Site icon PublicPresse

إستئناف العلاقات بين السعودية وإيران.. ترحيب عربي ودولي

بعدما أعلنت السعودية وإيران الإتفاق على إستئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارتين والممثليات الدبلوماسية بين البلدين في غضون شهرين، توالت ردود الفعل العربية والدولية المرحبة بالإتفاق.

وجاء التوصل لهذا الإتفاق، عقب مباحثات جرت في الصين مع الرئيس شي جين بينغ، وذلك في رغبة من طهران والرياض في حل الخلافات بالحوار والدبلوماسية.

ونقلت “واس” عن بيان سعودي صيني إيراني أن وزيري خارجية السعودية وإيران سيجتمعان لترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات، وأشارت إلى أن السعودية وإيران اتفقتا على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما، كما اتفقتا على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

بن فرحان
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن إستئناف العلاقات الدبلوماسية بين بلاده وإيران يأتي إنطلاقا من رؤية المملكة القائمة على تفضيل الحلول السياسية والحوار.

وأضاف الوزير السعودي، في تغريدة، أن دول المنطقة يجمعها مصير واحد وقواسم مشتركة تجعل من الضرورة أن تتشارك سويا لبناء نموذج للازدهار والاستقرار، حسب تعبيره.

عبد اللهيان
وتعليقاً على الإتفاق أيضاً، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن سياسة حسن الجوار التي تنتهجها حكومة إبراهيم رئيسي تسير في الاتجاه الصحيح.

كما قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني إن طهران اتفقت مع الرياض على فتح صفحة جديدة بناء على مصالح البلدين والأمن الإقليمي.

وأضاف شمخاني، في تصريح تلفزيوني عقب توقيع إتفاق إستئناف العلاقات مع السعودية اليوم الجمعة في بكين، أن طهران تأمل أن يخلق هذا الاتفاق توازنا في سلوك القوى الأجنبية بالمنطقة، حسب تعبيره.

ونقلت وكالة رويترز عن كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي قوله إن حوار السعودية وإيران في بكين نصر للسلام.

ترحيب أميركي وأممي وصمت إسرائيلي
وتعقيباً على الخطوة، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه كلما كانت علاقات إسرائيل وجيرانها أفضل كان ذلك أفضل للجميع.

من جهته، قال المتحدث بإسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن السعوديين أبلغوا واشنطن باتصالاتهم مع الإيرانيين، لكن لم يكن للولايات المتحدة دور في الاتفاقية.

وأكد كيربي أن ما يهم واشنطن هو إنهاء الحرب في اليمن، ووقف الهجمات على السعودية، مشددا على أن الولايات المتحدة سترى إذا ما كانت إيران ستفي بالتزاماتها بعد إبرامها الاتفاقية مع السعودية.

وأضاف أنه ليس واضحا إذا ما كانت الاتفاقية السعودية مع إيران ستؤثر على “اتفاقيات أبراهام”. وأشار إلى أن بلاده تراقب عن كثب نفوذ الصين في الشرق الأوسط وأفريقيا.

كما قالت الأمم المتحدة إن “علاقات حسن الجوار بين إيران والسعودية ضرورية لاستقرار منطقة الخليج”.

وفي إسرائيل، لم يصدر بعدُ أي تعليق رسمي من الحكومة بينما إستنكر رئيس وزراء إسرائيل السابق نفتالي بينيت إستئناف العلاقات بين السعودية وإيران، وقال بينيت إنه تطور خطير لإسرائيل وانتصار سياسي لإيران وفشل لحكومة نتنياهو.

وإتهمت المعارضة الإسرائيلية حكومة بنيامين نتنياهو بإهمال الدبلوماسية للتركيز على الإصلاح القضائي المثير للجدل عقب إعلان إستئناف العلاقات بين السعودية وإيران.

ومنذ بدء عملية التطبيع مع بعض الدول العربية المعروفة بإسم “إتفاقات أبراهام”، لم يخف رئيس الوزراء الإسرائيلي قطّ أن هدفه النهائي هو إنضمام السعودية إليها من أجل إنشاء تحالف إقليمي ضد إيران، عدو إسرائيل منذ الثورة الإسلامية العام 1979.

برعاية صينية.. إيران والسعودية تستأنفان العلاقات الديبلوماسية (فيديو)

مجلس التعاون الخليجي
ورحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي بالبيان المشترك بين البلدين، وقال: “نتطلع إلى أن يسهم إعلان إستئناف العلاقات السعودية الإيرانية في تعزيز الأمن والسلام العالميين ونثمن جهود عمان والعراق لاستضافتهما جولات الحوار السابقة”. كما شدّد على موقف دول مجلس التعاون تجاه دعم سياسة الحوار وحل الخلافات سياسياً.

ترحيب عربي واسع
عربياً، رحبت وزارة الخارجية العراقية، بالإتفاق، وأشارت الخارجية إلى أنّ “المساعي التي بذلتها الحكومة العراقيَّة في هذا الإطار، يحقق تطلُّعات جميع الأطراف ويؤذِن بتدشين مرحلة جديدة”.

