Site icon PublicPresse

أكثر من 3 مليون متظاهر وإيقاف 80 شخصاً في تاسع تعبئة نقابية ضد إصلاح نظام التقاعد في فرنسا (فيديو)

خرج أكثر من 3 مليون فرنسي بعدة مناطق في فرنسا في إضرابات ومظاهرات، في تاسع يوم تعبئة دعت إليه النقابات العمالية ضد التعديل المثير للجدل لنظام التقاعد الذي تم تمريره بالقوة دون تصويت في الجمعية الوطنية. وشهدت الاحتجاجات في العاصمة باريس إشعال النيران وأعمال عنف متفرقة. فيما أعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانان أن 123 دركيا وشرطيا أصيبوا بجروح خلال اليوم التاسع من التعبئة مع توقيف أكثر من 80 شخصاً.

شارك ما مجموعه 3,5 ملايين شخص الخميس في مظاهرات مختلف أنحاء فرنسا وفق نقابة “سي جي تي”، فيما اقتصر العدد بحسب وزارة الداخلية على 1,08 مليون، في تاسع يوم من التعبئة ضد تعديل نظام التقاعد اتّسم بزيادة واضحة في المشاركة.

في باريس، أعلن الاتحاد العمالي العام (سي جي تي) مشاركة 800 ألف شخص، قي مقابل 119 ألفا بحسب وزارة الداخلية، لكنها تبقى المشاركة الأوسع التي تعلنها النقابة منذ بدء حركة الاحتجاج.

وهذه الاحتجاجات هي الأولى على المستوى الوطني بعد إقرار الجمعية الوطنية (البرلمان) للقانون الجديد الخاص بنظام التقاعد بالسلاح الدستوري 49.3، في 15 مارس/آذار الجاري.

أعمال عنف وتخريب في باريس
ووقعت أعمال عنف خلال مسيرة باريس، حيث قام مئات المحتجين المتطرفين الذين كانوا يرتدون الأسود بتحطيم واجهات متاجر.

طوال فترة المظاهرة، قام هؤلاء الأشخاص الذين ارتدوا ملابس سوداء وووضعوا أقنعة ونظارات، بتخريب مطاعم صغيرة ومصارف وواجهات.

كما ألقوا الحجارة وزجاجات حارقة على قوات الأمن التي استخدمت مرات عدة القنابل المسيلة للدموع.

وتدخلت قوات الأمن بهدف “تفكيك تكتل” هؤلاء الأشخاص كما أضافت الشرطة. وأوضحت الشرطة أنه تم إلقاء عبوة حارقة على مصرف.

وأعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أن 123 دركيا وشرطيا أصيبوا بجروح في فرنسا الخميس خلال اليوم التاسع من التعبئة والتي شهدت أعمال عنف فيما تم توقيف أكثر من 80 شخصا.

وكتب الوزير في تغريدة أنه سيتوجه مساء الى مقر شرطة باريس. وأوضح مقربون منه لوكالة الأنباء أنه “سيتابع الوضع من هناك وسيشكر العناصر”. ولا تزال تسجل الكثير من الحوادث مساء الخميس في العاصمة بعد انتهاء التظاهرة.

وقعت صدامات أيضا الخميس في نانت ورين في غرب فرنسا بين متظاهرين وقوات الأمن، التي ردت على رشقها بالحجارة بإطلاق الغاز المسيل للدموع واستخدام خراطيم المياه.

تعطيل حركة المرور والقطارات وإغلاق مدارس
وأغلق عمال غاضبون من رفع سن التقاعد، الطريق إلى إحدى صالات مطار شارل ديغول في باريس الخميس، ما أجبر بعض المسافرين على التوجه إلى هناك سيرا على الأقدام. وقال متحدث باسم شركة مطارات باريس، إن الاحتجاج بالقرب من المبنى رقم 1 في مطار شارل ديغول لم يؤثر على الرحلات الجوية.

كما تعطلت خدمات القطارات وأُغلقت بعض المدارس، بينما تراكمت القمامة في الشوارع وتعطل توليد الكهرباء مع تصعيد النقابات الضغط على الحكومة لسحب القانون الذي يمد سن التقاعد عامين إلى 64 عاما.

وشوهدت أعمدة من الدخان تتصاعد من أكوام حطام محترقة أعاقت حركة المرور على طريق سريع قرب تولوز جنوب غرب البلاد، كما تسببت الإضرابات في إغلاق طرق بمدن أخرى لفترة وجيزة.

مواقع سياحية باريسية أغلقت بسبب الإحتجاجات
وبسبب الاحتجاجات، أغلقت مواقع سياحية في باريس وضاحيتها من بينها برج إيفل وقصر فرساي، أبوابها مجددا أمام الزوار الخميس. ومن المعالم الباريسية التي امتنعت كذلك عن استقبال الزوار، قوس النصر الواقع عند أعلى جادة الشانزليزيه.

وأوضح الموقع الإلكتروني لبرج إيفل أن الموقع “مغلق راهنا بسبب حركة الإضراب الوطني”، مشيرا إلى أن الوصول إلى ساحة المتنزه المحيط به يبقى متاحا مجانا. ودعا “حملة تذاكر الدخول الإلكترونية لليوم (الخميس) إلى التحقق من صندوق رسائلهم الهاتفية”.

أما موقع قصر فرساي على الإنترنت فأعلن إغلاق القصر والحدائق المحيطة “يوم الخميس 23 آذار/مارس 2023 بسبب تحرك اجتماعي وطني”.

الأزمة تمس الوقود
وشهد الأربعاء عدة تحركات وعمليات إغلاق طالت مستودعات النفط والموانئ والطرق والنقل الجوي، وقطاع الغاز والجامعات. وعلى المستوى الوطني، يشهد الوضع تدهورا طفيفا في ما يتعلق بالوقود، في ظل مواجهة حوالي 14 بالمئة من المحطّات شحا في نوع واحد من الوقود على الأقل، مقابل 12 بالمئة الثلاثاء.

وتعمل مصفاة واحدة تابعة لـ”توتال إنرجي” من كل أربع مصافٍ في فرنسا. وقالت وزارة التحول البيئي الخميس، إن مستوى الإمدادات بالكيروسين إلى منطقة باريس ومطاراتها من النورماندي (غرب) “بات حرجا”، وذلك فيما تستعد لاستدعاء الموظفين المضربين.

المعارضة تنتقد ماكرون بحدة
وقدّر ماكرون في خلال مقابلة تلفزيونية عبر قناتي “تي أف 1″ و”فرانس 2” أن يدخل الإصلاح المثير للجدل “حيز التنفيذ بحلول نهاية العام”، معتبرا أنه “ضروري”، في خضم تصاعد الغضب الاجتماعي.

وأقرّ الرئيس الفرنسي بـ”عدم نجاحه في إقناع الشعب بضرورة هذا الإصلاح”، مكررا الحجج التي قدمها معسكره الرئاسي منذ تمرير الحكومة مشروع تعديل نظام التقاعد من دون تصويت في البرلمان.

وأثارت المقابلة التي استمرت 35 دقيقة، غضب المعارضة والاتحادات النقابية. حيث قالت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، إن ماكرون “رجل يزداد عزلة (…) وقد أراح” الفرنسيين بفكرة “ازدرائه” لهم.

كما ندد زعيم حزب “فرنسا الأبية” اليساري الراديكالي جان لوك ميلانشون بـ”علامات الازدراء التقليدية” و”غطرسة” ماكرون الذي “يعيش بعيدا من الواقع”.

Exit mobile version