Site icon PublicPresse

“حمام دم” و8 قتلى.. إطلاق نار على كنيسة لـ”شهود يهوه” في ألمانيا (فيديو)

أعلنت الشرطة الألمانية، الجمعة، مقتل ثمانية أشخاص في إطلاق نار إستهدف، ليل الخميس، مركزاً لشهود يهوه في هامبورغ شمال البلاد بينهم مطلق النار، وهو عضو سابق في هذه الطائفة.

وتوجّه المستشار الألماني أولاف شولتز، الجمعة، بأفكاره إلى ضحايا الإعتداء “الوحشي” على كنيسة تابعة لشهود يهوه في هامبورغ وأقربائهم. وكتب في تغريدة أن “عدداً من أفراد طائفة شهود يهوه سقطوا ضحايا عمل عنف وحشي الليلة الماضية” مضيفاً “أفكاري معهم ومع أحبائهم”.

وقالت الشرطة، إن المهاجم “أطلق النار على مشاركين في مراسم” صلوات نظمتها مجموعة في مركزها في هامبورغ. وأضافت أن عدداً آخر من الأشخاص أصيبوا بجروح “إصابات بعضهم خطيرة”، مشيرةً إلى أنها ستكشف تفاصيل إضافية خلال مؤتمر صحافي تعقده ظهراً.

وبحسب مجلة “دير شبيغل”، فإن مطلق النار المفترض عضو سابق في شهود يهوه وهو في الثلاثينيات من العمر وكان مسلحاً بمسدس ولم يكن معروفاً لدى السلطات على أنه متطرف. واقتحم المهاجم المبنى حيث كانت تقام الصلوات التي كان يشارك فيها حوالي 50 شخصاً بحسب “دير شبيغل”.

وأعربت طائفة شهود يهوه في بيان عن “صدمتها” من “الهجوم المروع” على بعض أفرادها، الذي وقع بعد “خدمة دينية”.

“حمام دم”
وقالت السلطات المحلية في هامبورغ (شمالي ألمانيا) إن المهاجم الذي يشتبه بأنه أطلق النار، إنتحر عند وصول الشرطة بعدما قتل 7 أشخاص جميعهم من المواطنين.

وقال وزير داخلية مقاطعة ومدينة هامبورغ إن الحادث “أسوأ جريمة في تاريخ مدينتنا الحديث، لم نر من قبل إطلاق نار عشوائيا بهذا الحجم”، وذلك في مؤتمر صحفي، الجمعة. وأضاف أن ،مطلق النار فرّ إلى الطابق الأول” للمبنى حيث كان يتجمع أعضاء الطائفة و”انتحر”، مؤكدًا أن بين الضحايا إمرأة حامل في شهرها السابع.

ويشتبه في أن المدعو فيليب إف (35 عامًا) قتل، مساء أمس، أربعة رجال وإمرأة وأصاب أخرى، تتراوح أعمارهم بين 33 و60 عامًا على ما أوضحت السلطات، الجمعة. وفيليب إف قناص رياضي يحمل تصريحاً قانونياً بحيازة مسدس نصف آلي، منذ 12 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وهو السلاح الذي استعمله في الحادث.

وقبل الحادث بدقائق، دخل فيليب إف. المبنى المكون من ثلاثة طوابق، بالقوة، وكان يشارك في التجمع حوالي 50 شخصًا، وفق صحيفة “دير شبيغل”، في حين تحدثت صحيفة “بيلد” عن “حمام دم” داخل المبنى.

وأكد ممثل عن نيابة هامبورغ أنه ليس هناك “مؤشرات” على وجود دافع “إرهابي”، وبحسب بيانات “رادستوفيات” فإن الجاني أطلق النار من 9 مخازن في كل واحدة منها 15 رصاصة.

وأصيب في الهجوم ذاته 8 أشخاص أربعة منهم حالتهم خطرة، وأشارت السلطات المحلية إلى أن الوصول السريع للشرطة وضع حدًا للهجوم سمح بتفادي خسائر أكبر في الأرواح، إذ كان مطلق النار يحمل الكثير من الذخيرة.

