Site icon PublicPresse

تحذير روسي شديد اللهجة بشأن ترانسنيستريا.. وحزمة عقوبات غربية مشددة ضد موسكو (فيديو)

حذّرت روسيا من أنها سترد على أي إستفزاز عسكري في منطقة ترانسنيستريا الإنفصالية الموالية لها في مولدوفا، فيما أعلنت واشنطن توقيع عقوبات جديدة على موسكو وحلفائها، وقالت إنها ستقدم أسلحة بقيمة ملياري دولار لأوكرانيا، التي تسلمت بالفعل أولى دبابات “ليوبارد 2” الألمانية، كما ينتظر أن تتسلم 10 أخرى خلال أيام.

وقالت واشنطن إنها ستقدم مزيداً من الأسلحة بقيمة ملياري دولار لكييف في ظل استعدادها لشن هجوم في الربيع، لكن الدعم لا يشمل طائرات “إف-16” (F-16) المقاتلة التي طلبتها أوكرانيا.

وتسلمت أوكرانيا اليوم الجمعة من بولندا أولى دبابات “ليوبارد 2” الألمانية الصنع، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء البولندية، التي نقلت عن مصادر حكومية أن “رئيس الوزراء ماتيوش مورافيتسكي سيعلن الجمعة في كييف أن بولندا سلمت أولى دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا”.

كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر حكومية أن السويد ستسلم أوكرانيا نحو 10 دبابات ليوبارد وأنظمة مضادة للطائرات.

وأجرى الرئيس الأميركي جو بايدن وزعماء مجموعة السبع، الجمعة، محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لبحث المساعدات الإضافية التي يمكن تقديمها للأوكرانيين.

وأكد بيان للمجموعة إلتزام دولها بمنع روسيا من إيجاد طرق جديدة للحصول على المواد المتقدمة والتكنولوجية والمعدات العسكرية والصناعية.

وأضاف أن مجموعة الدول السبع ستتخذ إجراءات ضد أي جهات فاعلة تقدم دعما ماديا للحرب الروسية في أوكرانيا. وشدد حلفاء المجموعة على المضي باتجاه محاسبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمسؤولين الروس بما يتوافق مع القانون الدولي.

وانضمت الولايات المتحدة إلى دول مجموعة السبع في خطط لتوقيع عقوبات تستهدف 200 فرد وكيان وعشرات المؤسسات المالية الروسية.

وقال البيت الأبيض، في بيان، إن العقوبات موجهة إلى أهداف في روسيا و”جهات فاعلة من دول ثالثة” في أنحاء أوروبا وآسيا والشرق الأوسط تدعم المجهود الحربي الروسي.

وأضاف “سنوقع عقوبات على آخرين يرتبطون بقطاعي الدفاع والتكنولوجيا الروسيين، ومن بينهم المسؤولون عن إعادة ملء المخزون الروسي من الأصناف الخاضعة للعقوبات أو تمكين روسيا من تفادي العقوبات”.

وأعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إن مجموعة السبع ستدعو خلال قمتها الافتراضية، اليوم الجمعة، إلى الامتناع عن إرسال أي مساعدات عسكرية إلى روسيا.

وأشار قبيل القمة التي سترأسها بلاده إلى “دعم عسكري لروسيا من قبل دول أخرى تم الإبلاغ عنه”، وقال إن “مجموعة السبع تعتزم الدعوة إلى إنهاء هذا الدعم”.

جلسة أممية
يأتي هذا في حين عقد مجلس الأمن الدولي، الجمعة، جلسة خاصة على مستوى وزراء الخارجية للدول الأعضاء، بمناسبة مرور عام على حرب روسيا على أوكرانيا.

وتحفظ المندوب الروسي في المجلس فاسيلي نيبينزيا على عقد جلسة بشأن أوكرانيا، وإعطاء وزير الخارجية الأوكراني الكلمة قبل أعضاء مجلس الأمن، مضيفا أنه يجب عدم إعطاء أوكرانيا امتيازات على حساب روسيا في جلسة المجلس.

وقال المندوب الروسي إن الغرب يسعى لتحويل مجلس الأمن إلى أداة خاصة به.

