Site icon PublicPresse

بوتين يعلن نشر أسلحة نووية “تكتيكية” في بيلاروسيا.. الناتو والإتحاد الأوروبي يعتبران القرار تصعيداً خطيراً (فيديو)

أصيب 3 أشخاص في هجوم بطائرة مسيرة محملة بمتفجرات في مدينة كيرييفسك بمقاطعة تولا الروسية، واتهمت موسكو كييف بالوقوف وراء الهجوم الذي يعد الثالث خلال العام الجاري داخل الأراضي الروسية.

ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء وخدمات الطوارئ عن مصدر بإحدى وكالات إنفاذ القانون قوله إن طائرة مسيرة أوكرانية كانت وراء انفجار وقع اليوم الأحد وأدى إلى إصابة 3 أشخاص وتضرر 3 مبان سكنية بإحدى المدن الروسية.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه تم التمكن من تعطيل نظام الملاحة في هذه المسيرة قبل محاولتها استهداف تولا، وقالت إن المسيرة من طراز “تي يو-141” (TU-141) وتتبع القوات الأوكرانية.

ولم ترد كييف حتى الآن على طلب للتعليق، ونفت في السابق تأكيدات روسية بأن طائراتها المسيرة، المعروفة أيضا باسم “يو إيه في”، دخلت المجال الجوي الروسي وألحقت أضرارا بالبنية التحتية المدنية.

ونقلت وكالة تاس عن مصدر في إحدى وكالات إنفاذ القانون قوله إن المسيرة الأوكرانية تسببت في انفجار وسط مدينة كيرييسفك الواقعة على بعد نحو 220 كيلومترا جنوبي موسكو. كما نقلت الوكالة عن ممثل لخدمات الطوارئ المحلية قوله إن الانفجار وقع الساعة 12:20 بتوقيت غرينتش وأحدث حفرة كبيرة في قلب كيرييفسك.

وأفادت وكالات الأنباء الروسية بأنه لا يُعتقد أن أيا من المصابين الثلاثة في الانفجار أُصيب بجروح خطيرة.

أسلحة نووية “تكتيكية” في بيلاروسيا
إلى ذلك، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت في مقابلة بثها التلفزيون الروسي أن موسكو ستنشر أسلحة نووية “تكتيكية” على أراضي بيلاروسيا بحلول تموز.

وبرر هذا القرار بنية لندن إرسال ذخائر باليورانيوم المستنفد إلى أوكرانيا، وفق تصريحات صدرت مؤخرا عن مسؤولة بريطانية. وتوعد بوتين باستخدام هذا النوع من القذائف إذا تلقت كييف ذخائر مماثلة من الغربيين. وقال: “روسيا تملك بالطبع الرد. لدينا بدون مبالغة مئات آلاف القذائف من هذا النوع، لا نستخدمها في الوقت الحاضر”.

وكشف الرئيس الروسي: “إعتبارا من 3 نيسان سنباشر تدريب الفرق. وفي الأول من تموز/يوليو سننجز بناء مستودع خاص للأسلحة النووية التكتيكية على أراضي بيلاروسيا”.

وأضاف: “لا شي غير اعتيادي هنا: الولايات المتحدة تفعل ذلك منذ عقود. هي تنشر منذ زمن طويل أسلحتها النووية التكتيكية على أراضي حلفائها”. وتابع: “اتفقنا على القيام بالأمر نفسه” مؤكدا الحصول على موافقة مينسك.

وتابع قائلاً: “سبق أن ساعدنا زملاءنا البيلاروس وجهزنا طائراتهم … بدون انتهاك التزاماتنا الدولية على صعيد منع انتشار الأسلحة النووية. ثمة عشر طائرات جاهزة لاستخدام هذا النوع من السلاح”.

أوكرانيا تدعو لإجتماع عاجل
وبعد حديث الرئيس الروسي، دعت أوكرانيا الأحد إلى إجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لمواجهة “الإبتزاز النووي” الروسي.

وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان “تنتظر أوكرانيا إجراءات فعالة من قبل المملكة المتحدة والصين والولايات المتحدة وفرنسا، لمواجهة الابتزاز النووي الذي يمارسه الكرملين”.

وأضافت “نطالب بعقد اجتماع استثنائي لمجلس الأمن الدولي فورا من أجل هذا الغرض”، داعية مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي للضغط على بيلاروسيا من خلال تهديدها بـ”عواقب وخيمة” إذا قبلت نشر أسلحة نووية روسية.

واعتبر مستشار أمني كبير للرئيس الأوكراني اليوم الأحد أن خطط روسيا لنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا سيزعزع استقرار تلك الدولة، واتهم موسكو باحتجاز مينسك “رهينة”.

وقال أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف عن الأمر إنه “خطوة صوب زعزعة استقرار” بيلاروسيا، مضيفا أنها تفاقم ما وصفه بمستوى “النظرة السلبية والرفض الشعبي” لروسيا وبوتين داخل بيلاروسيا. وكتب على تويتر “لقد أخذ الكرملين بيلاروسيا رهينة نووية”.

