Site icon PublicPresse

تشكيك أوروبي بقدرة كييف على تحقيق إختراق هذا العام وبوتين يوقع قراراً لتسهيل التعبئة العسكرية الإلزامية (فيديو)

نقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية عن مسؤولين أوروبيين أن حلفاء كييف يشككون بشكل متزايد في قدرة الجيش الأوكراني على تحقيق إختراق بالحرب ضد القوات الروسية هذا العام. في حين ذكرت الإستخبارات البريطانية إن القوات الأوكرانية لا تزال تسيطر على المناطق الغربية من مدينة باخموت شرقي البلاد.

وذكرت وكالة بلومبيرغ أن حلفاء كييف يقللون أيضاً توقعاتهم بشأن الهجوم الأوكراني المضاد المقبل، ويفكرون في الحاجة إلى قتال مكثف، مشيرة إلى أنهم يرجحون بدء الهجوم بحلول منتصف مايو/أيار المقبل، وأنه سيكون عملاً عسكرياً من إتجاهات عدة.

وقالت بلومبيرغ إن الهدف الأكثر واقعية، وفق المصادر ذاتها، هو تحقيق القوات الأوكرانية تقدما لمسافة 30 كيلومتراً لاستهداف خطوط الإمداد الروسية بالمدفعية.

من جهته، أكد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، في مقابلة مع قناة الجزيرة، أن الهجوم المضاد المتوقع يتأثر بسرعة وصول الدعم إلى أوكرانيا، مشيراً إلى أن بلاده ستواصل القتال حتى خروج آخر جندي روسي من البلاد.

وأشار كوليبا إلى أن علاقات بلاده مع الولايات المتحدة مبنية على الثقة، مضيفا أنهم يسعون لتحويل مشكلة تسريب الوثائق إلى فرصة لتسريع الحصول على الأسلحة المطلوبة. وأضاف أن توقيت الهجوم المضاد يتأثر طرديا بسرعة وصول الدعم إلى أوكرانيا، داعيا من وصفها بالدول الصديقة إلى مساعدة بلاده في تحقيق أهدافها.

كما شدد على أن أي خطة سلام يرغب أي طرف في طرحها ينبغي أن ترتكز على مبدأ أساسي هو احترام وحدة أراضي أوكرانيا ضمن حدودها المعترف بها دولياً. وأشار إلى أن أي خطة سلام تتضمن تنازل بلاده عن أراض لها هي أمر خاطئ سياسيا وقانونيا وأخلاقيا، وفق تعبيره.

ضغوط أوكرانية
ويضغط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومسؤولون كبار على الحلفاء الغربيين لتزويد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة التي تأمل كييف أن تمكّنها من شن هجوم مضاد كبير في وقت لاحق من العام الجاري.

وقال زيلينسكي، في كلمة مصورة في وقت متأخر أمس الخميس، “نُعد جنودنا.. نتطلع لوصول الأسلحة التي تعهد بها شركاؤنا. نقرب النصر إلينا قدر الإمكان”.

كما أكد رئيس الإستخبارات الأوكرانية كيريل بودانوف أن الجميع سيشعر في المستقبل القريب بنتائج الهجوم المضاد للقوات الأوكرانية على مواقع سيطرة الروس.

وأضاف، في مقابلة مع قناة “إيه بي سي نيوز” الأميركية، أن نجاح الهجوم المضاد بات أمراً ضرورياً ليس فقط للأوكرانيين، وإنما للحلفاء الذين يمدونهم بالأموال والذخيرة. وأشار إلى أنه من دون تحقيق انتصارات على الأرض، سوف يطرح السؤال عاجلا أم آجلا حول ما إذا كان الأمر يستحق الاستمرار في دعم أوكرانيا.

قانون للتعبئة
في سياق آخر، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، قانوناً يسهّل إستدعاء المطلوبين لأداء الخدمة العسكرية الإلزامية، في نص صادق عليه البرلمان خلال يومين، وفقا لوكالات الأنباء الروسية.

ويسمح القانون الجديد بتعبئة جنود الاحتياط إلكترونياً، عبر بوابة المؤسسات الحكومية الروسية، أو عند تبليغ أمر الإستدعاء لطرف ثالث، بعدما كان ينبغي تسليم أمر الإستدعاء للمطلوب باليد شخصياً.

مكونات صينية
من ناحية أخرى، نقلت وكالة رويترز عن مستشار في مكتب الرئيس الأوكراني أن القوات الأوكرانية عثرت على عدد متزايد من المكونات الإلكترونية الصينية في الأسلحة الروسية المستخدمة بأوكرانيا، في ظل تقلص الإمدادات الغربية لموسكو بسبب العقوبات.

وأشارت رويترز إلى أن معلومات استخباراتية جمعها خبراء أوكرانيون تشير إلى وجود مكونات صينية الصنع في نظام الملاحة لطائرة دون طيار من طراز “أورلان” كانت في السابق تستخدم نظاما سويسريا.

