Site icon PublicPresse

“الوثائق المسربة ” تكشف تفاصيل تجسس أميركا على حلفائها

باشرت الأجهزة المعنية في الولايات المتحدة الأميركية تقييم المخاطر التي قد تترتب على تسريب وثائق سرية أميركية حول الحرب في أوكرانيا وعدد من الدول الحليفة لواشنطن، في وقت علقت فيه موسكو على هذه التسريبات.

وقالت المتحدثة بإسم البنتاغون سابرينا سينغ “بدأت مباشرة التعاون بين الوكالات لتقييم تأثير (تسريب) هذه الوثائق المصورة على الأمن القومي وعلى حلفائنا وشركائنا”.

وأوضح البنتاغون أن الوثائق الاستخباراتية المسربة نشرت بنفس الشكل المستخدم لتقديم إفادات لكبار القادة. ولفت إلى أن بعض الصور المنشورة ضمن الوثائق الاستخباراتية المسربة تم تعديلها على ما يبدو.

وكشف أنه تم إطلاع وزير الدفاع الأميركي لأول مرة على تسريب الوثائق الاستخباراتية يوم 6 أبريل/نيسان الجاري. وقال “لن نخوض في صحة الوثائق المنشورة على الإنترنت لكن بعضها يبدو أنه يحتوي على مواد حساسة وسرية للغاية.

وجاء في بيان للبنتاغون “صور الوثائق المزعومة المنشورة على الإنترنت تبدو جزءا من كشف غير مصرح به لمواد سرية”.

وحسب تحليل وسائل إعلام أميركية، قد تكون هذه التسريبات مفيدة لموسكو، إذ إن هذه الوثائق تظهر مدى اختراق أجهزة الاستخبارات الأميركية أجزاء معينة من الجهاز العسكري الروسي.

وتحاول وزارة العدل الأميركية، التي فتحت تحقيقا السبت الماضي، تحديد مصدر التسريبات، وما زالت تدرس مدى صحة الوثائق التي تم نشرها.

ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤولين أميركيين أن هذه الوثائق تم تزوير بعضها، لكن معظمها أصلية وتتوافق مع تقارير لوكالة الاستخبارات المركزية متداولة في البيت الأبيض والبنتاغون ووزارة الخارجية، وفق المصدر نفسه.

ويقول بعض خبراء الأمن القومي ومسؤولون أميركيون إنهم يشتبهون في أن يكون المسرّب أميركيا، نظرا لاتساع الموضوعات التي تغطيها الوثائق، لكنهم لا يستبعدون ضلوع عناصر مؤيدة لروسيا.

وقال ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية “سي آي إيه” إنه من المرجح للغاية أن تكون موسكو هي التي دبّرت التسريب لبث الارتباك والفرقة المحتملة بين واشنطن وحلفائها.

مرض وفضيحة
ومن جانبه، قال الكرملين، الإثنين، إن هناك إتجاهاً عاماً لتحميل روسيا مسؤولية كل شيء، ردا على سؤال حول اتهامات باحتمال ضلوع موسكو في تسريب وثائق للمخابرات الأميركية.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف “لا يمكنني التعليق على هذا على أي نحو. أنا وأنتم نعلم أن هناك في الواقع اتجاها دائما لتحميل روسيا مسؤولية كل شيء. هذا، في العموم، مرض”.

ورفض جهاز المخابرات الخارجية الروسي التعليق حين سألته رويترز عن التسريبات الأميركية.

ووصف بيسكوف التسريبات بأنها “مثيرة جدا للاهتمام”. وفي رد على سؤال عن احتمال تجسس واشنطن على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال بيسكوف إن هذا غير مستبعد.

وأضاف “تكررت كثيرا حقيقة أن الولايات المتحدة كانت تتجسس على عدد من رؤساء الدول، خاصة في العواصم الأوروبية، منذ فترة طويلة، وتسبب هذا في مواقف فاضحة عديدة”.

إتهامات لروسيا بالوقوف وراء تسريب وثائق عسكرية أميركية حول الحرب في أوكرانيا (فيديو وصور)

أميركا تتجسس على حلفائها
وتظهر الوثائق السرية الأميركية المسربة أخيراً فرصة نادرة لكيفية تجسس الولايات المتحدة على الأعداء والحلفاء على حد سواء.

ويخشى المسؤولون الأميركيون من أن يؤدي الأمر إلى تعريض المصادر الحساسة للمعلومات الإستخبارية للخطر، فضلا عن إلحاق الضرر في العلاقات الخارجية المهمة.

وتظهر بعض الوثائق المسربة، التي يقول مسؤولون أميركيون إنها صحيحة، مدى إنغماس الولايات المتحدة في عمليات التنصت على الحلفاء الرئيسيين لها بمن فيهم كوريا الجنوبية وإسرائيل وأوكرانيا.

وتظهر وثائق أخرى مدى اختراق الولايات المتحدة لوزارة الدفاع الروسية ومجموعة “فاغنر” المسلحة.

ويقوم الإختراق الأميركي للروس على أمرين:

ويرى المسؤولون الأميركيون أن جواسيس مخابرات الولايات المتحدة باتوا معزولين أو معرضين للخطر.

تكشف وثائق مسربة عن نقاط ضعف في الأسلحة الأوكرانية مثل الدفاع الجوي وأحجام الكتائب ودرجة الاستعدادات في مرحلة مهمة من الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.

ويأتي تسريب الوثائق في وقت تحشد أوكرانيا قواتها من أجل شن هجوم مضاد ضد روسيا، وبعد أن طورت كييف وواشنطن علاقات أكثر ثقة بشأن تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال مصدر مقرب من الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن كييف بدأت في تغيير خططها العسكرية بسبب التسريب.

فضيحة أميركي – إسرائيلي حطّ وطار من لبنان: ضغوط أم غضّ طرف؟ (صور)

التجسس على الحلفاء

الإحتجاجات ضد نتنياهو
أثارت التسريبات غضبا في إسرائيل، إذ أظهر تقرير أعدته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه “، ومصدره أيضا اعتراض أنظمة الاتصالات، أن جهاز المخابرات الخارجية في إسرائيل” الموساد” شجعت الاحتجاجات على التعديلات التي كان يريد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إدخالها على القضاء قبل أن يتراجع في مارس الماضي.

وفي محاولة لامتصاص أزمة أهم دولة حليفة، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بيانا قال فيه إن التقرير كاذب وعار عن الصحة.
وتبين وثيقة أخرى كيفية تقييم الولايات المتحدة لسياسيات الحلفاء، وكيف يمكن للولايات المتحدة ممارسة التاثير عليهم لتعديل هذه السياسات، فمثلا تقول إحدى هذه الوثائق إن إسرائيل تعتبر أن تزويد أوكرانيا بأسلحة فتاكة بضغط من الولايات المتحدة سيؤدي إلى تدهور ملحوظ في العلاقات مع روسيا.

التجسس على الأعداء

Exit mobile version