وكان المكتب الفيدرالي للدفاع المدني قال في بيان “تجنبوا منطقة الخطر”، مضيفاً “في منطقة الخطر، ابقوا في مكانكم ولا تخرجوا في هذا الوقت”.

وقال متحدث بإسم الشرطة لقناة “أن تي في”، إن قوات الأمن “تلقت اتصالاً حوالى الساعة 21:15 للإبلاغ عن إطلاق نار في المبنى” المكون من ثلاث طبقات والواقع في غروس بورستيل بشمال ثاني أكبر مدينة في ألمانيا.

وأشار المتحدث إلى أن قوات التدخل “دخلت المبنى بسرعة كبيرة ووجدت في داخله قتلى وجرحى إصاباتهم خطيرة”.

في الداخل، سمع العناصر أيضاً طلقة نارية “مصدرها الجزء العلوي من المبنى”، بحسب المتحدث. وأضاف “في المساء، كان هناك تجمع لشهود يهوه في المبنى”.

وكتب رئيس بلدية المدينة بيتر تشينتشر على “تويتر” “الأخبار من ألستردورف/غروس بورستيل مفجعة”. وأضاف أن “قوات التدخل تعمل جاهدة لملاحقة الجناة وتوضيح أسباب ما حصل”.

مراحل منفصلة
وقالت لارا باوخ المقيمة قرب موقع الحادثة لصحيفة “بيلد”، “كان هناك حوالى أربع مراحل منفصلة لإطلاق النار”، مضيفةً “خلال كل منها سمعنا عدة طلقات نارية بفارق 20 ثانية إلى دقيقة لكل منها”.

وتابعت، “واصلت النظر إلى النافذة ورأيت في مركز شهود يهوه شخصاً يركض بأقصى سرعة من الطابق الأرضي إلى الطابق الأول”.

وقال شاهد لم يذكر اسمه للصحافيين، “سمعنا طلقات نارية… كان هناك صوت متواصل لـ12 طلقاً نارياً… ورأينا بعدها أفراداً يُنقلون في أكياس سوداء”.

ويعتبر أتباع طائفة شهود يهوه التي تأسست في القرن الـ19 في الولايات المتحدة، أنفسهم ورثة المسيحية البدائية ويعتمدون الكتاب المقدس فقط كمرجع.

ويختلف وضع هذه المجموعة من بلد إلى آخر: فهي تعتبر من الناحية القانونية مثل الديانات “الكبرى” في النمسا وألمانيا التي تضم أكثر من 170 ألف عضو من هذه الطائفة بينهم 3800 في هامبورغ بحسب موقع الطائفة الإلكتروني.

تأهب
وفي وقت لا يزال الدافع وراء إطلاق النار مجهولاً في هذه المرحلة، تُبقي السلطات الألمانية على حالٍ من التأهب في السنوات الأخيرة، في مواجهة تهديد إرهابي مزدوج: متشدد ويميني متطرف.

وشهدت ألمانيا هجمات متشددة، لا سيما هجوم بشاحنة تبناه تنظيم “داعش” وأسفر عن 12 قتيلاً في ديسمبر/كانون الأول 2016 في برلين. وهذا الهجوم المتشدد هو الأكثر دموية على الإطلاق على الأراضي الألمانية.

منذ عام 2013 وحتى نهاية 2021، تضاعف عدد الإسلاميين الذين يُعتبَرون خطرين في ألمانيا خمسة أضعاف ليبلغ حالياً 615، وفقاً لوزارة الداخلية.

وهناك تهديد آخر يُخيم على ألمانيا، يتمثل في اليمين المتطرف، بعد هجمات دامية عدة في السنوات الأخيرة استهدفت مجتمعات أو أماكن دينية.

ففي خلال هجوم عنصري وقع في هاناو قرب فرانكفورت في فبراير/شباط 2020، قتل ألماني يروج لنظريات المؤامرة تسعة شبان جميعهم من أصول أجنبية.

Exit mobile version