كما أفاد الخبراء بالعثور على أجزاء صينية في نظام مكافحة الحرائق في دبابات روسية كانت تستخدم أجزاء فرنسية الصنع.

معارك باخموت
ميدانياً، أعلنت روسيا، الجمعة، أن قواتها تخوض معارك للسيطرة على المناطق الغربية من باخموت حيث يحتدم القتال منذ أشهر، في حين أفادت بعض المصادر بأن أوكرانيا تواصل إستقدام مزيد من القوات للدفاع عن المدينة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، إن مقاتلين من مجموعة فاغنر شبه العسكرية يتقدمون باتجاه وسط المدينة بإسناد من سلاح الجو الروسي. وجاء في بيان الوزارة أن “وحدات فاغنر الهجومية تخوض عمليات قتالية مكثّفة للسيطرة على المناطق الغربية من المدينة”. وأشار البيان إلى أن القوات المجوقلة الروسية “تؤازر الفرق الهجومية وتكبح محاولات العدو في إيصال الذخائر إلى المدينة وإقحام عناصر الاحتياط”.

وأكدت روسيا، الخميس، أن قواتها تحاصر القوات الأوكرانية في باخموت وتمنع دخول أي تعزيزات إليها، وهو ما نفته كييف بشدة، مؤكدة أن الجيش الأوكراني يواصل إمداد قواته داخل باخموت بكل ما تحتاج إليه.

من ناحية أخرى، أسفر قصف روسي على مبنى سكني في مدينة سلوفيانسك شرقي أوكرانيا، الجمعة، عن مقتل 8 أشخاص وإصابة 21 آخرين، وفق ما أعلن الحاكم المحلي، مشيراً إلى إحتمال وجود أشخاص تحت الأنقاض.

وقد أفادت السلطات الأوكرانية بتجدد القصف على المدينة، وبث الرئيس الأوكراني على صفحته على موقع تليغرام مقطعا مصورا قال إنه للقصف الذي طال المدينة، واصفا إياه بالقصف الوحشي.

تقرير إستخباري
قال تقرير للإستخبارات البريطانية إن القوات الأوكرانية لا تزال تسيطر على المناطق الغربية من مدينة باخموت شرقي البلاد، كاشفة عن مشاكل كبيرة تواجهها في الإمداد اضطرتها للانسحاب من بعض مناطق المدينة.

وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في تقريرها اليومي عن الوضع في أوكرانيا أن القوات الروسية ومقاتلي مجموعة فاغنر أعادوا تنشيط الهجوم على باخموت بعد تحسين التعاون بينهم.

وبحسب موقع ريبار العسكري الروسي، فإن معارك “شرسة” لا تزال دائرة وسط باخموت بين قوات فاغنر والقوات الأوكرانية، مؤكدا أن الأخيرة لا تزال موجودة في تحصينات ومعاقل ببنايات ذات طوابق متعددة، وأنها تلقت تعزيزات من الضواحي الغربية للمدينة.

وأكد الموقع العسكري الروسي أن قوات فاغنر تحقق بعض التقدم في مناطق سيطرة القوات الأوكرانية، وتبسط سيطرتها على نحو 80% من مدينة باخموت، لكن الجيش الأوكراني ذكر في وقت سابق أن النسبة مبالغ فيها.

وذكر مسؤولون في كييف أن روسيا واصلت شن هجمات بلا هوادة على مدينة باخموت، التي يعدها الكرملين محورا رئيسيا في تقدمه البطيء شرقي أوكرانيا بعد أكثر من عام على الحرب.

وكتبت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني، عبر تطبيق تليغرام، أن قتالا عنيفا دار أمس الخميس في جميع المناطق على الجبهة الشرقية، وأضافت أن قوات موالية لكييف تصدت للهجمات في أغلب تلك المناطق. وتابعت “أغلب جهود العدو الهجومية تجري في قطاع باخموت”، مضيفة أن القادة الروس أعادوا توجيه الجنود إلى هناك من مناطق أخرى.

وأضافت المسؤولة الأوكرانية أن “العدو يستخدم وحداته الأكثر احترافية هناك، ويلجأ إلى استخدام كمية كبيرة من قطع المدفعية والطيران. يوميا، ينفذ العدو في باخموت من 40 إلى 50 عملية اقتحام و500 عملية قصف”.

وقالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية نفذت خلال الساعات الماضية 19 غارة جوية و39 رشقة صاروخية على عدد من المناطق المأهولة بالسكان شرقي أوكرانيا وجنوبها. وأضافت أن قواتها صدت 49 هجوما روسيا على مناطق باخموت وليمان وأفديفكا ومارينكا شرقي البلاد.

