Site icon PublicPresse

مقتل 3 عناصر من “عرين الأسود” في إشتباك مع الجيش الإسرائيلي ونتنياهو يؤجل شرعنة بؤرة إستيطانية (فيديو)

قُتل ثلاثة مسلحين فلسطينيين برصاص الجنود الإسرائيليين صباح الأحد قرب نابلس شمال الضفة الغربية بعد أن فتحوا النار على موقع عسكري حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، مشيراً إلى “تحييد ثلاثة رجال مسلحين” وإستسلام رابع تم إحتجازه للإستجواب. وأعلنت مجموعة “عرين الاسود” المسلحة مسؤوليتها عن تنفيذ العملية في تلك المنطقة، مؤكدةً إستشهاد ثلاثة هم من عناصرها. في حين قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إرجاء قراره البت في إخلاء قرية الخان الأحمر وتشريع البؤرة الإستيطانية “أفيتار” إلى ما بعد شهر رمضان المبارك.

أعلن الجيش الاسرائيلي قتل ثلاثة فلسطينيين مسلحين صباح الأحد بالقرب من نابلس بشمال الضفة الغربية المحتلة، بعد أن فتحوا النار على موقع عسكري إسرائيلي.

يأتي ذلك في وقت يبدو أن النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين دخل دوامة عنف جديدة يصعب الخروج منها منذ تولي واحدة من الحكومات الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية، بقيادة بنيامين نتنياهو، السلطة في نهاية كانون الأول/ديسمبر.

وقال الجيش الاسرائيلي إن الفلسطينيين الثلاثة قتلوا عند حاجز صرة جيت في منطقة خاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية غرب نابلس، المدينة الفلسطينية الكبيرة التي تشكل معقلا لفصائل مسلحة.

وأعلنت مجموعة “عرين الاسود” المسلحة مسؤوليتها عن تنفيذ عملية إطلاق النار باتجاه الجيش الاسرائيلي في تلك المنطقة، مؤكدةً إستشهاد ثلاثة من عناصرها.

وقالت المجموعة في بيان وزع عبر إنستغرام إنها “تزف للسماء خيرة أبنائها ومقاتليها، أبطال مسلسل عمليات التأثر”. وأكدت وقوع “الإشتباك من مسافة صفر قبل أن يتوزع مقاتلونا في المنطقة، فارتقوا شهداء”.

ونشرت المجموعة ووزارة الصحة الفلسطينية أسماء القتلى الثلاثة وهم محمد وصفي الشامي (24 عاماً) وعدي رفيق الشامي (22 عاماً) ومحمد رائد دبيك (18 عاماً).

ومع أنه لم يثبت إرتباط “عرين الاسود” بأي من الفصائل الفلسطينية، دانت حركتا الحماس والجهاد الاسلامي مقتل عناصر المجموعة وأكدتا إمكانية الرد على مقتلهم.

ردود الفعل
وقبل بدء الإجتماع الأسبوعي للحكومة الاسرائيلية، أشاد نتنياهو في كلمة بالقوات الاسرائيلية التي “تعمل على مدار الساعة ضد هؤلاء الذين يسعون إلى قتلنا”. وقال “القاعدة بسيطة (…) من يلحق الأذى بنا أو يحاول ذلك كائنا من كان، سوف يدفع الثمن”.

وقال الناطق بإسم حماس حازم قاسم في بيان إن “الإحتلال الصهيوني إرتكب جريمة جديدة ضد شعبنا الفلسطيني في مدينة نابلس في سياق سياسته النازية ضد شعبنا”. وأضاف أن “هذه الدماء ستكون لعنة على الاحتلال ووقودا لتصاعد الانتفاضة العظيمة في الضفة الغربية”، مؤكدا أن “معادلة الرد على جرائم الاحتلال حاضرة”.

من جهتها، حملت حركة الجهاد الاسلامي الحكومة الاسرائيلية مسؤولية ما وصفته بأنه “جريمة بشعة جديدة”. وقالت في بيان لها ” ستبقى مقاومة شعبنا ثابتة على دربها ولن تتراجع”.

في المقابل، أشاد رئيس مجلس المستوطنين الإقليمي في السامرة بالجيش لنجاحه في “القضاء على خلية إرهابية قاتلة عاملة في المنطقة”. وقال يوسي دغان في بيان “سنواصل العيش والبناء هنا في السامرة والمنطقة بأسرها” مستخدما الاسم اليهودي التوراتي لشمال الضفة الغربية، في الوقت الذي تعهد نتانياهو بتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية.

وقال سكان في صرة في إتصال أجرته وكالة فرانس برس إنهم سمعوا عيارات نارية حوالى الساعة 03,30 (01,30 ت غ).

وذكرت مصادر طبية فلسطينية أنه لم يتم إدخال قتلى إلى مشرحة نابلس، مما يوحي بأن الجيش الإسرائيلي يحتفظ بالجثامين.

وقال الجيش الاسرائيلي في بيان إن “مسلحين أطلقوا النار على جنود (إسرائيليين) في نقطة عسكرية مجاورة لمفترق طرق جيت”.

