ما، وأطلق الجيش صواريخ على المنزل”.

إدانات فلسطينية
من جانبها، أدانت الرئاسة الفلسطينية العدوان الإسرائيلي على مدينة نابلس، وحملت الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد الخطير الذي يدفع المنطقة نحو التوتر وتفجر الأوضاع.

بدورها، نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) شهداء مجزرة نابلس، مؤكدة أنها “لن تمر دون رد”.

ووصف أمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ العملية الإسرائيلية في نابلس بأنها “مجزرة”، داعيا المجتمع الدولي “للتدخل الفوري”.

في نيويورك، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن الوضع حالياً “في الأراضي الفلسطينية المحتلة الأكثر اشتعالا منذ سنوات” مع “بلوغ التوترات ذروتها” في سياق “تعطّل… عملية السلام” الإسرائيلية الفلسطينية.

وشدد على أن “أولويتنا المباشرة يجب أن تكون منع المزيد من التصعيد وتخفيف التوتر وإعادة الهدوء”.

“إنزلوا إلى الشوارع”
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أسماء الضحايا الذين تراوحت أعمارهم بين 16 عاماً و72 عاماً، وبينهم مدنيون.

وأكدت الوزارة إرتفاع أعداد الإصابات إلى “102 إصابة، بينها 6 إصابات خطيرة على الأقل”، موضحة أن بينها “82 إصابة بالرصاص الحي”.

وأكد مراسل فرانس برس إنسحاب الجيش الإسرائيلي من المدينة بعد نحو ثلاث ساعات. وبعد الظهر احتشد عدد كبير من الأشخاص بينهم مسلحون في نابلس لتشييع القتلى.

وفي بيان لها، نعت مجموعة عرين الأسود المحلية ستة من بين الشهداء الـ11 وقالت إنهم “من أبناء العرين وكتيبة بلاطة وكتيبة نابلس” ومن بينهم الثلاثة الذين ذكرهم بيان الجيش الإسرائيلي.

بدورها، نعت حركة الجهاد الإسلامي “قائد سرايا القدس، كتيبة نابلس الشهيد محمد أبو بكر (عبد الغني)” الذي قضى في “معركة صمود ضد قوات الاحتلال المجرم” في نابلس.

وتدفق المواطنون إلى محيط مستشفى رفيديا الحكومي في انتظار أنباء عن أبنائهم وأهاليهم من الجرحى الذين يتلقون العلاج فيه.

وأكد مصدر في تلفزيون فلسطين الرسمي إصابة مراسله في نابلس محمد الخطيب بجروح غير خطرة بالرصاص الحي في اليد.

ودعت لجنة التنسيق الفصائلي في الضفة الغربية إلى “الإضراب الشامل غدا الخميس غضبا على مجزرة الاحتلال في نابلس”.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن مسعفيها عالجوا 250 حالة استنشاق للغاز المسيل للدموع وعشرات الجروح من طلقات نارية.

ووصفت جامعة الدول العربية العملية الإسرائيلية بأنها “مجزرة جديدة”.

وحملت الجامعة في بيان “سلطات الإحتلال والحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة المسؤولية عن هذه المجزرة الرهيبة والجريمة النكراء”.

كما عبرت الخارجية السعودية عن “إدانة واستنكار” العملية، مؤكدة “رفض المملكة التام لما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات خطيرة للقانون الدولي”.

ودانت الخارجية الأردنية “إستمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية المحتلة والاعتداءات المتكررة عليها، وآخرها العدوان على مدينة نابلس”.

إضراب شامل ومسيرات
في الأثناء، أعلنت الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية الإضراب الشامل غداً الخميس “حداداً على أرواح الشهداء”.

وتظاهر عشرات الفلسطينيين قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل تنديدا بالمجزرة الإسرائيلية في نابلس، وخلال المظاهرة ردد الفلسطينيون شعارات تطالب بـ”الرد”. كما شارك العشرات ظهر اليوم الأربعاء في مسيرة غاضبة بمدينة رام الله تنديدا بالإقتحام الإسرائيلي نابلس.

وقال الناطق بإسم كتائب القسام، في رسالة مقتضبة على تليغرام، إن “المقاومة في غزة تراقب جرائم العدو المتصاعدة تجاه أهلنا في الضفة المحتلة، وصبرها آخذ بالنفاد”.

في غضون ذلك، إتفقت الفصائل فلسطينية على أن اقتحام الجيش الإسرائيلي مدينة نابلس بالضفة الغربية “يضع حالة الهدوء بمهب الريح”، وتوعدت بالرد على ذلك.

ونعت حركة الجهاد الإسلامي شهداء نابلس، وقالت في، بيان، “إننا إذ نزف شهيدينا القائدين محمد الجنيدي وحسام اسليم اللذين كان لهما باع جهادي طويل في تأجيج معركة الاشتباك مع العدو لنؤكد أن دماء الشهداء الأطهار ستزيد جذوة المقاومة التي تمتد في كل الساحات”.

أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فقالت في بيان إن التصعيد هو “استمرار في نهج الإرهاب والعدوان الذي سيحرق لهيبه الاحتلال ومخططاته العدوانية، وسيزيد مقاومة وإصرار شعبنا اشتعالا”.

“أولوية ملحة”
كانت 2022 السنة الأكثر عنفا في الضفة الغربية منذ بدأت الأمم المتحدة إحصاء القتلى في الأراضي الفلسطينية عام 2005.

ومنذ مطلع العام الجاري، أودت أعمال العنف والمواجهات بحياة 59 فلسطينيا بينهم مقاتلون ومدنيّون بعضهم قصّر، وتسعة إسرائيليين بينهم ثلاثة قاصرين، فضلا عن امرأة أوكرانية، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.

وجاء التصعيد الدامي الأخير في نابلس في أعقاب نداء وجهه مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الاوسط تور وينسلاند لوقف العنف باعتباره “أولوية ملحة”.

وقال وينسلاند أمام مجلس الأمن الإثنين “لقد رأينا بوادر تنذر بالسوء لما ينتظرنا إذا فشلنا في معالجة حالة عدم الاستقرار الحالية”.

السبت، تحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس داعيا إياهما إلى “استعادة الهدوء”. وكان بلينكن زار الشهر الماضي إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

Exit mobile version