وانتقد مستشار كبير آخر للرئيس الأوكراني الأحد خطة بوتين، وقال إن تصرفات الرئيس الروسي كانت “متوقعة جدا”. وكتب ميخايلو بودولياك في تغريدة على تويتر “الإدلاء بتصريح عن أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، إنه يعترف بأنه خائف من الهزيمة وكل ما يمكنه فعله هو التخويف (بالأسلحة) التكتيكية”.

موقف واشنطن والناتو
وقللت واشنطن، القوة النووية العظمى الأخرى في العالم، من شأن المخاوف المتعلقة بإعلان بوتين وإمكانية استخدام موسكو للأسلحة النووية في الحرب في أوكرانيا.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية “لا نرى أي سبب لتعديل سياستنا النووية الإستراتيجية، ولا أي مؤشرات على أن روسيا تستعد لاستخدام سلاح نووي. ما زلنا ملتزمين بالدفاع المشترك لحلف شمال الأطلسي”.

وفي أول ردّ فعل من الناتو، قال متحدث باسم الحلف إن خطاب روسيا عن الأسلحة النووية خطير وغير مسؤول، والحلف متيقظ ويراقب الموقف. وأضاف أن الحلف لم يرَ أي تغيير في وضع روسيا النووي يدفع لتعديل وضع الناتو النووي.

موقف الإتحاد الأوروبي
ومن جهته، أكد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن استضافة بيلاروسيا أسلحة نووية روسية يمثّل تصعيدا غير مسؤول، ويشكل تهديدا للأمن الأوروبي.

واعتبرت الخارجية البولندية أن قرار بوتين نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا خطوة لجذبها نحو آلة الحرب الروسية.

وعلى الرغم من أن خطوة بوتين كانت متوقعة إلى حد ما، وقال بوتين إنها لن تنتهك تعهدات بلاده المتعلقة بالحد من انتشار الأسلحة النووية، لكنها تعد أكثر المؤشرات صراحة من جانب موسكو على إمكان استخدام الأسلحة النووية منذ بدأت حرب أوكرانيا قبل نحو 13 شهراً.

وشبّه بوتين خططه بما فعلته الولايات المتحدة من نشر أسلحة في أوروبا، وقال إن بلاده لن تنقل السيطرة على تلك الأسلحة لمينسك. لكنها مع ذلك ستكون المرة الأولى منذ منتصف التسعينيات التي تنشر فيها روسيا مثل تلك الأسلحة خارج أراضيها.

وقال خبراء لرويترز إن أهمية هذا التطور تكمن في أن موسكو كانت تفاخر حتى الآن في أنها -على عكس واشنطن- لم تنشر أي أسلحة نووية خارج حدودها.

ويشير مصطلح الأسلحة النووية “التكتيكية” إلى الأسلحة التي تستخدم لتحقيق مكاسب محددة في ساحة المعركة، وهي غير الأسلحة ذات القدرة على إبادة المدن. وليس واضحا عدد الأسلحة التي تمتلكها روسيا من هذا النوع نظرا لأن هذا الأمر محاط بالسرية منذ الحرب الباردة.

الوضع الميداني
وفي ساحة القتال، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأحد إن القوات الروسية استهدفت مواقع عسكرية في خاركيف ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون، وكبدت الجانب الأوكراني خسائر كبيرة.

وقال كبير موظفي الرئاسة الأوكرانية آندري يرماك إن القوات الروسية دمرت أيضا بنايتين سكنيتين في ضربة صاروخية على مدينة أفدييفكا في منطقة دونيتسك شرق البلاد، ولم يفصح إن كان الأمر قد أسفر عن قتلى أو مصابين.

وأظهرت أوكرانيا بعض التفاؤل في الأيام القليلة الماضية بشأن وضعها في معركة شرسة تدور منذ أشهر للسيطرة على مدينة باخموت شرق البلاد.

وقال القائد العام للقوات الأوكرانية الجنرال فاليري زالوجني أمس السبت إن القوات الأوكرانية تمكنت من إحباط هجوم روسي على باخموت وما حولها، مشيرا إلى أن الوضع مستقر في المنطقة.

وقالت هيئة الأركان العامة اليوم الأحد إن القوات الأوكرانية صدت 85 هجوما روسيا على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية في عدة مناطق على الجبهة الشرقية، بما في ذلك منطقة باخموت التي تشهد معارك ضارية على مدى الأشهر القليلة الماضية.

وباخموت هدف رئيسي لروسيا في مسعاها للاستيلاء على منطقة دونباس الصناعية الأوكرانية بالكامل. وعبّر القادة الروس في وقت ما عن ثقتهم في أن المدينة ستسقط قريبا، لكن مثل هذه الادعاءات تراجعت بسبب شراسة القتال.

Exit mobile version