Site icon PublicPresse

لابيد يصف بن غفير بـ”مهرج تيك توك” ومسؤول إسرائيلي رفيع يعترف: صور الإعتداء على الأقصى “مروعة”

موازاة مع إقتحام ما يقارب ألف مستوطن باحات المسجد الأقصى بحماية عسكرية إسرائيلية، إنضم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إلى قائمة المحذرين من تداعيات التصعيد، في حين إعترف مسؤول إسرائيلي رفيع أن صور الإعتداءات في المسجد الأقصى “مروعة” وأنها “ألحقت ضرراً كبيراً بإسرائيل”.

وشدد لبيد، بعد تلقيه إحاطة أمنية من نتنياهو، على أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غير مؤهلة للتعامل مع الوضع الأمني الراهن، مطالباً بتغيير الطاقم الأمني المصغر، مع إشارة واضحة لوزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير الذي وصفه بـ”المهرج”.

وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية إن الحرم القدسي خلال شهر رمضان هو المكان الأكثر إنفجاراً في العالم ولا يمكن أن يديرها “مهرج تيك توك”. وكشف لابيد عقب الإجتماع مع نتنياهو أنه وصل إلى الإجتماع قلقاً وخرج منه أكثر قلقاً. وشدد على ضرورة تشكيل طاقم وزاري آخر أكثر فعالية، حتى يكون قادراً على معالجة الوضع المأزوم أمنياً.

في السياق ذاته، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن صور اعتداءات الشرطة في الأقصى مروعة وألحقت ضررا كبيرا بإسرائيل. وقال المسؤول، حسب القناة 12، إن الشرطة إضطرت للدخول إلى الأقصى، لكن الإعتداءات كان مبالغاً فيها وسيتم التحقيق فيها. وأضاف أن الوضع قابل للإشتعال، وما يحدث في الأقصى سيحدد إذا ما كان التوتر سيستمر أو يتلاشى.

وكان أكثر من 900 مستوطن ومتطرف يهودي إقتحموا المسجد الأقصى صباح اليوم الأحد في رابع أيام عيد الفصح اليهودي بحماية من الشرطة الإسرائيلية.

وسبق ذلك إقتحام الشرطة الإسرائيلية باحات المسجد عقب صلاة الفجر لتأمين الإقتحامات، وكذلك في محيط المسجد وداخل أزقة البلدة القديمة بهدف تأمين ما تُعرف بصلاة “بركة الكهنة” التي شارك فيها آلاف اليهود في ساحة حائط البراق الملاصق للمسجد الأقصى، الذي يطلق عليه اليهود “حائط المبكى”.

مسؤولية إسرائيل
ويتوقع أن تتواصل إقتحامات المستوطنين والمتطرفين الأقصى بأعداد كبيرة يوم غد الإثنين تلبية لدعوات أطلقتها منظمات يهودية متطرفة لتكثيف الاقتحامات في باقي أيام عيد الفصح اليهودي الذي ينتهي الأربعاء المقبل.

من جهتها، حذرت الخارجية الفلسطينية من مخاطر زيادة أعداد المشاركين في إقتحامات المسجد الأقصى، وتداعيات حملات التحريض المتواصلة والممنهجة ضد القدس ومقدساتها.

واعتبرت الخارجية الفلسطينية الإعتداء الإسرائيلي المتواصل على المسجد الأقصى إمتداداً لمحاولات تغيير واقعه القانوني والتاريخي، وطالبت مجلس الأمن الدولي باتخاذ ما يلزم من الخطوات العملية لتنفيذ القرارات الأممية.

توتر إسرائيلي أردني
وكان الأردن قد رفض إستلام رسالة رسمية من إسرائيل تطالب بالضغط على الأوقاف الإسلامية لإخراج المعتكفين والذين وصفتهم بالإرهابيين.

ومساء السبت، حذرت وزارة الخارجية الأردنية بشدة “من التبعات الكارثية لاستمرار إسرائيل في خرق الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف وانتهاكاتها لحرمة الأماكن المقدسة وحق المسلمين في أداء شعائرهم الدينية في هذا الشهر الفضيل”.

وأكد الناطق بإسم الخارجية الأردنية سنان المجالي أن “الإعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف وعلى المصلين هي التي تفجر العنف وتزيد التوتر”، معتبرا أن “وقف إسرائيل انتهاكاتها للحرم وللقانون الدولي ولحق الفلسطينيين في تأدية واجباتهم الدينية سيحول دون المزيد من التوتر”.

