Site icon PublicPresse

هجوم روسي لتطويق باخموت غرباً وتحرك عسكري “لافت” في الجنوب (فيديو)

تحاول القوات الروسية التقدم، السبت، غرب مدينة باخموت في مقاطعة دونيتسك (شرقي أوكرانيا) في محاولة لإحكام تطويقها، في حين تحدّث موقع روسي عن حشد عسكري أوكراني ضخم في الجنوب. ويدرس الإتحاد الأوروبي ضخ مساعدة إضافية قريبا بقيمة 3,5 مليار يورو في صندوق شراء الأسلحة لأوكرانيا.

تتقدم القوات الروسية في قرى وبلدات غرب باخموت، ويحاول الجيش الأوكراني التصدي لها، في ظل إشتداد وتيرة القصف المتبادل في هذه المنطقة التي تمر عبرها آخر طرق الإمداد للقوات الأوكرانية.

وقد تعرض الطريق الفرعي الواصل بين كوستانتينيفكا وباخموت عبر تشاسيف يار لقصف مدفعي عنيف إثر تصاعد الأحداث غرب باخموت.

وتأتي المحاولات الروسية للتقدم من جهة الغرب بعد 3 أيام من سيطرة مقاتلي مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة على القسم الشرقي من باخموت.

وفي تقييمها اليومي للتطورات الميدانية بأوكرانيا، قالت إستخبارات وزارة الدفاع البريطانية إن القوات الأوكرانية وخطوط إمدادها إلى الغرب في باخموت لا تزال عرضة للمحاولات الروسية المستمرة لتطويق المدافعين عن المدينة.

وأضافت، في تغريدة عبر تويتر، أن إستراتيجية القوات الأوكرانية الدفاعية تجعل من الصعب على قوات فاغنر مواصلة هجومها من الناحية الغربية.

وتتعرض هذه المدينة الصغيرة، التي كان عدد سكانها قبل الحرب نحو 70 ألفاً ولم يتبق منهم الآن سوى 3 آلاف تقريباً، لهجوم روسي مستمر منذ أغسطس/آب الماضي.

وتقرّ كييف بأن سقوط المدينة بيد الروس سيتيح لهم التقدم نحو مدن رئيسية أخرى في دونيتسك على غرار كراماتورسك وسلوفيانسك.

معارك باخموت
وفي تفاصيل المعركة الدائرة بباخموت، أعلن مؤسس مجموعة “فاغنر” الروسية يفغيني بريغوجين أن قواته أصبحت على بعد نحو 1.2 كيلومتر من مبنى إدارة المدينة بعد سيطرتها على الضفة الشرقية لنهر باخموتكا. ونشر بريغوجين مقطعا مصورا قال إنه لاعتلائه أحد أعلى المباني في باخموت.

وكان موقع “آنا نيوز” العسكري الروسي أفاد بأن قوات فاغنر عبرت نهر باخموتكا الذي يقسم مدينة باخموت قسمين، وأنها تتقدم باتجاه مركز المدينة.

بيد أن الإستخبارات البريطانية قالت إن قوات فاغنر تواجه تحدياً للعبور نحو غرب المدينة، بالنظر إلى أن القوات الأوكرانية تقاتل ضمن أماكن محصنة بعد أن دمرت الجسور التي تربط غرب المدينة بشرقها.

من جهة أخرى، تشارك مروحيات أوكرانية هجومية من طراز “مي-8” في المعارك، وهي تقلع من قاعدة سرية وتحلق على إرتفاع منخفض باتجاه باخموت في مهمة لشن هجوم ضد القوات الروسية، وما إن تقترب من المدينة الشرقية حتى تطلق صواريخها قبل أن تستدير وتبدأ رحلة العودة إلى القاعدة.

من جهتها، قالت قيادة القوات البرية الأوكرانية، في بيان، إن الجيش الأوكراني مستمر في صد الهجمات الروسية على مدينة باخموت.

وأضاف البيان أن قائد المجموعة الشرقية الجنرال أولكسندر سيرسكي يواصل عمله في أهم مناطق القتال بجبهة باخموت، مؤكداً إشراك جميع القوات والموارد التي تمنع الروس من تحقيق خطتهم للتقدم على جبهات القتال بالمدينة.

وفي منشور عبر صفحته على فيسبوك، قال سيرسكي إنه من الضروري كسب الوقت في باخموت لتكديس الإحتياطات وبدء الهجوم المضاد في الربيع، مضيفا أن باخموت ما زالت تحت سيطرة قواته وأن القوات الأوكرانية تدفع بتعزيزات لمنع سيطرة روسيا على المدينة وإجبار مقاتليها على التراجع.

حشود أوكرانية في زابوريجيا
في تطور آخر، نقلت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية عن عضو مجلس إدارة مقاطعة زابوريجيا (الموالية لروسيا) فلاديمير روغوف تأكيده رصد نقل مجموعات كبيرة من القوات الأوكرانية من زاباروجيا إلى منطقة باخموت.

وقال روغوف إن الجيش الأوكراني يحشد نحو 70 ألف عسكري في الوقت الراهن على محور زابوريجيا (جنوب شرق).

وتسيطر القوات الأوكرانية على مدينة زابوريجيا، في حين يسيطر الجيش الروسي على مناطق عدة بالمقاطعة. ومطلع العام الجاري، تصاعد القتال مجدداً في زابوريجيا بعد فترة من الجمود استمرت أشهراً.

وفي خيرسون (جنوب)، أكد رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية أولكسندر بروكودين مقتل 3 أشخاص اليوم قصف روسي على الطريق السريع الذي يربط ميكولايف بخيرسون.

مساعدات عسكرية أوروبية لأوكرانيا
أفاد مسؤول كبير في الإتحاد الأوروبي بأن التكتل قد يضخ قريبا 3,5 مليار يورو (3,7 مليار دولار) إضافية في الصندوق المخصص لشراء الأسلحة لأوكرانيا.

وبموجب خطة وضعها مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ستحصل دول التكتل على حوافز مالية بقيمة مليار يورو (1,06 مليار دولار) لإرسال المزيد من قذائف المدفعية إلى كييف، فيما ستخصص مليار يورو أخرى لتمويل المشتريات المشتركة من القذائف الجديدة.

في هذا الشأن، صرح نفس المتحدث: “إذا توصلنا لاتفاق على هذه الحزمة البالغة ملياري يورو، فستنفد موارد (صندوق) مرفق السلام الأوروبي”، في إشارة إلى الصندوق المستخدم في تمويل شراء الأسلحة لكييف. وأضاف: “الأمر متروك للدول الأعضاء لتقرر ما إذا كانت تريد الموافقة على هذا المبلغ الجديد المقترح الذي يبلغ 3,5 مليار يورو وموعد ذلك”.

وتستخدم كييف القذائف بوتيرة تفوق قدرة شركائها على تصنيعها، كما أنها حثت دول التكتل على التشارك معا لشراء مليون قذيفة من عيار 155 ملم هذا العام بتكلفة أربعة مليارات يورو لمساعدتها في مواجهة الغزو الروسي وشن هجوم مضاد.

كما قال المسؤول بالاتحاد الأوروبي إن من شأن مليون قذيفة أن تكفي أوكرانيا لما بين ثلاثة إلى خمسة أشهر “حسب الوضع التكتيكي على الأرض”. إلا أن المخزونات الغربية على وشك النفاد بعد مضي أكثر من عام على الحرب، كما أن تسليم قذائف المدفعية من عيار 155 ملم يستغرق عاما كاملا من وقت طلبها، حسبما أوضح المصدر ذاته.

Exit mobile version