وخلال الجلسة دعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إلى إنشاء محكمة دولية خاصة بما وصفه بجريمة العدوان على أوكرانيا.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن أي سلام يضفي الشرعية على استيلاء روسيا على الأراضي الأوكرانية بالقوة سيضعف ميثاق الأمم المتحدة. وأضاف في كلمة له أمام المجلس إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدأ الحرب على أوكرانيا وهو من يمكنه إنهاؤها.

في المقابل، قال المندوب الروسي لدى مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا إن بلاده مستعدة للتفاوض بشأن كيفية تنفيذ أهداف عمليتها العسكرية باستخدام الوسائل السلمية، لكنها غير مستعدة للنظر في السيناريوهات التي لا تتحقق فيها تلك الأهداف.

كما قال المندوب الروسي إن روسيا لم تعلن أن هدفها من العملية العسكرية الخاصة هو تدمير أوكرانيا، وإن إنهاء أوكرانيا للأعمال العدائية سيتيح لها فرصة أن تكون دولة طبيعية، وفق تعبيره.

تطورات ميدانية
ميدانياً، قالت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، إن قواتها تواصل الهجوم على طول خط المواجهة في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، وإنها قتلت ما يصل إلى 240 جنديًّا أوكرانيًّا خلال الساعات الـ24 الماضي.

وذكرت الوزارة في إفادة يومية أن “القوات المسلحة لروسيا الإتحادية تواصل القيام بعملية عسكرية خاصة.. وفي إتجاه دونيتسك، شنت وحدات من مجموعة القوات الجنوبية هجوما شاملا على تجمعات لقوات العدو وعتاده على طول خط التماس بأكمله”.

وشهدت الأسابيع الماضية شن روسيا هجمات برية في أراض تعلوها الثلوج في معارك وصفها الطرفان بأنها الأكثر دموية في الحرب. وقالت أوكرانيا أمس الخميس إن قواتها صدت الهجمات الروسية على طول خط المواجهة.

ترانسنيستريا.. توتر جديد
من ناحية أخرى، حذّرت روسيا بأنها “سترد” على أي “استفزاز” عسكري أوكراني في منطقة ترانسنيستريا الانفصالية الموالية لروسيا في مولدوفا، حيث تنشر موسكو قوة عسكرية.

وشددت الوزارة، في بيان، على أن أي تحرك يشكل “خطرا” على العسكريين الروس المتمركزين في ترانسنيستريا “سيعتبر هجوما على الاتحاد الروسي”.

وترانسنيستريا منطقة صغيرة أعلنت انفصالها عن مولدوفا في التسعينيات إثر حرب قصيرة، وتقع على الحدود الغربية لأوكرانيا وشكّلت في الأسابيع الأخيرة محور توتّر متزايد.

واتهمت الخارجية كييف بأنها تحشد “رجالا وعتادا عسكريا” قرب ترانسنيستريا، مشيرة كذلك إلى “نشر مواقع مدفعية وزيادة غير مسبوقة لتحليق المسيّرات” الأوكرانية فوق المنطقة.

في غضون ذلك، قال موقع “ريبار” العسكري الروسي إن قوات “فاغنر” سيطرت على بلدة بيرخوفكا، في الضواحي الشمالية لمدينة باخموت. وأضاف أن السيطرة على هذه البلدة سيمكّن هذه القوات من قطع أحد أهم طرق إمدادات الجيش الأوكراني.

وكان قائد مجموعة “فاغنر” يفغيني بريغوجين قد ظهر في مقطع مصور وهو يتفقد مواقع قواته فيما قيل إنها الأحياء الشرقية من باخموت.

لكن قيادة الأركان الأوكرانية قالت إنها تصدت لهجمات روسية في مناطق عدة بإقليم دونباس، شرقي أوكرانيا، خصوصا في باخموت، وأضافت أن قصفًا روسيًّا عنيفًا استهدف بلدات في محيط المدينة.

ميدفيديف: سننتصر
إلى ذلك، قال ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، الجمعة، إن روسيا ستنتصر في أوكرانيا، وإن الوسيلة الوحيدة أمامها لضمان السلام الدائم مع جارتها الغربية هي دفع حدود الدول المعادية إلى الوراء قدر الإمكان.

وأضاف ميدفيديف، في منشور بحسابه على تطبيق تليغرام، في ذكرى مرور عام على بدء ما تسميه موسكو عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا، أن “دفع حدود التهديدات لبلادنا سيكون إلى أبعد ما يمكن حتى لو كان ذلك حدود بولندا”.