دعم أميركي لإسرائيل
على صعيد آخر، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لنظيره الإٍسرائيلي يوآف غالانت دعم واشنطن لأمن إسرائيل وحثها على عدم اتخاذ إجراءات تفاقم التوتر.

وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية، في بيان، إن غالانت أطلع نظيره الأميركي على ما وصفته “بالهجمات الإرهابية” التي تعرضت لها إسرائيل مؤخرا وشملت إطلاق صواريخ وقذائف صاروخية على إسرائيل من غزة ولبنان، وإنه استعرض لأوستن جهود إسرائيل لحماية مواطنيها.

ونقل البيان عن غالانت قوله، إن “المؤسسة الدفاعية (يقصد الجيش) في إسرائيل، تقوم بجهود للرد على أي تهديد ضد الإسرائيليين والقوات الإسرائيلية”، وقال إن “الجيش يعمل على تمكين حرية الصلاة داخل المسجد الأقصى”.

وردا على الاقتحامات المتكررة داخل المسجد الأقصى الأربعاء والخميس، تصاعد التوتر ووقعت اشتباكات في أنحاء مختلفة من الأراضي الفلسطينية ومناطق داخل الخط الأخضر، بالإضافة إلى إطلاق قذائف صاروخية من لبنان وغزة وسوريا.

من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مسلحاً دخل مستوطنة أسايل في جنوب الخليل مساء أمس السبت وهرعت القوات الإسرائيلية إلى المكان.

في الأثناء، أغلق عشرات الفلسطينيين أمس السبت أبواب المصلى القبلي للمسجد الأقصى المبارك من الداخل قبيل انتهاء صلاة التراويح. وأكد المعتكفون أنهم أغلقوا الأبواب لمنع قوات الاحتلال من اقتحام المسجد وإخراجهم بالقوة.

شهيد وإعتقالات وإعتداءات
وكان إستشهد مساء السبت شاب فلسطيني بالرصاص الإسرائيلي في بلدة عزون قضاء محافظة قلقيلية.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الشاب عاهد عزام (20 عاماً) إستشهد متأثرا بجروح أصيب بها مساء السبت خلال مواجهات إندلعت مع القوات الإسرائيلية عند المدخل الشرقي للبلدة. وأضافت أن الشاب أصيب بالرصاص الحي في البطن والصدر حيث حاولت الطواقم الطبية إنعاشه، لكنه فارق الحياة.

وبذلك ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 95 برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية وشرق القدس منذ بداية العام الجاري بينهم 17 طفلاً وسيدة.

واندلعت مواجهات متفرقة في الضفة الغربية، إذ أصيب شاب بالرصاص الحي في القدم وعشرات بالاختناق في الخليل، فيما شهدت بيت لحم اعتقال 3 أشخاص.

وذكر مكتب إعلام الأسرى ومصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال اقتحمت السبت ساحات المسجد الأقصى من جهة باب الناظر “المجلس”، كما اعتقلت 6 فتية من بلدة بيت حنينا بالقدس المحتلة.

كما قالت وسائل إعلام فلسطينية إن “مواجهات إندلعت مع قوات الإحتلال في بلدة العيساوية بالقدس المحتلة”.

وفي السياق ذاته، هاجم مستوطنون أمس مواطنين فلسطينيين قرب المدخل الشمالي لمدينة البيرة بالضفة الغربية.

وأفاد شهود عيان بأن مجموعات من المستوطنين المتطرفين تجمهروا بالعشرات في الشارع الالتفافي الرئيسي قرب حاجز مستوطنة بيت أيل العسكري بعد خروجهم من السبت المقدس، وقاموا برشق الحجارة على مركبات الفلسطينيين والمنازل القريبة من الحاجز العسكري من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

كما رشق مستوطنون مركبات الفلسطينيين بالحجارة بالقرب من النقطة العسكرية المحاذية لقرى كفر نعمة ورأس كركر غربي رام الله، مما أدى إلى تحطيم زجاج بعض المركبات.

تصعيد المقاومة
ونعت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الشهيد عزام وأكدتا على “تصعيد المقاومة”. وقال الناطق بإسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حمادة إن الشعب الفلسطيني سيتصدى وسيقاوم الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى.

وأضاف حمادة، أن الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير وحكومته يتحملان المسؤولية الكاملة عن ما سيحصل للمسجد الأقصى والمرابطين فيه. وأكد أن عدوان الاحتلال على الأقصى، هو عدوان على حرية العبادة وعلى الشعب الفلسطيني. وأشار إلى أن نية حكومة الاحتلال أصبحت واضحة بتقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا.

Exit mobile version