Site icon PublicPresse

ماكرون “لن يرضخ للعنف” بشأن إصلاح نظام التقاعد وحكومته لن “تتنازل” رغم الإحتجاجات (فيديو)

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه “لن يرضخ للعنف” بعد المواجهات وأعمال الشغب التي تخللت المظاهرات العارمة ضد قانون إصلاح نظام التقاعد، مؤكداً أن حكومته “لن تتنازل عن أي شيء في مواجهة العنف”. من جانبه، أعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانان أنه تم توقيف أكثر من 450 شخصاً وتسجيل إصابة “441 من عناصر الشرطة والدرك” خلال أخطر أعمال عنف منذ بداية الحراك في كانون الثاني. إلى ذلك، أعلن قصر الإليزيه إرجاء زيارة الملك تشارلز الثالث إلى فرنسا، التي كانت مقررة من الأحد حتى الأربعاء، وذلك على خلفية الإحتجاجات التي تعيشها البلاد.

شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة خلال مؤتمر صحافي في بروكسل على أنه “لن يرضخ للعنف”، مؤكداً أن حكومته “لن تتنازل عن أي شيء في مواجهة العنف”، بعدما شابت التعبئة ضد إصلاح نظام التقاعد حوادث عديدة.

وقال الرئيس الفرنسي إنه “مستعد” للنقاش مع النقابات حول ظروف العمل ورواتب الموظفين. مشيرا إلى أن إصلاح نظام التقاعد غير الشعبي والمثير للجدل سيظل قائما إلى أن يصدر المجلس الدستوري قرارا بشأنه.

لكنه أضاف: “في مواجهة العنف الذي أميزه عن التظاهرات، سنستمر في التحلي بأكبر قدر من الحزم. أدين العنف الذي شهدناه أمس الخميس، وأدعو الجميع للتحلي بالمسؤولية، وأؤكد دعمي للشرطة التي قامت بعمل نموذجي”، مشدداً: “لن نتنازل عن أي شيء في مواجهة العنف. في الديمقراطية لا يحق استعمال العنف”.

من جهته، طالب الأمين العام لنقابة “سي إف دي تي” الإصلاحية لوران بيرجيه الجمعة الحكومة بتعليق إصلاح نظام التقاعد وفتح المزيد من المفاوضات مع النقابات.

وتظاهر نحو 3,5 مليون شخص في أكثر من 300 مدينة في فرنسا الخميس وفق الاتحاد العام للشغل (سي جي تي)، و1,8 مليون وفق وزارة الداخلية، ضد الإصلاح الذي ينص خصوصا على رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاما.

إلى ذلك، أعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانان الجمعة أنه تم الخميس توقيف أكثر من 450 شخصا وتسجيل إصابة “441 من عناصر الشرطة والدرك” خلال أخطر أعمال عنف منذ بداية الحراك في كانون الثاني.

نحو إلغاء 20% من الرحلات
والجمعة، أعربت مفوضة حقوق الإنسان في مجلس أوروبا دنيا مياتوفيتش عن قلقها من “الاستخدام المفرط للقوة” ضد المتظاهرين المحتجين على إصلاح نظام التقاعد. وقالت في بيان: “وقعت حوادث عنف بعضها استهدف قوات إنفاذ القانون”، وتابعت “لكن أعمال العنف المتفرقة من بعض المتظاهرين أو غيرها من المخالفات التي يرتكبها آخرون أثناء الاحتجاج لا يمكن أن تبرر الاستخدام المفرط للقوة من موظفي الدولة. ولا تحرم المتظاهرين السلميين من التمتع بالحق في حرية التجمع”.

وتحسبا لإضراب مراقبي الحركة الجوية الثلاثاء والأربعاء على خلفية رفضهم إصلاح نظام التقاعد، طلبت الإدارة العامة للطيران المدني الفرنسي من الشركات الجمعة إلغاء 20% من رحلاتها في مطارات باريس أورلي ومرسيليا وتولوز وبوردو.

إرجاء زيارة الملك تشارلز
بالتوازي، أوردت وكالة الأنباء الفرنسية، نقلا عن الإليزيه، أنه تم إرجاء زيارة الملك تشارلز الثالث إلى فرنسا، والتي كانت مقررة بداية من مساء الأحد على أن تدوم حتى الأربعاء.

وقال قصر الإليزيه في بيان الجمعة “نظراً للإعلان أمس عن تنظيم يوم آخر من الاحتجاجات على مستوى البلاد على إصلاح نظام التقاعد يوم الثلاثاء، سيتم تأجيل زيارة الملك تشارلز التي كانت مقررة مبدئيا بين 26 و29 مارس”.

وأضاف إن “هذا القرار اتخذ من جانب الحكومتين الفرنسية والبريطانية بعد اتصال هاتفي بين الرئيس والملك صباح اليوم (الجمعة)”، وذلك “من أجل التمكن من الترحيب بجلالة الملك تشارلز الثالث في ظروف تعكس علاقاتنا الودية”. وتابع البيان أن “زيارة الدولة هذه سيعاد الترتيب لها في أقرب وقت ممكن.

وكان يفترض أن يلتقي تشارلز الثالث الرئيس الفرنسي في باريس قبل أن يلقي كلمة أمام أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب وأن يشارك في عشاء رسمي في فيرساي. وكان من المقرر أيضا أن يزور مدينة بوردو في جنوب غرب فرنسا.

في وقت لاحق الجمعة، أعلن قصر باكينغهام في بيان أن الملك تشارلز الثالث وزوجته كاميلا يأملان بزيارة فرنسا “فور إيجاد موعد” جديد لها. وقال القصر إن “صاحبي الجلالة يتطلعان لفرصة زيارة فرنسا فور إيجاد موعد لذلك”.

من جهته أعلن داونينغ ستريت أن إرجاء الزيارة تقرر بعد طلب وجهه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بهذا الصدد، بسبب حركة الاحتجاج الواسعة في فرنسا على إصلاح نظام التقاعد والتي شابتها أعمال عنف.

وقال ناطق بإسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن “القرار اتخذ بالتوافق بين كل الأطراف بعدما طلب الرئيس الفرنسي من الحكومة البريطانية إرجاء الزيارة”.

في المقابل، أبقي على موعد زيارة الملك وزوجته إلى ألمانيا.

Exit mobile version