وأضاف أن “جنودا ردوا (…) بالذخيرة الحية” و”تم تحييد ثلاثة رجال مسلحين” بينما استسلم رابع وهو محتجز للاستجواب. وأكد متحدث باسم الجيش لوكالة فرانس برس في وقت لاحق أن المهاجمين الثلاثة الذين تم “تحييدهم” فلسطينيون وأنهم قتلوا.

ولم يصب أي جندي إسرائيلي حسب الجيش الذي نشر صورا لأسلحة استخدمها، على حد قوله، الفلسطينيون الذين قتلوا، وهي ثلاثة رشاشات “ام-16” مع ذخائر ومسدس.

نتنياهو يؤجل شرعنة بؤرة إستيطانية
من جهة أخرى، قالت مصادر إسرائيلية إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قرر إرجاء قراره البت في إخلاء قرية الخان الأحمر وتشريع البؤرة الاستيطانية “أفيتار” على جبل صبيح في منطقة بلدة بيتا جنوب نابلس إلى ما بعد شهر رمضان المبارك.

وأضافت المصادر أن نتنياهو إتخذ القرار خشية تفجر الوضع مع الفلسطينيين على نطاق واسع لا تحمد عقباه، كما أنه يريد تخفيف الضغوط الدولية عليه. وأشارت المصادر إلى أن شرعنة بؤرة “أفيتار” غير القانونية ستزعج الأميركيين، لأن تل أبيب تعهدت سابقا بعدم الترويج لبناء مستوطنات جديدة في الضفة.

وبؤرة “أفيتار” الإستيطانية أقيمت في مايو/أيار 2021 وسط 3 قرى فلسطينية قرب مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، حيث تسكنها قرابة 50 عائلة إسرائيلية.

وفي فبراير/شباط الماضي خلص اجتماع عقد بمدينة العقبة جنوبي الأردن بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وبحضور ممثلين عن الولايات المتحدة والأردن ومصر إلى إعلان اتفاق على وقف الإجراءات أحادية الجانب لأشهر محددة، بما يشمل وقف الترويج للاستيطان.

و”البؤر” هي مستوطنات عشوائية صغيرة تشيد دون موافقة الحكومة الإسرائيلية، وتختلف “البؤر” عن عشرات المستوطنات الكبيرة التي أقيمت على أراض فلسطينية ويعيش فيها الآن أكثر من 600 ألف مستوطن.

أما الخان الأحمر (شرقي القدس) فهو تجمع سكني بدوي تدعي إسرائيل أنه مقام على “أراضي دولة”، وتقول إنه “بني من دون ترخيص”، وهو ما ينفيه السكان.

ويسكن نحو 190 فلسطينياً من عشيرة الجهالين البدوية في التجمع منذ أوائل خمسينيات القرن الماضي بعد أن هجّرتهم إسرائيل من منطقة النقب عام 1948.

إعادة الهدوء
منذ بداية العام الجاري، أدت أعمال العنف إلى مقتل 81 فلسطينيا بينهم أفراد فصائل مسلحة ومدنيون بعضهم من القصر، و13 اسرائيليا هم 12 مدنياً – بينهم ثلاثة قاصرين -، وشرطي واحد بالإضافة إلى سيدة أوكرانية حسب حصيلة وضعتها فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية اسرائيلية وفلسطينية.

وشهدت الضفة الغربية الجمعة مقتل فلسطينيين أحدهما فتى يبلغ من العمر 16 عاما ألقى زجاجة مولوتوف وسقط برصاص جنود اسرائيليين، والثاني شاب في العشرينات من العمر كان مسلحا بسكاكين وعبوات ناسفة حسب الجيش، قتله مستوطن يهودي بالرصاص.

وقبل يوم ومساء أول يوم من عطلة نهاية الأسبوع الإسرائيلية، فتح عضو فلسطيني في الجناح العسكري لحركة حماس الإسلامية النار على مقهى في وسط تل أبيب مما أدى إلى جرح ثلاثة أشخاص.

والأربعاء حض منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند اسرائيل والفلسطينيين على وقف العنف بدون تأخير، حيث قال في بيان “نحن في خضم دورة عنف يجب وقفها على الفور”.

وتعهدت حكومة نتانياهو بمواصلة توسيع المستوطنات في الضفة الغربية التي يعتبرها المجتمع الدولي غير شرعية.

والشهر الماضي اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن “كل مستوطنة جديدة تشكل عقبة أخرى في مسار السلام”.

وشدد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أيضا خلال زيارة قصيرة لإسرائيل الجمعة، على ضرورة “خفض التصعيد” و”تخفيف التوتر واعادة الهدوء خصوصا قبل عطلة عيد الفصح (أوائل نيسان/أبريل) ورمضان” الذي يفترض أن يبدأ في نهاية آذار/مارس.

وكان مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط تور وينيسلاند دعا الأربعاء إسرائيل والفلسطينيين إلى إنهاء العنف دون تأخير. وقال في بيان “نحن في وسط دوامة عنف يجب وقفها على الفور”.

Exit mobile version