وبولندا العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) حدود شرقية طويلة مع أوكرانيا وبيلاروسيا حليفة روسيا، إلى جانب حدود بمسافة نحو 200 كيلومتر في شمال شرقها مع جيب كالينينغراد الروسي.

وتابع ميدفيديف أن إنتصار روسيا ستتبعه مفاوضات صعبة مع أوكرانيا والغرب وستصل إلى ذروتها بتوقيع “نوع ما من الاتفاقات”، لكنه أوضح أن الاتفاق سيفتقر إلى ما وصفها بأنها “اتفاقيات أساسية حول الحدود الحقيقية”، ولن يرقى إلى مستوى اتفاق أمني أوروبي شامل، مما يجعل من الضروري أن تمدد روسيا حدودها الآن، حسب تعبيره.

كما قال المسؤول الروسي إن من يدعمون كييف سيلجؤون إلى التفاوض عاجلا أم آجلا من أجل تسوية الوضع. وأكد ميدفيديف أيضا أن أهداف العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يجب أن تُحقق بالكامل، داعيا في الوقت نفسه للقضاء الجذري على ما وصفها بالنازية الجديدة لتجنب ملاحقة أتباعها لاحقا.

وفي الأشهر القليلة الماضية، أدلى نائب رئيس مجلس الأمن الروسي بتصريحات عدة مثيرة للجدل وتضمنت بالخصوص تلويحا باستخدام الأسلحة النووية في إطار المواجهة الراهنة مع الغرب على خلفية حرب أوكرانيا.

والأربعاء، قال ميدفيديف إن روسيا قد “تُمزَّق” إذا أوقفت “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا من دون تحقيق النصر، مضيفا أن بلاده ستدافع عن نفسها بكل الأسلحة، ومن بينها السلاح النووي، إذا ما كانت الولايات المتحدة تريد هزيمتها.

وكان الرئيس الروسي السابق يوصف في الماضي بأنه شخصية ليبرالية في النظام الروسي، لكنه أصبح من أشد المدافعين عن الهجوم الروسي على أوكرانيا، كما تواترت انتقاداته لوقوف القوى الغربية مع كييف.

تسوية صينية
وفي وقت سابق اليوم، قالت الخارجية الصينية في وثيقة بعنوان “موقف الصين من التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية” إنه “ينبغي على جميع الأطراف دعم روسيا وأوكرانيا للتحرّك في الاتجاه نفسه واستئناف الحوار المباشر بينهما في أسرع وقت ممكن”.

وأضافت “ينبغي عدم استخدام الأسلحة النووية، وعدم خوض حروب نووية، والوقوف ضدّ التهديد بالسلاح الذرّي أو اللجوء إليه”. كذلك دعت الوثيقة إلى تجنب أي هجوم على المدنيين أو المنشآت المدنية.

وأكدت بكين في الوثيقة أنه “يجب على أطراف النزاع الالتزام الصارم بالقانون الإنساني الدولي وتجنّب مهاجمة مدنيين أو منشآت مدنية”.

وكانت بكين عرضت على موسكو رؤيتها “لتسوية سياسية” للنزاع في أوكرانيا، في ختام محادثات روسية صينية أجريت مساء أول أمس بالعاصمة الروسية.

وقد أكد مسؤول السياسة الخارجية الصينية وانغ يي، بعد لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، الاستعداد للعب دور “محايد وبنّاء” بين روسيا وأوكرانيا.

وردت أوكرانيا على الوثيقة الصينية، على لسان ميخائيل بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني الذي قال إن حرب روسيا في بلاده ستنتهي دون أي تنازلات أوكرانية، مؤكدا ضرورة حصول كييف على مساعدات فعالة.

وأضاف بودولياك أن هناك صيغة واحدة للسلام عرضها الرئيس فولوديمير زيلينسكي هي خروج روسيا من كل الأراضي التي احتلتها منذ عام 1991.

وقال بودولياك إن بلاده تواصل سعيها مع واشنطن لتسليمها طائرات مقاتلة من أجل مواجهة آلة الحرب الروسية. وأضاف أن كييف لمست مؤشرات إيجابية من الجانب الأميركي إزاء تسليمها تلك المقاتلات قريباً.

 

Exit mobile version