وأكدت الهيئة أن قواتها الجوية واصلت أمس الخميس قصف مناطق سيطرة الروس، في حين شنت المدفعية الأوكرانية ضربات على نقاط تحكم ومناطق لتمركز القوات والعتاد.

إنتشال جثث جنود
وفي سياق آخر، أعلنت كييف في وقت سابق، الجمعة، أنها إنتشلت 82 جثة لجنودها من الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.

ولم تعطِ “وزارة إعادة دمج الأراضي المحتلة مؤقتا” الأوكرانية أي تفاصيل عن كيفية انتشال الجثث، لكنها قالت إن الانتشال تم “بموجب قواعد اتفاقيات جنيف”.

وتبادلت القوات الأوكرانية والروسية الأسرى بشكل دوري خلال الحرب الروسية التي دخلت شهرها الـ14، وتستحوذ روسيا على مساحات شاسعة من الأراضي في شرقي وجنوبي أوكرانيا.

دبلوماسية ودعم أوروبي
أعلن وزير الخارجية الصيني تشين قانغ، الجمعة، إن بلاده مستعدة لمواصلة العمل من أجل السلام في أوكرانيا، وعبر عن أمله في أن تتحلى كل أطراف الأزمة بالموضوعية والهدوء وتعمل معا.

وقال، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك في بكين، إن “ثمة نقطة أود التأكيد عليها، وهي أن دور الصين في مسألة أوكرانيا، مقترحها، يتلخص في نقطة واحدة وهي الإقناع والدعوة للمحادثات ولن نفعل أي شيء لصب الزيت على النار”.

وأكد الوزير الصيني أن بلاده لن تبيع أي أسلحة إلى أطراف متورطة في الصراع في أوكرانيا، مشيرا إلى أن بيكن ستعمل أيضا على تنظيم عملية تصدير المواد ذات الاستخدام المزدوج المدني والعسكري وفقا للقوانين واللوائح.

بدورها، حثت وزيرة الخارجية الألمانية الصين على “دعوة المعتدي الروسي إلى وقف الحرب”، وقالت إنه لا توجد دولة لها تأثير على روسيا أكثر من الصين ونرغب في أن تستخدم تأثيرها لوقف الحرب.

أما الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل، فقال إنه سيكون من الصعب جدا، إن لم يكن مستحيلا، أن تثق أوروبا بالصين إذا لم تحاول إيجاد حل سياسي للأزمة الأوكرانية. وأضاف أنه “سيكون من المفيد أن يتحدث الرئيس الصيني إلى الرئيس الأوكراني”.

جاء ذلك في تصريحات منشورة على الموقع الإلكتروني للإتحاد الأوروبي كان من المقرر أن يدلي بها بوريل في مؤسسة بحثية في بكين اليوم الجمعة، لكنه اضطر إلى إلغاء رحلته إلى الصين لأنه أصيب بكوفيد-19.

مليار يورو للذخيرة
وقرر مجلس الإتحاد الأوروبي، الخميس، تخصيص مليار يورو لتعويض توريد الذخيرة لأوكرانيا حتى 31 مايو/أيار المقبل في إطار صندوق السلام الأوروبي.

ويسمح هذا الإجراء للاتحاد الأوروبي بتعويض دوله عن الذخيرة الممنوحة لأوكرانيا من المخزونات الحالية، أو من إعادة ترتيب أولويات الطلبات الحالية خلال الفترة بين التاسع من فبراير/شباط و31 مايو/أيار 2023، حسب المصدر نفسه.

وينفذ هذا القرار الجزء الأول من اتفاقية المجلس بتاريخ 20 مارس/آذار الماضي بشأن نهج ثلاثي المسارات يهدف إلى تسريع تسليم ذخيرة المدفعية والشراء المشترك لها.

وترفع هذه الخطوة إجمالي مساهمة الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا في إطار صندوق السلام الأوروبي إلى 4.6 مليارات يورو.

مقاتلات بولندية
وأمس الخميس، أعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أن بلاده وافقت على الطلب الذي تقدمت به بولندا لتسليم 5 طائرات حربية من طراز “ميغ-29” (MiG-29) إلى أوكرانيا.

وبموجب اتفاقية ثنائية، تحتاج بولندا، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلى موافقة ألمانيا لتسليم المقاتلات السوفياتية الصنع إلى أوكرانيا، لأنها من مخزونات ألمانيا الشرقية السابقة.

وتحتوي الاتفاقية على بند الاستخدام النهائي الذي يحظر على بولندا تسليم الطائرات المقاتلة إلى طرف ثالث من دون موافقة خطية من ألمانيا.

وتعدّ بولندا أول عضو في حلف الناتو يلبي احتياجات كييف من الطائرات الحربية. وكانت وارسو سلمت مؤخرا 8 طائرات حربية من الطراز نفسه لأوكرانيا من مخزونها الخاص.

Exit mobile version