PublicPresse

مصرع عشرات المهاجرين بعد غرق مركبهم قبالة سواحل إيطاليا (فيديو)

أودى غرق مركب يقل مهاجرين قرب سواحل منطقة كالابريا بجنوب إيطاليا، بحياة 60 شخصاً على الأقل وفق رئيس بلدية مدينة كروتوني. وأكدت وسائل إعلام إيطالية أن المركب كان يقل ما بين 150 و250 شخصاً. فيما لا تزال عمليات البحث متواصلة غير أن الأمواج العالية تعيق عمل فرق الإغاثة. فيما دعت رئيسة المفوضية الأوروبية إلى “مضاعفة الجهود” لإصلاح حق اللجوء.

لقي 60 مهاجراً على الأقل مصرعهم في غرق مركبهم فجر الأحد قرب سواحل مدينة كروتوني في منطقة كالابريا جنوب إيطاليا، وفق ما أفاد خفر السواحل الإيطاليون.

في المقابل أكدت فرق الإغاثة الإيطالية في تغريدة انتشال 28 جثة فيما جرفت التيارات البحرية ثلاث جثث أخرى بعيدا عن المركب الذي كان يقل بحسب وسائل الإعلام الإيطالية 150 إلى 250 شخصا. وأوضحت فرق الاغاثة أنها تمكنت من إنقاذ نحو أربعين شخصاً.

وقال رئيس بلدية مدينة كروتوني فينشنزو فوتشي في الساعة 16,00 (15,00 ت غ) لقناة “سكاي تي جي-24” الإخبارية “حتى بضع دقائق خلت، كان عدد القتلى المؤكد 59”.

كما أشار حرس السواحل إلى أن المركب كان ينقل حوالى 120 شخصاً وارتطم بالصخور على مسافة أمتار قليلة من الساحل، بينما أفادت فرق الإنقاذ عن وجود “أكثر من 200 شخص” على متن القارب.

من جهته، أكد رئيس المنطقة روبرتو أوكيوتو في بيان “عشرات القتلى غرقاً بينهم أطفال وكثيرون في عداد المفقودين. كالابريا حزينة على المأساة الرهيبة”.

هذا، وأظهرت صور للشرطة الإيطالية حطاماً خشبياً متناثراً على مسافة تزيد عن مئة متر من الشاطئ، حيث كان عدد كبير من عناصر الإنقاذ، بينما كان الناجون ينتظرون نقلهم إلى مركز استقبال.

ومن جانبها، أعربت رئيسة الحكومة جورجيا ميلوني في بيان عن “ألمها العميق”، وقالت “وضع قارب في البحر بالكاد يصل طوله إلى 20 متراً على متنه 200 شخص في ظلّ ظروف جوية سيئة، عمل إجرامي”.

وأضافت ميلوني أنّ “الحكومة ملتزمة منع المغادرين، ومعهم هذا النوع من المآسي، وستواصل القيام بذلك، الأمر الذي يتطلّب قبل كلّ شيء التعاون الأكبر من دول المغادرة والمنشأ”.

أما البابا فرنسيس فأعرب عن “ألمه”، مشيراً إلى “الدعاء من أجل كلّ منهم، للمفقودين والمهاجرين الذين نجوا”.

ومن جهته، عبّر الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا عن أسفه للحادث الذي “لقي فيه عشرات الأشخاص، بينهم أطفال، حتفهم”. وقال إنّ “عدداً كبيراً من هؤلاء المهاجرين جاؤوا من أفغانستان وإيران، هاربين من ظروف صعبة للغاية”.

كما أعرب الرئيس الإيطالي عن أمله في “التزام المجتمع الدولي القضاء على أسباب الهجرة: حروب، اضطهاد، إرهاب، فقر…”

وفي السياق، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الأحد إلى المضي في إصلاح حق اللجوء في الاتحاد الأوروبي.

وأعربت في تغريدة عن “حزنها العميق” لـ “مأساة” غرق المهاجرين، داعية إلى “مضاعفة الجهود المتّصلة بالشرعة حول المهاجرين وحق اللجوء، وبخطة العمل بالنسبة إلى وسط البحر المتوسط”.

ويتعلّق الجزء الأكثر حساسية من هذا الاتفاق الذي يفترض إبرامه قبل نهاية ولاية البرلمان الأوروبي في العام 2024، بتقاسم أفضل للمسؤوليات في استقبال طالبي اللجوء بين دول الاتحاد الأوروبي، وهي مسألة أثارت انقسامات بين أعضاء التكتل منذ أزمة المهاجرين في 2015-2016.

ويذكر أن هذه الكارثة وقعت بعد أيام على إقرار البرلمان الإيطالي قواعد جديدة حول عمليات إنقاذ مهاجرين في البحر المتوسط بدفع من الحكومة التي يهيمن عليها اليمين المتطرف بزعامة “فراتيلي ديتاليا” وجورجيا ميلوني التي تقلدت رئاسة الوزراء في إيطاليا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعدما وعدت بالحد من عدد المهاجرين الذين يصلون إلى إيطاليا.

هجرة غير شرعية
ويهدف القانون الجديد إلى الحد من عدد الذين يتم نقلهم إلى الموانئ عبر إلزام المنظمات غير الحكومية القيام بعملية إنقاذ واحدة خلال رحلة بحرية.

ويرى منتقدو القانون أنه يزيد من خطر موت مهاجرين في البحر الأبيض المتوسط الذي يعتبر أكثر المعابر خطورة في العالم.

أما وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي فأكد أنّ هذه “المأساة… تُظهر كيف أنه من الضروري للغاية النضال بحزم ضدّ شبكات الهجرة غير الشرعية”.

وقال كارلو كاليندا الوزير السابق ورئيس حزب “التحرّك” الوسطي، على تويتر الأحد “يجب إنقاذ الناس في البحر مهما كان الثمن، من دون معاقبة أولئك الذين يساعدونهم”.

من جهتها، كتبت منظمة أطباء بلا حدود على تويتر “إنه أمر غير مقبول إنسانياً وغير مفهوم، لماذا نشهد مآسي يمكن تجنّبها”.

كما أعرب فيليبو غراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن أسفه “لحادث غرق مروع آخر”، قائلا إن “الوقت حان لتكف الدول عن النقاش وتتفق على إجراءات عادلة وفعالة ومشتركة لتجنب مزيد من المآسي”.

ونظرا لموقعها الجغرافي أصبحت إيطاليا وجهة لطالبي اللجوء العابرين من شمال أفريقيا إلى أوروبا. وتشكو روما منذ فترة طويلة من عدد الوافدين إلى أراضيها.

فقد سجلت وزارة الداخلية الإيطالية وصول أكثر من 14 ألف مهاجر إلى إيطاليا منذ بداية العام، مقارنة بحوالي 5300 خلال الفترة نفسها من العام الماضي و4300 في العام 2021.

وللعلم، لا تستطيع سفن المنظمات غير الحكومية إنقاذ سوى نسبة محدودة من المهاجرين الذين يصلون إلى إيطاليا، ويتم إنقاذ معظمهم من قبل خفر السواحل أو البحرية الايطالية. لكن الحكومة تتهم الجمعيات بتشجيع الهجرة ومهربي المهاجرين من خلال نشاطها.

Exit mobile version