كما، رحبت سلطنة عمان بالبيان المشترك باستئناف العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية. وأعربت الخارجية العمانية عن أملها في أن يسهم استئناف العلاقات بين السعودية وإيران في تعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة.

من جانبه، علّق الناطق بإسم جماعة أنصار الله الحوثيين في اليمن محمد عبد السلام بقوله إن المنطقة بحاجة لعودة العلاقات الطبيعية بين دولها. كما قال عضو وفد صنعاء المفاوض عبدالملك العجري إنّه “رغم أن اتفاق استئناف العلاقات الإيرانية السعودية يخص العلاقات الثنائية بينهما، لكنه قد يمثل فاتحة خير نحو تبريد الصراعات الإقليمية”.

وقالت وزارة الخارجية المصرية بدورها إنها تابعت باهتمام الاتفاق الذي تم الإعلان عنه باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران. وأعربت الخارجية المصرية -في بيان لها- عن تطلعاتها بأن يسهم الاتفاق في تخفيف حدة التوتر في المنطقة وأن يعزز من دعائم الاستقرار والحفاظ على مقدرات الأمن القومي العربي.

هذا ورحبت وزارة الخارجية الأردنية بالاتفاق، مثمنةً دور سلطنة عمان و جمهورية العراق في التوصل لهذا الاتفاق. وأعربت الوزارة عن أملها بأن تسهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وبما يحفظ سيادة الدول وعدم التدخل بشؤونها الداخلية وبما يخدم المصالح المشتركة.

كما رحب المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أنور بن محمد قرقاش بالتقارب بين السعودية وإيران، مؤكداً أن “الإمارات مؤمنة بأهمية الحوار بين دول المنطقة”. وقال في تغريدة على تويتر “نرحب بالاتفاق بين السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ونثمن الدور الصيني في هذا الشأن”. وأكّد أن “الإمارات مؤمنة بأهمية التواصل الإيجابي والحوار بين دول المنطقة، نحو ترسيخ مفاهيم حسن الجوار، والانطلاق من أرضية مشتركة لبناء مستقبل أكثر استقرارا للجميع”.

وفي لبنان، رحّب وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب بالإتفاق، متوقعاً أن يكون له الأثر الإيجابي على كلّ المنطقة. وقال بو حبيب، في بيان، إن إتفاق الجانبين “سيترك أثره الإيجابي على مجمل العلاقات الإقليمية في المرحلة المقبلة”، داعياً إلى “الإستفادة من هذه الفرصة من أجل الخوض في حوار عربي ـ إيراني على قاعدة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وأفضل علاقات حسن الجوار”.

كما قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إن الاتفاق أمر جيد ويأتي لمصلحة شعوب المنطقة. وأضاف في كلمة له خلال حفل حزبي، أن هذا الإتفاق سيفتح آفاقا في كل المنطقة، ومن جملتها لبنان.

ورحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالاتفاق قائلة، في بيان، “نعدها خطوة مهمة لتوحيد الأمة وتحقيق الاستقرار في المنطقة”.

في الوقت نفسه، أجرى وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني اتصالاً هاتفياً، مع وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان. وأعرب الوزير القطري، عن تطلع قطر، بأن تساهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتلبية تطلعات شعبي البلدين، بما يعود بالمنفعة على جميع شعوب المنطقة .

وذكرت وكالة الأنباء البحرينية نقلاً عن وزارة الخارجية قولها في بيان إنً البحرين ترحب بالتقارب الذي توصلت إليه السعودية وإيران برعاية صينية لاستئناف العلاقات الديبلوماسية بين البلدين.

كما قالت وزارة الخارجية الجزائرية “نرحب بعودة العلاقات بين السعودية وإيران ونعبرعن الارتياح للأجواء الايجابية التي ميّزت المباحثات”. وأشارت الوزارة إلى أنّ هذا التقارب سيمكّن البلدين من تمتين علاقات التعاون والتضامن في إطار الالتزام بالمبادىء التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة وحل الخلافات عبر الحوار مما سيُسهِم في تعزيز السلم والأمن في المنطقة وفي العالم.

بيان الإتفاق
وتأتي هذه التصريحات، بعد إعلان كلٌ من إيران والسعودية في بيان مشترك، الاتفاق على استئناف الحوار والعلاقات الدبلوماسيةـ وإعادة فتح السفارتين في البلدين في غضون شهرين.

ووفق البيان المشترك، فإنّ “استئناف الحوار بين طهران والرياض يأتي استجابةً لمبادرة من الرئيس الصيني”، خلال لقاءات ومفاوضات إيرانية سعودية جرت ما بين 6 و10 آذار الحالي في بكين.

وأعرب البلدان عن تقديرهما، لاستضافة الصين ودعمها للمحادثات الأخيرة، وامتنانهما للعراق ولسلطنة عمان لاستضافة المحادثات بين الجانبين خلال عامي 2021 و2022.

ووفق البيان، فإنّ طهران والرياض أكدتا على مبدأ احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدين، وتنفيذ اتفاقية التعاون الأمني الموقعة عام 2001.

Exit mobile version